نوبات الهلع عند الأطفال هي حالة طبية يمكن أن تؤثر على الأطفال في أي عمر. تتميز نوبات الهلع بمجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية الشديدة، والتي يمكن أن تكون مخيفة للغاية للطفل.
في هذه المقالة، سنناقش أسباب نوبات الهلع عند الأطفال، وأعراضها، وعلاجها. سنقدم أيضًا بعض النصائح للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال يعانون من نوبات الهلع.
أسباب نوبات الهلع عند الأطفال
السبب الدقيق لنوبات الهلع عند الأطفال[1] غير معروف، ولكن يعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تساهم في حدوثها، بما في ذلك:
-
العوامل الوراثية
قد تلعب الجينات دورًا في زيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع ،تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع عند الأطفال.
- دراسات التوائم:أظهرت دراسات التوائم أن التوائم المتطابقة، التي تشترك في جميع الجينات، لديها معدلات مماثلة من الإصابة بنوبات الهلع، مقارنة بالتوائم غير المتطابقة، التي تشترك في نصف جيناتهم فقط.
- دراسات العائلات:ظهرت دراسات العائلات أن الأطفال الذين لديهم أحد الوالدين أو أحد الأخوة المصابين بنوبات الهلع لديهم مخاطر أعلى للإصابة بها بأنفسهم.
- دراسات الجينوم:ظهرت دراسات الجينوم أن هناك العديد من الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع. تؤثر هذه الجينات على كيمياء الدماغ وتنظيم المشاعر.
- آليات عمل العوامل الوراثية:لا يزال من غير الواضح تمامًا كيف تعمل العوامل الوراثية لزيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع. يعتقد العلماء أن الجينات قد تؤثر على كيمياء الدماغ وتنظيم المشاعر، مما قد يؤدي إلى زيادة حساسية الطفل للأحداث المجهدة أو المفاجئة.
- الدراسات المستقبلية:تركز الأبحاث المستقبلية على تحديد الجينات المحددة التي تساهم في الإصابة بنوبات الهلع عند الأطفال. من خلال فهم هذه الجينات بشكل أفضل، يمكن للعلماء تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لهذه الحالة.
-
العوامل العصبية
قد تلعب التغيرات في كيمياء الدماغ دورًا في حدوث نوبات الهلع حيث نجد أن:
- الجهاز العصبي الودي: يلعب دورًا مهمًا في الاستجابة للتوتر والقلق. عندما يكون الطفل معرضًا لموقف مرهق، فإن الجهاز العصبي الودي يطلق هرمونات، مثل الأدرينالين والنورادرينالين، التي تؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية، مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
- النظام الحوفي: يلعب دورًا مهمًا في تنظيم المشاعر. عندما يتعرض الطفل لموقف مرهق، فإن النظام الحوفي يمكن أن يطلق رد فعل خوف أو قلق.
قد تؤدي التغيرات في بنية ووظائف هذه الأنظمة العصبية إلى زيادة حساسية الطفل للأحداث المجهدة أو المفاجئة، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبة هلع.
بعض الأمثلة على هذه التغيرات تشمل:
- زيادة نشاط اللوزة الدماغية، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالقلق والتوتر.
- انخفاض نشاط القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالتحكم في المشاعر.
- اختلافات في حجم وكثافة بعض مناطق الدماغ المرتبطة بالقلق والتوتر.
يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة احتمالية أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق عند مواجهة موقف مرهق.
العوامل البيئية
قد تؤدي التجارب الصادمة أو العصيبة إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع.
تشمل العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى نوبات الهلع عند الأطفال ما يلي:
- التعرض لصدمة نفسية، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو التعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي.
- التعرض لأحداث مرهقة، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو المدرسة.
- التعرض لتغيرات في الحياة، مثل الطلاق أو انفصال الوالدين.
- استخدام بعض الأدوية أو المخدرات.
العوامل الطبية
بالإضافة إلى العوامل الوراثية والعصبية، يمكن أن تلعب العوامل الطبية أيضًا دورًا في حدوث نوبات الهلع عند الأطفال.
بعض الحالات الطبية التي يمكن أن ترتبط بنوبات الهلع تشمل:
- اضطرابات القلق الأخرى، مثل اضطراب القلق العام أو اضطراب الوسواس القهري.
- اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب.
- اضطرابات النوم، مثل الأرق أو اضطرابات النوم الناجمة عن انقطاع النفس النومي.
- اضطرابات الغدد الصماء، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اضطرابات الدماغ، مثل الصرع أو ورم الدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن العوامل الطبية يمكن أن تلعب دورًا في حدوث نوبات الهلع عند الأطفال. ومع ذلك، لا تزال الآليات الدقيقة التي تعمل بها هذه العوامل غير مفهومة تمامًا. تركز الأبحاث المستقبلية على فهم هذه الآليات بشكل أفضل، من أجل تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لهذه الحالة.
بعض الأمثلة على العوامل الطبية التي قد تساهم في الإصابة بنوبات الهلع عند الأطفال تشمل:
- زيادة مستويات هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والنورادرينالين.
- تغيرات في كيمياء الدماغ، مثل انخفاض مستويات السيروتونين.
- تغيرات في بنية الدماغ، مثل تلف الدماغ.
مقال ذي صلة: طرق علاج الاضطرابات المزاجية عند الأطفال
أعراض نوبات الهلع عند الأطفال
تشبه أعراض نوبات الهلع عند الأطفال[2] أعراض نوبات الهلع عند البالغين، وتشمل ما يلي:
- الخوف الشديد والقلق.
- الشعور بعدم الارتياح أو الخطر.
- تساريع ضربات القلب أو خفقان القلب.
- التعرق.
- الارتعاش.
- ضيق في التنفس أو ضيق في التنفس.
- دوخة أو دوار.
- غثيان أو قيء.
- خدر أو تنميل.
- الخوف من الموت أو الجنون.
علاج نوبات الهلع عند الأطفال
يمكن علاج نوبات الهلع [3]عند الأطفال بمجموعة من العلاجات، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والأدوية.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
هو نوع من العلاج النفسي الذي يمكن أن يساعد الأطفال على تعلم كيفية إدارة أعراض نوبات الهلع. يتضمن CBT تعليم الأطفال طرقًا لتقليل الخوف والقلق، مثل:
- تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل.
- تحدي المعتقدات السلبية حول نوبات الهلع.
- تعريض الطفل تدريجيًا للمنبهات التي تثير نوبات الهلع.
الأدوية
في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للقلق، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. هذه الأدوية يمكن أن تساعد في تقليل تكرار ونوبات الهلع.
التغييرات في نمط الحياة
هناك بعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبات الهلع، مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
- ممارسة الرياضة بانتظام
- اتباع نظام غذائي صحي
- تجنب شرب الكحول والمخدرات
المساعدة الذاتية
هناك بعض الأشياء التي يمكن للطفل القيام بها للمساعدة في إدارة نوبات الهلع، مثل:
- تعلم التقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل.
- تطوير استراتيجيات التعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة أو الكتابة في دفتر يوميات.
- تجنب المواقف التي تثير نوبات الهلع، إذا أمكن.
نصائح للتعامل مع نوبة الهلع عند الطفل
إذا كان طفلك يعاني من نوبة هلع، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدته:
- ابق هادئًا وساعد الطفل على الشعور بالأمان.
- اطلب من الطفل الجلوس أو الاستلقاء في مكان مريح.
- ساعد الطفل على التنفس بعمق.
- تحدث إلى الطفل بهدوء وطمأنينة.
- إذا كان الطفل يعاني من أعراض جسدية شديدة، مثل ضيق التنفس أو القيء، فاطلب المساعدة الطبية
نوبات الهلع هي حالة طبية يمكن أن تكون مخيفة للغاية للطفل والوالد على حد سواء. ومع ذلك، مع العلاج المناسب، يمكن للأطفال الذين يعانون من نوبات الهلع أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية.
إذا كنت أنت أو طفلك تعاني من نوبات الهلع، فمن المهم طلب المساعدة النفسية. هناك العديد من العلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد في إدارة نوبات الهلع وتحسين نوعية الحياة.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت طفلك يعاني من نوبات هلع بشكل مستمر، فهو بحاجة إلى مساعدة مستعجلة. العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يكون الحل لهذه النوبات.
للحصول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا