يعاني كثير من الأشخاص من مغالطات في التفكير تعكر عليه عيش الحياة اليومية بشكل طبييعي. تندرج هذه المغالطات والأفكار الخاطئة تحت مسمى التشوهات المعرفية.
في هذا الموضوع اليوم سوف نتحدث عن مفهوم التشوهات المعرفية وأنواعها، وكيف يمكن علاجها والتخلص منها.
مفهوم التشوهات المعرفية
التشوهات المعرفية [1] هي نوع من الانحرافات التي تحدث في الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع المعلومات المحيطة به في العالم. وتعتبر هذه التشوهات شائعة جداً وتحدث في مختلف المجالات الحياتية، مثل الإدراك والذاكرة والتفكير واتخاذ القرارات.
انواع التشوهات المعرفية
تعتبر التشوهات المعرفية عاملاً مهماً في العديد من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والتوحد واضطرابات الأكل. وتتضمن هذه التشوهات العديد من الأنواع[2]، منها:
1- التعميم الزائف: وهي التوجه إلى استخدام تجربة واحدة فقط لتحديد اتجاه الأحداث في المستقبل، دون النظر إلى الحقائق الأخرى.
2- التفكير السلبي: وهو التركيز على الجوانب السلبية فقط من الأحداث والتجارب، دون النظر إلى الجوانب الإيجابية.
3- الانتقاء الشديد: وهي النزعة إلى اختيار البيانات التي تؤيد الآراء السابقة، دون النظر إلى البيانات الأخرى.
4- التضخيم والتهويل: وهي تكبير حجم المشكلات والأحداث دون وجود أسباب تستدعي ذلك.
5- الخطأ في التفسير: وهو الخطأ في تحليل المعلومات وفهمها بشكل غير صحيح.
6- التفكير الإجباري: وهو إجبار النفس على التفكير بطريقة محددة، دون النظر إلى البدائل الأخرى.
7- التفكير العكسي: وهو التركيز على الأمور السلبية فقط دون النظر إلى الجوانب الإيجابية.
يمكن للأفراد الذين يعانون من التشوهات المعرفية الحصول على العلاج والدعم اللازم من المختصين في المجال النفسي، مثل الأخصائيين النفسيين والمستشارين النفسيين والأطباء النفسيين. ويتضمن العلاج عادةً ممارسات العلاج السلوكي والتفكيري، والتي تهدف إلى تغيير الأنماط السلبية في التفكير والتصرف، وتحسين الحالة النفسية والجسدية.
إجراءات علاج التشوهات المعرفية
بالإضافة إلى العلاج السلوكي والتفكيري، يمكن للأفراد الذين يعانون من التشوهات المعرفية اتباع بعض الإجراءات البسيطة لعلاج التشوهات المعرفية[3]، مثل:
1- الاهتمام بالنوم الجيد والاسترخاء اليومي.
2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين التركيز والانتباه.
3- تناول وجبات صحية متوازنة والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.
4- ممارسة التأمل والتركيز على اللحظة الحالية لتحسين الوعي الذهني وتقليل التفكير السلبي.
5- البحث عن الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة والمختصين في المجال النفسي.
6- العمل على تعزيز الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها.
يجب على الأفراد الذين يشعرون بأي نوع من التشوهات المعرفية البحث عن الدعم النفسي والتوجه إلى المختصين في المجال النفسي للحصول على التشخيص المناسب والدعم والمساعدة اللازمة في تحسين الحالة النفسية والجسدية وتحسين جودة الحياة.
يمكن أن تتطلب التشوهات المعرفية العلاج النفسي الطويل الأمد، والذي يستند إلى ممارسات العلاج السلوكي والتفكيري، والتي تتضمن تعديل الأنماط السلبية في التفكير والتصرف، وتحسين الحالة النفسية والجسدية.
ممارسات العلاج السلوكي والتفكيري:
1- التحليل الوظيفي: وهو تحليل الأنماط السلبية في التفكير والسلوك والعمل على تغييرها.
2- التدريب على مهارات التحكم بالضغط: وهو تعليم الأفراد تقنيات التحكم في الضغط والتوتر والقلق.
3- التدريب على مهارات التفكير الإيجابي: وهو تعليم الأفراد كيفية التفكير بشكل إيجابي ومنح الأولوية للجوانب الإيجابية من الأحداث.
4- التدريب على مهارات التفكير النقدي: وهو تعليم الأفراد كيفية تحليل المعلومات والنظر في الرؤى الأخرى بشكل نقدي.
5- التدريب على مهارات التواصل: وهو تعليم الأفراد كيفية التواصل بشكل فعال مع الآخرين.
6- العلاج الدوائي: يمكن أن يساعد العلاج الدوائي في تحسين الحالة النفسية لبعض الأفراد الذين يعانون من التشوهات المعرفية.
يجب على الأفراد الذين يعانون من التشوهات المعرفية البحث عن الدعم النفسي والتوجه إلى المختصين في المجال النفسي للحصول على التشخيص المناسب والدعم والمساعدة اللازمة في تحسين الحالة النفسية والجسدية وتحسين جودة الحياة.
مقال ذي صلة: العلاقة بين الوعي الذاتي والصحة النفسية
أساليب تحسين الحالة النفسية والجسدية:
1- اليوغا والتأمل: وهي تقنيات تساعد في تحسين الوعي الذهني وتخفيف التوتر والقلق.
2- العلاج بالتدليك: وهو علاج يستخدم لتحسين الدورة الدموية وتخفيف الضغط النفسي.
3- العلاج بالفن: وهو علاج يهدف إلى تحسين المزاج وتعزيز الإبداع من خلال الرسم أو النحت.
4- العلاج بالموسيقى: وهو علاج يستخدم لتحسين المزاج وتخفيف الضغط النفسي من خلال الاستماع إلى الموسيقى.
5- العلاج بالحيوانات الأليفة: وهو علاج يستخدم لتحسين المزاج وتخفيف الضغط النفسي من خلال الاستمتاع بالحيوانات الأليفة.
يجب على الأفراد الذين يشعرون بأي نوع من التشوهات المعرفية البحث عن الدعم النفسي والتوجه إلى المختصين في المجال النفسي للحصول على التشخيص المناسب والدعم والمساعدة اللازمة في تحسين الحالة النفسية والجسدية وتحسين جودة الحياة. ويمكن استخدام بعض الأساليب والتقنيات لتحسين الحالة النفسية والجسدية.
التمارين الذهنية لتحسين التركيز والذاكرة
1- تدريب الذاكرة: وهو تدريب يهدف إلى تحسين القدرة على تذكر المعلومات والأحداث.
2- تدريب التركيز: وهو تدريب يهدف إلى تحسين القدرة على التركيز وتحديد الأولويات.
3- تدريب الملاحظة: وهو تدريب يهدف إلى تحسين القدرة على ملاحظة التفاصيل والاستماع بعناية.
4- تدريب التفكير الناقد: وهو تدريب يهدف إلى تحسين القدرة على التفكير بصورة منطقية وتحليل الأفكار والمعلومات.
يمكن للأفراد الذين يعانون من التشوهات المعرفية البحث عن الدعم النفسي والتوجه إلى المختصين في المجال النفسي للحصول على التشخيص المناسب والدعم والمساعدة اللازمة في تحسين الحالة النفسية والجسدية وتحسين جودة الحياة. ويمكن استخدام بعض التمارين الذهنية لللتخلص من الأفكار المزعجة.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
هل تعاني مشاكل في التفكير تصعب عليك حياتك. العلاج المعرفي السلوكي هو طريقك نحو التخلص من هذه الأفكار وتنمية الوعي الفكري الخاص بك.
من أجل الحصول على مساعدة فورية، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
ندرك أهمية فهم طبيعة هذه التشوهات وتأثيرها على حياتنا اليومية وتفاعلنا مع العالم من حولنا. إن توعيةنا بهذه الظاهرة تعزز قدرتنا على التعامل معها وتحفيزنا للبحث عن الحلول والتطور الذاتي.
علينا أن نتذكر دائمًا أن التشوهات المعرفية ليست عائقًا لا يمكن تجاوزه، بل هي تحديات يمكننا التعامل معها بشكل فعّال. يتعين علينا تشجيع الوعي العام حول هذا الموضوع والعمل على تشكيل بيئة داعمة وفاعلة للأفراد الذين يعانون من تلك التحديات.
في نهاية المطاف، تقوم تجاربنا وتحدياتنا بتحديد من نكون، وإذا تمكنا من فهم وتجاوز التشوهات المعرفية، فإننا سنمضي قدمًا نحو مستقبل يتسم بالنمو الشخصي والتفاعل الإيجابي مع العالم المعرفي الذي نعيش فيه.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا