الثقة بالنفس كلام و عبارات
في بدايتي .. دخلت القاعة.. نظرت للمتواجدين.. القاعة مليئة بالحضور عن أخرها.. بدأ قلبي ينتفض.. زادت حرارة جسمي..
تذكرت ما قاله الدكتور الراحل إبراهيم الفقي رحمه الله حين سرد تفاصيل أول محاضرة له في فرنسا وكان حاله ليس أفضل من حالي من التوتر الشديد والرعب من لقاء الجمهور وتذكرت أيضًا ما قاله المدرب الكبير طارق سويدان عن أول محاضرة له أمام الجمهور ولم يكن حاله أفضل من حالي أيضًا.. تشجعت قليلاً وقلت ليكن أول لقاء مليئًا بالتوتر.. ليكن أول لقاء به ما به من أخطاء.. ليكن أول لقاء لي بالجمهور على سجيتي وليكن ما يكون.
سمعت مدير القاعة ينطق اسمي وهو يقدمني للجمهور.. اختنقت الكلمات في صدري.. وعجز لساني عن النطق.. بالكاد نطقت البسملة ومارست تمارين التنفس 3 مرات ولم يهدأ التوتر.. أضفت 3 مرات أخرى ولم يهدأ التوتر.. لم يكن هناك شيء أخر يمكن فعله.. هل أهرب؟ أم أبدأ طريقي نحو نشر علوم الباراسايكولوجي؟
أمسكت بالمايك.. وأنا أنظر إلى الموجودين.. عقلي يرسل الأوامر إلى لساني لينطق ولساني يرفض الاستجابة.. تشجعت وقلت وماذا لو لم أكن مدربًا محترفًا ولم أحترف الإلقاء.. ماذا لو هتفوا بخروجي من القاعة.. سوف يكون هناك دائمًا طريق أخر لنشر هذا العلم.. ولكنني نطقت أخيرًا وألقيت تحية الإسلام.. وحين ردوا السلام أيقنت أنهم جميعهم منتبهين لما أقول ومهما فعلت لن أخفي عنهم توتري.. احمر وجهي وأحسست بسخونة بالغة في جسدي ولم أدرك من أين يأتي العرق.. ولم ينتفض قلبي هكذا.. كانت الدقائق الخمس الأولى هم الأصعب ثم بعدها بدأ يقل التوتر تدريجيًا لكنه لم يختفِ أبدًا طوال أول محاضرة.
جلست بعد المحاضرة الأولى وتحدثت مع نفسي قائلاً: أن الإنسان حين يقابل شخصًا ما لأول مرة فالانطباع الأول يدوم.. في أول 4 دقائق يبني الأشخاص حكمهم على الشخص.. في الحقيقة أن أول دقيقة فقط يبني عليها الإنسان حكمه والثلاث دقائق الأخرى يقضيهم في تبرير حكمه وإثباته على الطرف الأخر… إذًا كيف حكموا عليَّ؟ كيف رآني الجميع اليوم؟ هل يجب أن أتوقف عن التدريب؟… نعم يجب أن أتدرب على الإلقاء أكثر وأكثر.
وبدأت في تدعيم موقفي بالرسائل البرمجية إلى عقلي وجلسات التنويم الإيحائي الذاتي.. وحملت محاضرات أجنبية لأكثر المدربين الغرب شهرة واحترافية ودعمت موقفي أكثر لمدة شهرين من التدريب على الإلقاء ولقاء الجماهير وعلم النفس الخاص بالقادة وقيادة الجماهير.
ونجحت بالتدريب الذاتي….
لقد كسرت حاجزًا صعبًا في عدم الثقة بالنفس.. لقد قتلت فوبيا كانت من شأنها أن تخسف بي الأرض لقد تغلبت على مشكلتي أوعلى الأقل بنسبة 90 % وهذه نسبة ليست ضئيلة.
ما هي الثقة بالنفس ؟
الثقة بالنفس هو تقدير الإنسان لذاته.. هو شعوره أنه قوي إرادة وعزيمة وإصرار وأنه في عين الجميع كما يتمنى ويريد…
وكيف تعرف أنك تعاني من عدم الثقة بنفسك؟
حينما ترتدي ثوبًا ما وتنزل الشارع وتنظر في أعين الناس وتشعر أن الجميع عيونهم عليك وتنتظر منهم بتلك النظرات أن يحكموا عليك إذا كنت سيئًا بهذا المظهر أولا أوتنتظر تقديرهم لذاتك أوأن تقوم بعمل ما وتعرضه على أشخاص وبإلحاح تطلب منهم رأيهم وحتى إن أجابوك تسألهم مرة أخرى وأخرى وأخرى.. أوحين ترى أنك لست قادرًا على عمل ما بمقدور إنسان أخر أن يقوم به.. والعديد والعديد من الأمثلة.. هنا أن تعاني من ضعف في التقدير الذاتي.. وتنتظر من الأخرين تقييمك دائمًا.. والضعف في التقدير الذاتي هو التعريف الأمثل لحالات عدم الثقة بالنفس.
من أين يأتي ضعف التقدير الذاتي؟
إن الإنسان بفطرته يثق بنفسه ويثق أنه قادر على فعل أي شيء في أي وقت ولكن ضعف التقدير الذاتي هو مشكلة مكتسبة من البيئة التي ينشأ بها الإنسان.. ربما تبدأ المشكلة من بيتك وعائلتك حين يلوم الوالدين أوأحدهما الابن أوالابنة بشكل دائم وبطريقة سيئة.. حين يتلقي الطفل النقد السلبي بشكل دائم.. حين نلغي شخصية أطفالنا ونرغمهم على فعل ما نريد وأكل ما نريد وارتداء ما نريد.. حين نتكلم عنهم بطريقة سلبية أمام الآخرين وأمامهم ونقول أنهم تافهون أوفاشلون أوغير قادرين على فعل شيء بطريقة صحيحة…
كل هذا وأكثر يكسب الطفل ضعفًا في التقدير الذاتي.. فيكبر الطفل وهو يعاني من هذه المشكلة ويصبح رجلاً ولكن غير قادر على الاعتماد على نفسه.. يشعر أن الطريق إلى النجاح صعب.. يشعر أنه بعيد تمام البعد عن النجاح..
هل هناك مخاطر من ضعف التقدير الذاتي؟
نعم بالطبع فضعف التقدير الذاتي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل الشخص وبالطبع له أثر نفسي حاد جدًا ويجعل الشخص أيضًا يكره نفسه كرهًا شديدًا ويكره المحيطين به بسبب النقد السلبي الدائم.. وهذا يجعله دائمًا يقبح نفسه ويسيء إلى نفسه بشكل دائم فيشتم نفسه ويلوم نفسه على كل شيء.. يود السفر إلى مكان ما جديدًا بعيدًا عن كل ما يعرفه لينشئ حياة جديدة ويرى أناسًا يفخرون به ويثنون عليه أشد الثناء ولكن حتى إن فعل فإنه لن يكون أفضل من ذي قبل فعدم ثقته بنفسه سوف تلاحقه دائمًا في أي مكان وسوف ينقل ذلك إلى من حوله فيبدأون هم أيضًا بنقده سلبيًا وتعاد الكرة مرات ومرات.. سوف يفشل في عمله.. سوف يفشل في حياته الشخصية ولن تكون له شخصية أبدًا…
وهل يمكن علاج ضعف التقدير الذاتي؟
نعم , هذا الشيء مؤكد فكل شيء في هذه الحياة يمكن ان يعالج و يتغير ,و ضعف التقدير الذاتي يمكن ان يعالج من قبل اي طبيب نفسي مختص و علاجه ممكن ايضا اونلاين مع اخصائي نفسي
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
[…] الثقة هي عنصر حيوي في العلاقة الناجحة. عليكما بناء الثقة بينكما من خلال الصدق والوفاء بالتعهدات والوعود. كونا […]