يعتبر الإرشاد الأسري ((Family counseling)) من أهم العمليات الضرورية التي تساعد الأفراد على تحقيق الاستقرار في زواجهم والتعرف على المسؤليات الشخصية والواجبات. يتميز الإرشاد الأسري بوجود أنواع كثيرة ومتنوعه له، تختلف في الطرق والتنفيذ.
أنواع الإرشاد الأسري وأهم البرامج والأساليب المستخدمة
أنواع الإرشاد الأسري [1]: يعتبر العلاج الأسري الهيكلي من أهم أنواع الإرشاد الأسري حيث قام سلفادور مندوتشين بتطويرها، ويعتمد ذلك على التركيز على العلاج، وتتركز هذا العلاج على الآتي:
- يركز المعالج على عملية التفاعل والعلاقات بدلاً من الحالة النفسية.
- البنية الأسرية التي تعتمد على التفاعل بين أفراد الأسرة.
الإرشاد الاستراتيجي
العلاج الاستراتيجي يُعد التطوير في مجموعة من الممارسة للعلاج النفسي، وتمر بعدة مراحل علاجات استراتيجية وهي مرحلة التفاعل ومرحلة المشكلة ومرحلة تحديد الأهداف وتحديد المهمات.
الإرشاد الجهازي
العلاج الجهازي نوع من أنواع الإرشاد الأسري المنتشر استخدامه في الوقت الحالي، كما يوجد هناك الكثير من العلاجات الخاصة بالأسرة التي تساهم في العلاج الجهازي في الوقت الحالي.
الإرشاد السردي
هو علاج مختلف عن أنواع العلاجات الأخرى ويقوم علي أنه يعمل علي تشجيع الشخص أن يكون فرداً خاصاَ به.
العلاج عبر الأجيال
ويقوم هذا النوع من أنواع الإرشاد الأسري على منح المعالجين القدرة على القيام بعملية الفحص للتفاعلات التي تحدث بين أفراد الأسرة عبر الأجيال المتعددة، ويساعد المعالج على عملية تجميع الملاحظات العائلية والتحليل للتفاعلات الأسرية وفهم القضايا الأساسية داخل نطاق الأسرة، ويضاف إلى ذلك القضايا الحالية، وقد يستطيع المعالج من خلال هذا العلاج التنبؤ بعملية الصراعات أو المواقف العصبية المستقبلية التي يمكن أن تحدث، ويتم الاستخدام لمفاهيم العلاج عبر الأجيال بشكل دائم ومتكرر مع أنواع العلاجات الأخرى وذلك للمساعدة في عملية إنشاء عدسة توضيحية للمشكلة التي يتم تناولها خلال الجلسات
الإرشاد بالاتصال
يعد علاج قضايا التواصل هو من الأمور الهامة خاصة أنه يتعلق بمسألة علاج العلاقة والقضية التي تم ذكرها بين الأزواج وهي عملية نقص الاتصال، ويمكن أن تبدأ مشكلة نقص الاتصال بين الأفراد من خلال الاختلاف في الخلفية الثقافية أو في الخبرة الشخصية لكل فرد.
كما يوجد العديد من المواقف الاضافية التي قد تساهم بشكل كبير في مشاكل الاتصال ومنها السرية والصدمة ومسائل أخرى تتعلق بصحة الفرد العقلية وما الى ذلك.
ويوجد أيضاً العديد من الخيارات لعملية معالجة مشكلة الاتصال سواءً أن كانت لتحسين أو علاقة لفردين، ويمكن للمعالج المدرب أن يقوم بمساعدة الفرد على القيام بتحديد أفضل الاستراتيجيات لتحسين مهارات القدرة والاتصال لديه، وقد تشتمل تلك الاستراتيجيات على الاستماع الفعال.
التربية النفسية
والتربية النفسية من أنواع الإرشاد الأسري الهامة فهي تعمل على تعليم الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية وتساعد أسر تلك الأفراد في عملية تمكينهم ودعمهم في التربية النفسية.
يعد التعليم النفسي هو أداة قوية في عملية علاج الحالات التي تواجه مشاكل في الصحة العقلية والذين يواجهون هذه التحديات بشكل دائم ويومي، وقد يتم تعريف مفهوم التعليم النفسي من خلال أربعة أهداف وهي:
- عملية نقل المعلومات.
- عملية العلاج والدعم العلاجي الدائم وعملية التدريب.
- الدعم الدائم في عملية المساعدة الذاتية.
- توفر المكان الآمن للتنفيس.
استشارات العلاقة
تعد العلاقات ليست من الأمور السهلة ويمكن لها أن تكون سبب من أسباب المشاكل في الحياة اليومية، ويمكن أن تتسبب أيضاً الإجهاد والأمراض المزمنة ونقص في عملية التواصل الفعال، والخيانة والاختلاف الثقافي وكذلك قضايا الصحة العقلية.
وقد يواجه الأشخاص المتزوجون بعض المشاكل التي تتعلق بالحميمية الجنسية، والابتعاد العاطفي، والصعوبات المادية وانعدام في الثقة بشكل عام.
وقد تبدأ استشارات العلاقة عادةً عندما يحاول الازواج تحديد اذا ما كان عليهم أن يقوموا بحل تلك المشاكل والاستمرار في الحياة سوياً والمضي الى الامام
كما يوجد عدد من العلاجات الاخرى الاضافية والتي تشتمل على سبيل المثال على التدريب المنهجي ونظرية النظم وعلاج الواقع و الجينوجرام، وجميعها تعد من أنواع الإرشاد الأسري المهمة.
أنواع برامج الإرشاد الأسري:
قد بدأت برامج الإرشاد الأسرى منذ الستينات، وهدفها هو فهم شخصية المسترشد ومشكلاته وتقديم الدعم النفسي له ولفهم ذاته ومساعدته على تحقيق أهدافه.
وهذه البرامج هي:
البرامج السلوكية: هدف تلك البرامج هو تدريب الوالدين على فهم طرق العلاج ومساعدة الأبناء على عملية تعديل السلوك وذلك عن طريق تقديم الدعم الكافي لهم لتوجيههم نحو السلوك الإيجابي المرغوب.
برنامج تعزيز العلاقات: هدفه تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة وتسهيل عملية التواصل والقدرة على فهم الانفعالات التي تصدر من كل فرد داخل الأسرة وكيفية التعامل معها.
برامج الإرشاد الموجه نحو المسترشد: تعمل هذه البرامج علي تحقيق أهداف الأفراد داخل الأسرة وذلك عن طريق فهم كل فرد لذاته ورفع مفهومه ووعيه عن نفسه.
برامج اختبار أثر التعلم: تهدف إلى تطبيق ما تم تعلمه الفرد في الواقع ومواجهته لمواقف حقيقية ويتم عمل اختبار لمعرفة أثرها على نفس المتعلم ومدى تأثيرها عليه في تعامله مع غيره.
برامج التدريب على المهارات النفسية التربوية: هدفها هو تدريب المسترشد على كيفية ضبط النفس عند التعامل مع أفراد أسرته، وتقديم نصائح تربوية ونفسية تساعد على الحد من المشكلات الأسرية.
برامج الاب الفعال: يساعد هذا البرنامج على قيام الأب بالاستماع إلي الأبن بشكل مباشر دون توجيه اللوم عليه، وهو يعد برنامج وقائي.
البرنامج الفردي النمائي: يعتمد هذا البرنامج على تعليم المسترشد مهارات الأصغاء وتقبل مشاعر الآخرين، والقيام بواجبات بيئية إجتماعية، والبرنامج موجه للأمهات من الطبقة الاقتصادية الفقيرة.
أهمية جلسات الإرشاد الأسري
- تقريب أفراد الأسرة من بعضهم لتواجدهم جميعاً في هذه الجلسات.
- توفير طرق تكييف العائلة مع حالات الإعاقة أو الأمراض النفسية؛ فتوفر الجلسات الحلول للتعامل مع الفرد المريض في العائلة.
- في حالات تعاطي المخدرات أو الإدمان، يحضر الفرد المتعاطي مع أسرته هذه الجلسات لمناقشة الوضع وإيجاد حلول.
- تقوم هذه الجلسات بإختبار دور كل فرد في أفراد الأسرة، لمعرفة أسباب النزاع الأسري.
- التعرف علي نقاط القوة والضعف لكل فرد من أفراد الأسرة، كالأهتمام ببعض أو الإهمال في مساعدة بعضهم للأخر وعدم التوافق.
- تنمية المهارات التي تجعل أفراد الأسرة مواجهة التحديات الصعبة بطريقة سليمة وبفعالية أكبر.
أهـداف الإرشـاد الأسـري (Goals of family counseling)
يوجد الكثير من أهداف الإرشاد الأسري[2] ومن بين تلك هذه الأهداف هي كالآتي:
- يؤدي إلى التوازن بين العلاقات بين أفراد الأسرة.
- يحافظ على تماسك الأسرة وتفاعلهم مع بعض.
- تحقيق القيم الأسرية بشكل إيجابي
- يعمل على تنمية العلاقات بين أعضاء الأسرة والمجتمع الآخر.
- مساعدة جميع أفراد الأسرة في عملية تأكيد الذات مع أخذ حق الآخر بعين الاعتبار.
- يساعد الأسرة عن طريق المرشد الأسري في عملية حل المشاكل الأسرية الخاصة، ويتم ذلك من خلال عملية فتح الحوار البناء والهادف بين جميع أفراد الأسرة ويكون الحوار وجهاً لوجه وبصدق ويؤدى هذا وضوح جميع وجهات النظر المختلفة وعملية تقبلها.
- يساعد جميع أفراد الأسرة في عملية اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمستقبل وتكون في ضوء اعتبار الأسرة للقيم الدينية والتربوية والاجتماعية والمادية والنجاح الاقتصادي وغيرها.
- الخدمات النفسية التي تقدم والتي هدفها التقليل من التوتر والصراعات الأسرية وتقريب وجهات النظر وتحقيق التناغم الأسرى، وتقدم من خلال الندوات والجلسات والمحاضرات من قبل المختصين.
- نشر ثقافة التربية والوعي الأسري عن طريق المدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة والندوات في الجامعات والمكتبات كمكتبة الإسكندرية.
علاقة أنواع الإرشاد الأسري بالأساليب المستخدمة
يستخدم المرشد والمتخصص في مجال الإرشاد الأسري مجموعة من الأساليب وذلك يكون وفقا لنوع الإرشاد المستخدم، فلكل نوع أساليبه الخاصة به ومن أهم هذه الأساليب هي:
تنمية مهارات الاتصال:
يساعد المرشد علي تطوير مهارة الاتصال بين أفراد الأسرة، وتكن الاتصال عبارة عن تبادل علاقات وأفكار وخبرات حتى يفهمون بعض، وتحدث هذه الاتصالات عن طريق عبارات وسلوكيات وألفاظ تستخدم أثناء الحديث.
يعتبر الاتصال عنصر هام من عناصر التفاعل بين أعضاء الأسرة، وإذا وجدت أخطاء في الاتصال قد تحدث الكثير من المشاكل بين أفراد الأسرة فعلى سبيل المثال هو شعور الطفل بعدم اهتمام والديه له وميلهم إلي شقيقتهم وأعطاهم الحب والحنان والاهتمام مما يسبب ذلك بغياب الاتصال بين الطفل وأسرته.
تنمية مهارة حل المشكلات:
يمكن للمرشد الأسري للإرشاد الأسري أن يقوم باستخدام أسلوب تنمية مهارة حل المشكلات لكي يدرب الأسرة على تحديد نوع المشكلة ووضع حلول وبدائل لحل تلك المشكلة.
التفاوض والتعاقد:
يساعد المرشد الأسري جميع أفراد الأسرة على تحديد توقعاتهم بعضهم لبعض الذي يرغب في حدوثه في التعامل الآخرين، وحيث يتم التفاوض ما يقوم به فعل الآخرين وفعل الفرد في المقابل حتي يتم عملية التواصل بالاتفاق بين الطرفين.
تعديل السلوك:
ومن خلاله يتم تناول المشاكل داخل النطاق الأسري وذلك من خلال استخدام إجراءات التعديل للسلوك ويكون ذلك حسب طبيعة المشاكل التي يقوم الأطفال أو المراهقين بالتعرض لها.
الواجبات المنزلية:
هي بعض الواجبات التي يقوم المرشد الأسري بطلبها من قبل أفراد الأسرة للقيام بها من خلال الجلسات، وتطبق الواجبات المنزلية على ما تم تعلمه الفرد من خلال الجلسات الإرشادية على مواقف في الحياة الطبيعية للفرد.
مقالات ذي صلة :المشاكل الزوجية: أسبابها وطرق علاجها
أبرز المشكلات التي يعالجها الإرشاد الأسري:
مشكلات العنف الأسري، الاكتئاب، الأنتحار، مشكلات زوجية، تعاطي المخدرات أو إدمان الخمور، مشكلات عاطفية، انحراف وجريمة، الخوف والقلق الزائد ومشكلات نفسية عامة.
مشكلات دراسية وتشمل الانتقال من مدرسة إلى أخرى وصعوبة التكيف، ضعف التحصيل الدراسي و العنف داخل المؤسسة التعليمية
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا