علم النفس الطبي من العلوم التي تتناول تأثر الإنسان بالكثير من الظروف الحياتية والمشكلات التي يمر بها خلال يومه، بالإضافة لعوامل المجتمع والبيئية المحيطة به والتي من شأنها تلعب دور مؤثر عليه.
فقد يتأثر الإنسان بشكل سلبي، الأمر الذي يصل إلى إصابة الفرد ببعض الاضطرابات النفسية، من هنا تم التعرف على مصطلح العلاج النفسي لحل وعلاج المشكلات النفسية التي يمر بها الإنسان.
في هذه المقالة سوف نتعرف أكثر على علم النفس الطبي وعن أهم المعلومات عنه.
تعريف علم النفس الطبي
هناك أكثر من تعريف لعلم النفس الطبي [1]، ومن هذه التعريفات ما يلي: يعرف على أنه أحد فروع علم النفس العام التي تسعى إلى تطبيق مبادئه من خلال الممارسات الطبية.
لذا فإن علم النفس الطبي يعتبر أحد الفروع التطبيقية لعلم النفس العام، والذي من خلاله يتم دراسة حالة الفرد النفسية والانفعالية، ومن ثم تشخيص الحالة المرضية لهذا الفرد، ثم التعرف على الأسباب التي أدت إلى إصابة الفرد بالمرض النفسي والتي من خلالها يتم دراسة الأعراض المرضية.
ثم يتم العلاج النفسي بكافة أنواعه سواء كان علاج نفسي تحليلي أو انفعالي أو علاج نفسي عقلي أو سلوكي.
هذا وقد يعرف علم النفس الطبي على أنه علم النفس الذي يدرس ويفحص نوع العلاقة بين جسم الإنسان وحالته النفسية، حيث يوضح أنه توجد علاقة قوية بين الاثنين، فبعض الأمراض الجسمية قد يكون سببها في الأساس المرض النفسي.
بل وقد يزول هذا المرض الجسمي بزوال المرض والاضطراب النفسي، وهذا ما يقوم به علم النفس الطبي، فمن خلاله يتم دراسة كافة الظواهر التي قد تظهر على المرض الجسمي للإنسان نتيجة إصابته بالمرض النفسي والانفعالي.
كل هذا من أجل تشخيص هذه الظواهر ومعرفة أسبابها، ومن ثم علاجها وعلاج كل المشكلات النفسية التي قد تظهر العلاقة بين جسم الإنسان وحالته النفسية والانفعالية.
مقالات قد تنال اعجابك : الأنا في علم النفس | الهو والأنا العليا وفقا لنظرية فرويد وآليات عملهم
نشأة علم النفس الطبي
تعود نشأة علم النفس الطبي [2] لطبيين نفسيين هما سيغموند فرويد ولاينتر، حيث كل منهما جاء بنظريات وتحليلات عن علم النفس الطبي.
سيجموند فرويد:
قد يتأثر الإنسان بشكل سلبي بهذه الظروف المحيطة والمشكلات الحياتية التي تؤثر على أداء مهامه اليومية، الأمر الذي يصل في النهاية إلى إصابة الفرد ببعض الاضطرابات النفسية، من هنا تم التعرف على هذا المصطلح لحل وعلاج المشكلات النفسية التي يمر بها الإنسان.
فمع اختلاف إيقاع الحياة الذي أصبح سريعا بشكل مقلق، والتطورات التي طرأت على المجتمع والتقدمات التكنولوجية الحديثة، أصبح للعلاج النفسي دور كبير ومؤثر وإيجابي في حياة الأفراد داخل المجتمع.
ظهر هذا النوع من علم النفس على يد العالم سيجموند فرويد، وهو عالم نمساوي الجنسية، ويعتبر من أوائل الأشخاص الذين اهتموا بالنفس البشرية وما يدور بها.
وعن طريقه تم اكتشافه ما يسمى بالمرض النفسي، وما هي أسباب هذا المرض، وما هي طرق علاجه، فقد اهتم فرويد بدراسة ما يمر به الفرد من اضطرابات نفسية وعقلية من أجل علاجه.
وهذا عن طريق ترك المساحة الكافية للمريض من أجل إخراج كل ما يدور بداخله من تناقضات ومشاعر مختلفة، سواء كانت هذه المشاعر تجاه نفسه أو تجاه الآخرين أو تجاه المجتمع ذاته، ثم يقوم بعدها بتشخيص المرض النفسي والعقلي لهذا الفرد.
لايتنر:
لم يتوقف الأمر على سيجموند فرويد فقط بل امتد البحث في علم النفس الطبي للعالم لايتنر، وهو عالم أمريكي الجنسية، فهو أول من فتح عيادة خاصة بالطب النفسي للأطفال لعلاج كل ما يمرون به من اضطرابات نفسية وسلوكية وخاصة علاج الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
ومع هذا فإن علم النفس الطبي لا يتوقف على الأطفال فقط، بل هو يشمل جميع أفراد المجتمع مع اختلاف أعمارهم وجنسياتهم.
استخداماته
يصنف علم النفس الطبي على أنه الفرع التطبيقي لعلم النفس العام، والذي من خلاله يتم عمل دراسة على كافة الاضطرابات النفسية بأنواعها المختلفة، ثم تشخيص هذه الاضطرابات من أجل علاجها، هذا للوصول إلى حالة السواء للأفراد داخل المجتمع.
من استخدام علم النفس الطبي التعرف على السيكولوجيات اللازمة من أجل مساعدة الفرد الذي قد يعاني من بعض الاضطرابات النفسية والانفعالية، من أجل إيصاله إلى الحالة النفسية المستقرة، التي من خلالها يتم التعامل مع المحيطين والتفاعل داخل المجتمع بشكل إيجابي.
بما أن علم النفس الطبي هو الجزء التطبيقي من علم النفس العام فهو يقوم بالعديد من الإجراءات التحليلية للفرد وسلوكياته، وذلك عن طريق الملاحظة والتشخيص والقياس؛ لأن هذا يساعد على الوصول إلى تحقيق التوافق النفسي والعقلي والانفعالي للفرد.
يقوم علم النفس الطبي بدراسة الاضطرابات التي قد تصيب عقل الإنسان، ويعمل على التعرف عليها من خلال تشخيص ومعرفة أسبابها وعلاجها بالطرق العلاجية الفعالة التي تناسب كل فرد.
يتم التعرف على أجزاء الصحة النفسية والعقلية للفرد، وعن طريقها يتم الاهتمام بتوجيه وتعديل سلوكيات الفرد بصورة إيجابية، وتساهم هذه الصورة في تحقيق الاستقرار للفرد نفسه الذي بدوره يحقق الاستقرار للمجتمع.
عن طريق علم النفس الطبي يتم حماية الفرد من الكثير من الاضطرابات التي قد تصيب عقله وسلوكه.
مع التطورات التي طرأت على المجتمع، وبعد ظهور عصر العولمة وانتشار التكنولوجيا الحديثة والتوسع في الأبحاث والتقارير العلمية المختلفة في مختلف المجالات، وخاصة مجال الطب النفسي، وفى المقابل ازدياد انتشار الأمراض النفسية والسلوكية للإنسان، نتج عن هذا كله حدوث طفرة في الطب النفسي لتزداد وتتسع مجالاته يوماً بعد الآخر، إلى أن أصبح علم النفس من العلوم الهامة داخل المجتمعات كافة.
أدوار علم النفس الطبي
لا يقتصر دور علم النفس الطبي [3] على التعرف على مشكلات الفرد النفسية وعلاجها فقط، بل يمتد دوره إلى حماية ووقاية الفرد من الوقوع فريسة تحت سيطرة المرض والاضطراب النفسي مرة أخرى، وهذا من خلال تقديم العلاجات المختلفة والدعم اللازم للفرد ومتابعة المرضى بعد الاستشفاء.
وهذا من خلال دراسة كافة التغيرات التي قد تطرأ على فكره بعد الاستشفاء، بل ومتابعة كيف يتصرف الإنسان في المواقف الحياتية المختلفة بعدما تعافى نفسيا.
لم يظهر علم النفس الطبي فجأة بل هو موجود منذ القدم وخاصة منذ بداية العصر الإسلامي، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، ومن هذا نجد أن سواء المجتمع يبدأ بسواء الأفراد نفسيا داخل هذا المجتمع.
لذا على كل فرد يمر بأي اضطراب نفسي يؤثر عليه بصورة سلبية اللجوء إلى طبيب نفسي مختص من أجل تقديم العلاج المناسب له.
فيجب على كل إنسان ألا يتخلى عن إرادته التي تمنحه فرصة الحياة بشكل سوي وإيجابي، وهذا قد يتم عن طريق العلاج النفسي الطبي، والذي من خلاله يتم التعرف على كافة المشكلات النفسية والانفعالية والعقلية والسلوكية بل والاجتماعية للفرد ومن ثم علاجها.
ومن أدواره كذلك حماية الفرد من التعرض لبعض الانحرافات السلوكية أو الاضطرابات النفسية، ولا يقتصر علم النفس الطبي على تقديم المساعدات والحلول النفسية للكبار فقط، بل تمتد مهامه إلى الاهتمام بكافة أطياف المجتمع على اختلاف أعمارهم وأجناسهم.
فهو يهتم بعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية التي قد يمر بها الأطفال نتاج ظروف بيئية أو اجتماعية محيطة بهم، ومن أمثلة هذه الاضطرابات: صعوبات التعلم، وعلاج التبول اللاإرادي، والتأخر الكلامي الناتج عن التعرض لصدمات واضطرابات نفسية.
ومما سبق يتضح لنا أن علم النفس الطبي يسعى إلى تحقيق الاستقرار النفسي للأفراد داخل حياتهم وبيئتهم، من أجل التعامل مع كافة الظروف والمشكلات والأزمات التي تواجههم بصورة نفسية مستقرة.
في الختام
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
تعليق واحد
التعليقات مغلقة