الإرشاد النفسي من التخصصات المهمة اليوم ويرجع ذلك بسبب حاجة الإنسان لمن يأخذ بيده، ويحل مشكلاته. بالرغم أن أسلوب الإرشاد والنصح يستخدم منذ أقدم العصور كمساعدة المعلمين لطلابهم، والاًباء لأبنائهم في حل مشكلاتهم للوصول إلى السلام النفسي، ولكن اليوم أصبح بمنظور علمي أكثر، فالإرشاد النفسي عبارة عن علاقة تفاعلية بين المرشد والمسترشد.
ويواجه الإنسان الكثير من المشاكل النفسية نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث من فترة إلى أخرى، ومن هنا جاء دور الإرشاد النفسي لعلاج كافة الاضطرابات النفسية الناتجة عن تباعد الأفراد وتغيير نمط الحياة واختلاف أفراد المجتمع مما أثر على قيمهم وأخلاقهم. ولأن الإنسان هو البنية الأساسية في المجتمع فصلاح الإنسان من صلاح البيئة.
تعريف الإرشاد النفسي
الإرشاد النفسي ((psychological counselling)) هو أحد فروع علم النفس التي تهتم بوصول الإنسان إلى التوافق النفسي والرضا عن الذات، والتمسك بالمبادئ والأخلاق وبالتالي الوصول إلى الهدف الاسمي وهو السعادة.
يعمل الإرشاد النفسي على تعديل السلوك السيء واستبداله بسلوك إيجابي، بالإضافة إلي مساعدة الفرد على اتخاذ القرار الصحيح، وكيفية إيجاد حلول لمشكلاته، ودراسة الحقائق التي لها علاقة بمشكلته بمساعدة أشخاص مهتمين بهذه المجالات
ويمكن تعريف الإرشاد النفسي بأنه الخدمات التي يقدمها المتخصصون بناءً على مبادئ وأسس معينة، لمساعدة المسترشد على فهم ذاته، وإخراج الجانب الإيجابي منه لتحقيق التوافق النفسي، وتعليمه كيفية اتخاذ القرار، ويفيد الإرشاد النفسي في كل المراحل العمرية وفى العديد من المجالات المختلفة.
أهداف الإرشاد النفسي
- الإرشاد النفسي يعمل على تغيير سلوك المسترشد إلى الأفضل لتحقيق أهدافه بما يناسب المجتمع.
- مساعدة المسترشد على حل مشكلاته بنفسه، وتعليمه كيفية إتخاذ القرار والوصول به إلى مراحل النضج العام.
- إعطاء فرصة للعميل لتفريغ الشحنات السلبية الموجودة بداخله، والتنفيس عن نفسه في جو مريح ومناسب.
من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإرشاد النفسي مايلي:
1- تحقيق الذات
تحقيق الذات هو الهدف الأسمى والأهم للإرشاد النفسي، فالذات “كينونة الفرد” هي الصورة المعرفية للنفس البشرية، ودور المرشد هنا هو مساعدة العميل على تحقيق الذات مهما كانت حالته وقدراته العقلية، وسلوك الإنسان واستعداده الدائم يكون موجه بشكل رئيسي نحو تحقيق الذات.
يوجد عدة عوامل تؤثر في تكوين الذات منها البيئة المحيطة، والحالة المادية/ والحالة الاجتماعية، كما يوجد أنواع مختلفة من الذات منها:
- الذات المدرَكة: تعني كيف يرى الشخص نفسه.
- الذات الاجتماعية: هي ما يتصوره الآخرون عن الفرد.
- الذات المثالية: وهي ما يجبٍ أن يكون عليه الفرد.
- الذات الموجبة: هي الذات الإيجابية المعتدلة الواقعية التي تثق في نفسها، والوصول إليها هو الهدف الرئيسي للإرشاد النفسي.
يعمل المرشد على تنمية بصيرة العميل، وتطابق الذات الواقعية والذات المثالية” للوصول إلى “الذات الموجبة”.
2- توجيه الذات ” تسهيل النمو العادي”
هي تعليم المسترشد أن يكون قادر على توجيه وإرشاد نفسه بذكاء وبصيرة، ووضع أهداف لحياته والعمل على تحقيقها حتى يتحقق النضج النفسي، أي النمو السوي الذي يُحقق التقدم وتحسُن الحالة وليس مجرد تغيير ظاهري فقط.
3- تحقيق التكييف” التوافق”
يعنى تحقيق التوازن بين الفرد وبيئته عن طريق تغير وتعديل سلوك الفرد حتى يصل إلى العيش بسلام والرضا عن نفسه وبيئته، بالإضافة إلي إشباع حاجات الفرد مع متطلبات البيئة.
ولتحقيق هذا الهدف على المسترشد أن يتعلم مهارات التعامل مع المواقف الصعبة، وتطوير طاقات المسترشد، وكيفية اتخاذ القرارات.
أنواع التوافق
- التوافق النفسي: يعني الوصول إلى مرحلة الإتزان بين الفرد وما يحيط به.
- التوافق الشخصي: يعني الرضا عن النفس للوصول إلى السعادة والسلام الداخلي، مع إشباع الرغبات والدوافع، بالإضافة إلى التوافق لمطالب النمو في مراحله المختلفة.
- التوافق التربوي: مساعدة الفرد على اختيار المواد الدراسية التي تناسب قدراته، لتحقيق النجاح الدراسي.
- التوافق المهني: مساعدة الفرد على اختيار المهنة المناسبة لقدراته ومهاراته.،حتى يصل إلى أعلى مراتب النجاح.
- التوافق الاجتماعي: القدرة على التكيف مع المجتمع والبيئة، والالتزام بمعايير المجتمع وأخلاقياته، وتقبل الغير، وتحمل المسئولية الاجتماعية، لكي تتحقق الصحة الاجتماعية، ومنها أيضاَ التوافق الأسري والتوافق الزواجي.
4- تحقيق الصحة النفسية:
يعني تحقيق التوازن النفسي حتى الوصول إلى الرضا والسعادة، و”التوافق” لا يعنى الوصول إلى الصحة النفسية، فقد يكون الفرد متوافق مع البيئة المحيطة به، ولكن غير سوى نفسياَ، لأنه قد يساير البيئة من الخارج ولكن يرفضها من الداخل.
ولكي تصل بالعميل إلى الصحة النفسية، ساعده على حل مشكلاته أولا. والتخلص من الأسباب المؤدية لظهور تلك المشكلات.
5- تحسين العملية التربوية والتعليمية:
يستخدم الإرشاد النفسي في العملية التربوية في المدارس لتحقيق مناخ صحي للطالب ومعاملته على أساس أنه فرد في الفصل والمجتمع، وإعطائه فرصة للنمو بشكل سليم وصحي، بالإضافة أنه يسهل عليه عملية التعليم.
لتحسين العملية التربوية يجب عليك الاهتمام بما يلي:
- ضع في الاعتبار الفروق الفردية بين الطلاب، ومساعدة الطالب على النمو الصحي وفقاً لقدراته.
- تشجيع الطلاب على التحصيل الدراسي، وإثارة الدافع بداخلهم للوصول إلى الفائدة المرجوة وتحقيق النجاح.
- إمداد الطلاب بكل المعلومات التي تساعدهم لتحقيق التوافق النفسي، وحل مشكلاتهم بأنفسهم.
- تعليم الطلاب طرق المذاكرة الصحيحة والسهلة.
- إزالة الصعوبات الدراسية والنفسية والاجتماعية أمام الطلاب للحصول على أعلى الدرجات.
6- وضع المسترشد على أول الطريق لحل مشكلاته بنفسه
الإرشاد النفسي يساعد الفرد على حل مشكلاته مهما كان نوعها مشكلات تربوية أو مهنية أو إجتماعية، ويعلمه كيف يتخذ القرار السليم فى الوقت السليم، مع إكسابة المهارات اللازمة لمواجهه أى مشكلة تواجهه فى أى وقت.
خطوات الإرشاد النفسي
- الاستكشاف والاستطلاع: في أولى جلسات الإرشاد النفسي يعمل المرشد على تحديد مشكلة العميل، وتحديد الأسباب المؤدية إليها، بالإضافة إلى فهم العميل واتجاهاته السلبية والإيجابية لاستغلالها حتى يصل بالعميل إلى تحقيق أهدافه.
- توضيح وتحقيق القيم: يوضح المرشد القيم الحقيقية ويساعد المسترشد على فهمها، ومعرفة الفرق بين القيم والآمال، ومعرفة الأسباب المؤدية إلى الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر.
- تعزيز الاستجابات: عند التغلب على مشكلة ما عند المسترشد، فيقوم المرشد بتعزيز ذلك التغيير وتثبيته عن طريق المكافآت، وذلك لتشجيع ومساعدة العميل على التغلب على باقي المشكلات الموجودة لديه.
أنواع الإرشاد النفسي
1. الإرشاد السلوكي Behavioral counseling
يستخدم هذا الأسلوب من أساليب الإرشاد بهدف تعديل سلوك الأشخاص من خلال تطبيق أسس وقوانين نظريات الإرشاد السلوكي، والتي وضعها رواد وعلماء النظرية واطسون وبافلوف وثورنديك، وهو ما يسمى بالعلاج السلوكي وعمليات التعلم.
خصائص الإرشاد السلوكي
- السلوك الإنساني قابل للتقويم والتعديل.
- السلوك السلبي مكتسب من الخبرات السيئة التي يمر بها الإنسان.
- الأمراض النفسية تنتج عن تراكم عادات و سلوكيات سلبية تؤثر على نفسية الشخص.
مزايا الإرشاد السلوكي
- ينتج عن تعاون جميع أفراد المشكلة بشكل جماعي.
- وضوح الأهداف السلوكية المستهدفة من عملية الإرشاد.
- تضمن عملية إرشاد وعلاج ناجحة لاعتمادها على أُسس نظريات علمية دقيقة.
عيوب الإرشاد السلوكي
- الإلمام بجوانب السلوك الإنساني ومشاكله ليس بالأمر البسيط ولا السهل.
- يتعامل مع الأمراض الظاهرية للسلوك السلبي وليس مع أصل المشكلة.
- يُتوقع أن تعود المشكلة للظهور مرة أخرى مستقبلاً.
2. الإرشاد التربوي
أسس الإرشاد التربوي [1]
- يتعامل الإرشاد التربوي مع صعوبات التعلم في عملية التربية، ويعمل بشكل مركز على العملية التربوية والإرشادية كوحدة واحدة متكاملة.
- يتعامل مع عملية التربية على أنها أهم عمليات التوافق والسلام النفسي.
- عملية التربية والإرشاد وجهان لعملة واحدة.
- تهدف إلى خلق حياة إيجابي مميزة.
- تحمي التربية السليمة الأفراد مما يمكن مواجهته من مشكلات وصعوبات نفسية واجتماعية وسلوكية ونفسية وشخصية.
أساليب الإرشاد التربوي
- استخدام المناهج الدراسية والمكتبية في عملية الإرشاد.
- إستخدام برامج الأنشطة المدرسية والأسرية المختلفة في عملية الإرشاد.
- العمل من خلال فصول الدراسة وفصول ذوي القدرات الخاصة وكذلك قاعات الإرشاد الجماعي.
3. الإرشاد المباشر Directive counseling
فيما يلي أهم المعلومات عن الإرشاد المباشر[2]:
خطوات الإرشاد المباشر
- تحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة والشخص محل العملية الإرشادية.
- تركيب و تنظيم البيانات والمعلومات بطريقة علمية تساعد المرشد على اكتشاف نقاط قوة المسترشد وضعفه والإلمام بمشكلاته.
- تشخيص وتحديد المشكلة وما يدور حولها من جوانب وأسباب بكل دقة وصدق.
- تنبؤ المرشد بمراحل حل المشكلة وتصورها.
- إستشارة وتعاون المرشد والمسترشد معاً في حل المشكلة.
- تتبع المسترشد للتأكد من نجاح عملية الإرشاد وعدم ظهور نفس المشكلة مستقبلاً.
يجب أن يسود عملية الإرشاد جو من التفاهم والود والتفاعلية بين المرشد وصاحب المشكلة للوصول إلى أفضل تصور للمشكلة، وحلها عبر مجموعة من الإجراءات العلمية الدقيقة.
يسمى هذا الأسلوب بالإرشاد الممركز حول المرشد لأنه هو العامل الرئيسي والفاعل في هذه العملية ويقوم بكل خطوات الإرشاد تقريباً.
4. الإرشاد غير المباشر Nondirective counseling
الإرشاد الغير مباشر [3] أو غير الموجه، وضع هذه الطريقة كارل روجرز وترتكز على الشخص صاحب المشكلة نفسه (المسترشد). وتدور هذه الطريقة حول وعي الشخص بمشكلته وإلمامه بجوانب وأسباب هذه المشكلة والتفكير في طرق علاجها.
ولا يتعدى دور المرشد فيها كونه مستمع و مهيئ للظروف التي تيسر للمسترشد الوصول إلى حل لهذه المشكلة.
دور المرشد في عملية الإرشاد غير المباشر
- مساعدة المسترشد في التعبير عن مشكلته بأسلوب موضوعي وبسيط
- أن يستمع إلى المسترشد بحيادية وتركيز دون إصدار أحكام من جانبه.
- توجيه المسترشد توجيه عرضي دون أي إقتراحات أو أفكار للحل.
مميزات الإرشاد غير المباشر
- استبصار وفهم الشخص لمشكلاته بجميع جوانبها وأركانها.
- يكتسب المسترشد شجاعة في مواجهة المشكلات، وكذلك التغلب عليها.
- تقوية صفة الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وفهمها بطريقة سليمة.
- تقدير الشخص لرؤيته ورأيه وحقه في فهم ذاته وتقرير مصيره بحرية.
- يعتمد روجرز في الإرشاد غير الموجه على قدرة الفرد الشخصية على فهم مشكلته وتقرير مصيره دون تدخل أو تقديم أي مساعدة من المرشد.
عيوب الإرشاد غير المباشر
أغفل هذا النوع من الإرشاد نقطة مهمة جداً في العملية الإرشادية، ألا وهي جانب التشخيص للمشكلة، وفقدان المسترشد لجانب النصح والتوجيه من المرشد.
5. الإرشاد باللعب [4]
اللعب هو نشاط مميز جداً لدى الأطفال يُولد معه بالفطرة، ويتطور معه طوال مراحل نموه المختلفة. ومن الجيد الاستفادة من هذا النشاط المحبب للأطفال للعمل على تعديل سلوكياتهم وإكسابهم العديد من المهارات والسلوكيات الجديدة.
أُسس الإرشاد باللعب
- يجمع بين علم نفس النمو وعلم النفس العلاجي وكذلك علم النفس العام في عملية الإرشاد.
- يعتبر القيام بأي سلوك لا يهدف إلى إكتساب معرفة أو مهارة جديدة هو تجسيد لمصطلح اللعب.
أساليب الإرشاد باللعب
- اللعب الحر غير المقيد بهدف معين.
- اللعب المخطط والموجه لهدف ما.
- اللعب كعملية إرشاد وعلاج سلوكي.
مميزات الإرشاد باللعب
- يعتبر من أنجح الطرق لتحقيق أهداف عملية الإرشاد بكل سهولة ويسر، وبنسبة نجاح أكبر.
- عملية الاستبصار بما يناسب الطفل ومرحلته السنية من أنشطة.
- يكسب الطفل خبرات ومهارات تناسب سنه و شخصيته وتفكيره،.
- يجعل الطفل إجتماعي وإيجابي.
- يعطى الطفل فرصة للتعبير عن ذاته.
6. الإرشاد الفردي Individual Counseling
علاقة بين فردين فقط هما المرشد والمسترشد، وتتم فيها التركيز على مشكلة الفرد النفسية والأسرية والشخصية والتعامل معها من خلال أُسس ونظريات عمليات الإرشاد.
وتميز هذا الأسلوب من الإرشاد بالحفاظ على خصوصية المسترشد خاصاً إذا تعلقت مشكلته بجانب يخجل من مشاركة الأخرين له فيه، مثل مشكلات الإضطراب الجنسي أو مرض السرقة.
ويجب أن تتم هذه العلاقة في جو من السرية والمهنية في جمع المعلومات عن المشكلة، ووضع إستراتيجيات حلها بالطرق والأساليب العلمية المناسبة، مع مراعاة الفروق الفردية بين كل مسترشد باختلاف الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة به. ويعتبر هذا النوع من الإرشاد من أفضل الطرق للتغلب على مشكلة الانطواء والخجل عند المسترشد في عرض مشكلته والرغبة في السرية والخصوصية.
مميزات الإرشاد الفردي
- يرتكز على المسترشد وشخصيته ومشكلته بشكل كبير.
- يسر المجهود المطلوب من المرشد في عملية الإرشاد.
- عملية الإرشاد مهنية ومركزة الى حد ما.
7. الإرشاد الجماعي Group Counseling
ارتبط ظهور الإرشاد الجماعي ببعض الأمراض مثل ما فعله جوزيف برايد عام 1905، والذي يعتبر أول من بدأ الإرشاد الجماعي حيث قام بتطبيقه على مجموعة من مرضى السل لمساعدتهم في التغلب على القلق و الاكتئاب المصاحب لمرضهم، وذلك من خلال الحديث معهم ومناقشتهم في أمور تصرف تفكيرهم عما يعانون منه في مرضهم فيما أسماه بالسيطرة على التفكير.
وقد امتد هذا الأسلوب في عشرينات نفس القرن لمعالجة مرضى أخرين من أمراض مختلفة أخرى مثل مرض الإدمان والعصابيين والاضطرابات الجنسية، والتي طبقت عام 1909 على يد كودي مارش على أمراض العصابيين.
وكذلك يستخدم الإرشاد الجماعي في المجالات الأسرية والصعوبات التي تواجهها، فالإرشاد الجماعي عملية تضم مجموعة من الأشخاص تجمعهم مشكلة معينة.
مزايا الإرشاد الجماعي
- تعالج مشكلة نقص المرشدين النفسيين في بعض البلاد.
- تشجيع الأشخاص الذين لا يتفاعلون في الإرشاد الفردي بشكل أفضل.
- تكوين شبكة إجتماعية بين المتعالجين، وخصوصاً في وجود عامل مشترك هو المشكلة.
- مدة العلاج أقل نسبياً من الإرشاد الفردي.
عيوب الإرشاد الجماعي
- عدم ضمان سرية وخصوصية معلومات المسترشد.
- تطبيق هذا النوع من الإرشاد قد يواجه بعض الصعوبات.
- تأثيره على شخصية المسترشد ضعيف إلى حدا ما.
- تناقص الخبرة والمهارة لدى عدد من المرشدين.
8. الإرشاد الانتقائي
هو أسلوب إرشادي يتيح الفرصة للمرشد في أختيار نوع الإرشاد الذي يراه مناسباً للمسترشد ومشكلاته سواء توجيه مباشر أو غير مباشر، وتتم في خطوات دقيقة وعلمية وهي:
- وضع تصور عام عن طرق و أساليب الإرشاد المختلفة.
- وضعت تصور عن إستراتيجيات كل إسلوب على حدا.
- تحديد أفضل إسلوب للإرشاد يتناسب مع المشكلة وشخصية المسترشد.
- التأكد من الوصول الى الهدف وتطبيق العملية الإرشادية بكل صادق وعملية.
مزايا الإرشاد الانتقائي
- تعدد الخيارات الإرشادية للحصول على أنسبها، بالنسبة للشخص والمشكلة.
- التمرد على الأفكار التقليدية والحرية في تطبيق العملية الإرشادية.
- تطبيق عملية الإرشاد بصورة أكثر فاعلية وإيجابية.
عيوب الإرشاد الانتقائي
- لا يلتزم هذا النوع من الإرشاد بأُسس الإرشاد الثابتة ونظرياته.
- ينتقد البعض هذا الأسلوب بإنه مجرد توفيق لأساليب مختلفة من أساليب الإرشاد الأخرى.
9. الإرشاد بالقراءة Reading counseling
يعتمد برنامج الإرشاد هنا على التفاعل من خلال كتيبات ومنشورات مكتوبة للاستفادة مما يقدم عليها وهو نوع من التفاعل الدينامي، لتحقيق هدف علاجي أو إرشادي والوصول لنمو نفسي وفكري والسلوكي سليم.
أهداف الإرشاد بالقراءة
- اكتساب قدر من المعرفة والمهارات الخاصة بموضوع الإرشاد.
- بناء القدرة على التفكير السليم للتفاعل.
- إتاحة الفرصة للمقارنة بين العديد من المشكلات، وطرق حلها.
- إتاحة فرص وتصورات بديلة للموقف.
مميزات الإرشاد بالقراءة
- تفاعل العميل الإيجابي مع كل ما يقرأ ويفهم.
- التغلب على الصعوبات النفسية والاجتماعية.
- تحصيل قدر كبير من المعرفة والوعي.
10. الإرشاد بالواقع Reality Counseling
الإرشاد الواقعي يعتمد على قيام الأفراد بمسؤوليات معينة في سبيل الحصول على حاجاتهم الواقعة.
إجراءات الإرشاد الواقعي
- إنشاء تفاعل إيجابي بين طرفي الإرشاد بكل صدق ومودة.
- فهم وتحليل السلوك السلبي للمسترشد.
- وضع تقييم سلوكي للمشكلة محل الإرشاد.
- تخطيط دقيق للسلوك الإيجابي المستهدف من عملية الإرشاد.
- الإصرار على تحقيق الاستراتيجيات الموضوعة لتنفيذ خطة العلاج.
- متابعة وتقييم مدى الالتزام بخطوات الإرشاد الواقعي.
- التدريب والعمل على تعلم السلوك الإيجابي.
- متابعة العمل على إتمام عملية الإرشاد بنجاح.
11. إرشاد وقت الفراغ Leisure Time Counseling
هو أسلوب قائم على الإستفادة من أوقات الفراغ لدى الشخص في إكتساب وتعلم سلوكيات جديدة، وكذلك تقويم السلوكيات السلبية من خلال عملية الإرشاد.
وهو فعال جداً بعيداً عن الإلتزام والروتينية في عمليات الإرشاد الأخرى.
أُسس إرشاد وقت الفراغ
- إستغلال وقت الفراغ فيما يفيد ويبني شخصية الفرد.
- وقت الفراغ ليس جانب عديم القيمة بل إنه ذو قيمة كبيرة في عملية الإرشاد النفسي.
- يجب العمل على إيجاد حل لزيادة أوقات الفراغ لدى البعض.
- وقت الفراغ جانب إيجابي جداً للقضاء على ملل الحياة الروتينية.
- يقوم المرشد بتوجيه المسترشد في هذه الحالة إلى الإتجاهات والأنشطة التي يستطيع فيها أن يحقق أهداف معينة واكتساب سلوكيات محددة بما يتوافق مع العملية الإرشادية.
12. الإرشاد العرضي Incidental counseling
هو إرشاد يُقدم في وقت محدد لمشكلة عرضيه قائمة، ويتم بشكل سطحي دون الدخول فى تفاصيل دينامية للمسترشد، ولا يستند إلى أي إستراتيجيات أو نظريات علمية، فهو إرشاد لحظي لا يندرج تحت أي قواعد ولا يحتاج لزمن أو مكان محدد.
إستخدامات الإرشاد العرضي
- يستخدم في ظل ظروف وإمكانيات معينة لا تسمح للمرشد إقامة عملية الإرشاد بكل قواعدها وإستراتيجياتها.
- ضيق الوقت أو صعوبة لقاء المرشد والمسترشد بصورة منتظمة للقيام بإجراءات عملية الإرشاد.
- حالات السلوكيات السلبية العارضة أو الطارئة.
عيوب الإرشاد العرضي
- عملية إرشاد غير مكتمل الأركان والشروط.
- لا يخضع لأُسس علمية دقيقة.
13. الإرشاد الذاتي Self counseling
يعتمد على ذاتية الشخص وفهمه لنفسه ولمشكلته دون تدخل من المرشد، وكذلك تفاعله معها بإيجابية في توجيه نفسه وأفكاره إلى ما يحتاج إليه من سلوكيات إيجابية بكل صبر ومثابرة و قوة إرادة، للوصول إلى الهدف المطلوب من عملية الإرشاد.
مميزات الإرشاد الذاتي
- توفير الكثير من المجهود والإجراءات الخاصة بعملية الإرشاد.
- تتم عملية الإرشاد والعلاج في وقت قياسي وسريع.
- وعي الفرد بذاته والتعامل معها بإيجابية وتفاعل.
- ثقة الفرد بنفسه و وتفكيره.
عيوب الإرشاد الذاتي
- يحتاج إلى دافع قوي يدفع الشخص إلى الرغبة في تعديل سلوكه.
- استهانة بعض الأفراد كعملية إرشاد، مما يؤدي إلى فشل الوصول الى الهدف.
14. الإرشاد المختصر Brief Counseling
يعتمد هذا الأسلوب على فنيات التدريب المكثف الذي يعمل على المشكلة بتركيز شديد في وقت محدد، بحيث يكتسب المسترشد السلوك المطلوب في مجهود مكثف ودقيق في وقت قصير.
أساليب الإرشاد المختصر
- التصريف الإنفعالي يستخدم في المواقف الطارئة التي تتطلب تفاعل سريع وإيجابي في نفس الوقت.
- الإرشاد العقلاني الإنفعالي أو ما يسمى بالإقناع المنطقي.
- الشرح والتفسير.
عيوب الإرشاد المختصر
- غير دقيق إلى حد ما.
- متاح للتعديل والتغيير من قبل أي شخص.
- لايمثل بناء علمي لشخصية الفرد.
أسس ومبادئ الإرشاد النفسي
مبادئ الإرشاد النفسي [5] هي مجموعة قواعد لابد أن يضعها المرشد في الاعتبار عند البدء في تعديل سلوك الفرد، وهي كالتالي:
السلوك: يعرف أنه النشاط الذي يقوم به الفرد، سواء كان طبيعيا أو مكتسب نتيجة للتفاعل مع البيئة، ويمكن أن يكون نشاط عقلي، أو جسدي، وهو ثابت نسبيا على مختلف الأزمان، أى يساعد المرشد على معرفة سلوك المسترشد في المستقبل.
مرونة السلوك الإنسانيّ: السلوك ثابت نسبيا وليس ثابت مطلقاً، أى يوجد نسبة مرونة، فمن السهل تعديله وتصحيحه بالتعليم والتوجيه والإرشاد، ويتغير نتيجة لاكتساب الخبرات والمهارات، والتغيير يكون من الداخل أيضا وليس مجرد تغيير خارجي.
قابلية الإنسان للإرشاد: الإنسان لديه قابلية لاستقبال النصيحة من ذوي الخبرة، بل أنه يحتاج إلى ذلك في معظم الأوقات خلال مراحل النُّموّ المُختلفة، فطبيعة الإنسان أنه اجتماعي لديه القابلية للتفاعل مع الآخرين وقبول النصيحة.
تأثير سلوك الفرد بالجماعة: كل شخص وله سلوك يتميز به ويتأثر بعقليته وانفعالاته، ولكن ربما يتأثر بالجماعة والعادات والضغوط من حوله، أي أن السلوك ناتج عن عوامل فردية وجماعية، لذلك فعلى المرشد أن يضع في اعتباره تأثير الجماعة على المسترشد بالإضافة إلى شخصية الفرد بحيث يصل في النهاية إلى التوافق الشخصي والاجتماعي.
تقبُّل واحترام الفرد: الثقة المتبادلة وتقبل المرشد للمسترشد مهما كانت مشكلته من أهم مبادئ الإرشاد النفسي التي تسهل عملية الإرشاد والتوجيه، وتساعد المسترشد على البوح بكل مابداخله.
حقُّ الفرد في اتخاذ القرار: الإرشاد لا يعنى اتخاذ القرار مكان العميل، وإنما مساعدة العميل على اتخاذ القرار السليم بنفسه وكيفيه مواجهه مشكلاته، فلا يحق للمرشد أن يجبر العميل على قرار معين أو وجهة نظر معينة.
حقُّ الفرد في الاستفادة من التوجيه والإرشاد: أي أن المسترشد له الحق أن يجد من يأخذ بيده ويرشده إلى الطريق الصواب، ويقدم له النصيحة.
استمرار الإرشاد: الإنسان بحاجة إلى النصيحة طوال العمر، عملية التوجيه مستمرة مدى الحياة ويشترك فيها كل من يتعامل مع الفرد من والدان ومرشدين ومعلمين لمساعدة الفرد لحل مشكلاته التي تختلف باختلاف المراحل العمرية.
اتباع تعاليم الدين: فهو ركن أساسي في توجيه الفرد وتعديل سلوكه، فهي أمر مهم جدا لكل من المرشد والمسترشد للوصول إلى الراحة والطمأنينة، لذلك يجب على المرشد أن يكون ملم بكل تعاليم الدين ومعرفة أسباب الأمراض النفسية كما جاء بها القراًن من ارتكاب ذنوب وبعد عن الله، وأن القرب من الله والبعد عن المعاصي يعالج الكثير من الأعراض مثل الخوف والقلق والاكتئاب والوسواس.
الاستشهاد بالقراًن والسنة: يساعد على إقناع المسترشد على تعديل سلوكه واتخاذ قراراته، ولكن هذا لا يعنى التهديد بالنار والقوة والصرامة في القول، وإنما النصيحة تكون بأسلوب لين حتى يتقبلها المسترشد، مع العلم أنه لا يجوز للمرشد أن يتدخل في ديانة المسترشد غير المسلم.
أهمية الإرشاد النفسي
الإرشاد النفسي من المهن المهمة فى عصرنا الحالى، بسبب كثرة الضغوطات والمشاكل النفسية الناتجة عن البعد عن الله، وسوء العلاقات بين أفراد المجتمع، فتكمن أهمية الإرشاد في تعليم الفرد للوصول إلى التكيف مع المجتمع، وتعليمه كيفية حل مشكلاته بنفسه.
ونوضح أهمية الإرشاد النفسي فيما يلي:
- مساعدة الأفراد لحل مشكلاتهم، والتعرف على قدراتهم والاستفادة منها لصالح الفرد والمجتمع.
- نجاح العمل الإرشادي يتوقف على فهم المرشد لدورة ومسئوليته تجاه المسترشدين،وأيضاً على مدى استعداده النفسي والمهني والعلمي للقيام بهذا العمل.
- حدوث التغيرات الاجتماعية والثقافية، والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي أدى إلى تغيير العديد من القيم والاتجاهات، استدعى اتباع الإرشاد النفسي.
- زيادة أعداد السكان وظهور العديد من المشاكل النفسية، استدعى التوجيه والإرشاد لحلها.
- أهمية الإرشاد والتوجيه تظهر في السيطرة على الخوف والقلق والإحباط الذي يسيطر على الفرد بسبب الانتقال من مرحلة إلى أخرى، بداية من الطفولة والانتقال إلى المدرسة والاحتكاك بالمجتمع ، ثم الإنتقال إلى مرحلة المراهقة وما بها من تغييرات نفسية وجسدية، ثم الانتقال من الدراسة إلى العمل.
- مساعدة الأفراد في اختيار المهنة المناسبة لهم وقدراتهم العلمية والعملية حتى ينجح الفرد فى عمله، ويحقق الرضا والتوافق المهني.
- المساهمة في حل المشكلات الناتجة عن التغيير الأسري، مثل مشكلات السكن والزواج والشيخوخة وتنظيم الأسرة بالإضافة إلى حل مشكلات العمل.
خصائص الإرشاد النفسي
يتميز الإرشاد النفسي بمجموعة من الخصائص[6]، منها:
- الإرشاد عملية تفاعلية بين المرشد والمسترشد، كل منهما له دور خاص به وعليه تحمل مسؤولياته لتحقيق الهدف المطلوب.
- العملية الإرشادية مبنية على الاحترام المتبادل بين المرشد والمسترشد، وحق المسترشد في التعبير عن مشاعره وأفكاره.
- اكتشاف جوانب القوة في شخصية العميل والاستفادة منها في تحقيق التغيير المطلوب.
- المرشد النفسي لابد أن يكون شخص ذو خبره، ممارس للمهنة، ويمتلك المعرفة بالسلوك الإنساني، والمهارة التي تساعده في أداء عمله بطريقة سليمة.
- التفاعل المباشر بين المرشد والعميل يساعدهم على فهم بعضهما، كما أنه يساعد في نجاح العملية الإرشادية بشكل أسرع، ويساعد في دراسة المشكلة بشكل أفضل ودقيق.
- الإرشاد النفسي يساعد في فهم عادات وتقاليد المجتمع، كما أنه يساعد الفرد في كيفية التوافق مع مجتمعه مع مراعاة الفروق الفردية.
مقالات ذي صلة : مراحل الإرشاد الأسري وأهم أسسه
خصائص وسمات المرشد النفسي
المرشد النفسي: هو شخص يعمل على مساعدة الناس في حل مشكلاتهم النفسية أو الاجتماعية أو السلوكية والأخلاقية بناءً على أسس ومبادئ علمية عن طريق عقد جلسات مع العميل إما بطريقة فردية أو جماعية مع أشخاص لديهم نفس المشكلة أو مشكلات مشابهة.
الخصائص الواجب توافرها في المرشد النفسي:
- الإعداد والتدريب الجيد، يجب أن يكون تم تدريبه جيدا لممارسة تلك المهنة لإكساب المتدربين المعلومات الكافية لفهم السلوك الإنساني، وكيفية التعامل مع الشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية ويحتاج إلى التوجيه. واستخدام النظرية المناسبة لكل حالة وتطبيقها بأسلوب علمي.
- المرشد النفسي لابد أن يكون ذو مبدأ وأخلاق، فلا يمارس الإرشاد النفسي إلا المتخصصين والمدربين على ذلك، ويجب أن يكون ملم بمجالات علم النفس المختلفة.
- أن يكون مُرخص من الدولة ومؤهل لممارسة تلك المهنة.
- يراعى المسترشد أخلاقيات المهنة وعدم الإفصاح بأسرار العميل، إلا إذا كان كلام العميل يهدد حياته أو حياة من حوله.
- المرشد لابد أن يثق في قدرات العميل الموجود معه، وإعطاءه فرصة لاتخاذ القرار بنفسه وحل مشكلاته ولكن يكون تحت إشراف وتوجيهات المرشد.
- يتميز المرشد بحبه لتقديم المساعدة، واهتمامه بالآخرين،
- قدر المرشد على فهم ذاته وفهم العملاء، وفهم المجتمع ومعاييره ومبادئه واحترامها.
- عدم فرض قيمه ومبادئه الخاصة على العملاء.
- يتقبل العميل بدون شروط، ويستطيع أن يبنى علاقة ود واحترام وثقة متبادلة مع عملائه.
- يتميز المرشد النفسي بصدقه وأمانته، وحبه للخير، وثباته الانفعالي وعدم التهور في حل مشكلاته.
- اجتماعي بطبعه ويستطيع عمل علاقات اجتماعية جيدة.
المهارات الأساسية للمرشد:
- سرعة البديهة والانتباه لكل سلوك لفظي أو غير لفظي يقوم به المسترشد والتركيز معه، ليدرك قبول المرشد من رفضه.
- الإصغاء الجيد للمسترشد لفهم كل ما يشعر به ويفكر فيه. ويمكنك تأكيد ذلك بإعادة صياغة العبارات، لتشجع المسترشد على الاستمرار في الكلام أو مراجعة نفسه وتوضيح قصده.
- القدرة على طرح الأسئلة، وهي الطريقة الأساسية التي تشجع العميل على الحديث والإفصاح بما داخله.
- الاهتمام بمشاعر المسترشد و انفعالاته وأحاسيسه وسلوكياته الغير لفظية ، وهي تكون بمثابة علامة تبين لك مدى صدق العميل، لذلك فيمكن الثقة بمشاعر العميل أكثر من كلماته.
- عند الانتقال من موضوع إلى آخر أو إنهاء الحديث قم بتلخيص ما قاله المسترشد وطمئنته أنك كنت تسمعه جيدا وتركز معه، مع توضيح الصورة الكلية له.
مشكلات الإرشاد النفسي
مهنة الإرشاد النفسي مثل أي مهنة أخرى قد تتعرض لبعض المشكلات التي تؤثر في تحقيق أهدافها، تعرف عليها لتتمكن من التغلب عليها عن حدوثها.
بعض المفاهيم الخاطئة لدى العملاء:
- الخلط ما بين الاضطراب النفسي والجنون، فالبعض يعتقد أن الاضطراب النفسي هو الجنون وأن من يذهب إلى مراكز الإرشاد هم المجانين فقط.
- اعتقاد بعض العملاء أن المرشد النفسي يتدخل في حياتهم الخاصة ومعرفة أسرارهم، ويمتنعون عن التجاوب مع المرشد.
- يعتقد بعض المرضى أن المرشد يملك عصا سحرية، وعليه حل جميع مشكلاتهم دون أن يبذلوا أي جهد في عملية الإرشاد. ولا يعلموا أنها عملية تفاعلية لكل من المرشد والمسترشد دوره الخاص به.
- أوقات كثيرة يتخطى العميل حدوده، ويتعامل مع المرشد أنه أعلم منه، خصوصا العملاء كثيري الأفكار الخاطئة، وقد تتعقد العملية بسبب عدم تنفيذ العميل كل إرشادات المرشد.
- العملاء محدودي الذكاء أو من يعانون من مشاكل في الجهاز العصبي، صعب التعامل معهم وإرشادهم.
- نجاح عملية الإرشاد يتوقف على مساعدة العميل أو مساعدة ولي أمره إذا كان طفلا صغيراً. أما المراهقين فقد يعتقدون أن المرشد ما هو إلا شخص يحاول السيطرة عليهم فيحاولون التخلص منه والاستقلال عنه.
- من الصعب تعديل سلوك كبار السن، فتراكم المشكلات عبر الزمن يرسخ عاداتهم وسلوكهم ويجعلها غير قابلة للتغيير.
- يوجد خلط عند العملاء، ويعتقدون أن عملية الإرشاد النفسي تحتاج إلى دواء، فمعظم العملاء يخلطون ما بين العلاج النفسي والعلاج الطبي.
- إذا كان المرشد يحمل درجة الدكتوراه ويطلق عليه دكتور، يعتقد العامة أنه يجب عليه كتابة ادويه كيماويه لهم، ومن لم يفعل ذلك فهو غير صالح للمهمة.
مصادر الإحالة:
- من ضمن المشاكل التي تعرقل عملية الإرشاد النفسي أن العميل يحضر الجلسات إجبارا، وليس برضاه، مما يجعله يتخذ موقف سلبي من عملية الإرشاد ولا يتجاوب مع المرشد، فيؤدي إلى سوء حالته وعدم حل المشكلة.
- ربما يكون تشخيص العميل خطأ، ويتم إحالته إلى مركز الإرشاد ولكن إن لم يٌوفق المركز في حل المشكل، فيفقد العميل الأمل وتتدهور حالته.
- بعض المؤسسات تحيل أعداد كبيرة إلى مراكز الإرشاد مما قد تزيد على إمكانياتها، ويرفض المركز الحالات أو لا يستطيع تقديم الخدمات الإرشادية كما يجب أن يكون.
- الإحالات من المحاكم، سواء للتأكد من الحالة النفسية لمرتكب الجريمة أو لإجراء عملية الإرشاد، وتفشل عملية الإرشاد لأن العميل يربط بين المؤسسة التي تعامله كمتهم وبين مركز الإرشاد.
- توقف عملية الإرشاد بسبب رفض المرشد الإفصاح عن بعض المعلومات عن المسترشد “وفقا لأخلاقيات المهنة”، مما قد يجعل جهة الإحالة توقف عملية الإرشاد لأنها لم تحصل على المعلومات التي هم بحاجة إليها.
اتجاهات الوالدين وأولياء الأمور:
- لكي تنجح عملية الإرشاد وخاصة مع الأطفال لابد أن يشترك فيها الإباء مع المرشدين ولا يلقوا بكامل المسئولية على عاتق المرشد فقط.
- سوء فهم الوالدين للعملية الإرشادية، مثلا في حالة الطفل العدواني لابد أن يُسمح له بتكسير بعض الأشياء في حجرة اللعب للتعبير عن غضبه، ولكن الاًباء يرون ذلك حرية زائده، وأن هذا عيب في المرشد أن يسمح له بذلك.
- قد يكون سوء الفهم لدى العديد من الفئات في المجتمع وليس أولياء الأمور فقط، مما يشعر المجتمع أن المرشدين النفسيين معاكسين للواقع.
فشل عملية الإرشاد النفسي
في بعض الأوقات تفشل عملية الإرشاد النفسي في تحقيق أهدافها لعدة أسباب منها:
- أن يكون المرشد غير متخصص، وغير ممارس للمهنة، ولا يتلقى المريض الإرشاد النفسي بالشكل السليم، لأن حالته لم تٌدرس جيداً.
- ربما يكون العميل غير مستعد نفسيا لعملية الإرشاد والاستجابة لتوجيهات المرشد.
- لا يكمل العميل كل جلساته.
- ربما تكون المشكلة صعبة الحل، ولا يجد المرشد مساعدة من العميل ولا من البيئة المحيطة به.
- عدم المتابعة بعد انتهاء الجلسات.
- عدم انتظام العميل في الجلسات بسبب المواعيد الغير مناسبة له، فقد تكون مواعيد الجلسة نفس مواعيد العمل.
- اعتقاد العميل أحياناً أن الجلسات غير كافية خصوصا إذا كانت مرة واحدة في الأسبوع، والعكس.
- ربما تكون تكلفة الجلسات كبيره جدا وتسبب أزمة مالية لدى العميل خصوصا إذا زادت مدة الجلسات فيمتنع العميل عن حضورها.
- إرشاد الأهل والأصدقاء، من المعروف ان المرشد لا يستطيع حل مشاكل أهله وأصدقائه، نظرا لحساسية الموقف، وبالتأكيد فأن الجلسة لا تأخذ شكلها المهني والعلمي، ويغلب عليها الطابع الودي ويكون هناك خلط بينها وبين الكلام التقليدي والحوار يكون عائلي أكثر من علمي، بالإضافة أن عملية الإرشاد تحتاج إلى معرفة الكثير من الأسرار الشخصية ربما ترتبط بالمرشد نفسه أو بأحد الأقارب فيكون هناك حساسية، لذلك فمن الصعب نجاح العملية الإرشادية بين الأهل والأصدقاء.
عملية الإرشاد غير المكتملة تؤدي إلى الكثير من المضاعفات مثل:
- إحباط العميل لعدم نجاح حالته، ويعتقد أن المشكلة فى المرشد وأنه غير قادر على حل مشكلاته، فلا يتجه إلى الإرشاد مرة أخرى، ويطرق أبواب أخرى غير مجدية مثل إدمان العقاقير والمخدرات، وربما يذهب إلى أحد الدجالين لحل مشكلته، وللأسف هناك الكثير ممن يستغلون مرض ومشاكل الآخرين بطرق غير شرعية.
- ربما تصل الحالة إلى الذهان أو تتحول إلى أمراض عصبية، وربما يلجأ العميل إلي الانتحار بسبب فشل عملية الإرشاد.
مستويات الإرشاد النفسي
يوجد 3 مستويات مختلفة للإرشاد النفسي منها:
- المستوى المعرفي: يساعد في نمو التفكير والإدراك وزيادة الحصيلة المعرفية واللغوية والخبرات.
- مستوى وجداني: يهتم بالمشاعر والقيم والأخلاق والوجدانيات.
- مستوى سلوكي: حيث يهتم بعملية تعديل السلوك واكتساب مهارات.
مجالات الإرشاد النفسي
1- الإرشاد النفسي العلاجي:
مساعدة العميل على فهم وتحليل نفسه، والسيطرة على انفعالاته وسلوكه، لتحقيق التوافق والصحة النفسية.
والإرشاد العلاجي غرضه حل المشكلة من جذورها فيتعرف على الأٍسباب المؤدية لظهور المشكلة فيقوم بدراسة شخصية العميل كلها حتى تكون حياته أفضل ما يمكن.
خصائص الإرشاد العلاجي:
- يجب أن يكون المرشد متخصص ومُؤهل ومدرب بشكل جيد حتى يخوض في مهنة الإرشاد العلاجي.
- استخدام وسائل جمع المعلومات مثل الاختبارات والمقاييس لفهم مشكلات العميل الداخلية بدرجة أفضل.
- الإرشاد العلاجي والعلاج النفسي متقاربان والفرق بينهم في الدرجة فقط، عملية العلاج واحدة في الاثنين ولكن العميل مختلف.
- العميل في الإرشاد العلاجي أقرب إلى الصحة والسواء، أما عميل العلاج النفسي فهو يعاني من مشاكل نفسية خطيرة.
أهمية الإرشاد العلاجي:
في الحياة اليومية نتعرض للكثير من الضغوطات والمشاكل والانفعالات التي تؤثر على الصحة النفسية، وتحول دون النمو الصحي السوي. فتحتاج إلى الإرشاد النفسي للتخلص من تلك المشاكل قبل أن تصبح أمراض نفسية خطيرة وتصل إلى عصاب أو ذهان.
أهم المشكلات التي يعالجها الإرشاد العلاجي
- المشكلات الشخصية: وهي أي خلل في الإنسان يجعله يشعر بالذنب مثل المشاكل الجنسية كالجنسية المثلية، والإفراط في العادة السرية، والبرود الجنسي، والسادية، والاغتصاب، وجماع المحارم، وغيرها الكثير من المشكلات التي تهدد التوافق النفسي للعميل.
- اضطرابات الشخصية: مثل الحساسية المفرطة، والانطواء، واللامبالاة، والتشاؤم، وأي مشاعر سلبية أخري مخالفة للطبيعة.
- المشكلات الانفعالية: الخوف والذعر من أشياء بسيطة، بالإضافة إلى القلق والغيرة المفرطة، والعدوانية والحزن، والاكتئاب، وعدم الثبات الانفعالي، وهذه المشكلات تؤثر على ثقة الإنسان بنفسه،ومعاناته من اضطراب الكلام.
- عدم التوافق الشخصي والاجتماعي: والشعور بالذنب والملل والخجل وتحقير الذات، بالإضافة إلى عدم التوافق الاجتماعي والإصابة بالغيرة والحقد، وقلة الأصدقاء والتعصب.
- مشكلات السلوك العام: مثل اللزمات الحركية والعصبية ” كهز الرجلين وحركات الرأس واليدين، وحركات الفم، بالإضافة إلى اضطرابات الغذاء مثل تناول الطعام بشراهة، أو سد الشهية. او اضطرابات الإخراج مثل عدم القدرة على التحكم في البول أو البراز.
خدمات الإرشاد العلاجي:
- يساعد المرشد العميل على معرفة أسباب مشكلته، ويساعده على كيفية اتخاذ قراره بنفسه وكيفية حل مشكلاته.
- يجمع الإرشاد العلاجي بين العديد من طرق الإرشاد المختلفة حسب الحاجة منها الإرشاد المباشر وغير المباشر، بالإضافة إلى خدمات الإرشاد الفردي أو الجماعي حسب احتياج الحالة، كما أن المرشد يستخدم طريقة الإرشاد الديني، الإرشاد باللعب، والإرشاد وقت الفراغ وغيرهم إذا كان العميل بحاجة إليهم.
- الإرشاد العلاجي مرتبط بمجالات الإرشاد الأخرى فهو يهتم بالعميل وكل ما يرتبط به،فربما يحتاج إلى تدخل الإرشاد الأسري وتحسين سلوك الوالدين خصوصا إذا كانا عصبيان، لتحقيق الاتزان النفسي والثبات الانفعالي، أو يحتاج إلى الإرشاد التربوي لتعديل سلوك الطفل فى المدرسة وتقديم النصائح لكل من يتعامل معه الطفل أو العميل،… وهكذا.
- المشاركة الانفعالية وتسهيل عملية التنفيس عن الذات خصوصا مع العميل الذي يعاني من مشاكل انفعالية.
- يعمل المرشد على علاج الأعراض، ومساعدة العميل على حل مشكلاته بنفسه ولكن تحت إشرافه.
2- الإرشاد النفسي التربوي:
مساعدة الطالب على تحديد أهدافه واختيار المناهج المناسبة لقدراته وميوله، بالإضافة إلى مساعدته لتحقيق النجاح، وعلاج المشاكل التربوية للوصول إلى السلام النفسي.
المدرسة والمؤسسات التربوية هي المسئولة عن توفير ظروف مناسبة للطفل لمساعدته على النمو العقلي والجسدي والانفعالي بشكل سليم، ومساعدة الطلاب على الاستقلالية وعدم الاعتماد على الغير، التعليم في الفصل مشابهه في أهدافه مع التعليم والتوجيه في مكتب الإرشاد لذلك فعلى المعلم أن يمارس عملية الإرشاد، والمرشد يمارس عملية التدريس.
أهداف الإرشاد التربوي
- تحقيق النجاح عن طريق مساعدة الطلاب في اختيار نوع الدراسة ومناهجها التي تتوافق مع قدراتهم، وحل كل المشكلات التي تعرقل المسير التربوية.
- رسم الخطط التربوية لمستقبل الطلاب، عن طريق دراسة الماضي والحاضر.
أهمية الإرشاد التربوي:
الإرشاد التربوي مهم في المدارس لمساعدة الطلاب الذين يعانون من مشاكل دراسية، لذلك فهو يحظى بجانب كبير من الإرشاد النفسي في المدارس ليتمكن الطلاب من التغلب على مشكلاتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
المشكلات التربوية:
- مشكلات المتفوقين: المتفوقين دراسيا وعقليا بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويساعدهم على تنمية مواهبهم حتى لا تضيع بسبب الإهمال، وقد يشعر المتفوق بالوحدة في الفصل ويشعر بالقلق والتوتر. ربما تفوقه يسبب له مشاكل اجتماعية أو جسدية فيكون ضرره أكثر من نفعه، لأنه يهتم ويركز على نموه العقلي فقط، ويهمل باقي جوانب الحياة.
- الضعف العقلي: الطلاب الذين يعانون من مشاكل في التحصيل الدراسي، ونسبة ذكائهم تكون أقل من 70%، ولديهم مشاكل اجتماعية منهم المعتوهين والبلهاء والمنغولية وغيرهم.
- التخلف الدراسي: ربما يكون ضعف في التحصيل الدراسي بصفة عامة أو في مادة معينة. وبعض المتخلفين دراسيا من بين المتفوقين عقلياً، ولكنهم يعانون من تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة والبلادة وقلة الاهتمام بالدراسة مع الغياب المتكرر وعدم حضور دروسهم.
- المساعدة في اختيار الدراسة التي تتوافق مع ميول الطالب: في المدارس العادية المقررات واحدة للجميع بغض النظر عن القدرات والميول المتفاوتة للطلاب، و إذا وجد مواد اختيارية فالطلاب ينقصهم المعرفة والمعلومات بالتخصصات المفيدة لهم والتي تناسب قدراتهم وميولهم، فتواجههم مشكلة في اختيار الدراسة المستقبلية لعدم المامهم بالمعلومات الكافية.
- مشكلات النظام: مشاكل في المنظومة التعليمية كلها ظاهرة الغش في الامتحان التي يكون لها عواقب عديدة على الفرد والمجتمع في المستقبل.
- عدم التوافق التربوي: وهي حدوث فجوه بين الطلاب وبعضهم أو بين الطلاب والمدرسين، وتكرار الغياب والرسوب.
- التسرب من التعليم: عدم إكمال الطالب مسيرته التعليمية لظروف اجتماعية إما لوفاة الوالد وإعالة الأسرة، أو زواج بعض الطالبات وعدم التمكن من إكمال التعليم.
- مشكلات تربوية أخرى: هناك مشكلات تدخل تحت مجالات الإرشاد المختلفة منها صعوبة الكلام، مشكلات تنظيم الوقت والمذاكرة، ومشكلة قلق الامتحان ، بالإضافة إلى العديد من المشكلات التى لاتخلو منها مدرسة.
خدمات الإرشاد التربوي:
- الإرشاد التربوي يجب أن يندمج مع المناهج التربوية التي تعمل على حساب التوافق والصحة النفسية للطلاب والمربين والتي تراعي القدرات والخصائص النفسية للطلاب، ولها علاقة بالحياة العملية أيضا.
- يجب على الإرشاد التربوي مساعدة العاملين في وزارة التربية والتعليم في تعديلات المناهج بما يناسب الصحة النفسية للطلاب ويحقق أهداف الإرشاد.
الإرشاد التربوي عملية متكاملة يشترك فيها كل من الطالب والمرشد والمدرس:
- الطالب هو المستفيد الأول من الخدمات والفرص المتاحة سواء في المدرسة أو المجتمع كله، ومن حقه استشاره المرشدين والمربين لفهم نفسه وقدراته وطلب المساعدة ليتمكن من اتخاذ القرار المناسب لحاضره ومستقبله، وبالتالي يساعد في تحسين صحته النفسية، والتحصيل الدراسي.
- المرشد: المرشد عليه مساعدة الطالب لتحسين مستواه الدراسي والاجتماعي والتخطيط لمستقبله التربوي والمهني، وذلك بعد معرفة قدراته والإمكانيات التربوية المتاحة مع متابعة الطالب والمقارنة بين نموه في الحاضر والماضي.
- المدرسة: على المدرسة تيسير الأمور لدراسة شخصيات الطلاب وقدراتهم، مع ابتكار مناهج وأنشطة مفيدة تساعد في تقدم الطالب وتطويره مع الحرص على توفير جو ديمقراطي، وأن تكون العلاقات بين الطلاب وبعضهم، والطلاب والمعلمين جيدة مما يؤدي إلى النمو التربوي والنفسي السليم، وعلى المدرسة أيضا التواصل مع أولياء الأمور بشكل دوري لتكتمل المهمة ويتحقق الهدف المطلوب.
- المعلم المرشد: يساعد في عملية التعليم بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد على حسب استطاعته، وما لا يستطيع عمله يحيله إلى الأخصائيين.
- الخدمات التنموية والوقائية: الإرشاد التربوي من المهم أن يكون من ضمن المناهج التربوية مع تدريس العلوم السلوكية في المدارس،
- الخدمات الفردية: المشاكل تختلف من طالب إلى أخر، فهناك مشاكل خاصة بالمتفوقين، وأخرى لضعاف العقول، وثالثه، للمتخلفين دراسيا وغيرهم الكثير، وفي هذه الحالات طريقة الإرشاد تكون فردية كل طالب على حدة للتعرف على مشكلته وعلاجها لتحقيق التوافق.
- الخدمات الاجتماعية: خدمات وإرشادات تقدم على مستوى فئة معينة فيستخدم طريقة الإرشاد الجماعي، سواء للطلاب في الفترات الانتقالية والتي تحدد مصير ومستقبل الطالب مثل الانتقال من الشهادة الإعدادية إلى الثانوية، أو من الثانوية العامة إلى الجامعة، فيتم عقد ندوات ومحاضرات لتوجيه الطلاب ونشر المعرفة بينهم لتخطي تلك المرحلة بسلام. وهناك اقتراح بتنظيم رحلات إلى المدارس أو الكليات الأعلى ليطمئن الطالب وتختفي الرهبة.
- خدمات شئون الطلبة: هي جزء من خدمات الإرشاد التربوي عن طريق مساعدة الطلاب منذ اليوم الأول وإرشادهم من جانب المعلمين أو المرشدين.
- خدمات التصنيف: عمل اختبارات وتصنيف الطلاب حسب قدراتهم.
- الخدمات الإرشادية للمتفوقين: فتح الباب أمام المتفوقين والموهوبين لتنمية مواهبهم وقدراتهم، عن طريق إعداد برامج خاصة للابتكار والتميز يشترك فيها المتفوقين نفسهم.
- الخدمات الإرشادية لضعاف العقول: تهتم بالطفل ضعيف التحصيل الدراسي نفسيا وطبيا وبحث حالته الاجتماعية، ويعمل على علاج القلق والتوتر الموجود لدى الطفل مع محاولة تهيئة بيئة صحية له عن طريق علاج ما بها من مشاكل لتحقيق التوافق، ومساعدة الوالدين لفهم ضعف عقل ابنهم ومساعدتهما نفسيا لتخطي تلك المشكلة والقيام بمسئولياتها تنمويا وعلاجيا. بالإضافة إلى التدريب على التوافق الاجتماعي.
- الخدمات الإرشادية المتخلفين دراسيا: معرفة سبب التخلف الدراسي وبطء التعلم، ومحاولة إزالة العقبات الموجودة أمام الطالب وعلاج الحالة، وتحسين مستوى التحصيل الدراسي عن طريق استخدام أساليب التعليم المختلفة. ووضع الطلاب في فصول تقوية إذا لزم الأمر. ويجب أن يتعاون الوالدين مع المدرسة لعلاج الحالة.
3- الإرشاد المهني:
يهدف إلي مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي تناسب قدراته وميوله وظروفه الاجتماعية وجنسه” أي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب” مع الاستعداد الجيد للعمل والوصول إلى أعلى المراتب لتحقيق التوافق المهني لتعم الفائدة على الفرد والمجتمع.
الإرشاد المهني عملية نمو طويلة لتعطي الفرد المرونة اللازمة والخبرات الكافية لمواجهة أي مشاكل تواجهه في حياته المهنية، ليست مجرد إجراء سريع وينتهي، فالمرشد يساعد العميل على تحديد مصيره واتخاذ قراره بنفسه.
أهمية الإرشاد المهني:
من أصعب قرارات الحياة، هو قرار إختيار المهنة، فهو يحدد شكل الحياة فيما بعد، وخصوصا في الفترات الانتقالية الصعبة مثل الانتقال من مرحلة التعليم إلى العمل، أو الإنتقال من مهنة إلى أخرى فالقرار يكون أصعب ما يمكن. فتحتاج إلى من يقدم لكل النصيحة لتختار المناسب لقدراتك وهذه هى مهمة الإرشاد المهني، بسبب التقدم العلمى والتكنولوجى وزيادة التخصصات فيحتار الفرد فى اختيار المهنة المناسبة لقدراته لكى يتحقق التوافق المهني.
هناك بعض الفئات التي وجدت نفسها في مهنة لا تحبها، فهم بحاجة إلى الإرشاد المهني ليساعدهم فى التغيير وإختيار المناسب لهم، فجميع الدول تهتم بالإرشاد المهني وخصوصا في وزارات القوي العاملة.
المشكلات المهنية:
مشكلات الاختيار المهني: لتتحقق المعادلة ويتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، فلابد من وضع عدة معايير أمام أعيننا عند الاختيار مثل؛ ميول الشخص وقدراته ومتطلباته المهنية وظروف العمل.
ربما يختار الشخص مهنة لمكانتها الاجتماعية أو عائدها الاقتصادي دون الاستعداد لها بشكل جيد، أو قد يكون التوزيع إجباري من القوى العاملة، أو يسلك الشخص مهنة بالوراثة مثل النجارين والحدادين والتجاريين، أو يدخل الولد كلية معينة لتحقيق أحلام والده التى فشل فيها وربما تكون مخالفة لرغبته.
وتوجد الكثير من الأسباب الأخرى المؤدية لاختيار الفرد مهنة غير مناسبة له، لذلك فنحن بحاجه إلى الإرشاد المهني لاختيار المهنة بشكل علمي.
مشكلات الإعداد المهني: إعداد الأشخاص مهنيا وتربويا وتدريبهم بشكل كافي لتحقيق التوافق المهني.
مشكلات التوزيع: ربما يحدث سوء توزيع ويعمل أشخاص في أماكن غير مخصصة لهم، مثلا يعمل مهندس معلما، نظرا لعدم توافر القوى العاملة الكافية فيتم اختيار ناس غير مؤهلين لذلك، فيكون الشخص الخطأ في المكان الخطأ.
وريما يحدث سوء التوزيع بسبب غياب الإرشاد المهني، أو يتم الاختيار بناءً على المظهر والسن دون وضع القدرات المهنية فى الاعتبار.
سوء التوافق المهني: نحن بحاجة إلى الإرشاد المهني إذا كان العامل لا يتكيف مع ظروف العمل، أو مع زملائه في العمل، فيحتاج من يأخذ بيده ويوجه إليه النصيحة.
تحليل شخصية العامل: لتحديد مدى استعداده وقدراته وميوله واتجاهاته وخبراته عن طريق استخدام كل الوسائل العلمية والفنية المتاحة، ويوجد الكثير من الاختبارات لتحديد أبعاد الشخصية ومعرفة الميول المهنية.
تحليل العمل: لمعرفة متطلبات العمل والمهارات الشخصية والعقلية التي يجب توافرها في الفرد وتحديد طبيعة العمل وظروفه وتخصصاته الفرعية المتعددة وعلاقتها بالتطور العلمي والتكنولوجي السريع، بالإضافة إلى معرفة المعدات المستخدمة في العمل وتحديد مدى خطورتها.
بعد تحليل العمل تجد أنه يجيب الإجابة على 3 أسئلة وهما:
- ماذا يفعل العامل “تحديد طبيعة العمل”؟
- كيف يقوم بالعمل “تحديد المعدات المستخدمة”؟
- ولماذا يقوم بهذا العمل “تحديد الهدف منه”؟
الاختيار المهني: يتم دراسة الشخص وتحديد ميوله واتجاهاته بالإضاف إلى دراسة طبيعة العمل لكى يكون الاختيار موفق، والإناث لهم معايير أخرى عند إختيار المهنة، فهي تتزوج وتكون مسئوله عن أسرة كاملة، فهل تكون قادرة على التوفيق بين المنزل والعمل، أم ستكتفي برعاية أسرتها.
التأهيل المهني: المهنة والتخصص أمر مكتسب وليس بالفطرة، والتأهيل المهني واكتساب المهارات الخاصة بالمهنة سوف تحتاج إلى وقت طويل وهذا ما تتعلمه في المعاهد والجامعات، مثل كليات الهندسة والطب والعلوم والتجارة وغيرها، وحتى في هذه المهن توجد تخصصات فرعية.
التدريب المهني: لكي تصل إلى الكفاءة المطلوبة للقيام بالعمل عليك بالتدريب الجيد للمهنة عن طريق تنظيم برامج ودورات تدريبية، ويقدم المدرب نماذج عملية ليكتسب المتدربون الخبرة العملية.
التشغيل: الإرشاد المهني يساعد الفرد في البحث عن عمل يتوافق مع قدراته، مثل ما يفعله “مكتب العمل”. وإذا كان الاختيار موفق تحقق الاستقرار في العمل، وأدي العامل مهمته على أكمل وجه، حتى يحصل على الترقية والوصول إلى أعلى الدرجات والقدرة على المشكلات التي تواجهه في وقتها دون أن يتأثر نفسياً، وبناءً على ذلك يتحقق التوافق المهني والاجتماعي.
4- الإرشاد الزواجي
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب فطرتي فليستن بسنتي، وإن من سنتي النكاح”. وقال صلى الله عليه وسلم: “تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم”.
هكذا نرى أن الزواج سنة من سنن الحياة، والحياة الزوجية السعيدة، فهي البنية الأساسية لصلاح المجتمع. لذلك فالإرشاد الزواجي من أهم تخصصات الإرشاد النفسي التي تهدف إلي تحقيق السعادة للأسرة والمجتمع وعلاج المشكلات أو الاضطرابات التي تواجههم.
يعرف الإرشاد الزواجي أنه عملية مساعدة الفرد في اختيار زوجة مناسبة، ومساعدتهم على حل المشكلات التي تواجههم في كل مراحل حياتهم، لإقامة حياة زوجية سعيدة ومستقرة لتحقيق التوافق الزواجي.
أهمية الإرشاد الزواجي:
طلب المشورة والنصح ليس بجديد ويحتاج إليه الإنسان في كل مراحل حياته، فقد كان يستشير الأهل والأصدقاء لكن ربما تحصل على معلومات غير صحيحة لأنك تسأل غير المتخصصين المختصين، ولكن عند اللجوء إلى أهل العلم والمختصين سوف تحصل على معلومات سليمة وأكثر أمانا.
الحياة الزوجية بها العديد من المشاكل التي تختلف في قوتها ما بين المشكلات البسيطة التي تستطيع أن تتغاضى عنها والمشكلات الكبيرة التي تهدد استقرار البيت، ووجود مثل تلك المشكلات يلفت نظرك إلى أهمية الإرشاد الزواجي، فالحياة الزوجية المستقرة السعيدة تحقق التوافق الشخصي والاجتماعي.
مشكلات الزواج:
هناك مشكلات تحدث قبل الزواج أو أثناء الزواج أو بعد الانفصال نتعرف على كل منهما وكيفية حل تلك المشكلات:
أولا: مشكلات قبل الزواج:
- مشكلة اختيار الزوج: إختيار الزوجة أو الزوج أمر صعب فهو قرار مصيري يحدد حياتك المستقبليه كلها أما تكون سعيده أو تعيسه بناءً على إختيارك، فيحدث الزواج أما عن طريق الصدفة” زواج الصالونات” سواء تمت الموافقه والقبول من قبل الطرفين، أو أجبر الأهل الفتاه على هذا الزواج أو وافقت عليه لكبر سنها دون مراعاة الفرق بينهما، أو يتم الزواج بعد قصة حب بين الطرفين.
- العنوسة: تأخر سن الزواج بالنسبة للإناث أو الذكور مما يسبب لهم حالة من القلق والتوتر والحرمان من الحياة الزوجية وترتبط بها مشاكل أخرى مثل فقدان الثقة بالنفس والغيرة من الاخوات الأصغر منها التي تزوجن. أما بالنسبة للذكور فقد يتأخر سن الزواج بسبب ظروف اجتماعية ومادية ومسئوليته عن الاهل والاخوات الأصغر منه بعد وفاة الأب.
- الإضراب عن الزواج: الرفض التام من الفرد للزواج، وهو سلوك سيء غير مرغوب فيه و يضر بالفرد والمجتمع، وتتعدد أسباب الإضراب منها تجربة سابقة سواء خطوبة أو زواج فاشلة فيفقد الفرد ثقته في نفسه ويعتقد ان الفشل مكتوب عليه في كل مره، وربما يكون لعيب أو عجز أو فقدان الثقة في الجنس الآخر أو الانشغال في عمل أو أي سبب آخر، وغالبا يصاحب الإضراب عن الزواج الشعور بالوحدة والعزلة وسلوك غير سوي.
- التفاوت بين الزوجين: ربما تحدث مشاكل الزواج بسبب تفاوت في شخصيتي الزوجين، فقد يكون واحد بخيلا والأخر كريم، أو أحدهما انطوائي والأخر اجتماعي، وقد يكون هناك فرق كبير في السن، أو فرق في المستوى الاجتماعي والمادي، او يكون أحدهما قوي البنية والأخر ضعيف، أو واحد مثقف والآخر جاهلا، أو لأي سبب آخر فان التفاوت بين الزوجين أمر غير مرغوب فيه.
- الاختلاط الزائد والتجارب قبل الزواج: بالإضافة أن الاختلاط والخلوة بين الخطيبين قبل الزواج أمر غير شرعي ومحرم إلا أنه يسبب العديد من المشاكل منها التورُط في علاقة قبل إتمام الزواج أو الشك المتبادل في اخلاق الطرفين، كما أنه يعتبر خيانة للأهل.
ثانيا مشكلات أثناء الزواج “بعد الدخول”:
- مشكلات تنظيم النسل: الأصل في الزواج هو الإنجاب، ولكن قد يكون أحد الطرفين لا يرغب في الإنجاب في أول الزواج بدون سبب واضح مما يؤدي إلى الكثير من الخلافات والمشكلات ، وربما يؤدي إلى اضطرابات نفسية.
- العقم: الأولاد هم زينة الحياة كما قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، والعقم يهدد الحياة الزوجية، وتشعر السيدة العاقر بالنقص والإحباط والحرمان مما يسبب لها التوتر والقلق.
- تدخل الأهل والأقارب: تدخل الأقارب مثل” ام الزوج أو أحد أخوته فيما لا يعنيهم يسبب مشاكل كثيرة تهدد استقرار الحياة الزوجية، فقد تكون هناك مشاعر سلبية كثيرة مثل الغيرة والحقد والمكيدة، ويشعر الأهل أن الزوجة أخذت شيئا منهم، وحين ذلك يصبح الزوج حائر بين رضا والدته وزوجته وقد يتطور الأمر إلى القطيعة بين الزوج وأهله، وكل هذا له آثار سلبية كثيرة.
- تعدد الزوجات: تعدد الزوجات مباح في الشريعة الإسلامية ولكن بشروط معينه فقال الله تعالى {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}، ولكن عند تعدد الزوجات بدون سبب واضح قد يسبب مشاكل كثيرة جدا يغلبها الغيرة والصراع بين الزوجتين.
- اضطراب العلاقات الزوجية: بسبب الاختلاف بين الزوجين تضطرب العلاقة الزوجية، مثل ما يحدث في حالات عدم التكافؤ الجنسي أو في حالات الغيرة المفرطة.
- الخيانات الزوجية: ربما تحدث الخيانة لسبب واضح أو لعدم وجود سبب، فالخيانة الزوجية هي أكبر صدمة تصيب الحياة الزوجية، ودليل على عدم الإخلاص بين الزوجين، قد تحدث الخيانة مع أحد الأشخاص خارج نطاق الأسرة أو مع الخدم والمحارم.
ثالثا: مشكلات بعد إنهاء الزواج:
- الطلاق: عند وقوع الطلاق فهذا دليل على فشل العلاقة الزوجية وعدم التكافؤ بين الطرفين أو لكثرة المشاكل والخناقات وسوء التفاهم أو بسبب الخيانة الزوجية.
- المرأة هي التي تعاني بعد الطلاق بسبب نظرة المجتمع لها خصوصا في المجتمع الشرقي تقل فرصتها في الزواج مرة أخري، وقد يبعد عنها الاهل والاصدقاء خوفا على أزواجهن، بالإضافة إنها تصبح مطمع للذئاب البشرية.
- الترمل: عند وفاة الزوج أو الزوجة يعاني الطرف الآخر من الوحدة خصوصا في حاله كبر السن وزواج الأبناء واضطراره إلى العيش مع أحد الأبناء ليجد من يرعاه فيعيش مثل الغريب في بيت ابنه، مشاكل الأرامل الصغيرة أكثر بكثير وخصوصا في حالة وجود أطفال صغيرة وتحمل المرأة المسئولية لوحدها فهي تحتاج إلى العمل لإيجاد مصدر دخل لها ولأولادها، وغالبا تمتنع عن الزواج مرة أخرى وتعيش لأولادها، مشاكل الأرامل النساء أكثر من الرجال الذين سرعان ما يدخلون في علاقة جديدة ويتزوجون من امرأة أخرى.
رابعا: مشكلات عامة في الزواج:
- زواج المراهقات: المراهقات هن من لم تنضج عقلها، يلجأ الأهل إلى زواج أبنتهم الصغيرة إما لفشلها فى التعليم أو لغرض مادي والكسب من ورائها أو كحل للتورط في علاقة غير شرعية، والتخلص من المشاكل الأسرية وكلها تعتبر من مهددات الحياة الزوجية.
- الزواج الجبري: زواج اضطراري يحدث بالإكراه، غالبا يكون للتستر على جريمة، أو لإرضاء مسئول يخشى على زعلة مثل الزواج من الخدم أو الزواج بين المدير والسكرتيرة.
- زواج المبادلة: عندما يتزوج أخو الزوجة من أخت الزوج تحدث مشاكل وتثأر الزوجتين ويثأر كل منهما لأخته.
- زواج الغرض: إتمام الزواج لغرض معين مثل الوصول إلى مركز عالي او الحصول على مال، وغالبا يحدث الطلاق عند انتهاء الغرض.
- الزواج العرفي: زواج غير رسمي وغير مسجل في الجهات الرسمية، وغير مكتمل الشروط الشرعية، وفيه عدم ثقة متبادلة، وغالبا يفشل وينتهي الزواج.
- مشكلات الزوجة العاملة: وخصوصا من اعتادت على العمل قبل الزواج، فمن الصعب عليها تركه، وقد تحدث مشاكل عديدة بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين البيت والعمل.
خدمات الإرشاد الزواجي:
أولا خدمات الإرشاد قبل الزواج:
- إرشادات ما قبل الزواج: لمن ليس لديهم معرفة عن الزواج وفي حالات القلق من الزواج وحالات فقدان الثقة في النفس، تقدم لهم نصائح مفيدة أسريا واجتماعيا واخلاقيا ودينيا.
- التربية الزواجية: منذ الصغر وفى المدارس والمؤسسات التعليمية يتم تعليم الأطفال و إمدادهم بالمعلومات التي تناسب سنهم، ويتعلم الشباب كيفية اختيار الزوجة الصالحة وأصول معاملة الزوجة حتى نرى بيت مستقر سعيد خالي من المشاكل، مع أهمية اختبار الزوجين والتأكد أن سلوكهم سوي، وتتضمن التربية الزواجية التربية الجنسية أي إمداد الشباب بالمعلومات العلمية والدينية الخاصة بالسلوك الجنسي، وزيادة الوعي، ومعرفة خطورة الحرية الجنسية على الفرد وعلى المجتمع، والحث على إقامة علاقات سليمة.
- الاختيار الزواجي: قرار الزواج مهم جدا لذلك يجب تقديم المساعدة لتحقيق اختيار سليم وحكيم، وعند اختيار صاحبة الدين والأخلاق التى ترعاك في كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”. ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجة الصالحة فيقول: “ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسه وماله”. بالإضافة إلى ضرورة التكافؤ بين الطرفين ثقافيا واجتماعيا وماديا، وعقليا.
ثانيا: -خدمات الإرشاد أثناء الزواج:
لحل المشكلات وهي في بدايتها أو للوقاية قبل حدوثها، حيث يتضمن الإرشاد الزواجي الوقائي كل ما يساعد على استقرار الاسرة وسعادتها مثل الحث على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق والمبادئ والحب والاحترام المتبادل والصدق والصراحة والمشاركة في السراء والضراء.
ثالثاً: خدمات الإرشاد بعد الانتهاء من الزواج:
بعد إنهاء الزواج سواء بالطلاق أو بالترمل قد يتم الزواج مر أخري وقد لا يتم، فى حالة الزواج من ثانية قد تعاني من آثار الزيجة الأولى وتسيطر على العلاقة الجديدة فيساعد الإرشاد في نسيان الأثار السلبية من التجربة السابقة ويعلمهم كيفية التكيف والتأقلم مع الحياة الجديدة.
أما في حالة الترمل وعدم اللجوء إلى الزواج مرة أخري يعمل الإرشاد على تعلم الأرامل مهارات اجتماعية تناسب حياتهم الجديدة.
رابعاً: خدمات إرشادية زوجية عامة:
الخدمات الاجتماعية: دراسة الشخصين من حيث الحالة المادية والاجتماعية ومدى التوافق بينهم.
الخدمات الطبية: من الضروري إجراء بعض التحاليل والفحوص الطبية للطرفين قبل الزواج للاطمئنان على الصحة العامة والخصوبة، وقد يحتاج أحد الطرفين التوجيه عن ليلة الزفاف وما بعد الزواج وفترة الحمل، والحديث عن المشاكل الوراثية والتناسلية خاصة عند زواج الأقارب.
5- الإرشاد النفسي الأسري
الإرشاد الأسري هو مساعدة أفراد الأسرة كبار وصغار لفهم الحياة الأسرية من واجبات وحقوق لتحقيق التوافق الأسري والسعادة والاستقرار، بالإضافة إلى المساعدة في حل المشكلات.
الأسرة تبدأ من فردين وهما الزوج والزوجة، لذلك فتجد تقارب بين الإرشاد الزواجي والإرشاد الأسري، وهناك من يجمع بينهما، كما يهتم بالعلاقة بين أفراد الأسرة جميعها.
هدف الإرشاد الأسري:
- سعادة المجتمع، ويبدأ من سعادة واستقرار الأسرة.
- تعليم أفراد الأسرة مبادئ الحياة الأسرية السليمة
- المساعدة في حل الاضطرابات الأسرية.
- تعليم الاَباء قواعد التربية السليمة وطرق رعاية الأبناء.
أهمية الإرشاد الأسري:
مشاكل الأبناء ناتجة عن مشاكل واضطرابات أسرية، حيث لا تخلو الأسرة من المشكلات وقد ترتبط ببعضها حتى يصعب حلها بشكل فردي، وتحتاج إلى حل جماعي، فالإرشاد النفسي والأسري هو أسلم حل لعلاج مشكلات الأسرة بطريقة علمية سليمة متخصصة.
المشكلات الأسرية:
توجد مشكلات صعبة في الحياة الأسرية، لا يستطيع أفراد الأسرة حلها بأنفسهم فيحتاجون إلى تدخل جهة علمية متخصصة ومن ضمن هذه المشكلات ما يلي:
- اضطراب العلاقات بين الوالدين: إذا كانت الحياة بين الزوجين غير مستقرة فإن هذا يهدد استقرار الأسرة كلها.
- الإدمان: المدمن يؤثر على حياة أسرته كلها، وليس حياته فقط فالأسرة التى بها مدمن تُدمر بشكل كلي خصوصا إذا كان هو رب الأسرة فهو يفقد قدرته على القيام بالعمل ومسئولياته تجاه الرعاة، وتتدهور حياته كلها صحيا واجتماعيا، ويفقد العمل والأصدقاء.
- الوالدان العصبيان: العصبية سلوك غير صحي، وخاصة إذا كان الوالدان عصبيان فتتأثر حياتهما وعلاقتهما ببعض وبالأولاد.
- القدوة السيئة: إذا كان الأب سلوكه سيء، فإن الأبناء يتأثرون بهذا السلوك، ويقلدونه، وإذا كان ذو سمعة سيئة فإن الأبناء يتأثرون ويُعايرون من المجتمع.
- التنشئة الاجتماعية الخاطئة: الزائد عن الحد ينقلب إلى الضد، فالرعاية الزائدة أو التدليل الزائد عن الحد يؤثر على سلوك الطفل السوي، وكذلك القسوة والتسلط، والتفرقة بين الأبناء كل هذا يؤدي إلى اضطرابات نفسية وأسرية جسيمة.
- اضطراب العلاقات بين الوالدين والأولاد: تحدث إضطرابات نفسية كثيرة إذا كانت العلاقة بين الأولاد والآباء غير سوية وغير معتدلة وينقصها الحب والاحترام والمودة.
- عقوق الوالدين: ينسى الأولاد فضل والديهم عليهم خصوصاً عند احتياجهم لهم عند الكبر فينشغلون بأعمالهم وأسرتهم الجديدة وينسون آبائهم.
- اضطراب العلاقات بين الإخوة: يرجع السبب فيه إلى كره أحد الأخوة للأخر، أو تسلطه عليه، أو بسبب تفرقة الآباء في معاملة الأبناء الذكور والإناث، أو الأشقاء وغير الأشقاء.
- مركز الولد في الأسرة: فى حالة وجود ولد واحد فإنه يسيطر على حب الأسرة ودلعها، ولكن فى حالة وجود طفل ثاني فتلتفت الأنظار إليه ويحتل مكان الأكبر مما يربي الغيرة بين الأخوين، فدائما الكبير هو من يتحمل المسئولية ويتنازل من أجل إخوته الأصغر سناً.
- أولاد الزواج السابق: إذا حدث الطلاق والترمل مع وجود أطفال، وتزوجت الأم والأب من جديد فإن الطفل هو ما يشعر بالوحدة والضياع فى وجود زوج أم أو زوجة أب وربما يكون وجوده غير مرغوب فيه ويضيق صدرهم بطلباته مما يسبب له مشاكل نفسية كثيرة كان فى غنى عنها إذا تربى بين والديه.
- الأولاد غير الأشقاء: أيضاً فى حالة الزواج بعد الطلاق وإنجاب أطفال من الزوج الجديد فالأخوة من الأم فقط أو من الأب فقط تحدث بينهم غيرة وكره ويعتبرون أنفسهم أعداء وليس أخوه.
- الأولاد اليتامى: اليتيم يفقد معنى الحياه وتقابله عثرات مادية وإجتماعية ولايجد الحب والحنان مع اى شخص مثل والديه.
- مشكلات المرأة العاملة: المرأة العاملة تساعد فى المعيشه والأمور المادية وتبنى كيان لنفسها، ولكن فى المقابل فهي تهمل فى نظافة بيتها ورعاية أولادها وزوجها مما يسبب لها مشاكل زوجية وأسرية.
- سوء التوافق الأسري: بسبب الاختلاف بين الزوجين وكثرة المشاكل والإضطرابات النفسية التي تؤدي إلي سوء التوافق الأسري وتهدد استقرار الأسرة وتؤدي إلى الطلاق.
خدمات الإرشاد الأسري:
خدمات وقائية وعلاجية تقدم لمن يحتاج إليها من أفراد الأسرة سواء كانت خدمات فردية أو جماعية. وربما تحتاج إلى الاستعانة بطرق الإرشاد الأخرى ومن خدمات الإرشاد الأسري ما يلي:
التربية الأسرية: فهم الحياة الأسرية من خلال البرامج التدريبية في المدارس والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة، وتعليم كل فرد حقوقه وواجباته تجاه أسرته، مع وضع أسس للوقاية من المشكلات الأسرية، وكيفية حلها إذا وجُدت.
الخدمات النفسية: لتحقيق التفاهم والتوافق بين كل أفراد الأسرة، وكيفية السيطرة على الانفعالات، وحل الصراعات والتوتر الذي يعكر صفو الحياة الأسرية، مع المساعدة في حل المشكلات الموجودة بالفعل، والتخلص من أسبابها وتقريب وجهات النظر للوصول إلى التوافق الأسري. بالإضافة إلى تعليم الوالدان كل ما يتعلق بتربية الأولاد لينمو بصحة نفسية جيدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم”.
الخدمات الاجتماعية: ضرورة التواصل مع كل أفراد الأسرة سواء من خلال الزيارات العائلية أو عن طريق حضور الاجتماعات بين أولياء الأمور والمعلمين، والآباء والأمهات لفهم كل الأمور التي تدور حوله.
الإرشاد الجماعي للأسرة: فريق الإرشاد من مرشد نفسي وطبيب نفسي واخصائي اجتماعي يجتمع مع الأسرة ليدرس كل منهم المشكلة من وجهة نظرة، وفى حالات الإرشاد الجماعي يشترك كل من يستطيع من أفراد الأسرة للإسهام في حل المشكلة وتناول الحالة بطريقة عملية إيجابية.
6- إرشاد الأطفال
إرشاد الأطفال هو مساعدة الأطفال على النمو السليم سواء نفسياً، جسدياً، أو اجتماعياً، مع حل المشاكل التي تواجههم. فإرشاد هذه الفئة تختلف عن غيرها في كل شيء من حيث أسلوب التوجيه وطريقته، والهدف منه هو تحقيق نمو سليم للطفل مع إشباع حاجاته.
أهمية إرشاد الأطفال:
يتميز الطفل بسرعة نموه العقلي والجسدي عام بعد عام وسيكولوجيته تختلف عن الراشدين والمسنين، فهناك بعض الاحتياجات النفسية التي يطلبها الطفل لينمو بشكل سليم وسوي وإذا لم تتوفر فإنها تسبب بعض المشكلات والاضطرابات، كما توجد بعض المؤثرات التي يكون تأثيرها سيئ على الطفل منها مؤثرات داخلية ومنها مؤثرات خارجية، مما يؤكد الحاجة الماسة لإرشاد الأطفال لتعديل السلوك الغير سوى، لأن التغير في الطفولة أسهل بكثير من التغيير فى مراحل العمر المتقدمة، فالطفل مازال في مرحلة النمو والتأسيس.
مشكلات الأطفال:
اضطرابات الغذاء: مشكلة تواجهه كل الأمهات، من فقدان الشهية ورفض الأكل، أو يحدث العكس تماما الشراهة والأكل الكثير، وفى كلا الحالتين تحتاج إلى علاج جذري.
إضطرابات الإخراج: عدم التحكم في الإخراج والتبول اللاإرادي، والإسهال العصبي أو الإمساك، ومشكلات التدريب على الإخراج مع العقاب، وغيرها من مشكلات يصاحبها الشعور بالنقص والخجل واضطراب الكلام والنوم.
اضطرابات الكلام: مثل التهتهة واللدغات وصعوبة الكلام وتأخر الكلام، وما يصاحبها من قلق وفقدان الثقة بالنفس والعصبية والانطواء.
اضطرابات النوم: قلة النوم أو كثرته مع الكوابيس والأحلام المزعجة.
الاضطرابات الانفعالية: مثل الخوف والخجل، والانفعال والغيرة من الأخ الأصغر.
مشكلات النظام: مثل اللامبالاة والإهمال والشقاوة والسلوك العدواني المصاحب له التكسير والتخريب.
الجناح: السلوك السيء للأطفال والغير مقبول مثل السرقة والكذب والخداع، بالإضافة إلي السلوك الجنسي المنحرف وغيرهم.
الاضطرابات النفسية الجسمية: هناك علاقة قوية بين الاضطرابات النفسية والجسمية مثل بعض حالات الربو وفقدان الشهية والشراهة واضطرابات الجلد وغيرها.
خدمات إرشاد الأطفال:
- الأطفال مجبرين على عملية الإرشاد فهم لا يلجئون إلى الإرشاد من أنفسهم ولكن الإحالة تكون من المدرسة أو من الأهل، ولذلك فإن برنامج الإرشاد في المدارس يجب أن يكون برنامج تنموي أيضا، ويهتم بفحص الأطفال بشكل دوري للتعرف على من بحاجة إلى الإرشاد.
- يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وبين الجنسين، وأن تُقدم خدمات إرشاد الأطفال مع المعرفة بخصائص وقوانين النمو في الطفولة.
- التعامل مع الأطفال يحتاج إلى مهارات خاصة لفهم سلوكهم الطفولي والتعامل معهم بلغة بسيطة تساعدهم على تحقيق الهدف المطلوب.
- قد يكون إرشاد الأطفال صعباً في بعض الأحيان بسبب صعوبة الاتصال لنقص قدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
- أكثر طرق الإرشاد التي تحقق نتائج جيدة هو الإرشاد باللعب والإرشاد الجماعي، حيث تركز خدمات إرشاد الأطفال على نمو الطفل نفسيا واجتماعيا.
- يدخل في إرشاد الأطفال كل من خدمات الإرشاد العلاجي، والإرشاد التربوي، والإرشاد الأسري، والإرشاد الصحي الذي يهتم بصحة الأم وجنينها مع تقديم المعلومات اللازمة التي تساعد الأبوين على الإستعداد نفسيا بشكل جيد لاستقبال الطفل ورعايته.
- رعاية الطفل لينمو ويستكشف بشكل جيد في جو أسري مناسب والعمل على إشباع حاجاته النفسية والجسدية دون تفريط أو إفراط مع المساعدة في حل مشكلات النمو العادي مع الأسرة والمدرسة.
- معظم مشكلات الأطفال مشكلات عادية جدا خاصة بنموه ولا توجد مشكلات صعبة الحل إلا فى أوقات وحالات نادرة جدا، لذلك فمن أفضل طرق الإرشاد المستخدمة مع الأطفال هي الإرشاد الممركز حول العميل بدلا من الإرشاد المتمركز حول المشكلة.
- الإرشاد الجماعي للأطفال من أفضل وأنجح الطرق المستخدمة لمنع الحرج عن الطفل الذي يعاني من اضطراب، فالإرشاد الفردي ويستخدم في الحالات الحرجة فقط، ولكن يجب تعديل قواعد الإرشاد الجماعي لكى تناسب الأطفال من حيث مدة الجلسة، وتحديد المواقف الجماعية التي يتناولونها، ضم الجنسين معا في جلسة واحدة، وهكذا…
- الخدمات الاجتماعية: حيث تهتم بالتنشئة الاجتماعية، وتعليم السلوك الاجتماعي السوي في ضوء القيم الاجتماعية ومساعدة الطفل على تحسين علاقاته الاجتماعية مع علاج المشكلات التي تتعلق بأسرته، والاهتمام بالنمو الديني والأخلاقي.
6- الإرشاد النفسي للشباب:
مرحلة الشباب هي الانتقال من الطفولة إلى المراهقة وهي تختلف عما قبلها وما بعدها، وهي أكثر فترة يعيش فيها الفرد حالة من التوتر والعصبية والإحباط بسبب ما يواجهه من ضغوطات نفسية في الأسرة أو المدرسة او الجامعة أو العمل، ويقال إنها فترة تحقيق الذات والحب والمرح، إي هذه الفترة فيها الكثير من المشاعر المتضاربة فهي فترة نمو وكذلك فترة المشكلات بسبب تحمل المسؤولية والسعي وراء الرزق والعمل على الزواج وبناء أسرة.
فترة الشباب يصاحبها العديد من التغيرات الجسدية والاجتماعية والانفعالية والعقلية. فتزداد القدرات العقلية، وتتغير الانفعالات منها العنف والقوة والحماس والحساسية حتى تصل إلى الاستقرار والنضج الانفعالي والنمو الاجتماعي والتواصل مع الأصدقاء والرفاق وبناء علاقات اجتماعية وعاطفية.
في هذه الفترة تنمو وتتحدد اتجاهات الفرد الدينية والأخلاقية والحياتية بالإضافة إلي اختيار مهنة مناسبة، فهذه الفترة هي من أكثر الفترات التي تحتاج إلى إرشاد مهني وإرشاد علاجي وتربوي لمساعدته على تحقيق التوافق النفسي.
أهمية إرشاد الشباب:
الشباب بحاجة إلى من يأخذ بيدهم ويوجههم على كيفية حل المشاكل التى تواجههم ويصلوا إلى مرحلة الرشد بسلام.
مشكلات الشباب:
يتعرض الشباب للعديد من المشاكل منها المشاكل المتعلقة بهم، ومنها المشاكل المتعلقة بالأسرة كلها نذكر منها:
المشكلات الجنسية: يواجه الشباب العديد من المشاكل الجنسية قد تكون بسبب البلوغ الجنسي المبكر أو تأخره مما يسبب له حالة من الخجل والعزلة وسوء التوافق الاجتماعي، وقد يواجه الشباب مشاكل بسبب الإفراط في العادة السرية، أو عدم القدرة على الزواج بسبب الحالة المادية، فيتعرض لاضطرابات نفسية.
المشكلات الصحية: وجود مشاكل صحية تؤثر على نفسية الشباب منها السمنة المفرطة، أو النحافة، او وجود حب الشباب خصوصا لدي الفتيات مما يجعلها تفقد الثقة بنفسها.
المشكلات الانفعالية: المشاعر السلبية التي لا يستطيع الشاب السيطرة عليها مثل مشاعر الغضب والتمرد، وحالات الاكتئاب والإحباط واليأس، والخجل والقلق والخوف والتوتر … إلخ.
المشكلات الأسرية: مشاكل الوالدين وانفصالهم أو موت أحد الوالدين وانشغال الآخر بزواج جديد، والوالد العصبي المسيطر على أولاده، بالإضافة إلي نقص الخصوصية، وغيرهم العديد من المشاكل الأسرية التي تؤثر على الأولاد وحالاتهم النفسية.
المشكلات الدينية والأخلاقية: عدم الالتزام بالقيم والأخلاق، وربما يصل الأمر إلى الإلحاد والشذوذ والبعد عن الله، وعدم أداء فرائضه وعصيانه.
المشكلات الاجتماعية: لها مظاهر عديدة من أهمها احتقار الذات وكراهيتها وكراهية المجتمع، والتشاؤم والعزلة، وأوقات الفراغ دون عمل مفيد، بالإضافة إلى أصدقاء السوء وما يؤثرون به على الشباب
المشكلات المدرسية: مثل السرحان وعدم القدرة على المذاكرة، وقلة التحصيل الدراسي وعدم المثابرة والتخلف الدراسي، وقلق الامتحان والفشل والتسرب.
المشكلات المهنية: عدم معرفة الفرص المهنية المتاحة له و المناسبة لقدراته، وعدم القدرة على التدريب المهني، مما يؤدي إلى سوء التوافق المهني، والبطالة.
خدمات إرشاد الشباب:
تعمل المراكز العلاجية على تقديم أفضل الخدمات لنمو نفسي صحي للشباب ولكن لابد أن يتمتع المرشد بمعرفته الجيدة بمرحلة المواجهة وما تحتاج إليه لنمو سليم، ويعمل على تهيئة مناخ ملائم لنمو شخصية سوية، ومساعدة الشباب على فهم أنفسهم وتقبل ذاتهم وتقبل التغييرات التي يتعرض لها الشباب في مرحلة المراهقة، مع مراعاة الفروق الفردية، والابتعاد عن أسلوب الوعظ والنصح المباشر.
وفيما يلي أهم خدمات إرشاد الشباب:
رعاية النمو: رعاية الشباب لينمو بشكل جيد وسوي ودعم كل المؤسسات التي تساعد الشباب لتحقيق التوازن النفسي.
التربية الجنسية للشباب: إمداد الشباب بالمعلومات الصحية السليمة عن علاقته بالجنس الآخر في حدود المعايير الدينية والاجتماعية السليمة. مع التحذير من خطورة السلوك الجنسي غير المشروع، وما يسببه من مشاكل.
خدمات الإرشاد الصحي: تشمل الرعاية الصحية، ونصائح وتوجيهات مفيدة لتغذية سليمة، مع التحذير من العادات السيئة التي تهدر الصحة مثل التدخين والسهر والحفلات.
خدمات الإرشاد العلاجي: الاهتمام بإشباع الحاجات النفسية للشباب من الحب والاحترام والأمن وتقبل الذات، مع مساعدة الشباب في حل المشكلات التي تواجههم، مع ضبط الانفعالات والتحكم فيها لتحقيق التوافق الانفعالي السوي والوصول بسلام إلى مرحلة النضج الانفعالي.
خدمات الإرشاد التربوي: تهتم باختيار المناهج المناسبة لتنمية القدرات والمهارات وتشجيع الشباب على التحصيل والتعلم في كافة أمور الحياة مع السيطرة على قلق الامتحان لتحقيق التوافق الدراسي.
خدمات الإرشاد المهني: مساعدة الشاب على اختيار المهنة التي تناسب قدراته، مع التدريب والتأهيل والإعداد الجيد لها، مع مراعاة الفروق بين الجنسين في هذا الصدد.
خدمات الإرشاد النفسي الديني: يهتم بنشر تعاليم الدين الإسلامي وأخلاقياته، مع الاستعانة برجال الدين، وتطوير مناهج التربية الدينية، والاهتمام بالقدوة الحسنة، وإرشاد الشباب إلى الاستعانة بالله والقران والسنه لاجتياز مشاكل الحياة.
خدمات الإرشاد في وقت الفراغ: إرشاد الشباب بكيفية الاستفادة من وقت الفراغ بأنشطة تساعدهم على التطور العقلي، أو الاسترخاء والترفيه للحصول على الراحة الجسدية والعقلية.
خدمات الإرشاد الزواجي والأسري: إمداد الشباب بالمعلومات التي يحتاجون إليها لاختيار زوجة صالحة، ومساعدتهم على كيفية حل المشاكل الزوجية والأسرية
التربية الاجتماعية: الاهتمام بتقديم الخدمات الاجتماعية للشباب، وتعليمهم المعايير الاجتماعية السليمة التي تساعدهم على تحقيق التوافق الاجتماعي.
7- إرشاد الكبار” إرشاد المسنين”
إرشاد الكبار يعمل على مساعدة الشيوخ للوصول إلي التوافق والصحة النفسية في هذه المرحلة، كما أنه يساعدهم علي كيفية حل المشكلات التي تواجههم سواء كانت نفسية او مهنية أو اجتماعية.
يرتبط بالشيخوخة عدة تغيرات جسمية ونفسية تحدث بعد مرحلة الرشد، وهي آخر مراحل الحياة، فهي مرحلة الضعف بعد القوة، العجز بعد القدرة، فيصاب المسن بضعف عام جسدي وعقلي والعديد من الاضطرابات النفسية نتيجة لذلك.
أهمية إرشاد الكبار:
خدمات الإرشاد تساعد كبار السن على تحقيق التوافق النفسي مع هذه المرحلة وتقبلها بكل ما فيها من ضعف وتدهور الصحة والتقاعد ونقص الدخل، والتغيرات الأسرية الطارئة، مع ضرورة تكوين علاقات اجتماعية جديدة.
مشكلات الشيخوخة:
المشكلات الصحية: يصاحب تقدم العمر بعض المشكلات الصحية مثل ضعف البصر، والسمع والأعصاب والضعف الجسدي العام وغيرها العديد من المشاكل الجسدية، بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تحدث بسبب القعود وقلة الدخل وغيرهم.
المشكلات العقلية: منها ضعف الذاكرة والنسيان الملازم للشيخوخة والتقدم في السن، وقد يصل بهم الحال إلى الوصول إلى ذهان الشيخوخة فيكون الفرد متمركزا حول ذاته، بالإضافة إلى ضعف طاقته الحيوية وقلة اهتماماته وزيادة رغبته في العزلة والانطواء.
المشكلات الاجتماعية: قد يجد البعض صعوبة في التواصل الاجتماعي حتى يصل به الحال إلى الانطواء والكسل الاجتماعي والعزلة.
الوحدة: بعد كبر السن وزواج الأولاد وانشغالهم بحياتهم يعيش الشيخ في حالة من الوحدة المفرطة التي يخاف فيها أن يموت دون أن يعلم به أحد.
مشكلات العيش مع الأولاد: قد يضطر الشيخ إلى المعيشة مع أحد الأولاد وزوجته وأبنائه، وقد يكون هذا مخالفا لرغبة زوجة الأبن فتحدث مشاكل كثيرة ويتأثر الشيخ، وربما يخضع الشيخ لقوانين البيت ويكون تابع لها فبعد أن كان هو السيد في منزله أصبح تابع في بيت أولاده.
وفي بعض الحالات يتضجر الأبن من كبر أبيه وينسي فضله عليه ويتركه فى المنزل وحيدا لا يصاحبه فى المناسبات الإجتماعيه خجلا من والده أو خوفا على منصبه وقد يصل به الحال إلى وضع أبيه فى دار المسنين.
مشكلة التقاعد: بعد أن اعتاد الرجل على الخروج كل يوم والذهاب إلى العمل وكان له مركز اجتماعي وقوة وسلطان، يصعب عليه التخلي عن كل هذا ويتقاعد بدون عمل أو مركز ويزداد وقت فراغه، مع نقص الدخل المادي مما يؤثر عليه ويسبب له مشاكل نفسية كثيرة مثل التوتر والقلق والخوف وحتى الانهيار العصبي.
وإذا كان الشيخ مازال بصحته بعد سن المعاش وأراد العمل مره اخرى فانه يواجه صعوبة في ايجاد فرصه عمل جيده بسبب سنه، واعتقاد المؤسسات أنه شيخ كبير غير قادر على العمل والإنتاجية.
المشكلات الانفعالية: التوتر والقلق والخوف الدائم من المرض والوحدة والعزلة والإصابة بالاكتئاب وتوهم المرض هذه بعض الأعراض التي تصيب الشيخ وتجعله منفعل دائما.
العزوبة الإجبارية: تحدث بسبب الترمل، فقد يموت أحد الزوجين ويترك الآخر فيشعر بالوحدة والعزلة ولا يستطيع أي منهما الزواج من جديد بسبب الضعف الجسدي وكبر السن، فتصبح العزوبة إجبارية، وقد تقصر أو تطول إلى أن يأمر الله.
المشكلات الجنسية: بعد تقدم العمر تضعف القدرة الجنسية ويكون هناك إهمال من أحد الطرفين خصوصاً إذا كان هناك فرق في السن مثلا يكون الزوج في مرحلة الشيخوخة والزوجة في مرحلة الرشد مما يسبب مشكلات عدم التوافق الجنسي. وقد يكون هناك كبت وحرمان وجوع جنسي خصوصاً في مرحلة العنوسة أو ما بعد الطلاق.
خدمات إرشاد الكبار:
خدمات إرشاد الكبار يجب أن تشمل الخدمات الوقائية والعلاجية في آن واحد، ويتطلب أيضا من المرشدين الكثير من الصبر والمثابرة.
خدمات الرعاية الصحية: علاج المشاكل الصحية والجسدية التي يتعرض لها الشيوخ في بدايتها، مع الفحص الدوري والاهتمام بالوقاية والنظافة الشخصية لعدم التعرض للعدوى والأمراض، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين.
خدمات الإرشاد العلاجي: مساعدة الشيخ على تحقيق التوافق النفسي والسعادة، عن طريق تهيئة المناخ المناسب نفسيا واجتماعيا وصحيا لحياة صحية تتمتع بالعزة والكرامة، مع العمل على حل مشكلات الشيوخ أولاً بأول.
خدمات الإرشاد المهني: بعد التقاعد والخروج على المعاش ونقص الدخل والشيخ مازال بصحته فيريد أن يعمل من جديد أو يستمر في مهنته سواء لإشغال وقت الفراغ أو لزيادة الدخل ليستطيع أن يتغلب على مصاريف الحياة، ويساعدهم الإرشاد المهني في اختيار مهنة مناسبة لقدراتهم وميولهم وسنهم.
خدمات الإرشاد الزواجي: إذا كان الزوجان مسنان ولديهم بعض المشاكل فتُقدم لهم خدمات الإرشاد الزواجي لتحقيق التوافق الجنسي وتقييم السلوك، كذلك في حالة العنوسة والعزوبة أو الترمل.
خدمات الإرشاد الأسري: تُقدم لتحقيق التوافق مع الظروف الجديدة في حياة الشيخ، والتغلب على مشكلات العلاقة مع الأولاد بحيث تكون العلاقات ودية ليرضي كل الأطراف.
خدمات الإرشاد في وقت الفراغ: يساعد الشيوخ على الاستفادة من وقت الفراغ في ممارسة أنشطة وهوايات جديدة تعود عليهم بالفائدة جسديا واجتماعيا وعقليا.
8- الإرشاد النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة:
إرشاد الفئات الخاصة هو تقديم المساعدة لرعاية وتوجيه ذوي الاحتياجات الخاصة ونموهم بشكل سوي نفسيا وتربويا ومهنياً وأسرياً، مع مساعدتهم على حل مشكلاتهم التي لها علاقة بإعاقتهم لتحقيق التوافق والصحة النفسية، كما أن إرشادهم يحتاج العمل معهم إلى تعديل طرق الإرشاد لتناسب حالاتهم.
أهداف إرشاد الفئات الخاصة:
التغلب على الآثار النفسية التي لها علاقة بإعاقاتهم، وإزالتها مثل الانطواء والعزلة.
أهمية إرشاد الفئات الخاصة:
ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى الإرشاد النفسي مثل رفاقهم الأصحاء تماما، فهم بحاجة إلى خدمات الإرشاد العلاجي، والمهني والتربوي والأسري والزواجي، وإذا كان المعاق يمثل عبأ على أسرته، فإنه يحتاج إلى خدمات الإرشاد النفسي هو وأسرته.
مشكلات ذوي الحاجات الخاصة:
المشكلة الاجتماعية: مشكلة التواصل الاجتماعي ونظرة المجتمع لهم أخطر عليهم من الإعاقة نفسها، فهناك من ينظر إليهم انهم عبء أو يرونه عاجزا ويقسون عليه وهناك من يشفق عليهم، في النهاية فصاحب الإعاقة يواجه مشكلة عدم الأمان عند التعامل مع المجتمع.
المشكلات الأسرية: قد ينظر الوالدان للطفل المعاق أنه عبء عليهم وانه عقاب من الله ويسبب مشكلة مدى الحياة، أو يشعران بالذنب واللوم الشديد ويعتقدان أنهما سبب إعاقته.
المشكلات التربوية: قد لا تجد المدارس أو المؤسسات المجهزة لتعليم وتربيه ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تواجه مشكلة نقص المعلمين والأخصائيين المؤهلين للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل المتخصصين في طريقة بريل أو التعليم بالإشارة أو الطريقة الشفهية.
المشكلات المهنية: أصحاب الإعاقة فرصتهم في العمل أقل بكثير من أقرانهم الأصحاء لاعتقاد أصحاب العمل أنهم أقل إنتاجية، ولولا نسبة 5% التي وفرتها الحكومة لهم للعمل في المؤسسات الحكومية، لكانت مشكلة البطالة أكبر بكثير.
المشكلات الانفعالية: الشعور بالإحباط وعدم الرضا والخوف والشعور بالنقص والعجز والأسى والحسرة والعصبية مما تسبب سوء توافق انفعالي.
مشكلات الزواج: الرغبة في الزواج مع عدم القدرة على إيجاد شريك حياة يوافق عليه وهو في مثل تلك الظروف، أو الزواج من اخرى لديها نفس الإعاقة مع الخوف من العامل الوراثي وتأثيره على الأولاد.
بالإضافة إلى مشكلات تربية الأولاد والقيام بالأعمال المنزلية فكيف يقومون بها وهم معاقون، ولوحظ أن مشكلات الزواج في الإناث المعاقات أكثر منها في الذكور.
مفهوم الذات السالب: وهو تأثره بالإعاقة الموجود لديه، نتيجة لفقدان حاسة أو طرفا، كذلك ما يواجه من معاملة سلبية من البيئة المحيطة به سواء نظرات شفقة أو عجز أو نظرة عبء، كل هذا له تأثيره السلبي على نفسية الفرد.
خدمات إرشاد الفئات الخاصة:
يجب أن تقدم خدمات الإرشاد في إطار فهم الفئات الخاصة مع ذكر جوانب الشبه مع الأصحاء أكثر من جوانب الاختلاف، وذكر جوانب القوة بدلا من الضعف، والاهتمام بالحالات الفردية، والتمييز بين حالات الإعاقة الخلقية وحالات الإعاقة الطارئة نتيجة الحوادث.
ويجب التعامل مع المعوق على أن له حق في الحياة مثل الأصحاء تماما، ويحتاج إلى تدريب للتوافق مع الآخرين، وتحقيق الاستقلالية، ويحتاج أن يجد من يقدم له المساعدة إذا كان بحاجة إليها.
مشكلة المعوق هي مشكلة الأسرة كلها فيجب أن تتعاون الأسر كلها لمساعدته، ومساعدة الوالدان للتخلص من المشاعر السلبية التي تسيطر عليهما، ومن الخدمات التي تقدم لمساعدة المعاق وأسرته ما يلي:
خدمات الإرشاد العلاجي: العمل على تقبل الحالة لتحقيق التوافق النفسي بعد دراسة شخصية الفرد وتأثير الإعاقة على حياته وسلوكه اجتماعيا وعقليا وجسديا، مع محاولة تعديل مفهوم الذات.
خدمات الإرشاد التربوي: العمل على إتاحة الفرصة لذوي الإحتياجات الخاصة لإيجاد فرصتهم في التعليم سواء في المدارس العادية أو فى مدارس مخصصة لهم، والعمل على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، و الإستفادة من الحواس السليمة، وتعليمهم كيفية الاعتماد على النفس.
خدمات الإرشاد المهني: مساعدتهم على إيجاد فرصة عمل مناسبة لحالتهم مع التدريب والتأهيل المهني، والاهتمام بقواعد الأمن والسلامة وتغير مفهوم المجتمع عن المعاقين، وتعريف الآخرين بقدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على الإنتاج والعمل في شتى مجالات الحياة.
خدمات الإرشاد الأسري: التعامل مع الأسرة لاستقبال الطفل الجديد وهم فى حالة رضا بقضاء الله وقدره، فهو هبة من الله وليس عبء أو ذنب عليهم، فهو طفل عادى يجب أن يقبلوه ويحبوه، بل يبذلوا قصارى جهدهم لتقديم المساعدة له.
خدمات الإرشاد الزواجي: تعمل على مساعدة المعاق على ايجاد شريك حياته والعمل على الإستقرار الأسري.
خدمات الإرشاد الديني: الحديث مع كل أفراد الأسرة بقبول الشخص المعاق والإيمان بالله وبالقضاء والقدر.
الخدمات الصحية: متابعة الحالة الصحية للفرد ومحاولة إيجاد علاج مناسب للإعاقة مثل توفير سماعات لضعاف السمع، وأطراف صناعية للمبتورين، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لمن هم بحاجة إليها.
خدمات نفسية عامة: العمل على رفع الروح المعنوية للحالة، والتخلص من اليأس والتشاؤم والاكتئاب والإحباط المصاحب للإعاقة، مع إبراز القدرات الإيجابية لدى الفرد.
9- إرشاد الصحة النفسية:
هو إرشاد نفسي موجه علاجيا، لمساعدة الفرد أو الجماعات لتحقيق أفضل مستوى من التوافق النفسي، فهو مجال علمي تطبيقي يرتكز على أسس نظرية، ويهتم بتنمية المهارات، وتشخيص وعلاج الاضطرابات السلوكية، يهتم بكل مراحل الحياة وحل المشكلات النفسية بها من منظور تنموي،
نماذج إرشاد الصحة النفسية:
النموذج الطبي: يتعامل المرشد مع حالات الاضطرابات السلوكية، مثل تعامل الطبيب مع المرضي والأمراض الجسدية.
النموذج التنموي: يعمل على النمو الصحي والنفسي السليم، فهو يعمل على مفهوم التنمية السليمة، وهو ما يقوم به المرشدون والمدرسون في بعض الأوقات.
النموذج الوقائي: يهتم بالتربية النفسية وأثرها الإيجابي في عملية الإرشاد للوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية.
النموذج التكاملي التوفيقي: يختار من بين العديد من النماذج المعروفة في الإرشاد النفسي، ويوفق بينها على المستويين النظري والعملي.
يختلف إرشاد الصحة النفسية عن مجالات الإرشاد النفسي الأخرى في المشاكل التي يقوم بحلها، في الغالب يتعاملون مع عملاء راشدين، وفى بعض الأحيان يتعاملون مع الأطفال والمراهقين.
إرشاد الصحة النفسية لا يعمل بالنموذج الطبي وإنما يعمل في معظم الوقت بالنموذج التنموي فهو يهتم بتشخيص وعلاج الاضطرابات السلوكية، ومساعدة العميل على التخلص من مشكلاته، بجانب ذلك فهو يهتم بالعمل المتكامل مع كل أفراد الأسرة.
يمكن لمرشدي الصحة النفسي تقديم خدماتهم على شكل أنشطة وممارسات أكثر من مجالات الإرشاد النفسي الأخرى. مرشدي الصحة النفسية يشتركون مع الأخصائيين الاجتماعين في أنهم يؤكدون أهمية النظر إلى المجتمع والبيئة في العلاج النفسي.
10- الإرشاد النفسي الاجتماعي:
الإرشاد الاجتماعي يحدث لمجموعة من الأفراد المترابطة معا، مثلا الطلاب في المدرسة، أصحاب مهنة معينة لديهم نفس المشكلة، أي يمكن تعريف الإرشاد الاجتماعي أنه مصطلح يشير إلى علاج أي خلل وظيفي في مجموعة تربطهم سمات مشتركة يستغلها المرشد في النصح والتوجيه.
أهمية الإرشاد الاجتماعي
- الإرشاد الاجتماعي مهم في الوصول إلى الصحة النفسية في مجتمع تنتشر فيه نفس المشكلة والضائقة النفسية.
- يعمل المرشد مع مجموعة من الأفراد تربطهم نفس المشكلة ويساعدهم في تحديد الأسباب المؤدية إليها، وكيفية مواجهتها والتخلص منها.
- تحسين الصحة العقلية في المجتمعات الفقيرة والمهمشة التي تتعرض للإصابة بالعلل النفسية.
- قد تسبّب البيئات المفكّكة إصابة الأفراد بالعلل النفسية والاجتماعية، حيث تتعرّض الشرائح السكانية الضعيفة والمهمّشة، كالأطفال، والأقليات، أو المجتمعات المتدنية إقتصاديا، تتعرّض لمخاطر الإصابة بالعلل النفسية.
تطبيقات الإرشاد الاجتماعي
يطبق الإرشاد الاجتماعي على فئة معينة تربطهم سمات مشتركة:
الأطفال
يستخدم الإرشاد الاجتماعي في المدارس لعلاج الأطفال الذين يعانون من التأخر الاجتماعي والإنمائي بسبب مشاكل نفسية لم تعالج بعد، سوف تساعد جلسات الإرشاد الاجتماعي على حل تلك المشكلات لدى الأطفال ومساعدتهم على تعديل السلوك
البالغون
إذا لم يتلقى الأفراد الإرشاد عند مرورهم بمشاكل نفسية مبكرة مثلا المعاصرين للحروب في طفولتهم سوف يتعرضون لصدمات في حياتهم نتيجة للآثار السلبية التي تركتها الحرب، فالإرشاد الاجتماعي يكون مفيد في حل تلك المشاكل وتخفيف آثار الصدمة، ومساعدتهم للتكيف مع الواقع.
المدمنين
يستخدم الإرشاد الاجتماعي في علاج مدمني المخدرات، بالإضافة أن للمجتمع دور قوي في مساعد الأفراد التي تعاني من مشكلات الإدمان. ومن خلال الدراسات السابقة وجد أن علاج مدمني الكحوليات من خلال الإرشاد الاجتماعي أعطى نتائج أفضل من العلاج الفردي.
نظريات الإرشاد النفسي
التوجيه والإرشاد النفسي علم قائم على نتائج وقوانين مجمعة في نظرية، ومازال البحث العلمي مستمر لاكتشاف حقائق وقوانين ونظريات أخرى.
يعمل المرشد بناءا على مجموعة من القوانين والمبادئ التي تفسر الظاهرة النفسية التي أمامه، فيعمل في ضوء نظرية علمية واضحة المعالم والقوانين لتنظيم الحقائق في تكامل لمنح الفرصة للتنبؤ بالسلوك الدقيق.
فالنظرية مبنية على أسس و فروض محددة خضعت لتجارب عديدة ذات صلة بالوقائع التجريبية التي اعتمدت عليها، ووجد أن بعض المرشدين يعملون في ضوء نظرية محددة دون غيرها، مثلا نظرية الذات بطريقة الإرشاد المباشر.
1- نظرية الذات لكارل روجرز”
أحد نظريات الذات الشاملة المتكاملة والمتطورة، هي نظرية الذات لكارل روجرز فهي خلاصة تجارب وخبرات روجرز في الإرشاد النفسي ، فهي مرتبطة بطريقة الإرشاد الموجة، أو غير الموجه.
الذات هي جوهر الشخصية، وهي المسئولة عن السلوك فهي كينونة الفرد، وفهم الذات هو حجر الأساس في دراسة الشخصية، كما أن بها بعض المفاهيم العامة مثل: الذات، مفهوم الذات، الخبرة، الفرد، والسلوك، المجال الظاهري.
الذات ” النفس البشرية”: هي كينونة الفرد التي تنمو نتيجة للتفاعل مع البيئة، وتتضمن الذات المثالية، والذات المدركة، والذات الاجتماعية، أي التي تسعى إلى التوافق النفسي.
مفهوم الذات: أي مفهوم الفرد لذاته، والمدركات الشعورية والتقييمات الخاصة، ويتكون من أفكار الفرد المحددة والمبنية على كينونته الداخلية والخارجية التي تحدد معالم الذات.
- مفهوم الذات المدركة: هى الصورة التى يراها الفرد لنفسه.
- مفهوم الذات الجماعي هى الصورة التى يعتقد الفرد أن الآخرين يصورونها عنه.
- مفهوم الذات المثالي هي الصورة التي يتمنى أن يكون عليها الفرد.
مفهوم الذات أو الأنا، مفهومان مهمان في دراسة شخصية المسترشد للوصول إلى التوافق النفسي، ويختلف من حيث البنية والتركيب والوظائف، كما أنه ينظم ويحدد السلوك ويمكن تعديله وتغييره في الإرشاد النفسي .
يتأثر مفهوم الذات عن طريق التفاعل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين مثل الوالدين والرفاق، بالإضافة أنه يتأثر بالتعليم، والمعتقدات والقيم والأخلاقيات، فهو يتضمن مفاهيم شعورية ولا شعورية.
الخبرة: ناتج تجربة يعيشها الفرد في مكان وزمان معين ويؤثر ويتأثر بها، والخبرة متغيرة ومختلفة بناءً على المواقف التي يعيشها الفرد، وكلما كانت الخبرات متفقة مع مفهوم الذات والمعايير الاجتماعية كلما تحقق التوافق النفسي، والعكس صحيح فكلما كانت تتعارض مع المعايير الاجتماعية كلما سببت مشاكل نفسية وتوتر وقلق وسوء التوافق النفسي.
الفرد: يعمل دائما على تعزيز نفسه وتحقيق ذاته وهو بحاجة دائمه لمن يقدره ويتقبله ويغمره بالحب والاحترام، وذلك التقدير يكون متبادل مع الآخرين، وتحديد دوافعه بناءً على خبراته في الحياة.
السلوك: هو نشاط الفرد لإشباع حاجاته، ويحدث نتيجة لخبرات الفرد، وإذا كان السلوك متفق مع المعايير الاجتماعية، ومفهوم الذات كان سلوك سوي، وغير ذلك فيكون سلوك غير سوي ويحتاج إلى تعديل ليصل إلى مرحلة الاتزان والتوافق النفسي، و لتغيير السلوك بشكل صحيح لابد من تغيير مفهوم الذات أولا، وهذا ما يحدث في جلسات الإرشاد النفسي الممركز حول الذات.
المجال الظاهري: يعرف المجال الظاهري بأنه عالم شخصي ذاتي يتضمن المدركات الشعورية للفرد في بيئته، ويعرف أيضاً بانه الخبرة المتغيرة بسبب التفاعل مع المجتمع.
المجال الظاهري هو الحقيقة التي تحدد سلوك الفرد واستجابته، يرتبط المجال الظاهري بالذات الشعورية كما يدركها الفرد ويختلف المجال الظاهري عن المجال اللاشعوري من الذات والخبرات.
تطورات نظرية الذات:
يوجد مستويات مختلفة للذات منها:
- الذات المركزية أو الذات الخاصة وهي ما يشعر بها الفرد ويعبر عنها وتظهر أمام الأصدقاء المقربين.
- الذات الاجتماعية التي تكشف للناس والمعارف والاخصائيين النفسيين.
- الذات البصيرة الذات التي يكتشفها الفرد في عملية الإرشاد الممركز عندما يوضع في موقف تحليلي شامل.
- الذات العميقة الناتجة عن التحليل النفسي.
ينجح الإرشاد والعلاج النفسي عندما تصبح الذات الخاصة قريبة من الذات البصيرة، وعندما يحقق اقترابا كبيرا من الذات الفعالة.
مفهوم الذات متعدد الأبعاد ويحدد صفات مفهوم الذات الموجب و مفهوم الذات السالب، فمفهوم الذات الموجب يعبر عن التوافق النفسي، وتقبل الذات وقبول الآخرين، أما مفهوم الذات السالب فهى الذات التى ترفض نفسها ومن حولها.
ويتأثر مفهوم الذات بالعوامل الاجتماعية، لذلك يجب على الوالدين والمربين والمرشدين أن يعملوا علي تنمية مفهوم الذات عند الأطفال، مع العلم أن سوء التوافق النفسي يجعل الفرد ينظر لنفسه نظرة دونية ويفقد ثقته بنفسه، ووجد أن أحسن طريقة لفهم السلوك تكون من خلال فهم القائم بهذا السلوك نفسه،
مفهوم الذات الخاص:
هو الجزء الشعوري الشخصي جدا من خبرات الذات” العورة النفسية”، وفي الغالب تكون خبرات غير مرغوب فيها اجتماعياً مثلا “خبرات محرمة أو مخجلة أو مؤلمة … إلخ”، ويخجل الأنسان من كشفه أمام الناس.
الإرشاد النفسي ما هو إلا موقف خاص بين المرشد والعميل يعبر فيه العميل عن ذاته، حتى تكون نتيجة العملية الإرشادية هي فهم الذات الواقعية وتقبل الآخرين والحصول على التوافق النفسي، فهناك علاقة قوية بين مفهوم الذات والتوافق النفسي، وللعلم أن سوء التوافق يكون ناتج عن تهديد الذات أو تهديد في المجال الظاهري، أو كلاهما.
يهتم الإرشاد العلاجي بمفهوم الذات العام، ومفهوم الذات الخاص الذي يهدد الشخصية. وإذا لم تحل تكون بمثابة “عاهة نفسية مستديمة”، وأحد الأهداف الرئيسية للإرشاد العلاجي هو تنمية مفهوم الذات الواقعية، ورسم الخطط التي تتلاءم معه، وتجد أن مرضى الذهان يكون مفهوم الذات لديهم غير واقعي ومشوه.
وجد في مجال الإرشاد المهني أن مفهوم الذات المهني أساسي في الوعي بالذات، لذلك فيجب اختيار المهنة المناسبة للشخص.
وفي مجال الإرشاد الزواجي هناك علاقة جوهرية بين مفهوم الذات الموجب وبين التوافق الزوجي، فالإرشاد الزواجي يجب أن يكون متمركزا حول الفرد، وليس متمركزا حول المشكلة.
وفي مجال الإرشاد العلاجي يجب التعامل مع مفهوم الذات العام، مع ذكر خطورة مفهوم الذات الخاص والعمل على إصلاحها عن طريق الإرشاد والعلاج المتمركز حول العميل.
مقالات ذي صلة : أنواع الإرشاد الأسري وأهم البرامج والأساليب المستخدمة
نقد نظرية الذات:
- ركزت النظرية على الذات ومفهوم الذات دون أن تعطي تصورا كاملا لشخصية الإنسان.
- روجرز ركز أن للفرد أحقية في تحديد مصيره وتحقيق أهدافه دون أن يضع في الاعتبار أحقيته في ارتكاب الخطأ.
- يركز أيضا على أهمية الذات والتمركز حول العميل، دون عمل حساب للموضوعية، مع التركيز على الجوانب الشعورية، على حساب اللاشعورية.
- الاختبارات والمقاييس لجمع المعلومات ليس لها أهمية قصوى لدى نظرية الذات، ويتم استخدامها فقط حين يطلبها العميل، وتعترف نظرية الذت أن المقابلة أفضل للوصول إلى المعلومات اللازمة، ولكن هذا غير صحيح فمن الضروري استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق نجاح الإرشاد النفسي على أكمل وجه.
وبالرغم من كل هذا فنظرية الذات من أهم وأشهر نظريات الإرشاد النفسي.
2- النظرية السلوكية ” نظرية التعلم”
النظرية السلوكية تعمل بشكل رئيسي على كيفية تعلم السلوك وتغييره، والتعلم هو المحور الرئيسي الذي تدور حوله النظرية السلوكية.
مفاهيم النظرية السلوكية:
تُبني النظرية السلوكية على بعض المفاهيم والمسلمات والمبادئ التي تتعلق بتعليم كيفية حل المشكلة، وهي ناتج دراسات وبحوث علمية قام بها أصحاب تلك النظرية.
بعض المفاهيم الأساسية في النظرية السلوكية
معظم سلوك الإنسان مكتسب: سلوك الفرد مكتسب ومتعلم نتيجة الاحتكاك مع البيئة ومع الآخرين ونتيجة للخبرات والتجارب، ونتيجة لذلك فربما يكون سوي أو غير سوي، متوافق أو الغير متوافق، مما يعني ان السلوك المتعلم يمكن تغيير بالتعلُم أيضاً.
المثير والاستجابة: تقول النظرية إن كل استجابة “سلوك” له مثير” أي لكل فعل رد فعل”، السلوك السوي يكون ناتج عن علاقة سليمة بين المثير والاستجابة، والسلوك الغير سوي فهو ناتج علاقة مضطربة بينهما.
فيتم دراسة المثير والاستجابة والعلاقة بينهما والعوامل المؤثرة على سوء الاستجابة من عوامل جسدية وعقلية واجتماعية وانفعالية، وهذا يحدث في كل مجالات الإرشاد النفسي أي أن نظرية السلوك مستخدمة فى كل المجالات.
الشخصية: هي مجموعة من الأساليب والسلوك المكتسبة والثابتة نسبيا التي تميز شخص عن آخر.
الدافع: ترتكز نظرية التعلم على الدافع في التعلم، والدافع هو الطاقة التي تدفع الفرد نحو تعلم السلوك. يوجد أنواع من الدافع إما موروث فسيولوجي مثل الجنس، أو متعلم مثل الخوف، بالإضافة إلى الاحتياجات فهي دافع أساسي في تحديد السلوك وتوجيهه نحو جهة معينة لتشبع احتياجات الفرد.
التعزيز: تثبيت السلوك ذو الأثر الطيب بالمكافئة والثناء عليه، فأي سلوك يمكن تقسيمه إلى خطوات صغيرة وكل خطوة يجب تعزيزها وتثبيتها قبل الانتقال إلى الخطوة التالية هذا كما قال skinner، كما انه يؤكد أن تعزيز وإثابة التعلم الصحيح، يكون أفضل من العقاب عند إرتكاب الخطأ، فعند الثناء على سلوك إيجابي لدى عميل فإنه يعمل على تكراره مرة أخرى أو القيام بأشياء مماثلة في المستقبل، فيجب على المرشد تجنب العقاب وتعزيز سلوكيات العميل والإصغاء الجيد للمسترشد وهو يتكلم عن سلوكه المضطرب في جو خال من التهديد.
الانطفاء: السلوك الذي لم يعزز أو المرتبط بالعقاب بدل الثواب يضعف ويتضاءل، فيلاحظ أن الاستجابات والسلوك التي لها أثر محبط مرتبطة بالعقاب تميل إلى الانطفاء.
العادة: العادات مكتسبة من البيئة وليس موروثاً، هناك رابط قوي بين مثير واستجابة.
التعميم: ناتج عن التكرار، فإذا تعلم الفرد سلوك وكرره مرات متعددة وطبقة على جميع المواقف المشابهة التي تقابله هذا هو التعميم.
التعلم ومحو التعلم وإعادة التعلم: التعلم هو اكتساب خبرات جديدة غير موروثة ولكن تم اكتسابها عن طريق الاحتكاك والتفاعل مع الآخرين وتؤدي إلى تغيير السلوك، أما محو التعلم يقص به الإنطفاء أى سلوك سيء غير مرغوب فيه يريد أن ينساه، وإعادة التعلم هو محو السلوك القديم وتعلم سلوك جديد، وهي طريقة متبعة فى كل مجالات الإرشاد النفسي.
تطبيقات النظرية السلوكية:
المشكلات السلوكية ما هي إلا استجابات خاطئة لمثيرات منفرة، وفى الإرشاد النفسي وتطبيقاً للنظرية السلوكية، فإنه يركز على الاًتي:
تعزيز السلوك السوي المتوافق: مساعدة العميل على التخلص من الأفكار والسلوك الغير سوي، وتعزيز السلوك السوي، وإقناعه أن الظروف قد تغيرت والاستجابات غير المرغوبة أصبحت غير ضرورية، فمثلا يمكن مساعدة العميل على التخلص من الوسواس القهري والافكار التي تجعله يشعر بالذنب، وتثبيت بدلا منها الأفكار الإيجابية.
– تغيير السلوك غير السوي أو غير المتوافق: عن طريق تحديد السلوك المراد تغييره، والظروف والعوامل المؤدية إلى ظهوره، ومحاولة السيطرة عليها لتحقيق التغير المنشود، مع إعادة تنظيم ظروف البيئة وتحديد مواقف تعلم تؤدي إلى إزالة الأعراض وتغيير السلوك.
ويطلق على تطبيق النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي اسم “الإرشاد السلوكي، وفي العلاج النفسي اسم “العلاج السلوكي،
خطوات عملية الإرشاد بناءً على النظرية السلوكية
- تحديد السلوك المطلوب تعديله.
- تحديد الظروف المؤدية لظهور السلوك المضطرب.
- تحديد العوامل المحفزة للسلوك المضطرب.
- تحديد الظروف التي يمكن تعديلها، وكتابة الخطة المناسبة لكيفية تعديل السلوك الغير سوي.
أساليب الإرشاد السلوكي
- التخلص من الحساسية “التحصين التدريجي”: يقصد به التخلُّص التدريجي من السلوك المُضطرب، عن طريق تعرُّض العميل بشكل متكرر لهذه المثيرات وهو في حالة استرخاء، حتى لا يضطرب، مع الاستمرار للتعرُّض للمُثيرات تدريجيا؛ حتى يصل إلى مرحلة عدم الاستثارة.
- الكف المتبادل للتخلص من كل سلوكيين مترابطين غير متوافقين، وإحلال سلوك سوي بدلا منهما، مثلا يستخدم في علاج حالات التبول الليلي، بالكف عن النوم والتبول وإحلال الاستيقاظ والذهاب إلى دورة المياه بدلا منهما.
- الاشتراط التجنبي: يعني تعديل سلوك العميل من الإقدام حتى الأحجام والتجنب.
- التعزيز الموجب “الثواب”: إثابة العميل على السلوك السوي مما يعمل على تثبيته.
- التعزيز السالب: يستخدم في تعريض العميل لمثير غير سار، ثم إزالة هذا المثير بعد ظهور السلوك المطلوب، مثلا في حالات مص الأصبع عن طريق جعل الطفل يضع إبهامه في فمه ثم تزيله وتمنعه أن يعمل هذا مرة أخرى.
- الخبرة المنفرة “العقاب”: استخدام أسلوب العقاب في السلوك السيء ليكون خبرة منفرة لدى المسترشد ربما يكون عقاب مادي أو جسدي او معنوي، مثال يستخدم في علاج اللجلجة
- تدريب الإغفال “الانطفاء”: محو السلوك الغير سوي تدريجيا حتى ينطفئ وينساه تماما.
- الممارسة السالبة. ممارسة السلوك غير المرغوب فيه باستمرار حتى يتعب من التكرار ويمل، ويقلع عنه، يستخدم في علاج اللزمات الحركية.
نقد النظرية السلوكية:
- وضع السلوك الظاهري في الاعتبار فقط، دون النظر للفرد ككل، مع إهمال العناصر الذاتية.
- المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية مختلفة إلى حد ما عن المفاهيم النظرية في النظريات الأخرى.
- من ضمن عيوب النظرية السلوكية، أن معظم الأدلة العلمية نتيجة لبحوث على الحيوان أكثر من الإنسان.
- الإرشاد السلوكي مبني على حل الأعراض وليس حل المشكلة من جذورها والتخلص من الأسباب.
3- نظرية المجال:
المجال هو مجموعة الوقائع التي تعتمد على بعضها البعض والتي تؤثر في السلوك فيعرف أنه هو وظيفة المجال الذي يوجد في وقت ما نتيجة لقوى محركة دينامية.
مفاهيم نظرية المجال:
فيما يلي أهم مفاهيم نظرية المجال:
الشخص: هو كيان محدد داخل المجال الخارجي، وله خاصيتان هما الفصل عن المجال والوصل مع المجال. أي أن الشخص منفصل عن المجال الكلي الأكبر. ومندمجة داخل هذا المجال في نفس الوقت.
المجال النفسي: يحدث تفاعل بين الشخص ومجاله النفسي فهما يعتمدان على بعضهما البعض داخل حيز الحياة.
حيز الحياة: هو المجال النفسي الذي يعيش فيه الشخص ويحتوي على مجموعة الوقائع الممكنة التي تؤثر في البيئة النفسية وفى الشخص مثل حاجاته وخبراته وسلوكه، يعني أن السلوك هو وظيفة حيز الحياة الناتج عن حادث عارض ومفاجئ الذي ربما يغير مجرى حياة الشخص، أي أن المجال النفسي يؤثر في الشخص والشخص يؤثر في المجال النفسي.
المجال الموضوعي: يحتوي على كل الإمكانات التي ليست في حيز الحياة وتخرج من المجال السلوكي للشخص وتؤثر على الفرد. مثال نظام التعليم فهو ليس من حيز حياة الطالب ” أي أنه ليس البيئة المحيطة به بشكل مباشر” ولكنه يؤثر عليه لأنه يحدد نوع التعليم الذي يتلقاه في المدرسة.
المناطق: المجال الكلي منقسم إلى مناطق، وكل منطقة تحتوي على وقائع معينة، وعدد المناطق يتم تحديده بناءً على عدد الوقائع النفسية، وهناك واقعتان أساسيتان هما الشخص والمجال، إذا يوجد منطقتان رئيسيتان في حيز الحياة، وإذا زادت الوقائع زادت المناطق الفرعية، فإذا ظهرت واقعتي العمل واللعب زادت منطقتان إضافيتين وإذا انقسم العمل إلى عمل حر وعمل حكومي زادت منطقتان فرعيتان تحت العمل وهكذا، وبالنسبة للشخص يتحدد عدد المناطق فيه بعدد الوقائع الشخصية الموجودة فعلا.
الاتصال بين المناطق: تتصل المناطق عن طريق الاتصال بين الوقائع، بالإضافة إلى التفاعل والتأثير المتبادل الناتج عن ذلك الاتصال، مثلا يوجد لدينا كتاب” واقعه” والشخص “واقعة” وقراءة الشخص للكتاب “حدث” هذا هو التواصل بين المناطق. وبالتالي يؤثر على الحياة والعالم الخارجي.
الشخص في المجال: الشخص والمجال الكلي معتمدان على بعض، وهما أساس النظام الذي يتكون من أجزاء رئيسية وأجزاء فرعية تؤثر في بعضها البعض، المجال النفسي غير المجال المادي فربما يختلف وضع الشخص في أحدهما عن الآخر، فقد يكون في الفصل وذهنه شارد في اللعب.
الحركة والاتصال: يوجد حركة وتفاعل داخل المجال النفسي بشكل مستمر بين المناطق المختلفة نتيجة للتفاعل بين الوقائع، فالحدث هو تفاعل أي حركة واتصال بين واقعتين أو أكثر ويسمى بمبدأ الارتباط.
إعادة بناء حيز الحياة: حيز الحياة يتغير نتيجة للحركة والتفاعل بين الوقائع، تختلف عدد المناطق باختلاف الوقائع. ووضع المناطق يختلف عن بعضهما البعض فقد يقترب منطقتان كانت بعيدتان ويبتعد منطقتان كانتا قريبتان، وقد تتحول منطقة من مرنة إلى جامدة أو العكس، كل هذا يساعد في إعادة بناء حيز الحياة.
الواقع: الواقعية هي الحركات الفعلية التي يقوم بها الشخص، واللاواقعية هي الحركات التخيلية أو الوهمية.
الزمن: الواقع هو الذي يحدد السلوك وليس الزمن فالسلوك ليس له علاقة بالماضي أو الحاضر، فالوقائع في الطفولة لا تؤثر على الراشد، إلا إذا كان تأثيرها مازال مستمرا فيؤثر في حاضره ومستقبله.
ديناميات الشخصية: البناء الجيد لحيز الحياة “الشخص والمجال” من الضروري أن يحتوي على الوقائع الهامة لتفسير السلوك المحتمل للشخص، يوجد بعض المفاهيم الرئيسية في دينامية الشخصية مثل:
- الطاقة: هي ما يقوم به الجهاز النفسي للعودة إلى التوازن النفسي في حالة انعدام التوازن الناتج عن التوتر، وعن انتهاء التوتر وتحقيق التوازن النفسي يتوقف توليد الطاقة.
- التوتر: هو ما يصيب الإنسان نتيجة لعدم التوازن، التوتر ينتقل من منطقة إلى أخرى، وإذا كانت الحدود بين المناطق صلبة ينتقل التوتر بصعوبة، أما إذا كانت الحدود ضعيفة فينتقل بسهوله.
- الحاجة: الحاجة هي مفهوم دافعي، والحاجات يتم تحديدها بناءً على العديد من العوامل الاجتماعية، الحاجة تزيد التوتر وتطلق الطاقة، وتعطي القيمة، فهي الدافع الرئيسي لتحقيق باقي المفاهيم.
- القيمة: تعني قيمة منطقة في المجال النفسي عند الشخص، منها قيمة إيجابية، وقيمة سلبية، والمنطقة التي يقل فيها التوتر ويشبع حاجة الفرد يكون لها قيمة إيجابية، مثل منطقة الطعام للجائع، أما المناطق التي يزاد فيها التوتر تسمي منطقة قيمة سلبية، مثل مشاهدة حيوان مخيف.
- القوة الموجهة: القوة الموجهة تكون عادة من خارج الشخص والتي تحفزه على الحركة، لأن القوة النفسية من خصائص المجال وليس الشخص، إذا كانت هناك قوتان موجهتان تكون الحركة ناتج محصل هذه القوي.
التحرك: الحاجة هي التي تحرك الشخص وتطلق الطاقة وتثير التوتر بداخله، الشخص يتحرك خلال مجاله النفسي مدفوعا بحاجة تطلق الطاقة وتستثير التوتر وتضفي قيمة إيجابية على المنطقة التي فيها ليشبع هذه الحاجة ويزول التوتر.
تغير البناء الدينامي للمجال النفسي: يحدث التغيير للبناء الدينامي للمجال النفسي عن طريق إحداث تغييرات في المناطق وخصائصها، مثل اكتشاف حل جديد لمشكلة أو تذكر حدث منسي.
طرق تغيير البناء الدينامي للمجال النفسي:
- تغيير قيمة المنطقة كميا وكيفيا أي التحويل من منطقة أقل إيجابية لمنطقة أكثر إيجابية، أو من منطقة سلبيه إلى منطقة إيجابية.
- تغيير شدة ووجهه القوة الموجهة.
- تغيير الحدود بين المناطق.
- تغيير خصائص المنطقة من مرونة إلى جمود والعكس صحيح.
فقد التوازن: يحدث في حالة عدم تساوي التوتر داخل مناطق الجسم المختلف، ولكنه يؤدي إلى ارتفاع التوتر في النظام كله، وإذا تكرر هذا وتراكم التوتر، يحدث سلوك إيجابي نتيجة الاندفاع المفاجئ للطاقة في المنطقة الإدراكية الحركية.
العودة إلى التوازن: كل مجالات الإرشاد والعلاج النفسي هدفها عودة الشخص إلى التوازن، يوجد عدة طرق منها:
- إشباع الحاجة عن طريق التحرك بشكل مناسب في المجال النفسي، فمثلا حصول الجائع على الطعام يزيل من توتره.
- إشباع حاجة تزيل التوتر المصاحب للحاجة الأخرى، وهذا يعنى التحرك في اتجاه البدائل لخفض التوتر.
- خفض التوتر عند طريق الخيال وأحلام اليقظة.
نمو الشخصية: نمو الشخصية عن طريق القيام بالنشاطات والانفعالات وكسب المعلومات و الاحتكاك بالبيئة والعلاقات الاجتماعية، ويزداد النشاط مع نمو الشخصية وبالتالي القيام بسلوك جديد، بالإضافة إلى حدوث التكامل بين الأفعال المستقلة، وتزداد درجة واقعية الشخص، وتزداد حدود المناطق وتختلف في قوتها، ويقل تأثير المجال على الشخص.
النمو هو عملية مستمرة مدى الحياه يصعب تقسيمها إلى مراحل ولكن المرحلة الأهم في نمو الإنسان تبدأ من الطفولة من سن الثالثة حتى سن المراهقة فتتغير شخصية الفرد عدة مرات وتختلف بناءً على التجارب والخبرات حتى يصل إلى مرجل الرشد “مرحلة النضج والمعرفة”.
النكوص هو الانحدار بالسلوك إلى شكل بدائي أكثر، بغض النظر عن إذا كان الشخص مارس هذا السلوك من قبل ام لا.
الارتداد قد يحدث في النمو، وهو العودة إلى شكل من أشكال السلوك التي كانت في فترة ماضية في حياة الشخص، ومن الجدير بالذكر أن الإحباط هو السبب الرئيسي في النكوص والارتداد.
تطبيق نظرية المجال في الإرشاد النفسي:
من أهم تطبيقات نظرية المجال في الإرشاد النفسي ما يلي:
- لمعرفة أسباب المشاكل النفسية والاضطرابات، وتحديد شخصية العميل وخصائصها.
- لمعرفة خصائص حيز الحياة في وقت حدوث الاضطراب.
- لمعرفة الأسباب المؤدية للاضطراب من عوائق مادية ومعنوية.
- لتحديد مجال الفرد وردود الفعل.
- تحديد مجال البيئة المادي والثقافي.
- تحديد مجال المرشد وتأثيره.
- معرفة مجال وطريقة الإرشاد.
في عملية الإرشاد تؤكد نظرية المجال ما يلي:
- أهمية تغيير الإدراك، لأن السلوك الشخصي يتأثر بالإدراك، والإدراك يتأثر بالوقت وقيم الشخص وأهدافه.
- أهمية مساعدة العميل على التخلص من الحواجز الموجودة في شخصيته أو جعلها مرنة، ومساعدته في وضع وتحقيق أهدافه، وإزالة العوائق التي تعوق من تحقيقها.
- أهمية تغيير مفاهيم الفرد واتجاهاته مما يساعده في تحقيق هدفه.
- النظر إلى إعادة التعلم “تغيير تدريجي”.
- أهمية الاستبصار في التعليم، والمساعد في حل المشكلة وإعادة تكوين المجال وإعادة تنظيم المعلومات.
نقد نظرية المجال:
- استخدام مفاهيم معقدة لمواقف نفسية بسيطة
- النظرية غير مبنية على قوانين محددة
- عدم القدرة على التنبؤ بالسلوك.
- التنبؤ بالسلوك يحتاج إلى إطار مرجعي، وعلى الرغم من ذلك فالنظرية أهملت الماضي للفرد، اعتبارا أن السلوك يعتمد على الحاضر وليس الماضي أو المستقبل.
- إساءة استخدام المفاهيم الطبيعية والرياضية مثل القوى الموجهة والتوتر وغيرها.
4- نظرية السمات والعوامل
هذه النظرية مبنية على العوامل التي تفسر السلوك البشري والتي تمكن من تحديد سمات الشخصية، ومن أهم مظاهر هذه النظرية نمو التحليل العاملي كأسلوب إحصائي.
مفاهيم نظرية السمات والعوامل
السلوك: سلوك الإنسان يمكن أن ينظم بطريقة مباشرة، ويمكن تحديد سمات وعوامل الشخصية بالاختبارات والمقاييس، ووجد أن نضج السمات والعوامل هو ما يحدد السلوك.
الشخصية: مجموعة من السمات والعوامل المستقلة، فهي انتظام دينامي لمختلف سمات الشخص.
السمات: السمة هي الصفة التي يتميز بها الشخص سواء كانت سمات شخصية أو عقلية أو اجتماعية، فطرية أو مكتسبة، الفرد يمكن أن يُفهم في ضوء سمات شخصيته التي تعبر عن سلوكه.
- سمات مشتركة: صفات مشتركة بين كل أفراد المجتمع.
- سمات فريدة: صفات ينفرد بها شخص ما، ولا توجد لدى باقي المجتمع.
- سمات سطحية: وهي الظاهر من السمات في المجتمع.
- سمات مصدرية: سمات كامنه، وتعتبر أساس السمات السطحية.
- سمات مكتسبة: ناتجة عن الاحتكاك بالبيئة.
- سمات وراثية: سمات لا تحتاج إلى التعليم وهي ناتج العوامل الوراثية.
- سمات دينامية: تجعل للفرد دافع لتحقيق هدفه.
- سمات قدرة: تتعلق بقدرة الفرد في الوصول إلى حلمه وتحقيق أهدافه.
العوامل أو القدرة: هي مكونات الظواهر، والتحليل العاملي هو طريقة للحصول على عوامل السلوك لتحديد أسراه، يوجد أنواع متعددة من العوامل منها عوامل عامة، وعوامل خاصة، وعوامل الصدفة وعوامل الخطأ.
سمات الشخصية مبنية على عدد من العوامل، ولها عدة أبعاد ظهرت بالتحليل العاملي منها:
- الانبساط اي الاجتماعية، ضد الانطواء.
- الاستعداد للذهان أو العصابية
- المحافظة
- التطرف.
- البساطة.
- التعقيد.
- الصلابة
- الليونة
- الديمقراطية
- الديكتاتورية.
تطبيقات نظرية السمات والعوامل في الإرشاد النفسي:
الناس تختلف سماتهم” صفاتهم”، فعند تحديد العوامل والسمات بالاختبارات والمقاييس اللازمة فإن هذا يفيد في عملية الإرشاد النفسي، وتعتبر نظرية السمات والعوامل هي أساس الإرشاد الموجه المبنى على عدة افتراضات منها:
- الإرشاد النفسي عملية عقلية.
- سوء التوافق لا يؤثر على العقل كله ولكن يمكن أن يستوعب إعادة التعلم.
- المرشد هو المسئول عن تحديد وجمع المعلومات، وتقديم النصيحة لما يتسم به من خبرات.
- نظرية السمات والعوامل تراعي الاختلافات بين الأشخاص واستخدام طرق الإرشاد المناسبة، وعمل التحاليل والاختبارات اللازمة لتحديد سمات الشخصية، وتم استخدام التحليل العاملي في تحديد القدرات الشخصية واختبارات الذكاء.
نقد نظرية السمات والعوامل:
- معاني السمات والمعالم غير واضحة
- ربما يسئ المرشد في استخدام التحليل العاملي.
- تركز النظرية على سلوك العميل، ولكنها تغاضت عن الأسباب المؤدية لهذا السلوك.
- النظرية غير قادرة على تحيد كل أبعاد الشخصية. مما يجعل نظرية السمات والعوامل غير أساسية في الإرشاد النفسي.
5- نظرية التحليل النفسي:
يوجد جدل كبير حول نظرية التحليل النفسي الكلاسيكي وأنها ليست من ضمن نظريات الإرشاد، لأنهم اعتمدوا في البحوث على مرضى نفسين وليس أفراد أصحاء يعانون من إضطرابات نفسية بسيطة وهم الفئه القائم عليهم الإرشاد النفسي، ولكن التحليل النفسي يضمن العديد من الأمور التي كان يتغاضى عنها المعالجون السابقون.
ولا يتعرض للمعتقدات الدينية بأي شكل كما زعم البعض عنه، ولكن توجد العديد من الإضافات التي دخلت على نظرية التحليل النفسي جعلتها قابلة للتطبيق في الإرشاد النفسي بشكل أفضل، مثل التداعي الحر والتنفيس الانفعالي.
مفاهيم نظرية التحليل النفسي:
الشخصية:
النفس البشرية تتكون من الهو والانا والانا الأعلى، فالهوا هو الدافع الفطري الذي يسعى الفرد إلى إشباعه بأي شكل وأي صورة، الأنا هو مركز الشعور الداخلي والخارجي والمهتم بالدفاع عن الشخصية وتحقيق الذات والتوافق الاجتماعي، أما الأنا الأعلى فهي الرقيب النفسي للوصول إلى المثالية وتطبيق الأخلاقيات والضمير والقيم الاجتماعية.
وعرفت الشخصية أيضا بأنها مجموعة من السمات والعوامل النفسية والجسدية التي تميز فرد عن آخر منها خصائص موروثة ومنها خصائص مكتسبة:
- الشخص السوي هو القادر على تحقيق التوازن بين الهو والانا الأعلى.
- الذات المبتكرة: هي العنصر الأساسي في تحقيق الذات وتحديد سلوك الفرد.
- العصاب: يحدث نتيجة بعد الشخص عن ذاته الحقيقية والبحث وراء الذات المثالية.
- نمو الذات وتطور الفرد يمر بثلاثة مراحل هي، مرحلة الشخص العادي ثم الشخص العصابي ثم الشخص المتوافق.
- الذات الدينامية هي الأساس في تحقيق التوافق النفسي والوصول إلى مرحلة القبول.
الشعور واللاشعور وما قبل الشعور:
- الشعور أو العقل الواعي: هو المنطقة المسئولة عن التواصل مع العالم الخارجي ويتكون من المدركات والمشاعر الواعية، وهو الجزء السطحي الظاهر من النفس.
- اللاشعور: هو الجزء الكامن في النفس، أي هو العقد والأمراض النفسية المكبوتة داخل الفرد.
- ما قبل الشعور: محتوى كامن ولكن سهل استدعائه في الشعور مثل الذكريات.
الغرائز:
هي حاجات الإنسان في الحياة النفسية، والتي تحتاج إلى الإشباع مما يساعدك على التخلص من التوتر والقلق، من الغرائز الأساسية غريزة الحياة وغريزة الموت، ويوجد صراع دائم بينهما، ويحدث اضطراب السلوك نتيجة لعدم التوافق بين هاتين الغرزتين وانتصار أحدهما على الأخرى، كما يوجد غرائز اخري مثل غريزة الأنا” حب الذات” أو النرجسية، والغريزة الجنسية: وهي أي نشاط يشبع حاجة الفرد الجسدية، واضطرابها يؤدي إلى مشاكل نفسية.
العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية والدينية:
قال العالم فرويد أن العوامل الاجتماعية المسيطر عليها هو الغرائز فالحب يسيطر عليه الغريزة الجنسية، والحرب يسيطر عليها غريزة الموت، ولكن الأساسي في تحقيق الإتزان هو القرب من الله والبعد عن المعاصي فالدين هو أحد عناصر الحياة الأساسية التي لها تأثير قوي في تحقيق الاتزان، ففي النهاية نستخلص أن لكل من العوامل الثقافية والاجتماعية والبيئية والدينية أهميتها في تكوين سلوك الفرد، مع العلم أن السلوك البشري يمكن تغييره بالتعلم.
مفاهيم خاصة في نظرية التحليل النفسي:
صدمة الميلاد: مفهوم خاص في نظرية التحليل النفسي، حيث تحدث بسبب طرد الفرد من السعادة الدائمة “في الرحم” إلى الشقاء في الحياة، فيحاول الفرد جاهدا على التغلب على صدمة الميلاد، وإذا فشل أصبح عصابيا.
عقدة النقص: الشعور بالنقص بسبب قصور جسدي او عقلي أو اجتماعي أو مادي ينتج عنه العدوانية والرفض وعم الرضا بقضاء الله أو محاولة التعويض للتخلص من الشعور بالنقص.
أسلوب الحياة: إمكانيات الفرد وقدراته هي ما تحدد أسلوب حياته، فمن الناس من يتخذ العلم وسيلة لتحقيق الذات، ومنهم من يسلك نشاط رياضي، ومنهم من يكون له نشاط اجتماعي وآخر يكون له نشاط تجاري، وهكذا.
الغائية “هدف الحياة”: هدف الحياة لابد أن يكون واقعي سهل التحقيق، وإذا كان غير ذلك سبب امراض نفسية.
الإرادة: هي قدرة الشخص على اتخاذ القرار وتغييره، وقوة الإرادة هي التي تجعل الإنسان يعيش سويا في عالم مليء بالعقبات.
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد النفسي:
الصراع بين الغرائز وتضارب رغبات الفرد واتجاهاته هي الأسباب المؤدية إلى الأمراض النفسية.
العصاب ناتج عن القلق والنزاع الأخلاقي والغضب وهو محاولة فاشلة في التعامل مع الواقع. هناك 3 اتجاهات عصابية:
- التحرك نحو الناس.
- التحرك بعيدا عن الناس.
- التمركز حول الذات.
الذهان: هي عدم قدرة الفرد على التعامل مع الواقع وإدراك الذات، مما يؤدي إلى اضطراب سلوكي.
خطوات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد النفسي:
- التداعي الحر: هو التفاعل الاجتماعي بين المرشد والعميل لتحقيق القبول والتخلص من الآثار المكبوتة داخل النفس في اللاشعور سواء كانت حوادث، أو خبرات أو صراعات.
- محاولة فهم العميل وأهدافه وتوضيح ما ليس واضحا له بأسلوب سلس وبسيط،
- إعادة التعليم وإعادة التوازن بين أركان الشخصية.
- حل الصراعات الداخلية للإنسان.
- تنمية مفهوم الذات الموجبة..
التحليل النفسي الحديث هو ناتج عن بعض الإضافات على التحليل النفسي الكلاسيكي مثل:
- التحليل النفسي التوزيعي: فحص موجه نحو العميل لمساعدته على اتخاذ قراراته، بناءً على خبراته وقدراته وإمكانياته
- العلاج التدعيمي: دعم السلوك السوي داخل الفرد، عن طريق استخدام أساليب معينة مثل الإيحاء والحث والتعزيز، وهذا الأسلوب مناسب لمن يعاني من الحساسية النفسية فهو ليس بحاجة إلى تحليل نفسي عميق.
- التحليل النفسي المختصر: لا يركز على الماضي وإنما يعمل على تعديل سلوك الفرد في الوقت الحاضر، مع توفير جو آمن يساعد العميل على تعديل سلوكه في أسرع وقت ممكن.
مميزات نظرية التحليل النفسي:
- الاهتمام بأسباب الاضطراب السلوكي ومحاولة حلها والتخلص منها.
- يهتم بالعميل بكل جوانبه الشعورية واللاشعورية.
- الاهتمام بكل جوانب الفرد الاجتماعية والثقافية والنفسية التي لها علاقة بنمو سلوكه.
نقد نظرية التحليل النفسي:
- التحليل النفسي يهتم بالمرضى أكثر من اهتمامه بالناس العادية..
- عملية شاقة ومكلفة في الوقت والجهد والمال.
أوجه التشابه بين نظريات الإرشاد النفسي
- كل نظريات الإرشاد النفسي تسعى نحو تحقيق الذات، وتعديل السلوك
- حاجات الفرد هي ما تتحكم في سلوكه.
- فهم الجوانب النفسية مهم مثل الجوانب الاجتماعية.
- تأثير الماضي على الحاضر والمستقبل
- تحقيق التوافق النفسي عن طريق تغير وتعديل السلوك
أوجه الاختلاف بين نظريات الإرشاد النفسي
- الدراسات والبحوث المستخرج منها النظرية مختلفة. فبعضها ناتج عن دراسات إحصائية، وأخرى خرج من معامل علم النفس وهكذا.
- اختلافات نسبية بين أهمية الشعور واللاشعور للسلوك.
- تأثير الماضي على سلوك الفرد تختلف نسبته من نظرية إلى أخرى.
- أهمية الخبرات الداخلية تختلف من نظرية إلى أخرى.
- الاختبارات والمقاييس النفسية تختلف أهميتها من نظرية إلى أخرى.
على المرشد اختيار النظرية المناسبة للحالة التي معه، سواء كانت مشكلة جماعة أو فرد، وهذا هو “الأسلوب الخياري الانتقائي”.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا