يعاني الكثير من الأشخاص اليوم من الخوف من الأماكن الغريبة، أو الأماكن الخالية. حيث أن التواجد في هذه الأماكن يسبب لهم حالة من الضيق والهلع. تسمى هذه الحالة في برهاب الخلاء.
في هذه المقالة اليوم سوف نتطرق للتحدث عن هذه الحالة من حيث التعريف والأعراض والأسباب، ثم سوف نذكر أهم طرق العلاج الممكنة.
تعريف رهاب الخلاء
رهاب الخلاء [1] أو ما يسمى برهاب الساح، يعد نوع من أنواع التوتر الذي يصيب الإنسان، ويتمثل هذا التوتر في الخوف الشديد لدرجة الهلع من كافة الأماكن الغريبة، هذا غير الخوف الشديد من ترك المنزل ومغادرته، كذلك الخوف من السفر وحيدا، وغير ذلك من أماكن عامة، فالمصاب بهذا النوع من الرهاب لا يخرج من المنزل إلا إلى الأماكن الآمنة بالنسبة له، فهم حبيسي المنزل طوال الوقت؛ كما يشير متخصصين علم النفس إلى أن النساء هم أغلب المصابين.
أعراض رهاب الخلاء
من أعراض رهاب الخلاء [2] التي تظهر على الشخص المصاب الآتي:
- الذعر من الأماكن المغلقة مثل المصعد والسينما والسوبر ماركت الصغير، كذلك الغرف الصغيرة المغلقة.
- لا يستطيع السفر وحيدًا بدون مرافق، كما يرهب ركوب وسائل النقل المختلفة بما فيها القطارات والطائرة والأتوبيسات.
- يفضل الجلوس في المنزل طوال الوقت، فهو يشعر بالخوف إذا أقدم على الخروج.
- لا يفضل أن يكون متواجدا في الأماكن المزدحمة كالأسواق والمولات.
- يتجنب الذهاب إلى الأماكن المفتوحة وهذا مثل أماكن الأسواق، وأماكن تجمع السيارات والمواقف.
- الخوف الدائم من أن يتعرض لمواقف لا يجيد التصرف الصائب بها ولا يوجد أحًدا ينقذه من هذه المواقف.
- لا يستغني عن مرافق له في كل شيء، فبوجود هذا المرافق يشعر بالأمان والاطمئنان خاصة أثناء التحرك معه. ويقوم باختيار هذا المرافق من الأهل والأصدقاء المقربين له منذ القدم، فهو لا يفضل التقرب أو التعرف على أصدقاء جدد.
- نتيجة القلق والخوف الشديد الذي يتعرض له هذا الفرد يواجه العديد من الاضطرابات سواء في مجال العمل أو في الحياة الاجتماعية.
أسباب تعرض الإنسان لرهاب الخلاء
أسباب رهاب الخلاء [3] قد تكون كثيرة ومتعددة، ومن هذه العوامل ما يلي:
عوامل حيوية
- قد يتعرض الفرد لبعض التغيرات الهرمونية هذه التغيرات قد تؤثر عليه بشكل سلبي لدرجة تزيد نسبة الخوف والقلق المرضي لهذا الفرد، كما أن وجود نسب كبيرة من لاكتيك الصوديوم داخل الدم، يعمل على إصابة الفرد باضطرابات مختلفة ومنها رهاب الخلاء.
عوامل أسرية
- إن الأسرة لها دور فعال وقوي في بناء الفرد داخليا ونفسيا، فهي تساهم في حياته النفسية والعقلية والانفعالية من حيث السواء أو الاضطراب، لذا يجب على الأسرة أن تعمل على احتواء أبنائها وحمايتهم طوال الوقت من التعرض لأي اضطراب قد يؤثر عليهم بصورة سلبية.
- فالفرد الذي يتعرض للقسوة والنقد خاصة في فترة الطفولة على يد أحد أفراد الأسرة أو على يد أحد الوالدين، قد يكون عرضة للإصابة بالكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية كرهاب الخلاء.
عوامل شخصية
- قد يتعرض الإنسان لصدمة نفسية لأي سبب ما، هذه الصدمة تخلق منه إنسانا ضعيفا يرهب ويخاف كل شيء من حوله.
عوامل خطورة رهاب الخلاء
قد تبدأ الإصابة برهاب الخلاء منذ مرحلة الطفولة، وقد يبدأ في أوقات مختلفة في سن المراهقة، وقد يصيب الفرد أيضا في مرحلة ما بعد المراهقة. ومع ذلك يوجد رأي علمي بأنه قد يصيب فئة من كبار السن؛ ولكن مع هذا أجمع العديد من متخصصين علم النفس والصحة النفسية أن النسبة الأكبر من الإصابة تكون من النساء مقارنة بنسب الإصابة بالرجال؛ وتم تحديد عوامل الخطر للإصابة برهاب الخلاء في الآتي:
- التعرض بشكل مستمر لمتاعب الحياة ومصاعبها التي تؤثر على الإنسان بشكل سلبي.
- من عوامل الخطر الاستسلام والاستجابة للشعور بالخوف والهلع.
- الاضطراب المزاجي للفرد بشكل دائم ومستمر مما قد يعرض الفرد للتوتر والعصبية.
- إصابة المقربين برهاب الخلاء، وقد تؤثر هذه الإصابة على المحيطين به.
مقالات ذات صلة: رهاب المرتفعات أسبابه وعلاجه ومدى تأثيره النفسي
علاج رهاب الخلاء
هناك طريقة لعلاج رهاب الخلاء [4] ومنها ما يلي:
العلاج النفسي
يركز العلاج النفسي على العلاج السلوكي الإدراكي، حيث يتم في فترة قصيرة. يحقق هذا النوع من العلاج نتائج باهرة، ولكن هناك مشكلة ألا وهي كيفية خروج المصاب من المنزل. والذهاب للطبيب مع الرغم من أنه يخاف ويرهب الخروج من المنزل، يمكن حل هذه المشكلة من خلال الطبيب.
وذلك من خلال وضع حلول بديلة بدلا عن الذهاب إلى عيادة الطبيب خاصة في الجلسات الأولى والمراحل العلاجية الأولى. أما في الحالات المصابة بشكل كبير يفضل أن يتم علاجها تحت إشراف طبي متكامل داخل المستشفى.
الأدوية المستخدمة في العلاج
يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض أدوية مضادة للاكتئاب وللخوف وللقلق، ويتم تقليل الجرعة المقدمة للمريض مع التقدم والاستجابة في العلاج.
الطب البديل
يلجأ البعض إلى الأعشاب التي تهدئ الخوف والقلق لدى المصابين، كما يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية اعتقادًا من البعض أنها حلا لهذه المشكلة. ولكن هذا النوع من العلاج لا ينصح به المختصين لأن عن طريق هذا النوع من العلاج قد يضر بعض المصابين خاصة المكملات الغذائية التي تصرف بدون استشارة الطبيب. ولهذا ينصح عند التعرض للإصابة لرهاب الخلاء اللجوء إلى الطبيب النفسي حتى يتم العلاج بطريقة سليمة دون المخاطرة بالصحة النفسية للمريض.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت تواجه مشكل في التواجد في الأماكن الخالية أو الغريبة، ولا تعرف كيف تتخطى هذه المشكلة الصعبة. يمكنك الآن التواصل مع خبراء في الطب النفسي من أجل الحصول على مساعدة لتخطي هذه المشكلة.
من أجل الحصول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
يظهر لنا أن هذه الحالة النفسية تستدعي الوعي التام والعلاج المناسب من أجل تخطيها. حيث يجب علينا أن نكون داعمين للأشخاص من حولنا الذين يعانون من هذه الحالة النفسية ونحثهم على التوجه إلى العلاج النفسي ومساعدتهم في الطريق للتخلص من هذا الرهاب.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا