مشكلات الإرشاد النفسي[1] قد تؤثر على عملية الإرشاد وهي في سيرها لتحقيق أهدافها، ونناقش تلك المشكلات؛ لكي نتجنب حدوثها والبحث عن الحلول اللازمة لها، ونجد أن السبب الرئيسي لحدوثها وجود غير المختصين في هذا المجال.
أهم مشكلات الإرشاد النفسي في المجتمع:
- عدم تقييم عملية الإرشاد النفسي بشكل سليم، وقد يتم تجاهل المتابعة بعد إتمامها.
- عدم تفهم المرشدين والمتخصصين بأهمية الإرشاد النفسي والتوجيه بالشكل الكافي.
- وجود نقص في البرامج التطويرية وقلة الاهتمام بها.
- عدم وجود وعي كافي بأهمية البحث عن الطرق الجديدة والمتطورة.
- عدم الاعتراف بأهمية برامج التوجيه والإرشاد في حل العديد من المشكلات.
- عدم تقبل المسترشد عملية الإرشاد وعدم الاستعداد الكافي لها.
- قد تحول بيئة المسترشد في تنفيذ ونجاح عملية الإرشاد.
- قد يتعرض المسترشد إلي حالة قلق ويأس لعدم تقدم حالته والفشل في حل مشكلاته فيفقد الأمل في عملية الإرشاد وينصرف عنها.
- الإتجاه إلي إدمان العقاقير والمسكنات أو قد يصل الأمر إلى إدمان المخدرات والكحوليات.
- قد تتطور حالة المسترشد إلى الإكتئاب الحاد ومنه إلى الإنتحار في بعض الحالات.
- إجبار المسترشد على عملية الإرشاد دون القيام بذلك بنفسه؛ فيتخذ موقفاً سلبياً ولا يتجاوب مع تلك العملية مما يؤدي إلى ازدياد مشكلته سوءاً وتدهور حالته.
- في بعض الحالات قد يكون التشخيص خاطئاً و تعد واحدة من أكثر مشكلات الإرشاد النفسي تكراراً؛ ويرجع ذلك إلي وجود أشخاص غير مختصين في مجال الإرشاد، وبالتالي ينعكس ذلك بالسلب على حالة المسترشد.
- موقف الآباء السلبي تجاه الأبناء وعدم التفهم والوعي بعملية الإرشاد النفسي التي يحتاج إليها الطفل أو المراهق؛ فلا يقوموا بالمشاركة الفعالة مع أبنائهم ويلقون المسئولية كاملة على عاتق المرشدين فقط مما يؤدي إلى فشل عملية الإرشاد.
- يخشى الكثيرون من القدوم على خطوة تلقى الإرشاد النفسي ظناً من نظرة المجتمع السلبية لهم على أنهم “مجانين” .
- يعتقد بعض المرضى إن المرشد يتدخل في شئونهم الخاصة ويقتحم حياتهم ويتعرف على نقاط الضعف لديهم، فيقوموا برفض عملية الإرشاد والتوقف عنها.
- اعتقاد البعض أن العالم النفسي أو الدكتور لديه قوة سحرية يستطيع من خلالها حل جميع مشاكلهم ويتجاهلون إن لهم دور كبير في مساعدة أنفسهم بجانب تلقى الإرشاد والمساعدة من قبل المرشدين.
مشكلات الإرشاد النفسي العامة:
المواعيد:
إستياء بعض المسترشدين من قصر مدة الجلسات وخاصة إذا كانت الجلسة كل أسبوع، فأصابوا بالضيق عند انتهائها مما يجعلهم يفكرون في الإنصراف نهائياً عن حضور الجلسات، وقد يأتي وقت الجلسة مع وقت عمل المسترشد في نفس الساعة واليوم؛ فقد يضطر إلي تفويت الجلسة أو عدم الذهاب إلي عمله.
طول المسافة:
طول المسافة بين مكان المسترشد ومكان حضور الجلسة مما يجعله يتأخر عن الميعاد وعدم الانتظام به.
الدواء:
اختلاط مفهوم العلاج النفسي والإرشاد مع العلاج الطبي؛ بالأغلبية يروا إن المعالج النفسي أو المرشد هو دكتور وذلك لحصوله علي درجة الدكتوراه في مجاله؛ فيظنون إنه لابد من أن يكتب لهم دواء أو علاج لحالتهم.
التكاليف:
تعُد تكاليف عملية الإرشاد النفسي واحدة من أهم المشكلات التي تواجه المسترشد؛ ففي بعض الأحيان قد تكون مرهقة بالنسبة لظروفه الإقتصادية، فعندما يدفع المسترشد التكاليف يتوقع سرعة علاجه وحل مشكلته، وقد يخيل له إنه يفقد الكثير من المال دون الأستفادة منه ودون تحسن حالته بشكل سريع.
اتجاه البعض إلى الإرشاد المجاني الذي يكون على حساب الدولة، وفي هذه الحالة لا يهتم المسترشد بوقت المرشد ويأتي إلي الجلسات في أي وقت قد يحلو له طالما لم يدفع شئ.
وقد يتسبب في مشكلات الإرشاد النفسي أيضاً أدعياء العلاج والإرشاد:
يتمثل هؤلاء في الدجالين والغير مختصين في مجال الإرشاد النفسي؛ ففي المجتمعات النامية يظن الكثير إن سبب مشكلاتهم هو الجن والسحر والأعمال؛ فقد يتجهون إتجاه خاطئ إلى الدجالين لإيجاد الحل، وتسبب ذلك في تفاقم مشكلاتهم حتى يصعب على أصحاب الاختصاص حلها بعد ذلك.
بالإضافة إلي إتجاه بعض الأطباء النفسيين إلي معالجة المسترشدين بالعلاج والأدوية دون دراسة الحالة بشكل كافي وتجاهل عملية الإرشاد والتوجيه.
قد يقوم بعض الأشخاص بمعالجة أنفسهم بأنفسهم وذلك يسمى العلاج الذاتي عن طريق قراءة الكتب الاسترشادية والبحث على الإنترنت عن حالات مماثلة لحالتهم، مما يزيد المشكلة سوءاً.
يتجه البعض إلي أصدقائه وأقاربه في عملية الإرشاد، وقد يفصح الشخص عن أسرار شخصية جداً له بحكم علاقة القرابة والود بينهم، مما يتسبب ذلك في تفاقم المشكلة وفي بعض الأحيان تسوء حالة الشخص النفسية إذا كان من لجأ إليه ليس ذي محل ثقة.
وسائل وتقنيات لجمع المعلومات في الإرشاد والتوجيه
وهناك وسائل وتقنيات لجمع المعلومات في الإرشاد والتوجيه، لابد أن يلتزم بها القائم على تلك العملية للحد من وجود مشكلات لعملية الإرشاد النفسي، ولكي تحقق أهدافها المرجوة بشكل سليم، ومن أهم تلك الوسائل والتقنيات:
الملاحظة:
عني ملاحظة وضع سلوك المسترشد في حياته مواقف التفاعل الاجتماعي لديه، ومدى التحكم في انفعالاته، وهي تعتبر من أكثر الوسائل شيوعاً لجمع المعلومات وملاحظة السلوك.
المقابلة:
عتبر مقابلة شخصية أو اختبار شخصي، وهي علاقة مباشرة تتم بين المرشد والمسترشد، هدفها جمع معلومات جديدة أو التأكد من معلومات سبق جمعها؛ لوضع حل للمشكلة التي تواجه المسترشد.
السجل المجمع (السجل التراكمي): يعد من الوسائل الرئيسية لجمع المعلومات في عملية الإرشاد، والمقصود به السجل الذي يجمع كافة المعلومات عن حياة المسترشد بشكل تراكمي وعلى فترات زمنية محددة ويشمل السلوك الاجتماعي للمسترشد، معلومات عن الأسرة وحالتها وهكذا..
الاختبارات:
توفر بيانات عن سمات الشخصية حيث إنها تمثل عينة من المواقف تتشكل في صورة أسئلة، وهي تعتبر من أدق الوسائل إذا توافرت بها الموضوعية والصدق والثبات.
دراسة الحالة:
تهدف دراسة الحالة هو فهم الفرد من خلال تحديد مشكلاته والعمل على حلها، والقضاء عليها، وتعتبر من أكثر الطرق استخداماً من قبل المرشدين.
الاستبيان:
يقدم الاستبيان مجموعة أسئلة يتطلب الإجابة عليها من قبل الأفراد المعنيين بالقضية التي تناقش، ويُعد من الوسائل التي تساعد في الحصول على معلومات مرتبطة بواقع معين.
مصادر المجتمع:
تكون هذه المصادر جماعات أو مؤسسات أو منظمات ومنها ما هو رسمي وغير رسمي، وتعتبر من أهم الوسائل التي توفر المعلومات الكافية، وأهم هذه المصادر:
الأسرة:
يعتبر الوالدان مصدر لكافة المعلومات عن المسترشد لمعرفتهم أدق التفاصيل عنه وعن سلوكياته.
المدرسة:
يعتبر المدرسون من المصادر المهمة في تزويد المرشد بالمعلومات حول الطالب فيما يتعلق بمدى إستيعابه وسلوكه واتجاهاته وكذلك نقاط القوة والضعف لديه.
مقالات ضي صلة : الزهايمر , أسبابه وأعراضه وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه
الأخصائيون:
تتحدد أهمية كل أخصائي وفقاُ لمدى الاستفادة منه في حل المشكلة، ويشمل ذلك كل الأخصائيين الذي تعامل معهم المسترشد وقدموا له الخدمات النفسية مثل الأخصائي النفسي، الطبيب والأخصائي الاجتماعي.
السيرة الذاتية:
هي تقرير ذاتي يكتبه المسترشد بنفسه عن نفسه يشمل معظم جوانب حياته في الماضي والحاضر، ويساعده ذلك في الكشف عن معلومات لا يمكن إكتشافها بطرق أخرى.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا