يعاني الكثير من الأشخاص في العالم من فقدات مستمر ومتواصل للشهية، هذه المشكلة قد يكون لها تأثيرات نفسية وجسدية سلبية، لهذا يجب الوعي التام بها وبأسبابها وأعراضها.
في هذا الموضوع سوف نتحدث عن هذه الحالة الطبية، حيث سوف نتكلم عن كل جوانب هذا الاضطراب وكيف يمكن التعامل معه.
ما هو فقدان الشهية العصابي
فقدان الشهية العصابي [1] هو نوع من أنواع اضطرابات تناول الطعام، ويمكننا تصنيف هؤلاء المرضى بأنهم مصابين بفقدان الشهية نتيجة خوفهم المستمر من الزيادة في الوزن.
أعراض فقدان الشهية العصابي [2]
يكون وزن جسم المريض أقل بكثير من الوزن الصحي والطبيعي، بالإضافة إلى معاناة المريض من الشعور بالسمنة بصورة دائمة حتى ولو كان نحيفا بشكل ملحوظ. يحاول الضغط على نفسه بصورة قهرية عند تعلق الأمر بالطعام والحمية الغذائية، كما يقلل بصورة حادة كميات الطعام، والسعرات الحرارية، وربما يمتنع من تناول أنواع معينة من الطعام.
- يقوم المريض عادة بتناول الملينات أو مواد مسببة للإسهال أو يجبر نفسه على التقيؤ حتى لا يزيد وزنه، كما يلجأ إلى عادات طعام معينة مثل: مضغ الطعام ببطء وعلى فترة زمنية طويلة.
- تصبح البشرة باهتة والعيون ذابلة، كما تتجمع السوائل في الكاحلين في النهار، وحول العينين في الليل، وقد يحدث تسوس في الأسنان، علاوة على ملاحظة تشقق في الشفتين وحدوث جفاف للجلد.
- هشاشة في الأظافر ويصبح الجسد ضعيف ويكون سهل الإصابة بالكدمات، بالإضافة إلى صعوبة التركيز وضعف شديد في الذاكرة والشعور بالدوار وانخفاض ضغط الدم والإغماء.
- ضعف في حاسة البصر، وقد يحدث صرير في العظام والمفاصل، وتصبح العظام رقيقة، بالإضافة إلى الشعور الدائم بالتعب والآلام متفرقة في الجسد، كما أنه يقوم بممارسة الرياضة بصورة مبالغة، ويقلل من مدة تناول الطعام.
- نقص في البوتاسيوم والزنك وانخفاض عدد كريات الدم البيضاء، ونتيجة ضعف الوزن يشعر بالبرد في أغلب الأحيان.
- تعاني الفتيات من توقف الدورة الشهرية.
- معظم المرضى يميل لون بشرتهم للبنفسجي بسبب اضطرابات الدورة الدموية، بالإضافة إلى تساقط وخسارة شعر الرأس بشكل سريع، كما ينمو شعر ناعم مثل الأطفال في جميع الجسم، ويظهر ضعف في نمو الثديين.
- حدوث تورمات في منطقة اليدين ومنطقة القدمين بسبب حدوث تغيرات واضطرابات في الدورة الدموية بالجسم، بالإضافة إلى الإمساك وآلام البطن والشعور بالإعياء، وتعداد الدم غير الطبيعي، كما يتم تخطي الوجبات بشكل متكرر.
- عادة بصق الطعام بعد مضغه، كما قد يقوم المريض بالكذب في شأن كمية الطعام المتناولة، وفي بعض الحالات قد يشعر المريض بالتهيج، بالإضافة إلى قلة العاطفة تجاه أي شخص.
مقالات ذي صلة : اضطرابات الأكل: الأسباب والعلاج
أسباب فقدان الشهية العصابي
بعد بحث العلماء اتضح انه لا يوجد سبب محدد للشعور بكل تلك الأعراض، ولكنها عدة عوامل قد يتعرض لها المريض، فيؤدي ذلك إلى إصابته بفقدان الشهية العصابي، وقد تكون هذه العوامل وراثية ونفسية وشخصية وبيولوجية، سنعرض بعض الأسباب لمرض فقدان الشهية العصابي [3]:
- وجود بعض من أفراد الأسرة يعانون من الاكتئاب أو زيادة في الوزن أو القلق، وإذا كان يعمل في بعض المجالات اللي تفرض عليه وزن محدد مثل رقص الباليه وعرض الأزياء والرياضة البدنية.
- تعرض الشخص لظروف ما في حياته تسبب له التوتر، والضغط والقلق مثل موت شخص عزيز، الانتقال إلى مكان جديد كالمدرسة أو منزل جديد، بالإضافة إلى حدوث مشاكل في مكان عمله.
- الطموح للكمال بصورة دائمة وعدم الشعور بالرضا عن الشكل بشكل مستمر، كما يضع الشخص نفسه في حالة دائمة من التوتر والانفعال.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصابي:
على الرغم من أن مرض فقدان الشهية العصابي ليس منتشر كثيرا، يصيب من ٥-١٠ من بين 100000 من الأشخاص، ولكنها ظاهرة تنتشر في الدول التي لا تعاني من مشاكل في نقص الغذاء، والنحافة غير ورادة فيها بصورة كبيرة.
الحالات التي يكون الشخص أكثر عرضة فيها للإصابة
تكون الإصابة شائعة لدى الإناث، فبالنسبة للرجال فهم معرضون للإصابة، ولكن بنسبة أقل، فمن بين ١٠ نساء مصابون يصاب رجل واحد على الأقل. سيتم إصابة الأشخاص سواء كانوا في مجتمع غربي، من أصل أبيض، في مرحلة المراهقة، وعلى الرغم من ذلك يمكن إصابة أي جنسية وفي أي دولة وفي أي مرحلة عمرية.
- العاملين في مجالات تتطلب بنية جسدية معينة يكونوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصابي مثل، العدائين، السباحين، المتزلجين على الجليد، لاعبي الجمباز، راكبي الخيول.
طرق علاج فقدان الشهية العصابي
هناك الكثير من الطرق الفعالة لعلاج هذا الاضطراب النفسي، في ما يلي أهم الطرق التي يمكن أن تفيد في علاج هذا المرض:
- العلاج النفسي الفردي
- العلاج الجماعي والدعم الأسري
- التدخلات الطبية والتغذوية
- الأدوية
- الرعاية المستمرة
- العلاجات البديلة
الخوف من الذهاب إلى الطبيب المعالج
لسوء الحظ الأشخاص الذين يظهر عليهم الأعراض التي قمنا بذكرها والذين يشخصون بمرض فقدان الشهية العصابي، يمتلكوا رهبة شديدة في الذهاب إلى طبيب معالج، ويحاولون التهرب بكل الطرق الممكنة، بالإضافة إلى رغبتهم في النحافة الحادة تزداد، وتخطى أي مخاوف بشأن صحتهم، لذلك يجب عليهم القيام بالرجوع إلى شخص يثقون به لعلاج هذه المشكلة.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت تعاني من فقدان للشهية مستمر، وتجد صعوبة في حل هذه المشكلة في نفسك. يمكنك الآن الحصول على دعم طبي احترافي للتخلص من هذه المعضلة.
للحُصُول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في ختام
نجد أن هذا الموضوع يستحق اهتمامًا كبيرًا وفحصًا دقيقًا من قبل المجتمع الطبي والعلمي. يُعَد فقدان الشهية العصابي ظاهرة معقدة تتطلب فهماً عميقًا للعوامل المؤثرة والتداخلات البيولوجية والنفسية.
تشير الدراسات إلى أن فقدان الشهية العصابي يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الضغوط النفسية والتوترات الحياتية. لذا، يتعين علينا كمجتمع العمل على تعزيز الوعي حول هذا الموضوع وتوجيه الدعم للأفراد المتأثرين.
بفهم أعمق لفقدان الشهية العصابي وتأثيره على الأفراد، يمكننا توجيه جهودنا نحو تطوير أساليب الوقاية والعلاج الفعّالة. يتطلب ذلك تكاملًا بين الجوانب الطبية والنفسية لضمان تقديم الرعاية الأمثل للأفراد المتأثرين بهذه الحالة.
بهذا، يظهر أهمية البحث المستمر والتوعية لفهم أعمق لمظاهر فقدان الشهية العصابي وتطوير الحلول الشاملة التي تلبي احتياجات الأفراد المتأثرين. إن تحسين جودة الحياة لهؤلاء الأشخاص يتطلب التفافًا حولهم بالرعاية والدعم، مما يسهم في تعزيز صحتهم العامة ورفاهيتهم النفسية.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا