اضطراب القلق الاجتماعي يصنف على أنه من أنواع اضطرابات القلق التي تصيب الإنسان، ولابد من التفرقة بين القلق الطبيعي في المواقف الاجتماعية، وبين القلق المرضي الذي يصيب الأشخاص خلال التفاعلات الاجتماعية.
ويمكن التعرف على المصابين باضطراب القلق الاجتماعي بأنهم هم الأشخاص الذين يتجنبون التفاعل الاجتماعي والمواقف الحياتية المختلفة لأنهم يشعرون من خلالها بالقلق والخوف.
ما هو اضطراب القلق الاجتماعي
قد يسمى اضطراب القلق الاجتماعي باسم الرهاب الاجتماعي، الذي يعرف على أنه نوع من الاضطرابات يصيب الأفراد يشعرون من خلاله بالتوتر والقلق والخوف الشديد من المواقف الاجتماعية.
حيث قد يبدو فيها ظاهرا أثناء تحدثه وإبداء رأيه عن شيء ما، ولكنه وقتها يشعر بالخجل الشديد لدرجة الارتجاف والتلعثم في الكلام، كما يجف حلقه ويضيق نفسه.
علامات اضطراب القلق الاجتماعي
عند اختلاط بعض الأفراد واندماجهم داخل المواقف الاجتماعية قد يشعرون بالخجل والقلق الشديد، ولكن في بعض الحالات قد لا تظهر أعراض الخجل، كما لا يظهر على الأطفال المصابين بهذا الاضطراب أي أعراض أو علامات.
وتختلف الأعراض بين فرد وآخر طبقا لصفات وسمات كل شخصية، والتجارب الحياتية الذين تعرضوا لها خلال المواقف الحياتية المختلفة.
قد يظهر هذا الاضطراب في سن صغير من مرحلة الطفولة، كما يمكن أن يظهر في بداية فترة المراهقة أو في منتصفها، بالإضافة إلى إمكانية حدوثه لدى الأفراد البالغين.
إن توتر الأداء الذي قد يتعرض له الفرد يندرج هو الأخر تحت اضطراب القلق الاجتماعي؛ لأنه يعرض الشخص المصاب به للقلق والخوف الشديد أثناء التحدث في وسط مجموعة كبيرة من الأشخاص، وذلك كأن يتحدث منفردا لمجموعة أفراد، أو أن يكون بصدد توضيح شيء ما لجمهور من الأشخاص، أما في بقية المواقف الاجتماعية فهو يتصرف كإنسان طبيعي دون أي اضطراب.
يظهر اضطراب القلق الاجتماعي في وجود عدد كبير من الأفراد يجب على المريض التحدث إليهم.
أعراض الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي
هناك العديد من العلامات التي قد تظهر على المصابين باضطراب القلق الاجتماعي، ومنها ما يلي:
- القلق والخوف من بعض المواقف التي قد يبدو فيها الفرد ظاهرا لإبداء رأيه عن موضوع ما.
- التلعثم أثناء التحدث، كما قد يحمر وجهه ويتعرق، ويرتعش جسده.
- الابتعاد عن المواقف الاجتماعية التي قد تجبره على التعرف على أشخاص جديدة غرباء عنه، والتي قد تعرضه للإحراج والقلق، لذا فنجده لا يبدي أي تفاعل مع أشخاص أغراب عنه.
- يحاول طوال الوقت إخفاء قلقه وملامح وجهه التي تعبر عن اضطرابه.
- بعد التعرض للاختلاط والاندماج داخل المواقف الحياتية المختلفة يظل طوال الوقت يراجع نفسه عما بدر منه وعما تحدث به، ويظل يسأل نفسه هل كان يتحدث بأسلوب جيد أم لا.
- دائما يتوقع أسوأ العواقب بعد كل تجربة اجتماعية يقوم بها.
- يظهر اضطراب القلق الاجتماعي على الأطفال في شكل بكاء شديد تعبيراً عن رفضهم لهذا التفاعل، وقد يعبر البعض الآخر من الأطفال عن قلقهم بنوبات غضب شديدة، وهناك آخرون يرفضون الكلام تماما مع التمسك والتشبث بالأم أو بالأب.
- قد يزداد الأمر سوءً بتعرض الفرد للغثيان وضيق في التنفس، هذا غير اضطرابات المعدة.
- يتعرض المريض إلى الدوخة والتوتر العضلي ودوار الرأس.
- لا يفضلون حضور أي مناسبات اجتماعية، ولا يفضلون تناول الطعام أمام الآخرين، وغير ذلك من مواقف حياتية عديدة يضطرون للاختلاط فيها مع الآخرين.
- مع مرور الوقت وبعد زمن قد تزول هذه الأعراض وتقل من تلقاء نفسها؛ هذا لأن هذه الأعراض قد ظهرت على الشخص نتيجة تعرضه لبعض الضغوط الاجتماعية.
- ومع هذا فقد تزيد هذه الأعراض وتمتد مدتها، وهنا لابد من التدخل الطبي للحد من تطور هذا الاضطراب.
مقالات ذي صلة : الإرشاد النفسي والاجتماعي وأهم المبادئ القائم عليها
أسباب اضطراب القلق الاجتماعي
إن الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي قد يرجع إلى عدة أسباب أو عوامل، وفيما يلي سوف نعرض أهم هذه الأسباب:
- الصفات الوراثية: يتوارث الأشخاص من آبائهم وأجدادهم كل شيء، وقد يتوارثون أيضا بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق الاجتماعي، فالأسرة التي يتواجد بها أشخاصا مصابون بهذا الاضطراب من السهل أن تمتد هذه الإصابة إلى الأجيال الجديدة، هذا بسبب الجينات التي يحملها كل أفراد العائلة.
- بنية الدماغ: إن اللوزة الدماغية إذا حدث بها أي نوع من أنواع الخلل فإنها تزيد نسبة الخوف والقلق لدى الأفراد، لنجدهم مصابين باضطرابات كاضطراب القلق الاجتماعي.
- أسباب بيئية: هناك بعض السلوكيات يكتسبها الأفراد من البيئة، وهذا مثل القلق خاصةً في المواقف المزعجة والمحرجة إلى حد ما، كما أن هناك بعض الآباء يتصرفون أمام أبنائهم بقلق شديد تجاه بعض المواقف، الأمر الذي ينتج عنه اكتساب أبنائهم لهذه الصفة.
تشخيص الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي
يقوم الطبيب بتشخيص الاضطراب من خلال ما يلي:
- فحص المرضى بدنيا، وعمل التحاليل والأشعة التي يحددها الطبيب، وهذا من أجل إيجاد أسلوب العلاج المناسب لحالة القلق لديه.
- يتعرف الطبيب على الأعراض التي تظهر على المريض، ومتى تحدث له هذه الأعراض، وما هو معدل حدوثها.
- عمل استبيان وتقارير مختلفة تحمل بيانات ومعدلات القلق عند الشخص المصاب.
علاج الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي
يختلف العلاج من شخص إلى آخر طبقا لدرجة الإصابة ودرجة تأثيرها، ومع هذا يحاول الطبيب عن طريق العلاجات المختلفة أن يصل بالمريض إلى بر الأمان، ومن أساليب وطرق العلاج المعتمدة في مثل هذه الحالات ما يلي:
أولا: العلاج النفسي
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج السلوكي الإدراكي، وهذا لأنه أفضل أنواع العلاج النفسي، حيث يتم علاج الفرد عن طريق عمل جلسات فردية أو جماعية، وذلك من أجل تحسين مهاراته الاجتماعية ومساعدته على التعامل في المواقف الحياتية المختلفة دون التعرض لأي قلق أو حرج.
ثانيا: العلاج الدوائي
في بعض الحالات قد يصف الطبيب بعض الأدوية المختلفة لكي تساعد في الشفاء، هذه الأدوية تتمثل في مضادات للقلق والاكتئاب، وغيرها من الأدوية المساعدة التي تمنع الارتعاش الذي قد يعاني منه المريض أثناء التحدث.
الوقاية من الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي
لابد من إتباع بعض الخطوات التي تساعد الأفراد على تخفيف حدة القلق والخوف لديهم، ومن ثم تقليل الإصابة بهذا الاضطراب، وفيما يلي سوف نعرض هذه الخطوات والتي تتمثل في الآتي:
- إذا شعرت بأنك في بداية الإصابة بـ اضطراب القلق الاجتماعي فلا تترك نفسك فريسة له، ولكن يجب عليك الاستعانة بالمختصين من أجل المساعدة في التغلب على الأعراض التي تواجهها في البداية.
- تسجيل وتدوين ما تمر به خلال المواقف الحياتية المختلفة، ومتابعة كل شيء مدون مع طبيب مختص.
- تجنب تناول الكحوليات، وتجنب الإكثار من تناول الكافيين والنيكوتين، اللذان قد يكون لهما دور في زيادة القلق والخوف عند الأفراد.
- إدارة وقتك وترتيب أولويات حياتك محاولا الاستفادة من كل لحظة تعيشها، كذلك يجب عليك تدوين المشكلات والأزمات الحياتية التي تمر بها الأهم فالمهم، محاولا من خلال هذه التدوينات حل كل مشكلة بعد الأخرى على حدا، وذلك حتى تصل في النهاية إلى حياة هادئة منظمة خالية من التوتر والقلق والخوف.
- التدريب على الاختلاط والاندماج الاجتماعي شيئا فشيئا حتى يتم التغلب نهائيا على الحرج التي تواجهه أثناء المواقف الحياتية المختلفة.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
[…] قلق قبل الامتحان هو الشعور المرتبط بالتوتر والاضطراب الذي ينشأ قبل أداء امتحان أو اختبار. يترافق هذا القلق عادةً مع الخوف من الأداء والضغط لتحقيق النجاح، فيمكن أن يتجلى القلق بأعراض مثل صعوبة النوم، التوتر العصبي، الصعوبة في التركيز، زيادة معدل ضربات القلب والتنفس، ومشاعر القلق العام، ويتطلب التعامل مع القلق قبل الامتحان التحضير الجيد، الراحة والاسترخاء، التفكير الإيجابي، الاهتمام بالصحة العامة، والحفاظ على حياة صحية . […]
[…] وتأثيراته السلبية على الصحة النفسية والجسدية فالقلق من أكثر المشاعر شيوعًا التي يمكن أن يواجهها الأفراد في […]