مفهوم الإرشاد الأسري
الإرشاد الأسري [1] يعتبر واحد من أحدى العلوم الاجتماعية ذات الطالبع التطبيقي و الذي يهتم بتوجيه السلوك والتعامُلات الأسرة كاطار واحد، و ذالك من اجل تنظيم الأدوار بين الاَباء والأبناء، كٌلاً منهم يتعلم كيفية التعامل مع الاخر ومجموع المسؤوليات الواقعة عليه، اضافة الى ذالك ترسيخ القيم والمبادئ الصالحة للأسرة من قبل المرشد.
ويعرف الإرشاد الاسري أيضاً بأنه علم يهدف إلى تحقيق التوازن بين أفراد الأسرة، من خلال المساعدة على فهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لديها والمساعدة فى مواجهة الصعوبات والتحديات التى لا غنى من مواجهتها بإستمرار في كل أسرة، سواء كانت صعوبات داخلية بين الأباء والأبناء، أو صعوبات خارجية بين الأسرة والمجتمع.
أهمية الإرشاد الأسري
للإرشاد الأسري دور كبير في توازن الأسرة ومن ثم بعدها توازن المجتمع، لهذا كانت اهمية الإرشاد[2] والتى تتضح لنا بشكل تفصيلي في الآتي:
- انشاء صلة ربط وانسجام في العلاقة بين أفراد الأسرة ببعضهم البعض.
- تحقيق التوازن الفكري والتقارب المعرفي، وتمكين القدرة على الإتصال بين أفراد الأسرة، حتى تتمكن من المناقشة والتحاور في الأمور الشخصية، ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات سليمة ومرضية للجميع.
- الحفاظ على قوة البناء والتماسك الأسري.
- توضيح أهمية الفرد فى الأسرة ودوره الفعال فى تماسك وقوة كل أسرة، بجانب تأكيد استقلالية شخصية الفرد وحقه في الخصوصية.
- التوقف و التدقيق على القيم الإيجابية الموجودة في الأسرة وكيف يمكنها ان تكون جدار اوغلاف عازل تجاة القيم السلبية ومحاولة إضعافها أو مسحها تماماً.
- الحرص على توافر أمن وأمان للأسرة وذالك من اجل تحقيق النمو الشخصى لكل فرد من افراد الأسرة في جو من الحب والدفء الأسري.
- انشاء علاقات اجتماعية قوية و العمل على تقوية العلاقات بين الاشخاص سواء كانوا من داخل هذه الأسرة أو من خارجها.
- المساعدة فى إتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بمستقبل الأسرة، فى إطار الإعتبارات الدينية، والإجتماعية، والمالية المناسبة لهم .
- تحديد السلوك المناسب في التعامل مع أفراد الأسرة، بحيث يساعد المرشدين فى التعامل مع مشكلات الأسرة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
- تحقيق سعادة واستمرار واستقرار للأسرة.
- تقديم جيل سوى نفسياً قادر على الإنفراد وتكوين أسرة خاصة به.
- تعليم أصول الحياة الأسرية السليمة للمقبلين الجدد على تكوين أسرهم الخاصة.
- تحصين الأسرة من السقوط والإنهيار.
مراحل الإرشاد الأسري
تتعدد مراحل الإرشاد الأسري[3] إلى ثلاث مراحل هامة ومكملة لبعضها وهي:
المرحلة الأولى: هى عبارة عن مرحلة دراسة لوضع الأسرة الحالي، وفهم مجريات الأمور بين أفراد الاسرة بعضهم البعض. كذلك بحث تاريخ الأسرة ومحاولة الوصول لنقاط الضعف والقوة لديهم، من أجل الحصول على مصادر المساعدة التي يمكن استخدامها في حل المشكلات واللجوء إليها للعبور بسلام نحو أهمية الإرشاد الأسري المراد تطبيقها.
المرحلة الثانية: هى مرحلة وعي الأسرة بأن الخلل المصابة به يمكن تخطيه وعلاجه، وتوجيههم لكيفية تحقيق العلاقات البناءة بينهم. ونبذ أى جانب هدام.
المرحلة الثالثة: هى مرحلة علاج الأسرة التام، وحصاد نتائج هذا العلاج، ومعرفة أن المرشد ماهو إلا وسيلة إصلاح فعالة خاصة بهم يمكن اللجوء له في وقت الحاجة.
العوامل المساعدة في الإرشاد الأسري
لا يمكن أن يحدث إرشاد أسري ناجح دون عوامل مساعدة له على النجاح، خاصةٌ عامل وجود مرشد نفسي متفاهم مع الآخرين وقادر على الوصول لإقناعهم وإرشادهم، كذلك وجود قابلية من الأسرة ذاتها لتقبل نصائح المرشد وإتباع اساليبه، لهذا كانت العوامل مقوم أساسي لنجاح عملية الإرشاد الأسري، ونذكر فيما يلي تلخيص لهذه العوامل.
- طريقة تقديم خدمة الإرشاد الأسري فردية كانت أو جماعية.
- الوعي بالدور الكبير للتربية الأسرية في الإرشاد الأسري من خلال نشر الثقافة الأسرية عبر وسائل الإعلام أو من خلال المدرسة أو المؤسسات التعليمية المختلفة.
- التهيئة النفسية عن طريق تنقية الجو من أي توتر أو قلق أو صراعات ليصبح جو ملائم لتلقين عملية الإرشاد بنجاح.
- العلاقة بين المرشد وأفراد الأسرة وتخصيص وقت جماعى لهم .
- العلاقات الإجتماعية من خلال تبادل الزيارات الإجتماعية وحضور مجالس الأباء .
مقالات ذي صلة : رهاب الخلاء | أعراض، أسباب وطرق العلاج
الإرشاد الأسري ودوره الفعال في مواجهة المشكلات
تتباين الصور التي يحدد بها الإنسان طريقة تداوله فى أمور الحياة، وتختلف منه لغيره من الأفراد كلاً بحسب بيئته وتربيته، ولكن يأتى الدور الكبير للتوجيه والإرشاد في هذه النقطة بذات، وذلك لأن الأفراد المثقفة والواعية بأهداف وأهمية الإرشاد الأسري، تتداول مع الأمور الحياتية بطرق حذرة وواعية، وتتعامل مع مجريات الحياة الصعبة، ومواقف الدنيا الحرجة بكل تهذيب وتفهم.
تاريخ الإرشاد الأسري
ظهر الإرشاد الأسري في دول غرب أوروبا، والولايات المتحدة في التسعينات، وصنف ضمن العلوم الاجتماعية التطبيقية التى لا غنى عنها من أجل التنشئة السوية للأسرة.
ومن وقت ظهوره وهو يشمل حيز كبير من الأهمية فى أغلب البلدان ويقال أنه ظهر منذ السبعينيات في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بشكل غير مدروس.
تعريف الأسرة
هي واحدة من وسائل التنشئة الاجتماعية، والمسئولة عن نقل التراث الثقافى والاجتماعى والدينى لأعضاء المجتمع.
تعريف (جورج ميردوك) للأسرة
هى عبارة عن جماعة إجتماعية يقيم أفرادها معاً فى مسكن واحد، يتعاونون إقتصادياً ويتناسلون، ومكونة من ذكر وأنثي يتم زواجهم بتصديق مجتمعى ودينى، وتنشأ بينهم علاقة نتاجها الأبناء.
أنواع الأسرة
- الأسرة النووية هي الأسرة المكونة من أب وأم وأبناء وهى شكل مصغر للأسرة.
- الأسرة الممتدة هي الأسرة المكونة من الأجداد والأباء والأبناء والأحفاد أيضاً وبعض الأقرباء مثل الأعمام، بشرط الإشتراك فى مسكن واحد.
وتساهم الأسرة في كل مداخل المجتمع الإقتصادية والإجتماعية والوطنية والثقافية أيضاً، والأسرة لها حقوقها الواجب العمل على توفير المجتمع لها، في المقابل عليها واجبات يجب القيام بها تجاه مجتمعها وتأديتها على أكمل وجه.
وظائف الأسرة
مجموعة وظائف الأسرة الفعلية تتمثل في:
- وظيفة بيولوجية تحمي بها النسل البشري عن طريق التكاثر في أطر شرعية يقبلها المجتمع والدين.
- وظيفة اقتصادية من خلال العمل والإنتاج.
- وظيفة اجتماعية من خلال حفظ قيم وعادات وثقافات البلاد ونقلها من جيل لآخر
- وظيفة نفسية متمثلة فى التوازن النفسي للأفراد من خلال غمرهم بالحب والحنان والأمان.
- وظيفة سياسية وهى تتمثل فى القدرة على إبداء الرأي وصنع القرارات الصالحة للدولة والمجتمع، وكذلك من خلال بناء مواطن صالح ينفع المجتمع والبلاد وينتفع هو أيضاً بهم.
- وظيفة مادية بتوفير الدعم المادي المطلوب للأبناء ودعمهم بكل ما يلزمهم.
- وظيفة تعليمة تعلو من شأن الدولة من خلال بث حب التعليم والتعلم منذ الصغر.
- وظيفة دينية روحانية من خلال تعليم معالم الدين والحفاظ على الخلق الدينى ومعرفة التوحيد وطريق الله.
مقال ذي صلة: أنواع الإرشاد الأسري وأهم البرامج والأساليب المستخدم
ومع الأحداث المعاصرة فى العالم، والمحاولات والمداهمات الشرسة لهدم ثقافة المجتمعات وطمسها واستبدالها بتعاليم مخالفة للآداب العامة والأخلاق المتعارف عليها، كان لابد من وضع خطة لمحاربة كل هذه المستجدات الغير لائقة سواء كانت عن طريق التكنولوجيا أو عن طريق الترويج لها بشكل خفي، لهذا تصدرت أهمية الإرشاد الاسري أولي مخططات المواجهة والتصدي وكذلك التعافي من هذا التشويه المعرضة له الأسر وأبنائها من قبل أعداء الدول، الراغبين فى هدم المجتمع ككل عن طريق هدم الأسرة لأنها مكون فعلي وأساسي لبناء أي مجتمع كان.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا