اكتئاب ما بعد الولادة [1] يصيب نسبة كبيرة من النساء اللواتي من المفترض أن تسيطر عليهن مشاعر الفرح والسعادة بالمولود الجديد، ولكن تتعرض بعضهن للتقلبات المزاجية التي قد تتطور إلى حالة من البكاء الهيستيري بدون داعٍ، أو قد تتمثل في صعوبة النوم، فتصاب السيدة بالأرق لفترات طويلة، مما يؤدي إلى الإصابة بما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة، وبدلًا من أن تداعب طفلها الجديد نراها تنزوي بعيدًا عنه لفترات طويلة.
في هذا الموضوع سوف نتحدث عن اكتئاب ما بعد الولادة، أسبابها وأعراضه وأهم طرق علاجه.
اكتئاب ما بعد الولادة
في الطبيعي يمكن أن تصاب المرأة التي أنجبت حديثًا ببعض أعراض القلق والتوتر بعد يومين أو ثلاثة من الولادة، وتستمر هذا الحالة في الأغلب حتى أسبوعين، ثم تعود إلى طبيعتها مرة أخرى.
أما إذا استمرت هذه الحالة وازداد تطورها حتى وصلت للاكتئاب الشديد، فحينئذ يجب التوجه إلى طبيب للمساعدة في التخلص من أعراض الاكتئاب؛ حتى لا تتأثر علاقة الأم بطفلها، فهذه الفترة تعد من أهم فترات الارتباط بين الأم والطفل.
ويمكن ملاحظة أعراض هذا الاكتئاب بسهولة على الأم، وهنا لا ننصح بانتظار أكثر من أسبوعين فقط، فمن المهم أن نتأكد أنها عادت إلى طبيعتها، وأن حالتها المزاجية قد تحسنت.
وإلا فعلينا اللجوء إلى الطبيب النفسي لمحاولة التعامل مع الحالة بشكل سريع وفعال.
أهم أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
يمكننا تقسيم الأعراض المصاحبة لحالة اكتئاب ما بعد الولادة [2] إلى نوعين، أحدهما يخص الفترة التي تتبع الولادة مباشرة وحتى أسبوعين من تاريخها والتي تعرف باكتئاب النفاس، أما النوع الآخر فهو الذي يستمر لفترة أطول من ذلك.
أعراض اكتئاب النفاس خلال فترة ما بعد الولادة مباشرة
- الشعور بالإرهاق.
- الأرق أثناء النوم.
- الشعور بالقلق
- عدم الرغبة في تناول الطعام.
- البكاء والانفعال على أتفه الأسباب.
- الصعوبة في التركيز
مقالات ذي صلة : اعراض الاكتئاب الجسدية
أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة
هذه الأعراض هي التي تظهر على المرأة بشكل أكبر حدة، ويمكنها التأثير على علاقة الأم بطفلها بصورة كبيرة، وقد تظهر على بعض النساء منذ فترة الحمل، وتستمر ملازمًة لها حتى عام كامل من الولادة، وهي:
- التقلبات المزاجية الشديدة، حتى تصل إلى الاكتئاب.
- هيستيريا البكاء، والخوف الشديد.
- الانزواء بعيدًا عن الآخرين.
- الابتعاد عن الطفل.
- عدم الانتظام في تناول الطعام، وقد تصاب بفقد للشهية أو تتناول كميات أكبر من اللازم.
- الغضب الشديد والانفعال أكثر من اللازم.
- التململ.
- الشعور بالإرهاق والتعب الشديدين.
- القلق الشديد تجاه طفلها.
- عدم القدرة على إدارة حياتها الأسرية.
- التفكير في إيذاء الطفل.
- التفكير في الانتحار، وهو من أصعب الأعراض المصاحبة لاكتئاب ما بعد الولادة.
- الإحساس بالشعور الدائم بالذنب وتأنيب الضمير.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات، والتشوش في التفكير.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
هناك عدة أسباب قد تزيد من احتمالية الإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة، وقد تكون أسباب نفسية أو بدنية.
أسباب بدنية
من المعروف أن مرحلة ما بعد الولادة هي المرحلة الأصعب بالنسبة للنساء، حيث تنخفض نسبة هرمون الأستروجين والبروجيسترون، ويعد هذا الانخفاض من أسباب الاكتئاب الهامة.
ونجد أيضًا أن أعراض التعب والإرهاق السريع قد تنتج عن انخفاض الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية أثناء هذه المرحلة.
أسباب نفسية
من المحتمل أن تؤثر نفسية المرأة في فترة الحمل على حالتها المزاجية فيما بعد الولادة أيضًا، ونجد أيضًا أن الوسواس الذي يصيب المرأة في عدم قدرتها على التعامل مع الطفل، وبخاصة إذا كان هو المولود الأول لها، حيث تشك معظم النساء مع أول مولود في قدرتها في أن تكون أماً جيدة.
وقد تشعر المرأة أن هذا الطفل سوف يقيد حركتها نوعًا ما، مما قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.
كما أن النوم المتقطع أو عدم القدرة على النوم هما من سمات هذه المرحلة، مما يجعل الأرق يلازمها طوال هذه الفترة، ولا شك أن هذا أحد المسببات للإصابة بالاكتئاب.
ما هي عوامل الخطر لاكتئاب ما بعد الولادة
هناك بعض النساء اللواتي هن أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالاكتئاب المصاحب للولادة، ومن أهم عوامل الخطر هي:
- النساء اللواتي تعرضن للمرض أو بعض المشاكل الجسدية أو الصحية أثناء الحمل.
- إذا عانت المرأة من الاكتئاب في الولادات السابقة.
- التاريخ العائلي، حيث أن المرأة التي لديها في إطار العائلة أو الأسرة أشخاص قد تعرضوا للاكتئاب في السابق، فهي أكثر عرضة للإصابة به.
- إذا وُلد الطفل ولديه بعض المشاكل الصحية.
- إذا لم تستطع المرأة أن ترضع طفلها بطريقة طبيعية.
- عدم الرغبة في الحمل منذ البداية.
- إذا تعرضت المرأة في حياتها العادية لبعض الأحداث المؤسفة، مثل فقد أحد الأشخاص المقربين لها، أو فقدانها لوظيفتها.
- العلاقة المتوترة مع الزوج.
- وجود أكثر من طفل لدى المرأة مما يزيد من الأعباء على كاهلها.
- وجود مشاكل مادية تؤثر على نفسية المرأة.
طرق الوقاية
يمكن الوقاية من الإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة عن طريق بعض النصائح، بخاصة إذا ظهر في تاريخ المرأة العائلي إصابات من هذا النوع بالاكتئاب:
- المتابعة الدورية مع طبيب النساء أثناء فترة الحمل، وكوني صريحة معه عند حدوث أي من أعراض الاكتئاب.
- قد يصف الطبيب المعالج أحد مضادات الاكتئاب عند التعرف على أعراضه بشكل سريع، وقبل الدخول في مرحلة متطورة منه.
- بعد الولادة مباشرة يمكن للطبيب أن يعرضك الطبيب للفحص الطبي الجيد، طالما كان هناك بوادر اكتئاب ما بعد الولادة أثناء فترة الحمل، وذلك للتعرف على أعراضه والتعامل معها بشكل سريع.
طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة
تختلف طريقة علاج اكتئاب ما بعد الولادة [3] حسب المسبب للمرض، فمثلًا إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة بسبب اضطراب في إفرازات الغدة الدرقية، فيجب علاجها على يد الطبيب المختص.
وهناك نوع من الاكتئاب البسيط الذي تتلاشى أعراضه دون اللجوء للعلاج، في فترة ما بين أسبوع حتى أسبوعين من الولادة.
وتتمثل الطرق التي يمكن اتباعها للقضاء على أعراض الاكتئاب بشكل سريع في:
- الاسترخاء قدر المستطاع.
- الابتعاد عن تناول أنواع الأدوية التي من آثارها الجانبية التقلب المزاجي.
- التعلم من خبرات الآخرين الذين سبق لهم الولادة، وهذا إذا كانت تلك هي الولادة الأولى بالنسبة للمرأة.
- قبول المساعدة النفسية ممن حولك.
- الاعتناء بالنفس من الأمور التي تجعل المرأة تتقبل فكرة وجود طفل في حياتها، طالما لا يؤثر ذلك على اهتمامها بأناقتها ومظهرها الذي تعودت عليه.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا كنت نعانين من علامات اكتئاب ما بعد الولادة، لا تواجهي هذا الطريق وحدك. العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يكون بداية طريقك نحو التعافي.
للحصول على دعم فوري، تواصل مع طبيب نفسي اونلاين الآن.
في الختام
يظهر لنا أن اكتئاب ما بعد الولادة حالة صحية يجب رفع الوعي بها، حيث ان كثير من النساء قد يعانون منها بدون علم منها، وهذا ما يسبب لهم مشاكل في التعامل مع هذه الحالة النفسية.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
تعليق واحد
التعليقات مغلقة