فقدان الذاكرة هو أحد الحالات الطبية التي تختلف أسبابها وأعراضها، حيث يشعر المريض بأنه غير قادر على تذكر أي شيء سواء ذكريات أو مواقف أو معلومات.
كما أنه في بعض الحالات قد يكون اضطراب فقدان الذاكرة أو النسيان أكبر حدة، فينسى الإنسان هويته وذاته، ويكون غير قادر على تذكر أي شيء يحيط به، وغالباً تكون هذه الحالة بسبب خلل عضوي حاد أو حادث أدى إلى نسيان الشخص للذاكرة.
في هذه المقالة سوف نستشكف أبعاد هذه الحالة والطرق الممكنة للتعامل معها.
ما هو مرض فقدان الذاكرة
مرض فقدان الذاكرة أو النسيان[1] هو مرض عضوي ونفسي يؤدي بالفرد إلى عدم قدرته على تذكر الأشياء، وقد يكون بشكل كلي، أو بشكل جزئي يؤدي إلى نسيان بعض الأمور، مثل: المعلومات أو بعض الحقائق أو الذكريات والمواقف والأحداث التي مر بها في حياته.
وعلى الرغم من أن النسيان من الأمور الطبيعية التي يتعرض لها الناس بصورة غير مَرَضية؛ إلا أنه قد يتطور ويؤدي إلى مضاعفات نسيان الذاكرة، والأخطر هو الإصابة بالزهايمر أو فقدان الذاكرة الكلي، وهو ما يحتاج إلى تدخل الطبيب للفحص ووصف العلاج والأدوية التي تساعد في الحد من تمادي النسيان.
كما أن نسيان الذاكرة أو ما يعرف بمتلازمة فقد الذاكرة قد يرجع لأسباب عضوية بارزة تتطلب التدخل الطبي الفوري، فمثلاً يمكن أن يكون ناتجاً عن أضرار دماغية مثل تلف خلايا الدماغ أو القنوات العصبية، كما يمكن أن يكون الأمر بسبب صدمة نفسية أو عصبية تؤدي إلى نوبة فقد الذاكرة.
أعراض فقدان الذاكرة
تختلف أعراض متلازمة فقدان الذاكرة باختلاف طبيعة الاضطراب؛ فقد يكون فقداناً للذاكرة الحاضرة الذي تؤدي إلى نسيان الأحداث والمواقف والمعلومات التي يتعرض لها بعد حدوث الفقد للذاكرة، وقد يكون نسيان الذاكرة ماضي أو رجعي، وهنا يتم نسيان كل شيء حتى المعلومات والأحداث التي وقعت قبل حدوث فقد الذاكرة.
فيما يلي أشهر أعراض فقدان الذاكرة [2]:
- يجد المريض نفسه غير قادر على تذكر الأشياء التي كان يتذكرها قبل الإصابة بفقدان الذاكرة فيما يعرف بفقد الذاكرة الرجوعي.
- صعوبة تذكر الأشياء الجديدة بعد الإصابة باضطراب فقد الذاكرة، فيما يعرف بفقد الذاكرة التقدمي أو اللاحق للإصابة.
- يصاحب صعوبة تذكر الأشياء والأمور بعض الخلل في وظائف بعض الأعضاء، مما يؤدي إلى زيادة العصبية والانفعال، ومن هذه الأعراض: الاعتلالات العصبية والارتعاش.
- على الرغم من حدوث فقدان للذاكرة إلا أن الشخص يجد نفسه قادراً على المشي والحركة والكلام.
- لا يتأثر مستوى الذكاء أو الثقافة بفقدان الذاكرة، كما أن القدرة على الإصغاء وطبيعة الكلام والثقافة العامة لا تتأثر بفقدان الذاكرة.
- لا يؤثر فقدان الذاكرة على مهارات التعلم لدى المصابين، فهم قادرون على تعلم مهارات رياضية وفنية وتطوير مهاراتهم المختلفة.
- الإصابة بالتشوش والتوهان وعدم القدرة على تمييز بعض الأمور واختلاطها على المريض.
مقالات ذي صلة: العلاج النفسي الداعم : الفوائد والتقنيات
أسباب الإصابة بفقدان الذاكرة
ترتبط الذاكرة بجزء هام في المخ، وهو الجزء المرتبط بالتذكر والإدراك، وعند إصابة هذا الجزء من الدماغ بأي خلل يؤدي ذلك إلى حدوث خلل في التذكر لدى الشخص، وبالتالي تختلف الأسباب التي تؤثر على الجزء الخاص بالذاكرة في الدماغ من أسباب صحية مثل التهابات الدماغ، والهربس البسيط.
أشهر أسباب الإصابة بفقدان الذاكرة [3]:
- الإصابة بالسكتة الدماغية وبالتالي يتوقف الدماغ ككل عن العمل بما فيه الجزء الخاص بالذاكرة.
- التهابات الدماغ التي يتسبب فيها الإصابة بفيروسات مثل فيروس الهربس البسيط، وهو أحد الفيروسات التي تؤدي إلى إصابة الدماغ بالتلوث.
- ضعف تعامل الجهاز المناعي مع السرطان، حيث يؤدي إلى الإصابة بالتهابات الدماغ الخاصة بالأبعاد الورمي.
- خلل في ضخ كميات الأكسجين المطلوبة للمخ والتي تؤثر على المناطق الحيوية بالدماغ.
- إصابة الدماغ بارتجاج ينتج عنه نزيف داخلي بين الجمجمة والدماغ.
- بعض التشنجات الخاصة بمرض الصرع.
- التعاطي بصورة مفرطة للكحوليات والمواد المخدرة التي تؤثر على معدلات الثيامين.
- التعرض لإصابات حادة بالرأس تنتج عن التعرض لحوادث سير أو الضرب أو السقوط من مكان مرتفع.
- بعض العمليات الجراحية التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تؤثر على الذاكرة.
- التعرض لصدمة نفسية قوية ينتج عنها ما يعرف بفقد الذاكرة التفارقي، حيث يتعرض الشخص لأزمة نفسية أو عصبية تؤدي إلى نسيان الذاكرة المؤقت الذي غالباً ما يتم استرجاعها بعد فترة.
- العلاج بالصدمات الكهربائية في علاج بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بفقدان الذاكرة الرجعي.
خطوات التعامل مع اضطراب فقدان الذاكرة
تحتاج جميع حالات نسيان الذاكرة بدرجاتها البسيطة والمتوسطة والحادة إلى إجراء الفحوصات الطبية من أجل التشخيص الطبي للمريض، حيث يقوم المعالج بعمل الفحوصات الطبية للوقوف على أسباب فقد الذاكرة أو حدوث النسيان بصورة مؤثرة.
ومن خطوات تعامل الطبيب المعالج مع اضطراب نسيان الذاكرة ما يلي:
- أولاً الحديث مع المريض؛ للوقوف على مستوى نسيان الذاكرة ومدى قدرته على تذكر الأشياء والمواقف التي مر بها.
- يحاول الطبيب التعرف على نوع النسيان الذي يعاني منه المريض سواء كان نسياناً رجعياً من الماضي، أو نسيان الأشياء الجديدة بعد الإصابة بفقدان الذاكرة.
- عمل الفحوصات الطبية للتعرف على مدى وجود عوامل جسدية تسببت في نسيان الذاكرة، سواء كانت التعرض لسكتة دماغية، أو التعرض لإصابة في الرأس.
- يتم التعامل مع الحالة علاجياً من خلال تشخيص الأعراض المصاحبة لفقدان الذاكرة، مثل احتمالية وجود اضطرابات حركية أو لغوية.
- تتضمن الفحوصات الطبية فحص الجهاز العصبي، والأشعة المقطعية على الدماغ والمخ، وأشعة الرنين، وفحوصات الدم.
- كما أن العلاج النفسي عند طبيب خبير لها دور هام في التعامل مع حالات نسيان الذاكرة؛ للوقوف على وجود ضغوط نفسية أو صدمات عصبية قد يتعرض لها المريض.
في الختام
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا