اضطراب الهوية الجنسية من الاضطرابات التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة والتي تتمثل في رغبة الكثير من الأفراد بالتحول الجنسي، وهذا مثل رغبة الأنثى في التحول إلى ذكر أو رغبة الذكر في التحول إلى أنثى، هذا ويسمي بعض المختصين عدم تقبل الجنس الذي خلقه الله سبحانه وتعالى باضطراب الهوية الجنسية، وقد يصيب هذا الاضطراب الأطفال، حيث رغبتهم في ارتداء الملابس المخالفة لجنسهم، كذلك رفضهم التام لأعضائهم التناسلية، وغيرها من وسائل رفض هويتهم الجنسية، مما يستدعي التدخل الطبي لعلاج هذه المشكلة.
في هذا المقال سوف نتعرف على أبعاد هذا الاضطراب النفسي، وأهم علاماته وطرق علاجه.
تعريف اضطراب الهوية الجنسية
هناك أكثر من تعريف لاضطراب الهوية الجنسية ومن هذه التعريفات ما يلي:
- هو ذلك التشخيص الذي يطلق عليه المختصين النفسيين على الأفراد الرافضون لجنسهم، وعدم الرضا عن حالتهم الجنسية، كونه ذكر أو أنثى فهو لا يشعر بالتوافق مع النوع الجنسي له.
- كما يعرفه بعض المتخصصين في علم النفس على انه تلك الحالة التي لا ينطبق فيها الجنس البيولوجي للفرد المصاب مع هويته الجنسية، مما يسبب اضطراب نفسي له مصاحباً بالقلق والتوتر والاكتئاب والعديد من الأعراض الأخرى المتمثلة في تصرفات وردود أفعال المريض.
- هو تلك الحالة الذي يشعر فيها المصاب برغبة العيش مثلما يعيش الجنس الأخر، مما يجعله يرتدي نفس اللبس الخاص بالجنس الأخر هذا غير التحدث والسير واللعب مثلهم، ومن الممكن أن تزداد الأمور إلى إقامة الفرد بعمليات تجميل لتغيير الشكل والهوية تمامًا.
علامات اضطراب الهوية الجنسية
تبدأ علامات اضطراب الهوية الجنسية [1] في الظهور في سن مبكر في عمر الطفولة والتي تتمثل في:
- رغبة الولد في ارتداء ملابس البنات، أو رغبة البنات في ارتداء ملابس وأحذية الذكور؛ ليس هذا بعد بل يرغب كل جنس أن يلعب بالألعاب التي تناسب الجنس الأخر.
- وهذا مثل رغبة البنت في لعب كرة القدم أو العب بالعربيات، كذلك ممارسة الرياضات الثقيلة والرياضات الصعبة التي تناسب الذكور؛ كما تكمن رغبة الطفل الولد اللعب بالدمية وأدوات المطبخ والرقص كالفتيات والضحك مثلهم.
- قد تكون هناك حالات في الأطفال، هذه الحالات تكون تصرفاتهم كاللعب بألعاب الجنس الأخر رغبة فقط في الاكتشاف والفضول، في هذه الحالة لا يكون هذا نوع من الاضطراب، ولكن إذا زادت هذه التصرفات عن المعتاد أو المألوف وصولا إلى سن المراهقة هنا لابد من التوقف والانتباه لأنه بذلك قد يصنف على أنه مصاب باضطراب الهوية الجنسية.
- وأنه يبحث دائما عن نفسه في الهوية الأخرى التي تناسبه محاولا بذل قصارى جهده في إثبات نفسه حتى لو اضطر الأمر إلى إجراء عملية جراحية من أجل تغيير جنسه.
مقالات ذي صلة : الشذوذ الجنسي: الأسباب والأعراض، العلاج
أنواع اضطراب الهوية الجنسية
الذكور واضطراب الهوية الجنسية
- ويظهر هذا الاضطراب في رفض الولد كونه ذكر ولديه قضيب محاولا إخفاء هذا القضيب بشتى الطرق ومنها ضم أرجله وإخفاء عضوه الذكري بينهما وهو جالس.
- كذلك رغبته في التبول كالأنثى فهو يرى أعضائه التناسلية على أنها مثيرة للاشمئزاز ويريد التخلص منها، كما تزداد رغبته في أن يكون لديه مهبل كالأنثى.
- هذا غير ارتدائه التنانير والفساتين واللعب بشكل دائم بألعاب البنات والفتيات كاللعب بالدمية ويقوم بدور أمها التي تقوم على عنايتها ورعايتها.
البنات واضطراب الهوية الجنسية
- يتمثل هذا الاضطراب عند الفتيات في عدم رغبتهم في أعضائهم التناسلية كما أنهم لا يرغبون في نمو الثدي أو نزول الدورة الشهرية، فهم يتظاهرون إن لديهم قضيب.
- وأنه سوف ينمو مع مرور الوقت، تفضل الفتاة اللعب بألعاب ذكورية وهذا مثل ألعاب سبايدر مان وبات مان وسوبر مان، يفضلن قص شعرهم باستمرار ليصبح مشابه تماما بشعر الذكور.
- كما تفضل الفتيات المصابة باضطراب الهوية الجنسية ممارسة الرياضات العنيفة والقوية التي يمارسها الجنس الآخر.
علاج الإصابة باضطراب الهوية الجنسية
يختلف علاج اضطراب الهوية الجنسية [2] من شخص إلى آخر طبقًا لدرجة الإصابة وتأثيرها على الفرد، ولهذا هناك أكثر من نوع من أنواع العلاجات والتي تتمثل في الآتي:
العلاج السلوكي والدوائي
- يساهم هذا النوع من العلاج بشكل كبير على التخلص من الاضطرابات التي تصيب الشخص المصاب كالقلق والاكتئاب والتوتر وعدم ارتياح المصاب للاضطراب، حيث يقوم الطبيب بالتحدث مع الفرد المصاب.
- فالحوار الذي يقام بين الطبيب والمريض يساعد بشكل كبير في التعرف على الأحاسيس التي يشعر بها المصاب، والتي من خلالها يسهل على الطبيب القيام ببعض الإجراءات التي تسهل عملية العلاج لهذا الفرد.
- كما أنه يجب العلم أن هناك فئة من المصابين يلجئون إلى تحويل مظاهرهم الجسدية من أجل تحقيق التوافق بين الهوية الجنسية والبيولوجية، ومن المنطلق هذا قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض بعض العلاجات والأدوية كما يتم في حالة كابحات البلوغ.
- والتي يرغب في هذه الحالة الفتى أن يتحول إلى فتاة والعكس، حيث ترغب الفتاة في ظهور الشعر بذقنها وشاربها بالرجل، كما ترتدي ملابس الرجال.
- لهذا يتم تشخيص هذه الحالة باضطراب في الهوية الجنسية، لذا يقوم الطبيب المعالج بالعديد من الإجراءات التي من خلالها يصل إلى العلاج.
- وهذا من خلال إعطاء المصاب بعض العقاقير الطبية، هذا بالإضافة إلى الجلسات النفسية التي يقوم بها الطبيب والتي يكون لها أثر نفسي إيجابي كبير على الشخص المصاب.
العلاج الهرموني
- يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج خاصة مع البالغين المراهقين هذا من أجل تحسين صفاتهم الجسمية وتطويرها بشكل يتوافق مع هويتهم الجنسية لدى الشخص المصاب.
التدخل الجراحي
-
- يستخدم هذا النوع من العلاج مع الحالات المتأخرة، ويتم فيه القيام بعملية إعادة تصحيح الجنس للمصاب، والتي يتم فيها تغيير بعض الصفات الجسمية مثل شكل الثدي والوجه.
- وهذا مثل عملية زراعة الشعر على الوجه، وتغيير شكل العضو الجنسي وتحويله تماما كتحويل الفتاة إلى رجل وتحويل الرجل إلى فتاة، وإضافة كافة التفاصيل الجسمية الأخرى خلال العملية والتي تساهم في شكله الجديد.
- بعد إجراء هذه العملية الجسدية يخضع الفرد بعدها للعلاج النفسي من خلال جلسات نفسية مستمرة مع الطبيب النفسي المختص وهذا من أجل التخلص من كل مصادر القلق والتوتر والاكتئاب، هذا بالإضافة إلى تقبل أراء الآخرين فيه.
- لأن الأغلب في هذه الحالات بعد إجرائها عملية التحويل الجنسي لا تلقى قبولا من الآخرين بل تلقى لوما واشمئزازا من البعض، ولكي لا يحدث له أي صدمة نفسية من ذلك لابد من تأهيلها نفسيا قبل الاحتكاك والخروج إلى المجتمع والتعامل مع الآخرين.
مقالات ذي صلة : الاضطرابات الجنسية: الأسباب والعلاج
هل تحتاج إلى مساعدة؟
هل تعاني من مشاكل في تحديد هويتك الجنسية؟، هل تشعر بهوية غير هويتك البيولوجية؟.إذا كانت هذه الأفكار مصدر إزعاج لك، يمكنك الآن مناقشتها مع طبيب نفسي في خصوصية تامة.
للحُصُول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في ختام مقالنا عن اضطراب الهوية الجنسية
بعد التكلم حول اضطراب الهوية الجنسية [3]، ندرك أهمية التفهم والمسا عدة تجاه تجارب الأفراد الذين يواجهون هذا الاضطراب. يجب أن نسعى جميعًا إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات من خلال تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم للأفراد المتأثرين.
تظهر قصص الشجاعة والصمود للأفراد الذين قرروا التعبير عن هويتهم الحقيقية أهمية خلق بيئة تسمح للجميع بالعيش بحرية وبدون خوف من الحكم أو التمييز. من خلال الحوار المفتوح والفهم، يمكننا بناء جسور من التعاون والتضامن لدعم الأفراد في رحلتهم نحو العيش بصفاء وسعادة.
لنكن جميعًا جزءًا من مجتمع يحترم التنوع ويقدر على فرادى كل فرد، بغض النظر عن هويته الجنسية. في نهاية المطاف، يكمن القوة في الفهم والمحبة، ومن خلال تقديم الدعم والتفهم، يمكننا جميعًا المساهمة في خلق عالم أكثر انفتاحاً وتسامحاً للجميع.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
تعليق واحد
التعليقات مغلقة