في هذا المقال سوف نتعرف أكثر على هذا النوع من العلاج النفسي من حيث الأهداف والتقنيات وطرق الاستخدام.
العلاج النفسي بالقبول والإلتزام (ACT) هو نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على زيادة المرونة النفسية. المرونة النفسية هي القدرة على مواجهة التجارب السلبية دون تجنب أو مقاومة، والاستمرار في العيش حياة ذات معنى.
يهدف العلاج بالقبول والإلتزام إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية[1]:
- قبول التجارب السلبية: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص أن يتقبلوا الأفكار والمشاعر والتجارب الجسدية السلبية، دون محاولة تغييرها أو القضاء عليها وهذا يساعد على تقليل الصراع النفسي والعاطفي الذي يمكن أن يسببه محاولة السيطرة على التجارب السلبية.
- التركيز على القيم: يساعد العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص على تحديد القيم التي تعني لهم الكثير، ثم اتخاذ خطوات لعيش حياة تتوافق مع تلك القيم وهذا يساعد على تحسين الرضا عن الحياة والمعنى الشخصي.
- الالتزام بالسلوكيات القيمة: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص كيفية التزامهم بالسلوكيات التي تتوافق مع قيمهم، حتى لو كانوا يواجهون تجارب سلبية. وهذا يساعد على تحقيق أهدافهم وتحسين جودة حياتهم.
يستخدم العلاج بالقبول والإلتزام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لتحقيق هذه الأهداف بما في ذلك:
- الوعي اليقظ: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص كيفية التركيز على اللحظة الحالية دون حكم أو تقييم وهذا يساعد على زيادة المرونة النفسية وتحسين القدرة على التعامل مع التجارب السلبية.
- الفصل بين الشخص والأفكار والمشاعر: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص أن أفكارهم ومشاعرهم ليست هي من هم. وهذا يساعد على تقليل التأثير السلبي للأفكار السلبية والمشاعر السلبية.
- القبول غير الحكمي: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص كيفية قبول التجارب السلبية دون محاولة تغييرها أو القضاء عليها وهذا يساعد على تقليل الصراع النفسي والعاطفي.
- التواصل مع القيم: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص كيفية تحديد القيم التي تعني لهم الكثير وهذا يساعد على تحسين الرضا عن الحياة والمعنى الشخصي.
- الالتزام بالسلوكيات القيمة: يعلم العلاج بالقبول والإلتزام الأشخاص كيفية التزامهم بالسلوكيات التي تتوافق مع قيمهم، حتى لو كانوا يواجهون تجارب سلبية وهذا يساعد على تحقيق أهدافهم وتحسين جودة حياتهم.
مقال ذي صلة: العلاج النفسي الديناميكي: التقنيات والإستخدام
تقنيات العلاج بالقبول والإلتزام
يستخدم العلاج النفسي بالقبول والالتزام (ACT) مجموعة من التقنيات المصممة لمساعدة الأشخاص على تقبل تجاربهم الداخلية غير السارة، واتخاذ الإجراءات التي تتوافق مع قيمهم. تتضمن بعض تقنيات ACT[2] الأكثر شيوعًا ما يلي:
- التأمل: يساعد التأمل الأشخاص على التركيز على اللحظة الحالية والوعي بأفكارهم ومشاعرهم وعواطفهم دون الحكم عليها. يمكن أن يساعد التأمل في تطوير القبول والوعي الذاتي.
- التفكيك النفسي: يساعد التفكيك النفسي الأشخاص على تحديد وإعادة تشكيل الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تسهم في معاناتهم. يمكن أن يساعد التفكيك النفسي في تحديد الأفكار غير الواقعية أو المبالغ فيها التي قد تؤدي إلى التجنب أو السلوكيات الأخرى الضارة.
- الالتزام: يساعد الالتزام الأشخاص على تحديد القيم التي يرغبون في العيش وفقًا لها، ثم اتخاذ الإجراءات التي تتوافق مع تلك القيم يمكن أن يساعد الالتزام في توجيه السلوك نحو أهداف ذات مغزى.
- المراقبة: تساعد المراقبة الأشخاص على ملاحظة أفكارهم ومشاعرهم وعواطفهم من منظور مراقب. يمكن أن يساعد المراقبة في تطوير الوعي الذاتي والتقليل من الانشغال بأفكار ومشاعر الشخص.
- القبول التام: يساعد القبول التام الأشخاص على تقبل تجاربهم الداخلية غير السارة دون الحكم عليها أو محاولة تغييرها. يمكن أن يساعد القبول التام في تقليل التوتر والقلق.
فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام تقنيات ACT في العلاج:
- قد يُشجَّع شخص يعاني من القلق على ممارسة التأمل للتركيز على اللحظة الحالية وقبول أفكاره ومشاعره المرتبطة بالقلق.
- قد يُطلب من شخص يعاني من اكتئاب أن يحدد الأفكار غير الواقعية أو المبالغ فيها التي قد تسهم في اكتئابه، ثم يعيد صياغتها.
- قد يُطلب من شخص يعاني من إدمان الكحول أن يحدد القيم التي يرغب في العيش وفقًا لها، ثم يضع خطة لاتخاذ خطوات نحو أهدافه.
يمكن أن يكون العلاج النفسي بالقبول والالتزام علاجًا فعالًا لمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات القلق الاجتماعي واضطرابات الأكل والألم المزمن.
نجد أنه بشكل عام يعد العلاج النفسي بالقبول والالتزام علاجًا فعالًا لمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية يمكن أن يساعد ACT الأشخاص على تحسين صحتهم العقلية العامة وزيادة الشعور بالرفاهية.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا