اليوم وفي عصرنا الحديث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي أحد العناصر الأساسية في حياتنا اليومية، بحيث توفر لنا هذه الوسائل منصة للتواصل والتفاعل مع الآخرين بطرق لم تكن ممكنة من قبل ومع تزايد استخدام هذه الوسائل وتطورها السريع أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الاجتماعية والشخصية.
فقد ساهمت في تسهيل الحياة اليومية وجعل التواصل أسرع وأسهل ولكن كما يقال ” إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده” فيبدو أن هنالك جانبًا مظلمًا لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبحت إدمان العصر، فاليوم لايوجد شخص إلا ولديه حساب في جميع منصات التواصل، بحيث يتررد عليها كل فترة ليرى جديدها ويضيع فيها ساعات يومه.
لهذا في موضوعنا اليوم سوف نتعرف أكثر على هذا النوع من الإذمان وكيف يمكن التعامل معه.
تعريف إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي [1] يمكن أن يكون شبحًا يطارد الكثيرين في عصرنا الحديث حيث يعرف على أنه الحالة التي يكون فيها الشخص غير قادر على الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي ، ويندمج بشكل مفرط في عالم التواصل الاجتماعي الافتراضي، فيبدو وكأنه قد أصبحوا عبيد لهذه البرامج يتردد عليها كل دقيقة ويهتم بكل تفاصيلها ويجري وراء تفاعلاتها ونشاطاتها فلا يفارقها أبدًا يصبح عليها وينام عليها .
عندما يتعلق الأمر بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي يتلاعب هذا المرض بأفكارنا وعواطفنا وسلوكنا، فيولد لدينا الحاجة الملحة للتواصل الافتراضي والحصول على الإشعارات المستمرة والإعجابات والتعليقات، فتصبح تلك التفاعلات كما لو أنها هي مصدر سعادتنا وهويتنا، بحيث نشعر بالتوتر والقلق عندما نكون بعيدين عن هذه الوسائل لفترة طويلة ونجد صعوبة في التركيز على الأشياء المهمة في حياتنا اليومية.
أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ؟
تتجلى أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي[2] في مجموعة من السلوكيات والمشاعر التي تكشف عن تبعية شديدة لهذه الوسائل
وهذه هي بعض الأعراض المعروفة لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي:
الانفصال والقلق: الشعور بالقلق والتوتر عندما تكون بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة طويلة، بحيث قد يصاحب ذلك الشعور بالعزلة والانفصال عن العالم الواقعي.
الاستخدام المفرط: قد تجد نفسك تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط ومتواصل دون القدرة على التوقف أو تنظيم وقتك بشكل صحي يصاحبه فقدان الشعور بالوقت، فقد يصل هذا الاستخدام إلى ساعات طويلة يقضيه الفرد على هذه الوسائل دون إدراك أو وعي .
الانغماس العاطفي: تتأثر مشاعرك وعواطفك بشكل كبير بالتفاعلات التي تتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تعاني من انخفاض المزاج أو القلق أو الاكتئاب عندما تتعرض للتجاهل من طرف محيطك الافتراضي أو انخفاض التفاعل على صفحتك الشخصية في هذه المواقع.
الإهمال الاجتماعي: قد يؤدي الانشغال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي إلى الإهمال الاجتماعي في العالم الحقيقي، فتجد صعوبة في التواصل الحقيقي مع العائلة والأصدقاء وفقدان الاهتمام بالعلاقات الشخصية المهمة.
الانخفاض في المستوى الدراسي أو الوظيفي : يمكن أن يسلبك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تركيزك وانتباهك بحيث تصبح مشتت الذهن فاقد التركيز، مما ينعكس سلبا على مستواك الدراسي و أداءك الوظيفي.
الهروب من الواقع: قد تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من المشاكل أو الضغوط الحقيقية في حياتك، فأغلب الأشخاص تعتمد على هذه الوسائل للهرب من الواقع في محاولة لتخفيف القلق أو الضغط النفسي.
فإذا كنت تشعر بوجود هذه الأعراض في حياتك فقد تكون معرضًا لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي لهذا ننصحك بالتواصل مع الآطباء النفسيين المختصين على موقعنا للحصول على الاستشارة اللازمة لتجنب تفاقم حالتك.
أسباب إدمان وسائل التواصل الإجتماعي
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي قد ينبع من عدة عوامل تتداخل لتشكل تلك الارتباطات القوية بين الفرد والمنصات الرقمية. يتمثل إحدى الأسباب الرئيسية في تحفيز الدماغ، حيث يتم تصميم واجهات وسائل التواصل لإثارة مراكز اللذة، مما يشجع على الاستخدام المكرر لتجربة المكافآت العاطفية.
تقدم وسائل التواصل الاجتماعي تجارب اجتماعية افتراضية، تعزز الشعور بالارتباط والتفاعل المستمر مع الآخرين. الخوف من الفوت يلعب أيضًا دورًا، حيث يدفع الفرد للحاجة الملحة لمتابعة الأحداث والبقاء على اطلاع دائم.
تسهم الإعلانات والتسويق الموجه في تعزيز التفاعل، كما يتم تصميم المنصات لتكون جاذبة وتحث على البقاء لفترات طويلة. يمكن أن يكون اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا من الهروب الرقمي أو وسيلة للتغلب على الوحدة، مما يعزز الاستخدام المكرر.
التأثير النفسي للإعجابات والتعليقات يلعب دورًا أيضًا في تشجيع الأفراد على استخدام تلك الوسائل بشكل دائم. ومع تقدم التكنولوجيا، تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من جاذبيتها، مما يؤدي إلى تفاعل متزايد وارتباط أكبر بين المستخدم والمنصات الرقمية.
مقالات ذي صلة: مراحل الشفاء من الإدمان
تأثيرات الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن أن يكون للإدمان على أدوات التواصل آثار سلبية خطيرة قد تؤثر بطريقة غير مباشرة على الحياة اليومية والشخصية للإنسان المدمن ومن أهم هذه الآثار نذكر مايلي :
الصحة النفسية
يعتبر الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي عاملًا مسببًا للقلق والاكتئاب وتدهور الحالة النفسية، فقد يتسبب الانغماس المفرط في الشبكات الاجتماعية الافتراضية في الشعور بالوحدة والانعزالية والنقص، بحيث يقوم الشخص بالاستغناء عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي بالتفاعل الغير حقيقي.
العلاقات الاجتماعية
يمكن أن يؤثر الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية الحقيقية، فقد ينخفض مستوى الاتصال والتواصل الشخصي مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع عندما يكون الشخص مدمنًا على وسائل التواصل الاجتماعي. فعندها يتوقف الشخص المدمن عن القيام بالأنشطة الاجتماعية التقليدية والمشاركة في الأحداث الاجتماعية ، مما يؤثر على العلاقات الشخصية ويزيد من الانعزالية.
التركيز والانتباه
قد يؤثر الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي على قدرة الشخص على التركيز والانتباه، فيمكن أن يكون استخدام هذه الوسائل بشكل مفرط مشتتًا، حيث يقوم الشخص بالتحقق المتكرر من الرسائل والإشعارات والتفاعل مع المحتوى الذي يتم تقديمه ، حيث يمكن أن يكون الانشغال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي سببًا لانخفاض التركيز والانتباه في الأعمال اليومية والواجبات المدرسية أو الأكاديمية، فيضيع الشخص المدمن طاقته وانتباهه على المحتوى الافتراضي بدلاً من التركيز على تنفيذ المهام المهمة وتحقيق الأهداف الشخصية.
كيفية علاج إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
قد لا يكون علاج إدمان وسائل التواصل الإجتماعي [3] صعبا خاصة إذا تم إستشارة الأطباء النفسيين المختصيين والمحترفين لكنه يعتبر خطوة أساسية من أجل الوصول إلى الأهداف الشخصية وتحقيق أقصى إستفادة من الوقت، وهذه بعض الطرق من أجل علاج هذا المرض النفسي :
التحكم في الاستخدام
من المهم أن يكون الشخص قادرًا على التحكم في استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد وقت محدد لاستخدام الوسائل الاجتماعية والالتزام به إما عن طريق إستعمال التطبيقات المساعدة أو الإعتماد على الإرادة، كما ينبغي أن يتجنب الشخص استخدامها في الأوقات الحساسة مثل : الوقت قبل النوم أو خلال العمل أو الدراسة.
البحث عن أنشطة بديلة
يمكن للشخص الذي يعاني من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أن يبحثعن أنشطة وهوايات بديلة لملء الفراغ والترفيه عن النفس، فيمكن أن تشمل هذه الأنشطة القراءة، وممارسة الرياضة، والتطوع، والتعلم، والاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء والعائلة، الذهاب في رحلات، والانشغال بأي نشاط لا يتضمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت كنت تقضي ساعات طويل في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بدون وعي ولا إدراك ودون فائدة. فحتمًا أنك تعاني من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنك الآن الحصول على مساعدة احترافية للتخلص من هذا الإدمان
الحصول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
في الأخير نستنتج أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والإدمان عليها قد يتسبب في تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية على الرغم من إيجابياتها والتسهيلات التي تقدمها لنا في جانب التوصل.
لذا فمن المهم أن يتعامل الأفراد بحذر مع استخدامهم لهذه الوسائل وأن يسعوا إلى الحفاظ على توازن صحي بين العالم الافتراضي والحياة الحقيقية.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا