الزهايمر هو نوع من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي للإنسان، ويبدأ المرض في البداية مثل نوع من النسيان البسيط العادي، ثم بعد ذلك يتطور ليصل إلى فقدان الذاكرة تماما، وهنا يفقد الشخص القدرة على تعلم الأشياء أو التركيز.
في هذا الموضوع سوف نتطرق للتحدث عن مرض الزهامير، حيث سوف نتكلم بالتفصيل عن أعراضه وأسبابه وطرق العلاج المتوفرة.
مرض الزهايمر
سمى الزهايمر [1] بهذا الاسم نسبة إلى العالم الذى وصف المرض واسمه “ألتسهيمر”، وهو ألماني الجنسية، ومرض الزهايمر يتسبب في بعض المشاكل مثل: فقدان الذاكرة وتراجع القدرة على التفكير في نتيجة تصرفاته، وذلك بسبب حدوث بعض التغيرات في خلايا الدماغ، وهذا المرض ليس مرتبطاً بالضرورة بالتقدم في السن والشيخوخة.
أسباب الإصابة بمرض الزهايمر
لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي في ظهور هذا المرض، لكن قد توصلت بعض الدراسات والأبحاث في السنوات الأخيرة أسباب الإصابة بمرض الزهايمر [2] ، فقد خلُصت إلى أنه يوجد بعض الأسباب التي تساهم في ظهوره وإصابة البعض به،
من أهمها ما يلي:
أولا التقدم في السن
قد تكون احتمالية إصابة الشخص بمرض الزهايمر بنسبة أكبر في الأشخاص الكبار في السن، الذين تزيد أعماهم عن خمسة وستون سنة، وهذا المرض يصيب 50 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وثمانين سنة.
وهذا ويرجع إلى ترسب بعض البروتينات النشوية في الخلايا العصبية، التي تقوم بتكوين مركز الذاكرة بالتزامن مع تقدم السن، فيحدث عن ذلك بعض الخلل في وظائف الخلايا العصبية.
ثانيا أسباب وعوامل وراثية
يحدث هذا المرض عند حدوث بعض التفاعلات بين كلٍ من العوامل الجينية والعوامل الغير جينية، مما يساعد على زيادة نسبة احتمالية الإصابة بهذا المرض، وخصوصا الأشخاص الذين يحملون هذه الجينات حيث تزيد النسبة إلى الضعفين أو ثلاثة أضعاف أكثر من الأشخاص الذين لا يحملون هذه الجينات.
كما تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض لدى من له تاريخ عائلي للمرض، مثل إصابة بعض أفراد العائلة المقربين من الدرجة الأولى بمرض الزهايمر؛ لأن بعض الجينات الوراثية تزيد من احتمالات الإصابة بالمرض.
مقالات ذي صلة : فقدان الذاكرة | العلامات الدالة عليه، أسبابه، طرق علاجه والوقاية منه
يوجد بعض الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية في المخ، كما أكدت بعض الدراسات والأبحاث على أن بعض العوامل تزيد من احتمالية الإصابة هي أمراض القلب بجميع أنواعها، ومنها ارتفاع نسبة الكولسترول.
وكذلك مرض ضغط الدم يزيد من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، كما يوجد أيضا أسباب تزيد من خطر تعرض الإنسان للمرض، مثل: التدخين، والسمنة المفرطة، وأيضا مرض السكرى.
رابعا إصابات الرأس
إصابات الرأس تزيد من نسبة احتمالية الإصابة بالزهايمر عند الأشخاص الذين يتعرضون بشكل كبير لإصابات دماغية بصورة كبيرة ومتكررة، مثل لاعبي الملاكمة.
خامسا متلازمة داون
الأشخاص المصابون بمرض متلازمة داون هم أكثر عرضة لمرض الزهايمر؛ بسبب وجود الخلل الجيني المسبب لمرض متلازمة داون، فهو يتسبب في تجميع رقع الأميلويد في الدماغ مع مرور الوقت.
أعراض الزهايمر
تحدث بعض التغيرات في خلايا الدماغ قبل الإصابة بالمرض بفترة كبيرة، وتظهر الأعراض ببطء شديد، ثم تزداد مع مرور الوقت.
وتحدث مشاكل كثيرة عند ظهور أعراض المرض من حيث عدم القدرة على القيام بالنشاط اليومي.
من أهم أعراض الزهايمر [3] ما يلي:
أولا فقدان الذاكرة
النسيان الشديد وفقدان الذكرة هم من أهم الأعراض الأولى لهذا المرض، ويعتبر هذه العرض هو الأمر الوحيد التي يمكن ملاحظته على المريض، ولكن مع مرور الوقت تزداد نسبة فقدان الذاكرة عند المريض، وتستمر في التزايد مما يجعله غير قادر على القيام بعمله ونشاطه اليومي.
ويُلاحظ أن المريض بهذا المرض يكرر الكلام والاستفسارات والأسئلة بدون أي وعى منه بتكراره هذا، كما أنه ينسى المواعيد الخاصة به، وأيضا المحادثات التي قام بها ولا يتذكرها مرة أخرى في أي وقت لاحق.
كما أنه يضع بعض الأشياء الخاصة به في مكان غير مكانها ولا يتذكر هذا المكان مطلقا، كما أنه يصعب عليه أن يختار كلماته، ويحدث أيضا للمريض بهذا المرض أن ينسى أسماء أفراد عائلته وأعماله وأموره اليومية.
ثانيا صعوبة التركيز والتفكير
مريض الزهايمر يجد صعوبة كبيرة في التركيز والتفكير، وخصوصا في العمليات الحسابية، مثل أن يقوم بحسبة أرقام أو دفع فاتورة كهرباء أو مياه ونحو ذلك.
ويمكن أيضا لهذا المرض أن يسبب صعوبة في إجراء عدة مهمات في وقت واحد، ويسبب له عدم القدرة على التعامل بالأرقام وإدراكها.
ثالثا تقلبات في الشخصية وطرق التصرف
فهذا المرض يتسبب في حدوث بعض التغيرات في طرق تصرف الشخص المريض، ويمكن أيضا أن يصاب بحالة اكتئاب ولامبالاة، كما يقوم يفضل أيضاً العزلة عن الحياة الاجتماعية.
ويحدث عنده تقلب في المزاج ويفقد الثقة في جميع الأشخاص الذين حوله، ويزداد لديه الشعور بالعدوانية، وتتغير مواعيد النوم لديه، ويحدث عنده فقدان للضوابط، كما أنه يقوم بالتجول من غير أي هدف.
ومريض الزهايمر يصبح أكثر عندا، ويشعر أيضا بالخوف الشديد، هذا بالإضافة إلى أنه يمارس الشرود كثيرا ويقتنع بالأوهام، مثل أن يعتقد أن شيء سرق منه.
رابعا صعوبة القيام بالنشاط اليومي
هذا المرض عندما يتطور يجد المريض صعوبة كبيرة في القيام بأعماله والنشاط اليومي، وعدم القدرة على التخطيط وتنظيم الأشياء التي تحتاج إلى ترتيب متسلسل.
كما يحدث أيضا في الحالات المتأخرة من هذا المرض أن يفقد المريض قدرته على القيام بأموره الشخصية، مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام، وإنما يقوم المريض بعمل الأشياء التي قد تعلمها في الصغر فقط، ولا يفقدها إلا في الحالات المتأخرة جدا من المرض.
ويرجع ذلك إلى أن الجزء الموجود داخل الدماغ الخاص بحفظ المعلومات التي اكتسبها المريض في طفولته المبكرة تتأثر فقط في الحالات المتطورة جدا من المرض.
خامسا صعوبة اتخاذ القرارات
يجد مريض هذا المرض صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات، وإصدار الحكم المناسب، كما يجد صعوبة في القدرة على مواجهة المشاكل اليومية، مثل المواقف الفجائية التي تحدث عند قيادة السيارة.
وتزداد الصعوبات وعدم القدرة مع مرور الوقت، وذلك في الحالات المتأخرة جدا من المرض، كما يجد صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة أو المناسبة للمواقف التي يمر بها.
علاج مرض الزهايمر
يمكن أن يتم علاج مرض الزهايمر [4] عن طريق أخذ بعض الأدوية والعقاقير التي تساعد المريض لفترة من الزمن، ومن أهم هذه العقاقير ما يلي:
أولا مثبطات الكولينستيراز:
وهذا النوع من الأدوية يعمل على زيادة مستوى التواصل من خلية إلى أخرى عن طريق الحفاظ على المادة الكيميائية المستنزفة من الدماغ بسبب هذا المرض، ويعمل على تحسين الحالة قليلا.
كما يقوم دواء الكولينستيراز بتحسين الأعراض النفسية والعصبية للمريض، التي تتمثل في الاكتئاب والتهيج، وتشتمل مثبطات الكولينستراز الموصوفة والمعرفة بشكل كبير على دونيبيزيل (أريسيبت)، وريفاستيغمين (إكسيلون) وغالانتامين (رزاديين).
وعند استخدام هذا الدواء يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية له، مثل: فقدان الشهية، واضطرابات النوم، والغثيان، والإسهال، كما يمكن أن يحدث لبعض الأشخاص الذين لديهم مرض في القلب آثار جانبية خطيرة، مثل: عدم انتظام ضربات القلب.
ثانيا الميمانتين (ناميندا):
يقوم دواء الميمانتين على معالجة شبكة اتصال دماغية، فيعمل على تبطئ زيادة ظهور الأعراض، وفى بعض الحالات يستخدم دواء الميمانتين مع دواء الكولنيستيراز في حالة زيادة المرض من المعتدل إلى المرض الشديد، كما يكون في استخدام هذا الدواء بعض الأثار الجانبية النادرة مثل الارتباك والدوار.
كما يمكن أن يتم وصف أدوية أخرى في بعض الأوقات، مثل: مضادات مرض الاكتئاب؛ لكي تساعد في عملية السيطرة على الأعراض السلوكية المرتبطة بمرض الزهايمر.
علاج آمن
يمكن لنا أن نقوم بعملية علاج أمن وداعم لمريض الزهايمر وذلك بخلق طريقة معينة لكى يتم تكييف المعيشة مع طلبات واحتياجات المصاب بمرض الزهايمر، وذلك عن طريق تقوية العادات الروتينية، وتقليل الأنشطة التي تعتمد على الذاكرة، حيث يمكنك أن تدعم الثقة لدى المريض في نفسه، وقدرته على العمل وذلك من خلال الخطوات الآتية:
- يجب عليك أن تضع جميع متعلقات المريض في مكان معين وقريب منه؛ حتى لا يفقدها أو يقوم بالبحث عنها.
- يجب عليك أن تقوم بحفظ الأدوية في مكان آمن، كما يجب وضع قائمة بمواعيد أخذ جرعة العلاج.
- يجب عليك أن ترتب له خطوات كيفية استخدام أمواله، وذلك عن طريق الإيداع والسحب آليا.
- يجب على المريض أن يحمل جهاز تليفون به خاصة تحديد المكان المتواجد فيه؛ لكي يتم متابعته جيدا، كما يجب أن يكون لديه برنامج الاحتفاظ بالأرقام المهمة داخل التليفون الخاص به.
- يجب عليك أن تتأكد من تنظيم مواعيده خلال اليوم وتحديد الوقت المستطاع لديه.
- يجب أن يتم وضع لوحة التقوية أو ورقة بيضاء لكي تتابع مواعيد المريض جيدا.
- يجب عليك أن تقلل من الأثاث الموجود في بيت المريض وخاصةً غرفته.
- يجب عليك أن تتأكد من أن درابزين السلم سليم، كما يجب التأكد من عدم وجود مياه في أرضية الحمام؛ وذلك لكي تضمن سلامة المريض ومنع تعرضه للانزلاق.
- يجب عليك أن تتأكد من أحذية المريض، بأن تكون مريحة له وسهلة الحركة.
- يجب عليك أن تقلل من عدد المرايات الموجودة في المنزل؛ لأن الصورة المنعكسة تسبب ارتباك المريض وتزيد من خوفه.
- يفضل أن تحضر للمريض أسورة تنبيه طبي؛ لكي يأخذ المريض دوائه في الميعاد المضبوط.
- يجب عليك أن تضع بعض الصور أو العلامات التي تميز منزل المريض؛ لكي لا يفقد مكان منزله.
الوقاية من الإصابة بالزهايمر
قد أثبتت الدراسات بأنه لا يوجد شيء محدد يقي الإنسان من الإصابة بالزهايمر فعلياً، بل يوجد بعض الخطوات التي تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض وهي ما يلي:
- يجب أن يتم علاج مرض ارتفاع كولسترول الدم.
- يجب أن نسيطر على ضغط الدم المرتفع.
- يجب أن نقلل الوزن؛ لأن الوزن الزائد يساعد على الإصابة بهذا المرض.
- يجب علينا أن نتحكم في معدل سكر الدم.
- يجب أن يقوم الشخص بالأنشطة والتفاعل الاجتماعي.
- يجب على الإنسان أن يقوم بممارسة الأنشطة البدنية والرياضية.
- يجب على الإنسان أن يقوم بتحفيز العقل، وذلك عن طريق لعب بعض الألعاب المحفزة، مثل: لعبة الألغاز ولعبة الكلمات المتقاطعة ولعبة الأرقام الحسابية.
في ختام مقالنا عن الزهايمر
يجب علينا العمل جميعًا كفريق واحد لمكافحة مرض الزهايمر من خلال تعزيز الوعي، وزيادة الاستثمار في البحث العلمي، وتقديم الدعم للمصابين وأسرهم. إن مكافحة هذا المرض تتطلب جهودًا متكاملة ومستمرة لضمان مستقبل أفضل للأفراد المتأثرين بهذا الاضطراب العقلي الصعب.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا