رهاب المرتفعات ” فوبيا المرتفعات ” يعتبر من أكثر أنواع الرهاب المنتشرة بين الأفراد، حيث أن الكثير يشعرون بالخوف وضربات قلبهم تصبح سريعة، وذلك عند اقترابهم من الأماكن العالية، وذلك عند اقترابه من الأماكن العالية، فيوجد بعض الأشخاص يجلسون على الأرض، ويرفضون أن يصعدوا إلى الأماكن العالية.
ويوجد بعض الأشخاص الآخرين يشعرون بعدم التوازن، ويريدون أن يمسكوا بأي شيء، والبعض الآخر يخاف أن يركب طائرة، وكل هذه الأشياء تسمى رهاب المرتفعات، كما أنها تسمى أيضا فوبيا الأماكن المرتفعة، مثل صعود الأدوار العليا، وصعود السلالم، ويحدث مع هذا الخوف بعض الأعراض الجسمانية، مثل: الدوار، والغثيان، وعدم القدرة على السيطرة أو الاتزان، والخوف الشديد.
تعريف رهاب المرتفعات
رهاب الاماكن المرتفعة [1]هو عبارة عن الخوف الشديد جدا من التواجد في الأماكن المرتفعة، وهذا الخوف من نوع الرهاب المحدد، ويسمى بالانزعاج من المكان المرتفع، مثل الفضاء، والحركة.
ومعظم الأشخاص يشعرون بالخوف الطبيعي وذلك عند التعرض للأماكن المرتفعة، وهذا الخوف يسمى الخوف من السقوط، والشخص الذى عنده خوف قليل من السقوط، فهو لديه القدرة على تحمل المرتفعات، ويستطيع السير لمسافة كبيرة، كما يمكنه أن يتسلق التضاريس الجبلية.
كما يوجد بعض الأشخاص الذين لديهم خوف من الرياح القوية، وهذا الخوف يسمى رهاب الرياح، أما الذى يكون عنده خوف شديد من المرتفعات فيمكن أن يحدث له نوبة هلع من الأماكن المرتفعة، ويظل خائفا وفزعاً حتى ينزل على الأرض ويشعر بالأمان.
وقد يعانى من هذا المرض حوالى خمسة في المائة من الأشخاص، وتبلغ نسبة الذين يعانون من رهاب المرتفعات من النساء ضعف نسبة الرجال.
أعراض مرض رهاب المرتفعات
يوجد عدة أعراض لرهاب المرتفعات[2]، ومن أهم هذه الأعراض هو الخوف الشديد من الأماكن العالية، ويوجد بعض الأشخاص الذين يخافون من الأماكن العالية مهما كان طولها، مثل صعود السلالم، وتنقسم الأعراض إلى نوعين الأعراض النفسية، والأعراض الجسدية.
النوع الأول: الأعراض الجسدية
- الشعور بالدوار والدوخة والغثيان عندما يرى المريض بهذا المرض المرتفعات أو أن يفكر فيها.
- يشعر المريض بصعوبة في التنفس وألم شديد في منطقة الصدر.
- يحدث للمريض توتر عضلي.
- يشعر المريض بالخوف الشديد والذعر والارتجاف من الأماكن العالية.
- يحدث للمريض بهذا المرض التعرق والرعشة وفقدان توازنه.
- يزداد عند المريض عدد وسرعة ضربات قلبه، ويمكن أن يقوم بالصراخ المتواصل.
- يمكن أن يقوم المصاب بهذا المرض بتغير طريقه؛ خوفاً وتجنباً للمرتفعات، حتى إذا زاد ذلك حياته اليومية صعوبة.
النوع الثاني: الأعراض النفسية
- المصاب يشعر بالخوف والذعر عند رؤية الأماكن العالية أو التفكير في الصعود إلى هذه المرتفعات.
- يشعر المصاب بفوبيا المرتفعات بالخوف الشديد من أن يقع من الأماكن المرتفعة.
- يشعر المصاب بالقلق الشديد عند مواجهته للأماكن المرتفعة.
- يشعر المصاب بمرض فوبيا المرتفعات بالقلق والخوف الشديد عند اضطراره إلى صعود السلالم، أو أن يقوم بإلقاء نظرة من نافذة المكان سواء كان منزله أو كان مكان عمله، كما يشعر بالخوف عند سير السيارة على الكوبري أو الجسر.
- قد يصاب بعض المصابين برهاب المرتفعات بحالات بكاء شديدة عند مرورهم بأي من المرتفعات المتواجدة في الطرق.
أسباب الإصابة برهاب المرتفعات
اجتمع علماء النفس على عدة عوامل قد تكون هي أهم أسباب الإصابة بمرض رهاب المرتفعات[3]:
- التعرض لموقف قديم: وهو تعرض الشخص لموقف قديم، سبب له هذا الخوف، مثل السقوط من مكان مرتفع، أو إصابة أحد الأشخاص المحبين له بإصابة إثر سقوطه من مكان مرتفع.
- قد يكون عاملا وراثيا: وذلك يرجع إلى انتشار رهاب المرتفعات بصورة كبيرة بين الأشخاص، فقد ينشأ الفرد على رؤية أحد والديه يخشى المرتفعات، فعند كبره يصبح هو الأخر يخاف ولديه رهاب المرتفعات.
- سيطرة الأفكار السلبية على الفرد: وهي الأفكار التي يمكن أن تسيطر على عقل وتفكير الفرد فيما إذا كان يمكن أن يصيبه مكروه إذا ذهب إلى أماكن مرتفعة، وتجعله يخاف على حياته، فيتفاقم الأمر حتى يصل إلى رهاب المرتفعات، وحدوث بعض نوبات التشنج، أو البكاء عند المرور بأماكن مرتفعة.
كيفية التخلص من رهاب المرتفعات
عند مرورك بموقف خوف من المرتفعات يجب عليك اتباع أحد الأساليب الآتية؛ حتى تتخلص من شعور الخوف:
- التأمل والتنفس بعمق.
- الاسترخاء، والتخلص من مشاعر القلق والخوف.
- الشعور بالثقة في النفس يزيد قوة سيطرة المريض على رهاب المرتفعات.
- التدريب المنتظم على هدوء النفس عند المرور بهذه المواقف.
- تحدي الأفكار السلبية، عن طريق السيطرة على جسمك، والسيطرة على أفكار الخوف السلبية، وتحدي مشاعر رهاب المرتفعات.
- يجب على الشخص أن ينسى أي موقف قديم سبب له الخوف من المرتفعات؛ لأن عادة ما ينشأ هذا الرهاب من خبرة قديمة سيئة مر بها الشخص أو أحد المقربين منه.
- مواجهة الخوف، حيث ينصح أطباء علم النفس أن الطريقة المثلى للتغلب على رهاب المرتفعات أو الخوف بشكل عام، هو مواجهة هذا الرهاب، ويمكن للفرد أن يذهب إلى مكان مرتفع ويتنفس بعمق، ويتحلى بالهدوء، وسوف يجد أن الموقف يمكن السيطرة عليه.
- يمكن أن يكون الكافيين من أحد أسباب زيادة الشعور برهاب المرتفعات، لذا يجب على الفرد أن يقلل من نسبة الكافيين التي يتناولها يومياً.
العلاج النفسي لمواجهة مرض الخوف من المرتفعات
يكون هذا العلاج عن طريق المتابعة مع طبيب نفسي، حيث يعمل على تغيير الأفكار السلبية التي يفكر فيها الفرد عن مروره على أحد المرتفعات، أو أنه يبحث في جانبه النفسي على أحد التجارب القديمة.
ويعمل الطبيب على إصلاح هذه الأفكار، أو الشعور عن طريق عقد عدة جلسات يقوم من خلالها الطبيب بمحاولة المناقشة مع المريض، وجعله يحول أفكاره السلبية إلى أفكار إيجابية دون الحاجة إلى اللجوء إلى العلاج الدوائي.
وفى بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالمواجهة أو التعرض، وهو يكون عن طريق توجيه المريض إلى المرور بتجربة المرتفعات ولكن بالتدريج، حيث يبدأ بالأماكن التي يكون ارتفاعها متوسط، ثم يزيد الارتفاع تدريجيا، حتى يتم السيطرة على الخوف بشكل كلي.
بعض الأطباء اثبتوا فاعلية العلاج عن طريق نظارات الـ VR التي تصنع محاكاة مع الأماكن المرتفعة، عن طريق ارتدائها وجعل المريض يشعر وكأنه يسير في مكان مرتفع بينما هو في العيادة مع الطبيب، وتعد هذه الطريقة من أحدث الطرق التي توصل إليها الأطباء في علاج رهاب المرتفعات.
العلاج الدوائي والطبي
مقالات ذي صلة : رهاب الخلاء | أعراض، أسباب وطرق العلاج
بعض حالات الرهاب من المرتفعات تحتاج إلى التدخل الدوائي بجانب العلاج النفسي، حيث قد تكون الحالة متأخرة بعض الشيء، ويكون هذا آخر الحلول التي يلجأ إليها الطبيب النفسي، وهناك بعض الأدوية التي توصف في هذه الحالات مثل:
- حاصرات بيتا: يتم تناول هذا الدواء تحت إشراف الطبيب، حيث أنه يحتوي على مواد تعمل على تعديل معدل ضربات القلب، وانخفاض مستوى القلق عند الشخص المصاب.
- البنزوديازيبينات: وهي عبارة عن أدوية تؤخذ لفترة قصيرة، وتكون تحت إشراف الطبيب المعالج لأنها قد تؤدي إلى الإدمان، وتحتوي هذه الأدوية على مواد تعمل على تقليل مستوى القلق لدى الفرد.
- السيكلوسرين: يمكن أن يصف الطبيب هذا الدواء عند بدء العلاج عن طريق المواجهة، فهو يعمل على زيادة فوائد العلاج، والوصول إلى نتيجة سريعة في معالجة المرض.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا