تُركز النظرية الوظيفية في طب النفس [1] على الوظائف النفسية المختلفة ودراسة الظواهر الثقافية الخاصة بتطور الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة، وتعد النظرية الوظيفية من أكثر النظريات المستخدمة في علم النفس الاجتماعي، وتهدف هذه النظرية إلى دراسة العلاقة بين الفرد والنظم الإجتماعية.
النظرية الوظيفية في طب النفس
تقوم النظرية على دراسة وظائف الظواهر الثقافية، وتسمى أيضا نظرية الطبيعة البشرية وما تفعله الظواهر الثقافية في تطور الإنسان في جميع مراحل حياته العمرية المختلفة.
أُسست هذه النظرية على يد العالم وليام جيمس الذي كان يدرس الطب ولكن تحول اهتمامه إلى علم النفس بعد إصابته بمرض نفسي، وتأثر جيمس كثيراً بأفكار العالم داروين.
وبمفهوم أشمل فإن النظرية الوظيفية تهتم إهتماماُ شديداً بدراسة الأفراد وسلوكياتهم وكيفية تكيفهم مع العالم الخارجي، واهتمت أيضا بتقديم مواضيع هامة وجديدة بهدف خدمة الناس، بمعنى أصبح الإهتمام منصب بدرجة أكبر على نمو الفرد و الإختلافات السلوكية والمناهج التربوية بدل من الإهتمام بدراسة المشاعر.
رواد النظرية الوظيفية في علم النفس
من أهم رواد النظرية الوظيفية في علم النفس والإجتماع[2]:
وليام جيمس
يعد وليام جيمس هو المؤسس الأول لهذه النظرية، ويرى أن الهدف الأساسي من النظرية الوظيفية هو الإهتمام بوعي الفرد وكيفية اختياره للسلوكيات التي تسمح له بالتكيف مع العالم الخارجي والبقاء على قيد الحياة.
ويعتقد جيمس أن علم النفس يجب أن يركز على العادات الدينامية والسلوكيات اليومية للإنسان بدلا من التركيز على التغيرات والظواهر النفسية المختلفة، حيث أعتبر جيمس أن التغيرات النفسية الناتجة عن الوعى من الصعب ملاحظتها من خلال السلوك الإنسانى أو التغير الفسيولوجي.
وذكر المؤرخون أن جيمس عامل الوعى الإنساني معاملة أعضاء الجسم واعتبره أداة تتوسط علاقة الفرد بالبيئة المحيطة به وطريقة تكيفه معها، وبناء على ذلك فقد إهتم جيمس بشرح ودراسة الظواهر النفسية المختلفة المترتبة على وعى الفرد وطريقة تكيفية مع العالم الخارجي وهذا كله بهدف تفسير نشأة النظرية الوظيفية في علم النفس.
ويربط وليام جيمس الوعى بالبنية العامة للشخصية والتي تتخذ أربع أشكال للذات أو الأنا وهى:
الأنا المادية:
- وتشمل الجسم والممتلكات التي تخص الشخص مثل الملابس والأدوات الصحية وغيرها.
الأنا الإجتماعية:
- وتشمل صورة الشخص أمام الأخرين، والعلاقات التي يقيمها معهم موقفهم تجاهه ونظرتهم له.
الأنا الروحي:
- وتشمل النشاطات النفسية المختلفة التي يقوم بها الشخص.
الأنا الخالص:
- وهى تعنى الشعور بالشخصية والهوية الذاتية.
جيمس أنجيل
هو أحد تلامذة وليام جيمس، والذي فاق أراء وليام جيمس عن ضرورة تركيز علم النفس على وعى الفرد ويرى أنجل أن اهتمام علم النفس يجب أن لا يقتصر على حدود الوعى فقط وكيفية تكيفه مع العالم الخارجى بل يشمل العلاقات بمختلف أشكالها التي تقوم بين الفرد والعالم الخارجي المحيط به.
مبادئ النظرية الوظيفية في علم النفس
هناك مجموعة من المبادئ الأساسية التي تركز عليها النظرية الوظيفية[3] في على النفس والإجتماع:
- يتكون النظام الإجتماعي من مجموعة من الوحدات المختلفة وعلى الرغم من اختلافها فهي مترابطة مع بعضها.
- يمكن تحليل النظام الإجتماعي تحليل وظيفي بمعنى أن كل مجتمع يتكون من عناصر أساسية كل منها يقوم بوظيفة مختلفة عن الأخرى.
- عناصر وأجزاء النظام الاجتماعي هي عناصر متكاملة ومترابطة بمعنى إنه فى حالة حدوث تغير فأى منها فإنه يؤثر على الباقي.
- الوظائف التي تؤديها عناصر المجتمع تشبع الحاجات الأساسية للأفراد، وقد تكون هذه الحاجات إما إحتياجات أساسية أو إجتماعية أو إحتياجات روحية.
- تختلف الوظائف التي تقوم بها عناصر النظام الإجتماعي، فقد تكون وظائف ظاهرة أو كامنة أو وظائف بناءة أو هدامة.
- تؤمن النظرية الوظيفية بأن هناك نظام تواصل بين المراكز القيادية والمراكز القاعدية يقوم على تبادل الأوامر والمعلومات بينهم.
إفتراضيات النظرية الوظيفية في علم النفس
- الافتراض الأول: يرى أن المجتمع عبارة عن بناء اجتماعي مكون من مجموعة أنماط ثابتة من السلوكيات الإجتماعية، ومقسم إلى أبنية جزئية هامة في التحليل الوظيفي مثل الأسرة والدين والاقتصاد.
- الافتراض الثاني: هو أن كل عنصر من عناصر المجتمع يقوم بعمل وظيفة معينة، وقد يقوم العنصر بأداء أكثر من وظيفة هامة وضرورية لاستمرار بقاء المجتمع.
الوظيفة الإجتماعية هى أحد أهم الخصائص التى تؤدى إلى تحقيق التوازن الاجتماعي من خلال إنشاء علاقات متبادلة بين عناصر النظام ويسمى هذا النوع بالتوازن الاستاتيكى.
وحدات تحليل النظرية الوظيفية في علم النفس
- الحاجة الإجتماعية: لكل نظام إجتماعي العديد من المتطلبات الأساسية مثل الحالة الإجتماعية والتي يجب إشباعها كي تساعد المجتمع على البقاء بشكل فعال، بمعنى أن النظام الإقتصادى أحد متطلبات المجتمع التي تشبع حاجة المجتمع الغذائية والنظام التربوي
أيضا والذي يشبع حاجة المجتمع التعليمة، وهكذا.. - الأهداف الإجتماعية: هى جملة الأهداف التي يسعى النظام الإجتماعي إلى تحقيقها من أجل تنظيم العمل داخل المجتمع وتحويل سلوكيات الأفراد إلى عمل وفعل هادف، وتفسر هذه الأهداف سبب وجود النظام الإجتماعي و سعيه للبقاء في المجتمع.
- البناء الاجتماعي: وهو عبارة عن مجموعة من الأنظمة الإجتماعية، يرتبط كل نظام مع الآخر ويكملان بعضهما وظيفياً.
- النظام الإجتماعي: يتكون من مجموعة من الأنماط الاجتماعية المترابطة فيها بينها والتي تتشارك جميعا في تنظيم العادات والقيم الإجتماعية داخل المجتمع، وكل نظام يحتوي على أعضاء وأفكار وتقاليد عليمة وأيدلوجية مختلفة عن مكونات الأنظمة الأخرى.
- القيم والأعراف:مجموعة من السلوكيات المتوارثة داخل النظام الإجتماعي، والتي تحدد طريقة تفكير أفراد المجتمع وكيفية تكيفهم مع المجتمع، وتفسر أفعالهم تجاه بعضهم، كما تعتبر أدوات فعالة فى توجيه سلوك الأفراد.
- الوظيفة الإجتماعية : المقود بها الوظائف المختلفة التي تقوم بها أنظمة الإجتماعية المتنوعة داخل المجتمع، بهدف إشباع حاجات المجتمع المختلفة بغرض الحفاظ على بقاء المجتمع، وتنقسم هذه الوظائف إلى نوعين:
– وظائف ظاهرة: وهي الوظائف التي يؤديها النظام وتكون نتائجها ظاهرة وواضحة ويتمكن أى شخص في النظام من التعرف عليها.
– وظائف كامنة: هي الوظائف والأهداف التي يسعى النظام لتحقيقها، ويصعب التعرف عليها أو على نتائجها من قبل أي شخص داخل النظام. - الاعتلال الوظيفي: هو عبارة عن نتائج العمل الإجتماعي القابلة للملاحظة المباشرة، والتي تجعل أفراد المجتمع غير قادرين على التكيف مع النظام الإجتماعي ولا مع أهدافه.
- العقلانية: يقصد بها اختيار الأنظمة الحكيمة والمبنية على أساس اختيار العقل.
- السلوك الإجتماعي: والمقصود به الآثار المترتبة على قيام الفرد بفعل شئ معين،أو المقصود بها تصرف معين يصدر من الفرد نتيجة خضوعه لمؤثرات بيئية مختلفة مثل القيم والعادات الإجتماعية والثقافية.
- التوازن والتكامل الاجتماعي
النقد الموجه للنظرية الوظيفية في علم النفس
- اهتمت هذه النظرية بالتركيز على الجوانب الثابتة للنظام الاجتماعي أكثر من تركيزها على الجوانب المتحركة.
- إستخدام الأبعاد الثقافية للنظام الإجتماعي أكثر من بقية المحاور الأساسية للنظام الإجتماعي.
- المبالغة في معاملة النظام الإجتماعي معاملة العلوم الطبيعية وكأنه كائن حي تحكمه قوانين حركة الكائنات الحية.
- يعاب على هذه النظرية طريقة تحليها للنظام الإجتماعي والذي يقتصر على تحليل الوظائف وتحقيق الأهداف، وإهماله تحليل أبعاد التغير والمشكلات الاجتماعية والأمراض النفسية.
- يؤخذ عليها قيامها بدراسة النظام الإجتماعي في عصره الحالي من أجل التعرف واكتشاف أسباب وجوده،
بمعنى أنها تقوم بدراسة النظام من نهايته حتى تصل إلى بدايته. - لم تفسر النظرية الوظيفية العلاقات الداخلية في النظام الإجتماعي تفسيرا كاملا.
ولم تقدم تحليل كامل لأسباب هذه العلاقات وبالتالي فإن نتائج البحث تكون غير علمية ولا يمكن الاعتماد عليها. - لم تعطى هذه النظرية أى إهتمام فى البحث والتفسير ظاهرة الصراع الطبقي والاجتماعي،وتجاهلها للبحث فى هذه الظاهرة ينفي وجودها في أى مجتمع على عكس الحقيقة.
تطبيقات النظرية الوظيفية في علم النفس
النظرية الوظيفية والعنف الأسري: من أهم تطبيقات النظرية الوظيفية ظاهرة العنف الأسرى، حيث يذكر أصحاب النظرية الوظيفية أن العنف الأسري يؤدي إلى وجود خلل وظيفي بين أفراد الأسرة.
رواد هذه النظرية ينظروا إلى الأسرة باعتبارها نظام إجتماعي متكامل يحتوي على عناصر بناؤه ويضم العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة والتى تحفظ توازن الأسرة، وبالتالي فإن حدوث أى خلل فى أى عنصر من عناصر النظام الاجتماعي ينعكس بالتبعية على الأسرة ويحدث بها خللأً
،والعنف الأسري ما هو إلا دليل واضح وصريح على وجود خللاً ما بالأسرة أي إنه فى حالة حدوث أى تغيير فى القوانين التى تحافظ على توازن النظام الاجتماعي أو النظام الأسري بالتالي سوف تظهر علاقات سلبية مشوهة داخل الأسرة.
مقال ذي صلة: نظرية التحليل النفسي في الإرشاد والتوجيه للعالم سيجموند فرويد
الإضافات التي قدمها أبرز رواد النظرية الوظيفية
إضافات تالكوت بارسونز
يعد تالكوت بارسونز واحد من رواد النظرية الوظيفية في القرن العشرين، والذي يرى أن النظرية الوظيفية يجب أن تقوم بدراسة ثلاث محاور هامة وهى الثقافة والشخصية والنظام الإجتماعي.
حيث أن الثقافة لا يمكن فهمها بدون التطرق إلى دراسة الشخصية ودراسة النظام الإجتماعي، وأيضا النظام الإجتماعي لا يمكن فهمه دون التطرق إلى فهم ودراسة الثقافة وإستيعاب الشخصية.
أشار بارسونز إلى ضرورة وجود نظرية وظيفية تخدم الأغراض الرئيسية التالية:
تحديد الوظائف الضرورية للنظام الإجتماعي، وهي:
- التكيف مع البيئة التي وجد فيها ومع الأنظمة الأخرى الموجودة فى هذه البيئة.
- قدرة النظام الإجتماعي على تحقيق الأهداف الخاصة به.
- قدرة النظام على تحقيق التوافق والوحدة بين الأعضاء.
- قدرة النظام على تحقيق الاستقرار.
تحديد أساسيات النظام الوظيفية، والتي تشمل:
- إنشاء لغة مشتركة تمكن عناصر النظام من التواصل والتفاهم.
- التركيز على العوامل الأساسية التى تساعد النظام الإجتماعي على البقاء والاستمرار.
- كيفية توزيع الأدوار الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد.
- كيفية توزيع الحقوق والامتيازات بين أفراد المجتمع الواحد.
- تحليل المجتمع وفقا لثلاث محاور الرئيسية التي تهتم بدراستها النظرية الوظيفية.
إضافات كونت لتطوير النظرية الوظيفية:
حدد كونت بعض الإضافات الخاصة بتطوير النظرية فى النقاط التالية:
- قام كونت بدراسة المجتمع البشري والذي يتكون من نظم اجتماعية مختلفة مثل النظم التربوية والنظم الاقتصادية والنظم التربوية وغيرها فى فترة زمنية محددة.
- في حالة تغيير أي نظام من أنظمة المجتمع فإنها تؤثر بالتبعية على بقية الأنظمة.
- تهدف دراسة عناصر المجتمع ” الفرد والعائلة والدولة” في حالته الساكنة إلى الإلتزام بالقوانين التي تنظم عمل وتماسك الأنظمة الإجتماعية المختلفة.
- تكامل الأنظمة الإجتماعية بمعنى أن كل نظام مكمل للأخر.
- الفرد لا يمكن اعتباره عنصر من عناصر المجتمع إلا إذا تفاعل مع عناصر المجتمع الأخرى.
إضافات هربرت سبنسر
فرض هربرت النظرية العضوية في كتابه مبادئ علم الاجتماع والتي قام فيها بتشبيه الكائن الاجتماعي بالكائن العضوي،الذي يتكون من مجموعة من النظم الاجتماعية مثل النظام الاقتصادي والنظام التربوي والنظام الديني وهكذا، فكل نظام من هذه الأنظمة ينقسم إلى أجزاء كل جزء منها يؤدى وظيفة معينة على حسب دورها فهناك أدوار قيادية وأدوار وسطية وأدوار قاعدية ولكل جزء من هذه الأجزاء حقوق اجتماعية وعليه واجبات اجتماعية أيضا.
لم يقتصر سبنسر على دراسة أجزاء الكائن العضوي وتشبيه بأجزاء المجتمع فقط، بل أوضح أن لكل عنصر من عناصر النظام الاجتماعي تقوم بتأدية وظيفة معينة بهدف الحفاظ على بقاء المجتمع وبقاء الكائن الإجتماعي، وذلك مثل أهمية الوظائف العضوية التى تقوم بها أعضاء الكائن العضوي ” حيوان أو إنسان ” بهدف إستمرار بقا الكائن على الأرض.
أوضح سبنسر أيضا التكامل الموجود بين عناصر النظام الإجتماعي المختلفة، فكل عنصر يقوم بأداء وظيفة معينة مكملة لوظيفة عنصر آخر، فالمؤسسة الدينية تكمل المؤسسة الاقتصادية والمؤسسة الأسرية، والمؤسسة التربوية تكمل المؤسسة الإقتصادية والتعليمية وهكذا.
إضافات دوركايم للنظرية الوظيفية
عمل دور كايم على جعل مفهوم النظرية الوظيفية مفهوم نسبي خالي من الحتمية، وذلك لعدة أسباب من أهمها:
- أراد كايم إحتكار إنشاء العلم الحديث وعدم تبني تعريفات التي أسسها العلماء من قبله مثل كونت وسبنسر وغيرهم.
- أراد كايم التميز عن كونت بتأسيس مبدأ جديد وهو أن علم الإجتماع لا يستند على مبدأ الحتمية.
- أراد كايم تأسيس مرجعية خاصة للظاهرة الاجتماعية ومنفصلة عن المرجعية البيولوجية أو المرجعية الطبيعة.
تعامل كل من كايم وسبنسر مع المجتمع على إنه كلية إجتماعية، والحياة الإجتماعية مثلها مثل الحياة العضوية خاضعة لنفس قانونها قانون التطور.
إسهامات دور كايم في تأسيس النظرية
- إن إهتمام دور كايم بدراسة الوقائع الإجتماعية المختلفة جعله يهتم أيضا بأجزاء وعناصر الأنظمة الاجتماعية المختلفة، وعلاقاتها ببعضها البعض، وتأثيرها على المجتمع لما لها من أهمية دراسة الوقائع التي ظل كايم يسعى للبحث عنها.
- إهتم دور كايم بالوظائف المختلفة التي تؤديها أنظمة المجتمع المتعددة، مما يعنى ذلك اهتمامه بالنظرية الوظيفية والبنية باعتبارهما عنصرين هامين فى التحليل السوسيولوجي.
- أوضح دور كايم فروق بين مفهوم السبب الاجتماعي والوظيفة الاجتماعية:
– السبب الإجتماعي : المقصود به الإهتمام بدراسة أسباب وجود البنية.
– الوظيفة الإجتماعية: المقصود بها الإهتمام بكيفية إشباع حاجات المجتمع الأساسية.
مفهوم النظرية الوظيفية عند دور كايم
يعرف دور كايم النظرية الوظيفية بأنها ” تتمثل وظيفة العناصر الاجتماعية في مساهمتها في الحفاظ على مجرى الحياة فى المجتمع”.
بمعنى أن أى عنصر من عناصر النظام الإجتماعي تتكون من مجموعة أجزاء تتكامل معاً من أجل تأدية وظيفة معينة فمثلا، الثقافة تمثل عنصر هام من عناصر النظام الإجتماعي وتحتوي على مجموعة أجزاء متكاملة مع بعضها مثل اللغة والتقاليد والعادات والقيم وهذه الأجزاء تكون مؤسسات اجتماعية كاملة لها وظائفها التي لا يمكن الإستغناء عنها في المجتمع، بالنظرية الوظيفية تعامل المجتمع على أنه نظام اجتماعي له عناصره المختلفة فيما بينها والمتكاملة مع بعضها يؤدى كل منها وظيفة مختلفة عن الأخرى ولكنها تكملها من أجل الحفاظ على بقاء المجتمع.
إضافات ميرتون في النظرية الوظيفية
لقد قام روبرت ميرتون بتسجيل إعتراضه ونقده لثلاث مسلمات من مسلمات النظرية الوظيفية، وهذه المسلمات هى :
- الوحدة الوظيفية للمجتمع: تشير هذه المسلمة إلى أن كل عناصر النظام الإجتماعي تعمل معاً من أجل تأدية وظيفة معينة، وينتقد ميرتون هنا مع هذه الفرضية ويرى أنها سهلة التطبيق في المجتمعات البدائية فقط، أما المجتمعات الكبيرة لا يمكن تطبيق هذه الفرضية عليها، ولذلك يدعم ميرتون عدم تعميم إفتراضيات النظرية الوظيفية.
- الوظيفة الشاملة: تشير هذه المسلمة إلى أن كل عناصر النظام الاجتماعي تقوم بوظائف ايجابية، بينما يرى روبرت أنه ليس بالضرورة أن تؤدى كل عناصر المجتمع بوظائف ايجابية، فمن المحتمل وجود بعض الخلل الوظيفي لكل جزء من أجزاء الأنظمة الإجتماعية المختلفة فيؤدى وظيفته بشكل متفاوت حسب طبيعة المجتمع.
- ضرورة وجود أجزاء: تشير هذه المسلمة بضرورة الأجزاء المكونة للمجتمع ولا يقتصر دورها على الوظائف الإيجابية فقط وإنما هى تعتبر عناصر هامة وضرورية لعمل المجتمع ككل.
الاختلال الوظيفي
كان روبرت ميرتون يؤمن بأن العناصر الإجتماعية المختلفة يمكن أن تقوم بوظائف وأدوار سلبية أيضا، ولإضافة هذا الإعتقاد إلى النظرية
الوظيفية أسس ميرتون مبدأه وأوضحه تحت مسمى ” الاختلال الوظيفي”، وقد قسم ميرتون الوظائف إلى نوعين :
- وظائف ظاهرة: هي الوظائف التي تقوم بها عناصر النظام الإجتماعي وتكون أثارها واضحة لأي فرد داخل النظام.
- وظائف غير ظاهرة: المقصود بها أن أى جزء من عناصر المجتمع يمكن أن يؤدي وظيفة مختلفة عن الوظيفة المحددة له،
على سبيل المثال النظام الإقتصادى يمكن أن يتبنى وظائف سياسية أيضا وهكذا.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا