يعتبر مرض توهم المرض واحد من أكثر الأمراض شيوعا وانتشارا بين المرضى النفسيين، وكغيره من الأمراض له أعراضه وأسبابه الخاصة، ولكن ما يميزه ظهور أعراض بدنية، فيجعل من الصعب تمييز ما إذا كان المرض نفسي أم عضوي.
في هذا الموضوع سوف نتعرف أكثر على مرض توهم المرض، حيث سوف نتحدث عنه من حيث الأسباب والأعراض وطرق العلاج الممكنة.
تعريف مرض توهم المرض
مرض توهم المرض [1] أحد صور الاضطرابات النفسية، والتي يكون فيها المريض في حالة دائمة من وسوسة إصابته بمرض عضوي ما، سواء كان خطيرا أو لا، ويشعر دائما أن حياته معرضة للخطر، بل وإن الأمر يزيد، فعندما يطمئنه الأطباء والمختصون أنه بصحة جيدة وعلى ما يرام يظن أنهم مخطئون ولم يتمكنوا من اكتشاف مرضه بعد، وهو ما يزيد حالته سوء.
أعراض مرض توهم المرض
من أعراض مرض توهم المرض [2] ما يلي:
- شعور المريض بالخوف الشديد من أن حياته في خطر بسبب إصابته بمرض ما أو أن حالته الصحية متدهورة.
- الم راس تواتري ” الصداع التوتري “
- إصرار المريض على أنه مصاب بمرض ما وفشل الأطباء والمختصون في التوصل لذلك.
- حرص المريض على زيارة العديد من الأطباء وبشكل متكرر ومستمر سعيا في الوصول إلى ذلك الطبيب الذي سيكتشف مرضه.
- القيام بعمل العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية والأشعة من رسم القلب بالموجات الفوق صوتية وأشعة الرنين المغناطيسي وغيرهم لاكتشاف مرضه.
- بسبب توهمه المستمر بالمرض سيصاب الشخص بالخمول والمرض وفقدان الشهية وضعف القدرة البدنية أيضا.
- تضخيم وتهويل الأمور فعند ظهور أي علامة أو عرض أو إحساس بسيط بأي ألم يظن أن حياته في خطر.
- يكون الشخص المصاب دائم التحدث عن مرضه والأمراض الأخرى التي هو في عرضة لها ويستعرض أيضا دوما ما يشعر به من مرض أو أعراض مختلفة.
- البحث بصورة دورية ومستمرة عن أمراض معينة وعن طرق علاجها وكيفية اكتشافها وما إلى ذلك بحد يصل إلى الهوس والوسواس.
- تفقد الجسد بشكل مستمر بحثا عن أعراض أي ورم أو قرحة أو ما شابه.
- مراقبة ضغط الدم ونسب تحاليل الدم وضربات القلب وغيرها من الوظائف الحيوية.
- توهم المريض أنه مصاب بمرض ما خاصة بعد البحث عنه.
الفرق بين توهم المرض والخوف والقلق الطبيعي
في الواقع فإنه من الطبيعي أن يخاف الإنسان ويخشى على صحته، وهذا لا يعني أن كل من يشعر بذلك فهو يعاني من توهم المرض.
فإذا أصيب أي منا لا قدر الله بمرض لم تعلم أنت وطبيبك الخاص سبب له، فإنه سيكون أمر مقلق ومتعب للغاية، وسيكون من حقك أن تبحث في الأمر، وتلجأ لطبيب آخر وآخر، لكي تطمئن على صحتك، ولكن المريض المصاب بتوهم المرض تكون هذه الصفات والأفكار ملازمة له لمدة طويلة جدا، وبصورة مبالغ فيها، مما يزيد عن الحد الطبيعي.
العوامل التي تؤدي إلى هذا المرض
في الواقع لم نتمكن من الوصول إلى أسباب واضحة قد تدفع المرء لهذا التفكير، وتكذيبه الأطباء والفحوصات الطبية ويجعله في شعور دائم ومستمر أن حياته في خطر مدهم، بل ويكون معتقد في أنه يحمل من الجينات والصفات الوراثية ما تؤهله لذلك.
ويجب أيضا التنويه إلى أنه هناك فرق بين الوسواس القهري أو توهم المرض واضطراب القلق، على الرغم من التشابه الكبير بينهم.
العلامات التي توحي بخطر وزيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض، هناك العديد من العوامل أو الإشارات التي تدل على أن احتمالية الاصابة بالمرض ازدادت ووصلت إلى حد كبير والتي تتمثل فيما يلي:
- تعرض الشخص لمرض قوي وشديد في فترة سابقة من حياته.
- إصابة أحد أفراد الأسرة أو أحد الأشخاص المقربين بمرض خطير ويهدد حياته خاصة إذا تم التأخر في اكتشاف هذا المرض بل إن وفاة هذا الشخص قد تزيد الأمر سوء.
- التعرض الاضطراب والقلق.
- ايمان الشخص واعتقاده بأنه من غير الطبيعي أصابته ببعض الأمراض.
يمكن لمرض توهم المرض أن يصيب الرجال والنساء على حد سواء وبنحو متساوي كما أنه لا يقترن بعمر معين ولكن نسبته تزداد مع الوصول إلى سن البلوغ.
علاج مرض توهم المرض
يمكن علاج وسواس توهم المرض [3] بطرق عدة والتي تتمثل في:
أولا: العلاج الدوائي والذي يتم تحت إشراف طبيب مختص، ويتم عن طريق تناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية، والتي تتمثل في مضادات الاكتئاب، أدوية التغلب على القلق، أدوية مختلفة مثل فلوكسيتين وباروكسيتين وغيرها من الأدوية التي بالطبع لا يمكن تناولها إلا تحت إشراف الطبيب المتخصص.
ثانيا: العلاج المنزلي والذي يعتمد بدور كبير وأساسي على الأسرة وأفراد العائلة للتخلص من هذا المرض، والحرص على أتباع الخطوات التالية:
- البعد التام عن تناول المواد التي قد تؤثر على العقل والقدرات والكحوليات والمواد المسكرة.
- ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعد في التخفيف من القلق والإرهاق وتساعد في تحسين المزاج والحالة النفسية.
- عدم التردد في استشارة الطبيب النفسي حول أي مسالة تخص المريض.
- محاولة جعل المريض يشترك في الأنشطة الرياضية المختلفة وتمارين الراحة والاسترخاء
- محاولة منع المريض من استخدام الإنترنت للبحث عن الامراض وعلاجها وأعراضها وما إلى ذلك.
- تناول الأكل الصحي والابتعاد عن الأطعمة السريعة و الكافيين والتبغ أيضا.
تأثير هذا المرض على المصاب
مشكلة توهم المرض مشكلة كبيرة ولها تأثير كبير على حياة الإنسان وصحته البدنية والعقلية، فيصبح المريض دائم الحزن والخمول والمرض، بسبب توهمه بإصابته بمرض ما، بل إنه يصبح دائما مشغول بالبحث ومحاولة الوصول إلى هذا المرض الغير معروف.
وهو ما يؤثر بشكل كبير على حياته الاجتماعية واليومية، فيبدأ بالغياب والتخلف عن عمله أو مدرسته بشكل كبير ومتكرر للتفرغ للبحث عن هذا المرض، وطرق علاجه وما إلى ذلك، وهو ما يؤثر بالسلب عليه وعلى أهله أيضا ومن صور هذا التدهور:
- ظهور العديد من المشاكل والتعثرات في المدرسة والعمل.
- العناء من صعوبات في العلاقات مع الآخرين.
- وجود تعثرات ومشاكل مادية بسبب كثرة إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية.
للأسف إن مشكلة توهم المرض مشكلة تستمر لفترة طويلة من الزمن، لذلك يجب السعي والمحاولة لعلاج هذا المرض، واتباع كل السبل التي قد تساعد في ذلك، ومحاولة العلاج بالاستشارات النفسية، وتناول العقاقير والأدوية الطبية، ومحاولة التخفيف عن المريض وإقناعه أنه بصحة سليمة وجيدة.
مقالات ذي صلة : علامات تدل على أن لديك القلق المرضي
هل تحتاج إلى مساعدة؟
هل تعاني من قلق ووسواس مستمر من إصابتك بالأمراض، هل تعاني من شك وخوف من الإصابة بالأمراض.
احصل على دعم فوري وتخلص من هذه الأفكار، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في ختام مقالنا
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا