تتمثل الاضطرابات الجنسية في صعوبات في التعبير عن الجنس وتؤثر على الرضا الجنسي والقدرة على الوصول إلى النشوة وجوانب أخرى من التجربة الجنسية تنجم هذه الاضطرابات عن عدة عوامل متنوعة مثل مشاكل الصحة الجسدية والعقلية، واضطرابات الهرمونات والإثارة الجنسية، واضطرابات الانتصاب والنشوة الجنسية، ومشاكل التواصل والعلاقات بين الشريكين، وتجارب الصدمة أو الإجهاد العاطفي.
في هذا المقال سوف نتعرف أكثر على أعراض هذه الاضطرابات، كما سوف نتحدث عن أهم أنواعها لدى الذكور والإناث.
أعراض الاضطرابات الجنسية
الاضطرابات الجنسية[1] قد تؤثر على الذكور والإناث على حد سواء، وتتنوع الأعراض وفقًا لنوع الاضطراب الجنسي.
فيما يلي سأقدم لك بعض الأعراض الشائعة للاضطرابات الجنسية عند الذكور والإناث:
أعراض الاضطرابات الجنسية لدى الذكور:
1. ضعف الانتصاب (العجز الانتصابي): صعوبة في الحفاظ على انتصاب قوي ومستدام للقيام بالعمل الجنسي.
2. سرعة القذف (القذف المبكر): حدوث القذف بسرعة غير طبيعية قبل الرغبة الجنسية المرغوبة، مما يتسبب في عدم الرضا الجنسي للشخص وشريكه.
3. تأخر القذف (القذف المتأخر): صعوبة في الوصول إلى القذف، حتى بعد فترة طويلة من النشاط الجنسي.
4. انخفاض الرغبة الجنسية (الاضطراب الجنسي الرغبي): نقص في الرغبة الجنسية أو الاهتمام الجنسي العام.
5. اضطراب العاطفة الجنسية: صعوبة في الشعور بالارتباط العاطفي أو القرب العاطفي أثناء العمل الجنسي.
أعراض الاضطرابات الجنسية لدى الإناث:
1. العجز الجنسي الأنثوي: صعوبة في التحقيق أو الحفاظ على التحفيز الجنسي أو الرضا الجنسي.
2. قلة الرغبة الجنسية (الاضطراب الجنسي الرغبي لدى الإناث): نقص في الرغبة الجنسية أو الاهتمام الجنسي العام.
3. صعوبة التحقيق للنشوة الجنسية (انعدام النشوة الجنسية): صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية أثناء النشاط الجنسي، بالرغم من التحفيز الملائم.
4. ألم أثناء الجماع (اضطراب الألم الجنسي): ظهور ألم أو عدم راحة أثناء الجماع، مما يؤثر على الرغبة الجنسية والرضا الجنسي.
5. اضطراب الجنسية النفسي: مشاكل نفسية أو عقلية تؤثر على القدرة على الانتعاش الجنسي أو الرغبة الجنسية.
اسباب الاضطرابات الجنسية
هناك العديد من الأسباب المحتملة للاضطرابات الجنسية[2]، بما في ذلك:
- العوامل الهرمونية: يمكن أن تؤدي المستويات غير الطبيعية للهرمونات الجنسية، مثل التستوستيرون والإستروجين، إلى الاضطرابات الجنسية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات التستوستيرون إلى ضعف الانتصاب عند الرجال.
- العوامل الطبية: يمكن أن تسبب العديد من الحالات الطبية الاضطرابات الجنسية، مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تسبب بعض الأدوية أيضًا الاضطرابات الجنسية، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات ارتفاع ضغط الدم.
- العوامل النفسية: يمكن أن تؤدي المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، إلى الاضطرابات الجنسية. يمكن أن تؤدي الصدمات الجنسية، مثل الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، أيضًا إلى الاضطرابات الجنسية.
- العوامل الاجتماعية: يمكن أن تؤثر العوامل الاجتماعية، مثل الثقافة والدين، على الصحة الجنسية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي بعض الثقافات إلى وصمة عار حول الاضطرابات الجنسية، مما قد يمنع الناس من طلب المساعدة.
- الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى اضطرابات في الوظيفة الجنسية. يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
- الاضطرابات الأكل: يمكن أن تؤثر الاضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، على الصحة الجنسية. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى انخفاض الوزن بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
- الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية الاضطرابات الجنسية. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، انخفاض الرغبة الجنسية.
- العمر: يمكن أن تتغير الرغبة الجنسية والأداء الجنسي مع تقدم العمر. قد يعاني بعض الأشخاص الأكبر سنًا من مشاكل في الانتصاب أو النشوة الجنسية.
أنواع الاضطرابات الجنسية
فيما يلي أهم الاضطرابات الجنسية لدى النساء والرجال[3]:
لدى النساء:
اضطراب الألم الجنسي عند النساء يمكن أن يكون بسبب عدة أسباب، ومنها:
1. التهاب المهبل (vaginitis): يمكن أن يسبب التهاب المهبل تهيجًا والم بالمنطقة الجنسية أثناء الجماع.
2. التشنج العضلي لجدار المهبل (vaginismus): يحدث بسبب تقلصات غير إرادية في عضلات جدار المهبل، مما يسبب صعوبة وألمًا أثناء الاختراق.
3. الجفاف الجنسي: يحدث عندما يكون المهبل قليلًا من الإفرازات الطبيعية، مما يؤدي إلى جفاف واحتكاك أثناء العمل الجنسي ويمكن أن يسبب ألمًا.
4. الأمراض الجلدية: بعض الأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد والصدفية يمكن أن تسبب ألمًا أثناء الجماع.
- لدى الذكور
فأحد الاضطرابات الشائعة هو القساح (Priapism):
القساح هو حالة انتصاب مؤلم ومستمر للقضيب يدوم لفترة طويلة دون التصريف الجيد للدم من القضيب يمكن أن يكون للقساح أسباب متنوعة، بما في ذلك:
1. اضطرابات الدورة الدموية: مشاكل في تدفق الدم إلى القضيب أو تصريف الدم منه يمكن أن تؤدي إلى القساح.
2. الأورام: وجود ورم في القضيب أو الأنسجة المحيطة به قد يعرقل تدفق الدم ويتسبب في القساح.
3. الأمراض الجلدية: بعض الأمراض الجلدية المزمنة مثل الصدفية قد تزيد من احتمالية القساح.
4. الأدوية: بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والمُستخدمة في علاج الضغط العالي يمكن أن تسبب القساح كآثار جانبية نادرة.
هذه بعض الأمثلة عن الاضطرابات الجنسية المرتبطة بالألم لدى الذكور والإناث. يُرجى ملاحظة أن هذه القائمة ليست شاملة بشكل كامل، وأن هناك العديد من الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تتسبب ألمًا أثناء النشاط الجنسي. إذا كنت تعاني من أي أعراض مشابهة أو قلق بشأن صحتك الجنسية، فمن الأفضل أن تستشير طبيبك أو خبيرًا في الصحة الجنسية لتقييم حالتك بدقة وتقديم العلاج المناسب.
من المهم التوعية والتحدث بصراحة ومفتوحية عن القضايا الجنسية. يجب على الأفراد أن يشعروا بالراحة في التحدث مع مقدمي الرعاية الصحية حول أي مشاكل جنسية قد يواجهونها، حتى يتمكنوا من الحصول على الدعم والمعالجة المناسبة.
مقال ذي صلة: اضطراب الهوية الجنسية ماهيته وعلاماته وطرق علاجه
علاج الاضطرابات الجنسية
هناك العديد من العلاجات المتاحة للاضطرابات الجنسية. يعتمد العلاج المناسب على السبب الأساسي للاضطراب.
أهم العلاجات مايلي:
يمكن أن يساعد العلاج النفسي في علاج الاضطرابات الجنسية التي تسببها العوامل النفسية، مثل القلق والاكتئاب والصدمات الجنسية. يمكن أن يساعد العلاج النفسي الناس على فهم ومعالجة العوامل التي تساهم في اضطراباتهم الجنسية.
العلاج الدوائي
يمكن أن يساعد العلاج الدوائي في علاج الاضطرابات الجنسية التي تسببها الحالات الطبية أو الأدوية. على سبيل المثال، يمكن استخدام مضادات الاكتئاب لزيادة الرغبة الجنسية لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية بسبب مضادات الاكتئاب.
العلاج السلوكي
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي في علاج الاضطرابات الجنسية التي تسببها العوامل النفسية أو السلوكية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي الأشخاص على تعلم كيفية إدارة القلق أو تطوير عادات جنسية صحية.
العلاج الجنسي
يركز العلاج الجنسي على تحسين الأداء الجنسي. يمكن أن يساعد الأشخاص على تعلم كيفية الاسترخاء والتواصل بشكل أفضل أثناء ممارسة الجنس.
العلاجات البديلة
هناك بعض العلاجات البديلة التي قد تساعد في علاج الاضطرابات الجنسية، مثل الطب الصيني التقليدي أو العلاج باليو. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من فعالية هذه العلاجات.
إذا كنت تعاني من اضطرابات جنسية، فمن المهم طلب المساعدة من أخصائي طبي أو معالج. يمكنهم مساعدتك في تحديد السبب الأساسي لمشكلتك وتطوير خطة علاجية.
في الختام
نجد أن الوعي بهذه الاضطرابات مهم جدًا في عملية علاج هذه الاضطرابات والتقليل من انتشارها. لهذا وجب علينا كأشخاص القراءة عن هذه الاضطرابات والتحدث عنه، لكسر الصمت عنها وزيادة التوعي بها في مجتمعاتنا.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا