تعتبر تقلبات المزاج ظاهرة نفسية تؤثر على الكثير من الأفراد في مختلف أنحاء العالم. فهي تمثل تغيرات مفاجئة في المزاج والعواطف، حيث يمكن للشخص أن ينقلب من حالة الفرح والسعادة إلى الحزن والاكتئاب بسرعة، وقد تكون هذه التقلبات مكلفة على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية.
في هذا الموضوع اليوم سوف نتحدث عن أعراض وأسباب تقلبات المزاج، كما سوف نقدم أهم الطرق للتعامل مع هذه التقلبات.
أعراض تقلبات المزاج
تعتبر تقلبات المزاج من الحالات النفسية التي تصاحبها تغيرات شديدة في المشاعر والعواطف لدى الفرد يمكن أن تتنوع أعراض تقلبات المزاج [1] من فرد إلى آخر وتكون بشدة متفاوتة ونستعرض بعض الأعراض الشائعة لتقلبات المزاج:
- الاكتئاب: عندما يكون الشخص في فترة اكتئابية، يعاني من الحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأشياء والأنشطة التي يستمتع بها عادةً، والشعور بالتعب الزائد.
- الهوس: في الفترات الهوسية، يمكن للشخص أن يشعر بزيادة في مستوى النشاط والحماس، ويقوم بأنشطة غير عادية أو مخاطرة غير محسوبة.
- الاضطرابات في النوم: التقلبات قد تؤثر على نمط النوم، حيث يمكن أن تتسبب في الأرق أو النوم الزائد.
- تغيرات في الشهية: يمكن أن يشهد الفرد تغيرات في شهيته، مثل فقدان الشهية أو زيادة في الشهية.
- التركيز والانتباه: يصعب على الشخص في فترات التقلبات في التركيز واتخاذ القرارات.
- القلق والتوتر: يمكن أن تزيد التقلبات من مستويات القلق والتوتر لدى الشخص.
- تغيرات في الوزن: بعض الأشخاص قد يشهدون تغيرات في وزنهم بسبب القلبات.
- الانعزال الاجتماعي: يمكن أن يشعر الشخص برغبة في الانعزال عن العالم الخارجي خلال فترات التقلبات.
- الاضطرابات الجسدية: التقلبات قد تتسبب في ظهور ألم جسدي غير مبرر.
أسباب تقلبات المزاج
توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى تقلبات المزاج[2] والتي يمكن أن تظهر دون وجود سبب خارجي واضح وسوف نوضح لكم
أهم هذه هذه الأسباب:
- العوامل الوراثية: الوراثة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا . إذا كان لديك أحد أفراد العائلة الذين يعانون من اضطرابات مزاجية مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب، فقد يكون لديك ميلاً وراثيًا لتجربة التقلبات.
- التغيرات الهرمونية: تغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم يمكن أن تسهم في التقلبات. على سبيل المثال، تغيرات في هرمونات الغدة الدرقية أو هرمونات الجنس يمكن أن تؤثر على المزاج.
- التغيرات الكيميائية في الدماغ: الاختلالات في مواد كيميائية الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين يمكن أن تسبب التقلبات. اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب ترتبط بتلك التغيرات.
- اضطرابات النوم: قلة النوم أو الأمور المتعلقة بالنوم مثل الأرق يمكن أن تزيد من التقلبات وتجعل الشخص أكثر عرضة لتغيرات في المزاج.
- التوتر والضغط: التعرض المستمر للتوتر والضغوط النفسية يمكن أن يكون عاملًا رئيسيًا في التقلبات دون سبب واضح.
- عدم النظام في نمط الحياة: نمط حياة غير منتظم، مثل قلة ممارسة الرياضة وتناول الطعام غير الصحي وقلة النوم، يمكن أن يزيد من التقلبات.
- المشاكل العاطفية: العلاقات العاطفية المعقدة أو المشكلات في العلاقات يمكن أن تكون أحد أسباب التقلبات النفسية
- اضطرابات الشخصية: اضطرابات شخصية مثل اضطراب الهوية الانفصامي أو اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن تتسبب في التقلبات.
أنواع تقلبات المزاج بدون سبب
تقلبات المزاج هي مصطلح عام يشمل مجموعة متنوعة من الاضطرابات والحالات التي تتسم بتغيرات في المشاعر والعواطف لدى الشخص وهناك أنواع كثيرة
سوف نذكر أهم هذه الأنواع:
- اضطراب الاكتئاب الكبير (الاكتئاب السريري):
- يتضمن فترات طويلة من الحزن الشديد وفقدان الاهتمام بالأشياء والاكتئاب.
- يصاحبه تغيرات في النوم والشهية وفقدان الطاقة.
- اضطراب ثنائي القطب:
- يشمل فترات من الاكتئاب (المزاج المنخفض) وفترات من الهوس (المزاج المرتفع).
- تتضمن الهوس زيادة في النشاط والطاقة وفكر سريع وتصرف متهور.
- اضطراب الهوس:
- يتضمن فترات من الهوس فقط دون وجود فترات اكتئابية.
- الشخص يعاني من زيادة في النشاط والسعادة والهمس والاندفاع.
- اضطراب مزاجي ثنائي:
- يشمل فترات من التقلبات المزاجية الشديدة بين الاكتئاب والهوس بشكل سريع.
- يصاحبه تغيرات في الطاقة والنشاط.
- اضطراب المزاج العابر (التقلبات المزاجية السريعة):
- يتميز بتغيرات مزاجية متكررة وسريعة، حيث يمكن للشخص أن يشعر بالحزن ثم السعادة في وقت قصير.
- تعتبر التقلبات عادةً طبيعية وغير مرتبطة باضطراب مزاجي معين.
- اضطراب الاكتئاب الموسمي:
- يحدث فقط في مواسم معينة من السنة، عادةً في فصل الشتاء، ويصاحبه انخفاض في المزاج وزيادة في النوم وزيادة في الشهية.
- اضطراب الهلع والقلق:
- يتضمن قلقًا مكثفًا ومتكررًا وهجمات هلع.
- يمكن أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية بسبب الضغط النفسي.
- اضطراب ضغط الدم العالي والقلق (اضطراب المزاج والقلق المختلط):
- يجمع بين الأعراض التي تشمل تقلبات مزاجية والقلق الشديد.
علاج تقلبات المزاج
- العلاج النفسي (العلاج النفسي والاستشارة):يتضمن العمل مع محترف نفسي مؤهل لفهم ومعالجة أسباب تقلبات المزاج. يمكن أن يتضمن جلسات تحليلية وجلسات علاجية لمساعدة الشخص على فهم ومعالجة أفكاره وعواطفه.
- العلاج الدوائي: يشمل استخدام الأدوية الموصوفة من قبل طبيب نفسي. تتضمن الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومثبطات الذهان ومنظمات المزاج للمساعدة في تقليل الأعراض.
- العلاج بالكشف عن الضوء:يمكن أن يكون فعالًا في علاج تقلبات المزاج المرتبطة بمشكلات في نمط النوم. يشمل جلسات جلسات العلاج بالضوء المستخدمة لتنظيم الدورة اليومية للشخص وتحسين نوعية النوم.
- العلاج بالكشف عن الكتلة البيولوجية (TMS): إجراء غير جراحي يستخدم المجال المغناطيسي لتحفيز مناطق معينة في الدماغ. يستخدم عادة في حالات الاكتئاب المقاومة للعلاج الدوائي.
- التمرين الرياضي: يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو الجري أو رياضات الفتنس. يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
- العناية بالتغذية والنوم: تحسين نمط النوم والتغذية الصحية يمكن أن يكون له تأثير كبير على تقلبات المزاج. تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات والحصول على قسط كافٍ من النوم مهم جدا.
- الاسترخاء وتقنيات التحكم بالضغط :تشمل تقنيات التنفس العميق والتأمل واليوغا والتدريب على التحكم بالضغط. تساعد هذه التقنيات في التخفيف من التوتر وتعزيز الاسترخاء
- التحفيز العصبي العميق (DBS): إجراء جراحي يستخدم لعلاج بعض الحالات الشديدة لتقلبات المزاج. يتضمن زرع جهاز تحفيز في الدماغ لتنظيم النشاط العصبي.
مقال ذي صلة: المزاج المتقلب: 7 نصائح للتعامل مع تقلبات مزاجك بحكمة وفعالية؟
علامات الشفاء من تقلبات المزاج بدون سبب
الشفاء من تقلبات المزاج يمكن أن يكون عملية تستغرق وقتًا وجهدًا، ولكن هنا بعض العلامات التي تشير إلى أن الشخص يتحسن ويتجاوز تقلبات المزاج بشكل جيد:
- استقرار المزاج: يشير ذلك إلى أن الشخص يشعر بثبات في مشاعره وعواطفه بدلاً من التقلب الشديد بين الفرح والحزن.
- القدرة على التعامل مع الضغط: الشخص يستطيع التعامل بشكل أفضل مع التوتر والضغوطات اليومية دون أن يؤثر ذلك بشكل كبير على مزاجه.
- استعادة الاهتمام بالأشياء: يعود الشخص للاهتمام بالأنشطة والهوايات التي كان يستمتع بها قبل تقلبات المزاج.
- النمو الشخصي: يمكن أن يرى الشخص أنه قد نما وتطور خلال مرحلة التقلبات، وأصبح أكثر قوة واستدامة.
- العلاقات الاجتماعية: تحسن العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يشير إلى الشفاء.
- الأداء الوظيفي: يمكن أن يحقق الشخص تحسنًا في أدائه الوظيفي وفي تحقيق أهدافه.
- النوم والتغذية الصحية: استعادة نمط نوم منتظم وتحسين التغذية الصحية يشيران إلى التحسن في الصحة العامة.
- العلاج الناجح: إذا كان الشخص يخضع لعلاج نفسي أو دوائي، فإن الاستجابة الجيدة للعلاج تشير إلى الشفاء التدريجي.
- التقليل من التكرار: تقليل تكرار حدوث فترات التقلبات المزاجية يمكن أن يعني أن الشخص يتجاوز المشكلة بنجاح.
- الاستقرار المستدام: الشخص يمكن أن يحافظ على استقراره المزاجي لفترات طويلة دون تقلبات كبيرة.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت تعاني من تقلب مستمر في المزاج، فأنت بحاجة إلى مساعدة نفسية للتعامل مع مشاعرك المضطربة.
من أجل الحصول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
يظهر فهم أسباب تقلبات المزاج والبحث عن علاج مناسب أهمية بالغة للحفاظ على الصحة العقلية والجسدية. إن التقلبات المزاجية يمكن أن تكون مكلفة على الفرد والمجتمع على حد سواء لذلك يجب على الأفراد الذين يعانون من تقلبات مزاجية مشاورة محترفي الصحة النفسية والبحث عن الدعم والمعالجة المناسبة .
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا