
اضطراب الشخصية الانفصامية: مفهومه، أعراضه وطرق علاجه
جدول المحتويات
- مفهوم اضطراب الشخصية الانفصامية
- أعراض اضطراب الشخصية الانفصامية
- أسباب اضطراب الشخصية الانفصامية
- أنواع اضطراب الشخصية الانفصامية
- طرق تشخيص اضطراب الشخصية الانفصامية
- طرق علاج اضطراب الشخصية الانفصامية
- طرق الوقاية من اضطراب الشخصية الانفصامية
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
اضطراب الشخصية الانفصامية من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تتسم بتغييرات ملحوظة في الهوية، الإدراك، والسلوك. قد يجد المصابون أنفسهم في حالة من الانفصال عن الواقع أو عن ذواتهم، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية. على الرغم من أنه اضطراب نادر نسبيًا، إلا أن فهمه مهم لكل من الأفراد والمختصين في مجال الصحة النفسية، لما له من تأثير عميق على جودة الحياة.
في هذا المقال، سنتناول اضطراب الشخصية الانفصامية من جميع جوانبه: المفهوم، الأعراض، الأسباب، الأنواع، التشخيص، طرق العلاج، والوقاية، بأسلوب طبي مبسط وسهل الفهم.
مفهوم اضطراب الشخصية الانفصامية
اضطراب الشخصية الانفصامية هو حالة نفسية تتسم بتفكك في شخصية الفرد، حيث تظهر لديه عدة حالات هوية أو حالات ذهنية مختلفة بشكل متكرر، بحيث يشعر وكأنه شخصيات منفصلة ضمن كيان واحد. يعاني المصابون من فقدان الاتصال المتكامل بين الوعي، الذاكرة، الهوية، أو البيئة المحيطة، ما يؤدي إلى اضطراب في الإدراك والتصرف.
يُصنف هذا الاضطراب ضمن اضطرابات التفكك في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للأمراض النفسية (DSM-5)، ويتميز بوجود انقسامات واضحة في شخصية الفرد، قد ترافقها نوبات من فقدان الذاكرة (فقدان ذاكرة فجائي) عن الأحداث أو المعلومات الشخصية.
أعراض اضطراب الشخصية الانفصامية
تتعدد الأعراض المرتبطة باضطراب الشخصية الانفصامية، وتظهر بشكل متغير بين الأشخاص، لكنها غالبًا ما تتضمن تجربة شعور الانفصال عن الذات أو العالم المحيط، وقد يعاني المصاب من:
- نوبات من فقدان الذاكرة المتقطعة، خاصة فيما يتعلق بالأحداث اليومية أو المعلومات الشخصية المهمة.
- ظهور شخصيات أو هويات مختلفة داخل الفرد نفسه، حيث لكل شخصية طريقة تفكير وسلوك مستقلة.
- إحساس بالغربة أو الانفصال عن الجسم (الاغتراب النفسي).
- مشكلات في التواصل الاجتماعي بسبب التناقضات في السلوك والشخصية.
- اضطرابات في المزاج، مثل الاكتئاب أو القلق.
- تقلبات حادة في الشخصية والسلوك قد تثير القلق لدى الآخرين.
- صعوبة في التحكم بالأفكار أو المشاعر، ما يؤدي إلى فقدان التوازن النفسي.
- شعور بفقدان السيطرة على النفس، وقد تظهر نوبات هلع أو ذعر.
- مشاكل في تحديد الهوية الشخصية والشعور بعدم الاستقرار النفسي.
أسباب اضطراب الشخصية الانفصامية
تعتمد أسباب اضطراب الشخصية الانفصامية على عدة عوامل مترابطة، منها:
- التعرض لصدمات نفسية مبكرة، مثل الإساءة الجسدية أو الجنسية في الطفولة.
- الضغوط النفسية الشديدة أو التعرض لأحداث مؤلمة أو مهددة للحياة.
- عوامل بيولوجية، تشمل تغيرات في مناطق معينة من الدماغ تؤثر على الذاكرة والهوية.
- الاستعداد الوراثي لبعض الاضطرابات النفسية.
- التنشئة الأسرية غير المستقرة أو العلاقات الأسرية المضطربة.
- الاضطرابات النفسية المصاحبة مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب.
- الاستجابة النفسية للدفاع عن النفس، حيث يلجأ العقل إلى فصل بعض الذكريات أو المشاعر للحماية من الألم النفسي.
أنواع اضطراب الشخصية الانفصامية
يمكن تقسيم اضطراب الشخصية الانفصامية إلى أنواع رئيسية بناءً على طبيعة الأعراض وشدتها، وهي:
- اضطراب الهوية التفارقي (Dissociative Identity Disorder – DID): حيث يتعدد وجود شخصيات مستقلة داخل الفرد.
- اضطراب التفكك (Depersonalization/Derealization Disorder): حيث يعاني الشخص من شعور مستمر بالانفصال عن ذاته أو عن الواقع المحيط.
- فقدان الذاكرة التفارقي (Dissociative Amnesia): حيث يعاني الشخص من فقدان ذاكرة شديد دون سبب عضوي.
- اضطرابات التفكك الأخرى (Other Specified Dissociative Disorders): حالات تتضمن أعراض انفصالية لكنها لا تستوفي كامل معايير الأنواع السابقة.
مقال ذو صلة: اضطرابات الشخصية: أنواعها، آثارها السلبية وطرق علاجها
طرق تشخيص اضطراب الشخصية الانفصامية
يعتمد تشخيص اضطراب الشخصية الانفصامية على تقييم شامل من قبل طبيب نفسي مختص، يشمل المقابلة السريرية، فحص التاريخ المرضي، وربما استخدام استبانات نفسية متخصصة.
يهدف التشخيص إلى التمييز بين أعراض الانفصال الناتجة عن الاضطراب أو بسبب حالات طبية أخرى، مثل الصرع أو الفصام. كما يجب استبعاد تأثير العقاقير أو الأدوية التي قد تسبب أعراض مشابهة. يستخدم الأطباء معايير DSM-5 التي تتطلب وجود أعراض تفكك متكررة ومستمرّة تؤثر بشكل واضح على الحياة اليومية، مع عدم وجود سبب طبي عضوي واضح.
طرق علاج اضطراب الشخصية الانفصامية
تشمل طرق العلاج الفعالة لاضطراب الشخصية الانفصامية:
- العلاج النفسي المعرفي السلوكي (CBT): لتعديل الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالاضطراب.
- العلاج النفسي الديناميكي: لفهم الأسباب العميقة والذكريات المكبوتة.
- العلاج بالتعرض: لمساعدة المرضى على مواجهة الصدمات النفسية السابقة.
- العلاج الدوائي: مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، للتخفيف من الأعراض المصاحبة.
- العلاج الجماعي: لتوفير الدعم الاجتماعي وتقليل العزلة.
- تقنيات الاسترخاء والتأمل: لتحسين التحكم في القلق والتوتر.
- العلاج الأسري: لدعم المريض وتحسين البيئة الأسرية.
- التدخل المبكر: مهم جداً لتقليل تطور الحالة وتخفيف الأعراض.
طرق الوقاية من اضطراب الشخصية الانفصامية
على الرغم من صعوبة الوقاية الكاملة من اضطراب الشخصية الانفصامية، إلا أن الخطوات الوقائية تركز على الحد من عوامل الخطر النفسية، مثل:
- توفير بيئة أسرية مستقرة ومحبة تدعم التعبير عن المشاعر، والاهتمام بالصحة النفسية للأطفال منذ الصغر.
- التدخل المبكر في حالات التعرض للصدمات أو الإساءة النفسية.
- توعية المجتمع حول أهمية الصحة النفسية وكسر وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات النفسية.
- تعزيز مهارات التكيف مع الضغوط النفسية من خلال برامج الدعم النفسي والتعليم الذاتي.
في الختام
اضطراب الشخصية الانفصامية هو حالة نفسية معقدة تتطلب فهماً عميقاً وتعاملاً حكيماً. تتداخل فيه عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية، مما يجعل التشخيص والعلاج تحديًا يتطلب تعاونًا بين المريض والأطباء والأهل.
من المهم أن لا يُنظر إلى المصابين بهذا الاضطراب بعين الاتهام أو الخوف، بل يجب دعمهم وتمكينهم للوصول إلى حياة أكثر استقرارًا وجودة. إذا شعرت أنت أو من تحب أنك تعاني من أعراض الانفصال أو فقدان الهوية، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية المتخصصة، فالتدخل المبكر هو المفتاح لتحسين النتائج والتعايش الصحي.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
Dissociative disorders – Symptoms and causes – Mayo Clinic
Dissociative Identity Disorder – StatPearls – NCBI Bookshelf
مصادر أكاديمية وطبية
Psychiatry.org – What Are Dissociative Disorders?
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا