تعتبر الأمراض النفسية اضطرابات تؤثر على صحة ووظيفة العقل والنفس. هذه الاضطرابات تشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤدي إلى تغييرات في العواطف والتفكير والسلوك، وتشمل الاكتئاب والقلق والفوبيا واضطرابات الأكل والاضطرابات النفسية الشخصية والعديد من الحالات الأخرى.
في هذا الموضوع سوف نتعرف على أنواع هذه الأمراض النفسي، كما سوف نتحدث عن أعراضها وطرق علاجها.
أعراض الأمراض النفسية
تختلف أعراض الأمراض النفسية[1] من شخص لآخر، وقد تختلف شدتها من وقت لآخر. بشكل عام، يمكن تقسيم أعراض الأمراض النفسية إلى ثلاث فئات رئيسية:
الأعراض العاطفية
- الحزن: الشعور بالحزن أو اليأس أو الفراغ.
- الاكتئاب: الشعور بالحزن الشديد أو اليأس الذي يستمر لفترة طويلة من الزمن.
- القلق: الشعور بالخوف أو التوتر المفرط.
- الخوف: الشعور بالخوف الشديد من شيء أو موقف معين.
- الغضب: الشعور بالغضب أو الهيجان.
- الارتباك: الشعور بالارتباك أو عدم القدرة على التفكير بوضوح.
- الخجل: الشعور بالخجل أو الإحراج المفرط.
- فقدان الاهتمام بالحياة: فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير المتعة في السابق.
الأعراض الجسدية
- صعوبة النوم: صعوبة النوم أو الاستيقاظ مبكرًا.
- صعوبة التركيز: صعوبة التركيز على المهام أو التفكير بوضوح.
- الشعور بالتعب: الشعور بالتعب الشديد، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- آلام الجسم: آلام في العضلات أو المفاصل أو الرأس.
- مشاكل في المعدة: الغثيان أو القيء أو الإسهال.
- مشاكل في القلب: تسارع ضربات القلب أو خفقان القلب.
- مشاكل في التنفس: ضيق التنفس أو صعوبة التنفس.
الأعراض السلوكية
- الانسحاب الاجتماعي: الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة والأنشطة الاجتماعية.
- تغيرات في عادات الأكل أو النوم: تناول المزيد أو نقصان الوزن بشكل غير مقصود، أو صعوبة النوم أو الإفراط في النوم.
- الأفكار أو الأفعال الانتحارية: التفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار.
- مشاكل في العمل أو المدرسة: صعوبة التركيز أو أداء المهام في العمل أو المدرسة.
- مشاكل في العلاقات: صعوبة الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء أو العائلة.
مقال ذي صلة: تعريف الصحة النفسية وأسبابها وبعض المفاهيم المتعلقة بها
أسباب الأمراض النفسية
تُعد الأمراض النفسية من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا في العالم، حيث تؤثر على ما يقرب من 1 من كل 5 أشخاص. لا تزال أسباب الأمراض النفسية[2] غير مفهومة تمامًا، ولكن يعتقد أن هناك عوامل وراثية و بيئية تساهم في الإصابة بها.
العوامل الوراثية
يزيد وجود تاريخ عائلي للاضطرابات العقلية، مثل اضطراب القلق، من خطر الإصابة باضطراب نفسي. يعتقد أن بعض الجينات تزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب.
العوامل البيئية
تشمل العوامل البيئية التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالأمراض النفسية ما يلي:
- تجارب مؤلمة في الماضي: مثل التعرض للعنف أو الإساءة أو الصدمة.
- اضطرابات الصحة الجسدية: يمكن أن تسبب بعض اضطرابات الصحة الجسدية، مثل أمراض القلب أو السكتة الدماغية، أعراضًا مشابهة لأعراض الاضطرابات النفسية.
- التعاطي يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات أو الكحول إلى تفاقم أعراض الاضطرابات النفسية.
التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية
يعتقد أن التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية يلعب دورًا في الإصابة بالأمراض النفسية. على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي لديه تاريخ عائلي للاضطرابات العقلية أكثر عرضة للإصابة باضطراب نفسي إذا تعرض لتجربة مؤلمة في الماضي.
الأسباب المحتملة الأخرى
هناك بعض الأسباب المحتملة الأخرى للأمراض النفسية، والتي لا تزال قيد الدراسة، مثل:
- مشاكل في كيمياء المخ: قد يكون الأشخاص المصابون باضطراب نفسي لديهم مستويات غير طبيعية من بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورإبينفرين.
- مشاكل في نظام المناعة: قد يؤدي التهاب الجهاز العصبي إلى الإصابة باضطراب نفسي.
- مشاكل في الجهاز العصبي المركزي: قد يؤدي تلف أو تلف الدماغ إلى الإصابة باضطراب نفسي.
ما هي انواع الامراض النفسية؟
الأمراض النفسية تأتي بأشكال وأنواع مختلفة، وتشمل مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية. فيما يلي بعض الأمثلة على أنواع الأمراض النفسية[3]:
1. اضطرابات القلق:
– اضطراب القلق العام.
– اضطراب الهلع.
– اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
2. اضطرابات المزاج:
– الاكتئاب.
– اضطراب الثنائي القطب.
– اضطراب موسمي (اضطراب الاكتئاب الموسمي).
3. اضطرابات الطعام:
– فرط الأكل.
– البليميا.
– اضطراب ما يُعرف بنقص القوة الإرادية (Binge Eating Disorder).
4. اضطرابات الشخصية:
– اضطراب الشخصية الحدية.
– اضطراب الشخصية النرجسي.
– اضطراب الشخصية الهوسية-التجنبية.
5. اضطرابات التوتر والمزاج في الطفولة:
– اضطراب نقص التوجيه الانفعالي.
– اضطراب الانفصام الانفعالي.
– اضطراب الانفصام السلوكي والانفعالي.
6. اضطرابات الانفعالات والسلوك:
– اضطراب الانفعالات والمزاج (مثل طيف اضطراب ثنائي القطب).
– اضطراب النقص التنظيمي الانفعالي.
7. اضطرابات التطور:
– اضطراب التوحد.
– اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
8. اضطرابات الاعتماد على المواد:
– اضطراب تعاطي المخدرات.
– اضطراب تعاطي الكحول.
علاج الأمراض النفسية
يمكن علاج الأمراض النفسية[4] بمزيج من العلاج النفسي والأدوية:
العلاج النفسي
يركز العلاج النفسي على تغيير الأفكار والسلوكيات التي تساهم في المرض النفسي. هناك العديد من أنواع العلاج النفسي التي يمكن أن تكون فعالة في علاج الأمراض النفسية، بما في ذلك:
- العلاج السلوكي الإدراكي (CBT): يساعد هذا النوع من العلاج في تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تساهم في المرض النفسي.
- العلاج بالتعرض: يساعد هذا النوع من العلاج في مواجهة المواقف أو الأشياء التي تسبب القلق أو الخوف.
- العلاج المعرفي السلوكي: يجمع هذا النوع من العلاج بين عناصر من CBT والعلاج السلوكي.
العلاج السلوكي الإدراكي (CBT)
هو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات التي تساهم في المرض النفسي. يتعلم الشخص في CBT كيفية تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تؤدي إلى المرض النفسي.
العلاج بالتعرض
هو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على مواجهة المواقف أو الأشياء التي تسبب القلق. يتم إجراء العلاج بالتعرض بطرق آمنة ومنظمة، حتى يتمكن الشخص من تعلم كيفية التعامل مع القلق المرتبط بهذه المواقف أو الأشياء.
العلاج المعرفي السلوكي
هو نوع من العلاج النفسي الذي يجمع بين عناصر من CBT والعلاج السلوكي. يركز العلاج المعرفي السلوكي على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تساهم في المرض النفسي، بالإضافة إلى تعليم الشخص مهارات الاسترخاء
الأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة في علاج الأمراض النفسية. تعمل مضادات الاكتئاب عن طريق زيادة مستويات السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ، وهي مواد كيميائية تلعب دورًا في تنظيم المزاج والقلق.
البنزوديازيبينات
هي أدوية مهدئة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض القلق الحاد، مثل سرعة ضربات القلب والتعرق والارتجاف. ومع ذلك، يمكن أن تسبب البنزوديازيبينات آثارًا جانبية خطيرة، مثل الإدمان والاعتماد.
يعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع الاضطراب النفسي وشدته والتاريخ الطبي للمريض. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تجربة أكثر من نوع واحد من العلاج قبل العثور على العلاج المناسب له.
نصائح للمساعدة في إدارة الأمراض النفسية
- تحدث إلى شخص تثق به عن مشاعرك. يمكن أن يساعدك التحدث إلى شخص تثق به في الشعور بالدعم والفهم.
- مارس تقنيات الاسترخاء. يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، في تقليل التوتر والقلق.
- مارس الرياضة بانتظام. يمكن أن تساعد الرياضة في تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج.
- احصل على قسط كافٍ من النوم. يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى زيادة القلق.
- تجنب الكافيين والكحول. يمكن أن يؤدي الكافيين والكحول إلى تفاقم أعراض القلق.
- تعلم كيفية إدارة الإجهاد. يمكن أن تساعد تقنيات إدارة الإجهاد، مثل تمارين التنفس العميق والتأمل، في تقليل التوتر والقلق.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت تعاني من مرض نفسي معين وتخجل من طلب مساعدة. لدبنا الحل، يمكنك الآن الحصول على مساعدة نفسية فورية.
تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
نجد أنه من الضروري على شخص يعاني من مرض نفسي أن لا يخجل من طلب المساعدة والبحث عن علاج، ذلك لأنه لا يوجد عيب في السعي للتخلص من الأمراض النفسي، بل العيب هو تركها وعدم علاجها والتأثر بها.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا