متلازمة ديوجانس | تعرف عليها وعلى أعرضها وطرق علاجها

تُعد متلازمة ديوجانس ” ديوجين ” واحدة من الاضطرابات السلوكية التي يمكن أن تُصيب كبار السن وتؤثر على سلوكياتهم العامة، فهي تُصيب الرجال والنساء على حد سواء، ومن أهم وأبرز الأعراض الرئيسية لتلك المتلازمة الميل إلى حب التملك وإهمال النظافة الشخصية، وبصورة أعم تتمثل تلك المتلازمة في عدم الاهتمام بنظافة المكان الذي يوجد به الشخص وتركه ملئ بالقاذورات والقمامة، كما يميل المصابون بمتلازمة ديوجانس إلى الانسحاب والعزلة من الحياة الاجتماعية المحيطة بهم.

ما هي متلازمة ديوجانس ” ديوجين “

ترتبط حالات الإصابة بمتلازمة ديوجانس بالكثير من الأعراض التي تبدو جلية على المصاب، وأحياناً ما تظهر في مرحلة منتصف العمر، ولكنها تظهر بشكل مبالغ فيه فيما بين الأشخاص التي أعمارهم 60 عاماً فأكثر.

متلازمة ديوجانس تعرف بأنها واحدة من أكثر الأمراض التي من الصعب التغلب عليها وعلاجها، ومن الصعب أيضًا رعاية الحالات المصابة بها.

الأعراض الرئيسية لهذا المرض أو هذه الحالة النفسية تكمن في رغبة المريض بشكل دائم في الانسحاب من الكثير -إن لم يكن من جميع- المواقف الاجتماعية المختلفة، ومحاولة تقليل الدائرة الاجتماعية التي تحيط به وعلى المستوى العائلي أيضًا.

من أبرز الأعراض كذلك سوء حكم الفرد المصاب على الأشياء والأشخاص الأخرين الموجودين حوله في المجتمع والأسرة، كما أنه قد يقوم بالعديد من السلوكيات الغير لائقة، مما يجعل شخصية الفرد المصاب تتغير بشكل دائم إلى الأسواء.

في بعض الحالات المصابة بمتلازمة ديوجانس يمكن أن تتفاقم حالة المريض وتزداد سوءًا، وذلك ما لم يتم تشخيصها من قبل الأطباء المختصين بطريقة سليمة، ويرجع ذلك إلى حالة العزلة التي يعيشها الفرد المصاب والانطوائية الشديدة التي تسيطر عليه ولا يستطيع التخلص منها.

بالنسبة لأعراض متلازمة ديوجانس فهي من الأمراض التي تختلف فيها الأعراض التي تظهر على المصاب من شخص إلى آخر، حيث أن المتحكم الوحيد في الأعراض هو المريض وحالته وشخصيته.

أهم وأبرز أعراض متلازمة ديوجانس

الأعراض التي يمكن أن تصاحب الإصابة بمتلازمة ديوجانس نسبية إلى حد كبير، ويمكن أيضًا أن تختلف من شخص إلى أخر، ومن حالة إلى أخرى، ولكن أكثرها شيوعاً ما يلي:

• عدد كبير من الحالات المصابة بمتلازمة ديوجانس يصابون بالعديد من الأمراض الجلدية والطفح الجلدي، وذلك نتيجة لما يعانون منه من قلة النظافة والإهمال في النظافة الشخصية، ويعانون من انتشار القمل وحشرات الفراش المختلفة.
• تلبك وتشابك الشعر الشديد، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التي تنبعث من الشخص؛ نتيجة للابتعاد الكلي عن الاستحمام والنظافة الشخصية.
• يكون المظهر الخارجي للمصاب مريب ولا يبعث النظر إليه على الراحة إطلاقًا، حيث أن أظافره تظهر بمظهر غير لائق وتصبح ضخمة جداً وطويلة إلى حد كبير وبها اتساخ شديد.
• تنتشر القوارض بشكل ملحوظ في المكان الذي يوجد به المصاب.
• يُصاب المريض بمتلازمة ديوجانس أيضاً بحالة من حالات نقص وقصور التغذية، وفقدان الرغبة الكاملة في تناول الطعام.
• يظهر على المريض أيضًا الرفض التام لأي مبادرة من الأشخاص الموجودين حوله لمساعدته ومحاوله إخراجه من الحالة التي يعاني منها، ولا يشعر بأي إحراج نحو المظهر الخارجي الذي يسيطر عليه من الخارج؛ شعورًا منه بأنه العادي.
• تزداد الرغبة لدي المصاب في اكتناز الأشياء المفيدة والغير مفيدة بشكل كبير، مما يعمل على تراكم القاذورات حوله، مما يؤثر بشكل سلبي للغاية على البيئة المحيطة به.

مقالات ذي صلة : افضل دكتور نفسي في دبي اماراتي و غير اماراتي 2023

أهم وأبرز أسباب الإصابة بمتلازمة ديوجانس

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي للإصابة بمتلازمة ديوجانس المرضية والتي تنقسم إلى شقين وهما:

الشق الأول للإصابة يعود إلى العوامل والصدمات النفسية التي يمكن أن يكون قد مر بها المريض على مدار حياته التي تسبق الإصابة بالمرض، والتي من أبرز أدوارها تحفيز ظهور تلك الأعراض، ومن أهمها فقدان حبيب مقرب للشخص، أو التقاعد عن العمل أو وفاة أحد الزوجين، أو الاكتئاب الشديد.

الشق الثاني للإصابة بمتلازمة ديو جاس هو شق عضوي، ناتج عن الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض العضوية، ومن أبرزها الإصابة بالسكتة الدماغية، أو عدم القدرة على الحركة الناتج عن التعرض لكسر في العظام أو التهابات شديدة في منطقة المفاصل، والبعض منها أو الغالب يكون راجع إلى التاريخ الوراثي لسجل العائلة، أو الإصابة بالضعف والوهن الشديد.

الأمراض العقلية المرتبطة بمتلازمة ديوجانس

غالباً ما ترتبط الإصابة بمتلازمة ديوجانس بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية التي يكون قد أصيب بها الشخص، ومنها:

• إصابة مريض متلازمة ديوجانس بانفصام الشخصية.
• الإصابة ببعض حالات الاكتئاب الحادة.
• اضطرابات الوسواس القهري.
• فترات العلاج التي يخضع لها بعض المرضى من الإدمان، وخصوصاً مدمني الكحوليات.

تشخيص متلازمة ديوجانس وأنواعها

في الغالب يعيش الأشخاص المصابون بمتلازمة ديوجانس بمفردهم منعزلين عن العالم المحيط بهم، وبسبب انطوائهم هذا وعدم طلبهم لإمداد يد العون من الأشخاص المحيطين بهم، لن يتم التمكن من التشخيص السليم والمبكر للمرض إلا حين أن يتم اكتشاف مشكلتهم من أحد الأقارب بالصدفة البحتة.

في بعض الأحيان يمكن أن يتم اكتشاف مريض متلازمة ديوجانس من قبل أحد الجيران، والذي يمكن أن تلفت نظره وتكثر شكواه من الروائح الكريهة والمقززة التي تنبعث من الشخص المصاب، بالإضافة إلى ملاحظة كمية الحشرات التي تصدر من منزله.

ومن الجدير بالذكر عدم تصنيف حالات الإصابة بمتلازمة ديوجانس حتى وقتنا الحالي كمرض، حيث أنه يوجد هناك نوعان من هذه المتلازمة هما:

• النوع الأول متلازمة ديوجانس الأولية: ويتم تصنيف ذلك النوع على أساس الأمراض العقلية المختلفة التي يمكن أن ترتبط به وتضاف إليه.
• النوع الثاني متلازمة ديوجانس الثانوية: وتصنف وفق هذا النوع عندما تكون هي السبب المباشر والرئيسي في الإصابة بمرض نفسي أخر.

علاج متلازمة ديوجانس

يمكن أن يكون من الصعب والمحال معالجة حالات الإصابة بمتلازمة ديوجانس لدى الكثير من المصابين، وهذا يرجع بشكل أساسي إلى عدم رغبتهم في العلاج والتخلص من الحالة التي يعانون منها.

ولكن على الرغم من تلك المعوقات التي هم سبب رئيسي فيها، فلابد بل من الضرورة القصوى الاهتمام البالغ بالحالات المصابة، ومحاولة الحد من استمرارهم بهذا الوضع، حيث أنهم من أكثر الحالات المرضية المعرضة للعديد من المخاطر الصحية والاجتماعية التي تهدد حياتهم.

بالإضافة إلى أنهم يمكن أن يكونوا عنصراً أساسياً في العديد من المخاطر والملوثات البيئية التي يمكن أن تصيب البيئة المحيطة بهم وبمن حولهم بشكل عام، وبهذا يصنفوا كعنصر تخريبي في البيئة وهم لا يشعرون.

ولكن في الآونة الأخيرة قد اجتهد مجموعة كبيرة من الأطباء في البحث عن مجموعة من العوامل التي بإمكانها مساعدة الدولة في علاج الحالات المُصابة بمتلازمة ديوجانس، واللذين يمثلون مشكلة كبيرة على نفسهم وعلى المجتمع المحيط بهم، وخاصة أن هناك عدد لا بأس به من الحالات المصابة بتلك المتلازمة المزعجة لم يستجيبوا لمحاولات ومساعدات الأطباء المختصين القائمين على علاجهم.

ولكن من الضروري جدًا العمل بشكل جدي على مساعدة تلك الحالات على الخروج مما هم فيه من متاعب ودمار، حيث أنهم يعدوا جزءً لا يتجزأ من المجتمع المحيط بنا، والذي يجب أن نعمل جاهدين على احتضانه ومساعدته على البقاء.