هوس الكتب أو داء العباقرة أو مرض المثقفين : (بالإنجليزية: Bibliomania) يصنف على أنه مرض نفسي وعصبي، لما يسببه من أعراض لبعض الأفراد، وقد ثبت في بعض الحالات المصابة أن إصابتها بهذا المرض قد تبدأ منذ الطفولة في صورة حب الطفل لجمع الكتب، وخوفه الدائم عليها من الضياع، وقد ترجع الإصابة في بعض الأحيان نتيجة مرور الشخص المصاب بصدمة تجاه ضياع الكتب ويجب عليه الاحتفاظ بها والعناية لدرجة مرضية.
تعريف هوس الكتب
يعرف هوس الكتب على أنه داء يصيب العباقرة والمثقفين، ويتم تصنيفه على أنه وسواس قهري يصيب الفرد لدرجة تجعله مضطرب نفسيا، فنلاحظ على الفرد حبه الشره للكتب، وحرصه الدائم على جمعها والاحتفاظ بها، وتتوقف سعادة هذا الفرد وحزنه على كمية الكتب المتواجدة معه، فكلما زاد عدد الكتب كلما زادت سعادته، ولكن قد يصاب بالحزن الذي يصل إلى الاكتئاب إذا لم يستطع الحفاظ على هذه الكتب بالشكل الذي يتمناه هو.
قد يعرف العلماء النفسيين هوس الكتب على أنه حالة من حب الكتب الزائد والمتطرف الشره الذي من خلاله تتواجد لدى الفرد الرغبة الدائمة لشراء الكتب وامتلاك أكبر عدد ممكن، محاولا إزالة كل المعوقات التي تواجهه من أجل الحصول على كم أكبر من الكتب، وهذه الحالة تعرف في مجال الطب النفسي بما يسمى باضطراب الببلومانيا.
صفات الشخص المصاب بهوس الكتب (اضطراب الببلومانيا)
- يسعى هذا الشخص دائما إلى امتلاك عدد كبير من الكتب في كل المجالات، سواء كانت هذه المجالات يهتم بها أم لا، فهو يرغب دائما في جمع كل الكتب المتواجدة في المكتبات والأسواق، وقد يشعر بالإعياء النفسي إذ لم يستطع الحصول على أي كتاب من هذه الكتب.
- ومن الصفات السائدة بين المصابين باضطراب الببلومانيا أنهم ضعاف البنية، الأغلبية منهم ترتدي نظارة طبية وهذا من كثرة القراءة.
- كما يصابون كثيرا بالصداع لعدم قدرتهم على التحكم في أنفسهم لترك الكتب في الأوقات التي تتطلب ذلك.
- كما أن الأغلب منهم لا يمتلك الكثير من الأموال التي قد يعتمد عليها فيما بعد هذا نتيجة صرف أمواله باستمرار على شراء الكتب.
- قد يصف البعض هؤلاء الأشخاص الأنانيين والبخلاء، هذا نتيجة عدم إعارتها أي شخص لكتبهم، فهم حريصين عليها للغاية يخشون تعرضها للضياع أو للتلف.
- يتسم الشخص المصاب بهوس الكتب على أن شخص لا يفضل العلاقات الاجتماعية، فهو يبحث دائما عن العزلة و الانطواء والتقوقع حول الذات.
- لا يهتم بالكثير من الشكليات الاجتماعية، بل ولا يهتم بالمناسبات الشخصية أو الأسرية والاجتماعية، فهو لا يركز مع التواريخ سواء تواريخ أعياد الميلاد أو المناسبات.
- قد يصل الأمر في بعض الأحيان أنه لا يتذكر السنة الدراسية التي يدرس بها ابنه المختلفة، هذا لأن حياته كلها منصبة على الكتب.
سلبيات الإصابة باضطراب الببلومانيا
- قد يصل الهوس لدرجة سرقة الكتب دون الشعور بأي تأنيب للضمير حول ما ارتكبه، فكل ما يرغب فيه هو كسر كل الحواجز التي قد تواجهه من أجل الحصول على كتاب.
- هناك بعض الأشخاص المصابة بهذا المرض ليس لديها ميل للقراءة، فهي لا تقرأ الكتب التي تجمعها، ولكن تكمن متعتها في جمع عدد كبير من الكتب لوضعها أمام عينيها طوال الوقت، وذلك من أجل الاستمتاع بها، كما لو كانت جزءا من ديكور أو تحفة منزلية.
- قد لا يكون هذا الشخص محببا للمحيطين به في بعض الأحيان هذا لما يسببه لهم من إزعاج دائم حول جمع الكتب ووضعها في المكان الذي يعيش به، وقد يسبب الكم الهائل من هذه الكتب إلى تضجر هؤلاء الأشخاص.
- لا يرغب هؤلاء المصابين بالخضوع إلى العلاج، فهم يعتقدون أنهم لا يعانون من شيء، بل إنهم سعداء بالعيش مع الكتب.
مضاعفات مرض هوس الكتب
أشار بعض علماء النفس الباحثين في هذا المجال أن اضطراب الببلومانيا لا توجد له مضاعفات نفسية تطرأ على الأشخاص المصابين، ولكن أعراضه قد تزداد وتزيد من اضطرابه وخوفه على الكتب.
لهذا نجد أن الشخص المصاب يتصرف بعض التصرفات الغير مألوفة نوعا ما ومن هذه التصرفات ما يلي:
- عند ذهابه للمكوث في أي مكان مدة زمنية محددة طويلة كانت أو قصيرة، فهو يسعى قبل الذهاب بحمل وأخذ كميات هائلة من الكتب معه، إن لم تكن الكتب كلها حتى لو لم يكن سيقرأها بل هو يريد الاطمئنان عليها بشكل دائم، وهذا من خلال وضعها نصب عينيه طوال الوقت، كما يرغب دائما في الابتعاد والانعزال عن الناس، فهو لا يتنفس إلا بوجود الكتب في حياته فقط، هي وحدها التي تجعل منه إنسان يعيش.
- إذا تعرض منزل الفرد المصاب لمشكلة كالحريق أو السيول فإن كل ما يشغله وقتها كتبه، لا ينشغل بإنقاذ نفسه أو حتى إنقاذ الآخرين.
- لا يتفاعل بأي شكل من أشكال الحياة مع أسرته، فهو يعيش بينهم كالغريب الذي لا يعلم عن أحدهم أي شيء هام أو غير هام.
مقالات ذي صلة : هوس نتف الشعر أو شد خصل الشعر
كيفية التفرقة بين محبي القراءة ومصابي الببلومانيا؟
- يشير الكثيرين من المتخصصين في علم النفس والصحة النفسية أن هذا النوع من الاضطراب نوعا صعبا إلى حد ما من ناحية التشخيص، وذلك بسبب أن الشخص المصاب قد لا يعترف بأن لديه أي اضطرابات مقلقة.
- فالمصاب سعيد طوال الوقت طالما يمتلك كتبا كثيرا ويستطيع الحصول على كتب أكثر، فالسعادة بالنسبة له في شكل الكتب ورائحتها.
- فهو يرى أن كل ما يفعله أنه يهتم بها ويحافظ عليها جيدا حتى لا تتعرض للتلف على أيدي أحد من أفراد الأسرة أو على أيدي الأطفال داخل الأسرة، أو تعرضها للتلف لظروف أخرى خارجة عن إرادته.
- يجب التفرقة بين محبي الكتب وبين مرضى الهوس بالكتب، فهذا يختلف عن ذاك.
- فالشخص الذي يحب الكتب هو ذلك الشخص الذي يرغب في معرفة كل ما هو جديد من أجل توسيع مداركه وأفكاره.
- كما أنه شخص اجتماعي يرغب في الاختلاط بين أفراد المجتمع والتعامل معهم بل وتبادل الخبرات والكتب من أجل معلومات أكثر.
- هذا الشخص الطبيعي هو نفسه على دراية بكل شيء داخل منزله.
- هذا غير اهتمامه بالمناسبات التي تخص أسرته والمحيطين به.
- هذا عكس تماما الشخص المريض بهوس الكتب وجمعها، فهو يفضل العزلة عن المحيطين به، يخاف على كتبه أكثر من خوفه على نفسه وعلى أبنائه.
- لديه اضطراب تجاه أي شيء يقترب من كتبه، لأنه يعتقد وقتها أن كتبه سوف تتعرض للأذى.
- هو الشخص الذي يهتم بجمع الكتب فقط حتى لو كانت عن طريق السرقة، من أجل وضعها أمامه طوال الوقت حتى يشعر بالطمأنينة.
علاج هوس الكتب
- قد يفضل البعض أسلوب العلاج عن طريق التحدث مع المريض مباشرة وشرح حالته بصورة واضحة له، وتوسيع مداركه للأشياء المحيطة به والتي لا يراها بسبب انخراطه الدائم مع الكتب وبسبب الانطوائية والعزلة الدائمة.
- كل هذا إذا تم استيعابه من قبل المريض فهذا قد يسهل عليه أن يتخطى بقية الطرق من أجل علاجه، بعد مواجهة المريض بمرضه وأنه يجب أن يخضع لبعض العلاجات للحفاظ على صحته النفسية.
- يتم إخضاع المريض بعدها للعلاج النفسي السلوكي حيث يتم التحدث مع المريض بطريقة مريحة له ولأعصابه، ويتم هذا في صورة جلسات هذه الجلسات تعمل على إعادة توجيه المريض إلى الطريق الصائب والإيجابي من أجل التعامل مع الكتب بصورة طبيعية.
- بل ويتم توجيهه نحو الاستمتاع والاستفادة من المعلومات التي توجد في هذه الكتب دون الاحتفاظ بها بدون أي فائدة.
- لا يقتصر العلاج على العلاج النفسي السلوكي فقط. بل يمتد الأمر إلى العلاج الدوائي في بعض الحالات المرضية المزمنة، والتي تطلب أخذ بعض العقاقير لتساعد على التخلص من بعض الاضطرابات التي يمر بها الشخص المصاب.
- كما يتم اللجوء إلى التنويم المغناطيسي في بعض الأحيان داخل الجلسات التي تتم بين الطبيب والمريض من أجل تحقيق الاستقرار للمريض.
- قد يتمثل العلاج الدوائي في بعض أنواع الأدوية التي تعالج مرض الوسواس القهري، هذا لأن مرض الببلومانيا يصنف على أنه من أنواع الوسواس القهري، وعلى الرغم من ذلك قد لا يفيد هذه الأدوية مع بعض الحالات نتيجة أن هذه الحالات متقدمة في المرض.
- هنا لابد من اتخاذ القرار الصائب من أجل إيداعها داخل المستشفى تحت رقابة وإشراف طبي متكامل، وذلك من أجل الوصول بالمريض إلى بر الأمان وجعله إنسان سوي وطبيعي.
- كما إن العلاج الذي يقدم للمريض يهتم بتنمية مهارته نحو الكتب، فنجد أن المريض يبدأ يفكر قبل أخذ الكتاب هل هو بحاجة إلى شرائه لسبب معين أو لا، فهو يستطيع أن يتخذ القرار المناسب بشأن شراء الكتب بعد العلاج.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
No Comment! Be the first one.