
اضطراب اللغة التعبيرية: أعراضه وطرق علاجه
جدول المحتويات
- تعريف اضطراب اللغة التعبيرية
- مدى شيوع اضطراب اللغة التعبيرية
- أعراضه في مختلف الفئات العمرية
- الرضع (0–2 سنوات)
- الأطفال الصغار (2–4 سنوات)
- الأطفال في سن ما قبل المدرسة (4–6 سنوات)
- أطفال المدرسة (6–12 سنة)
- المراهقون والبالغون
- أسباب اضطراب اللغة التعبيرية
- عملية تشخيص اضطراب اللغة التعبيرية
- طرق علاج اضطراب اللغة التعبيرية
- العلاج النطقي واللغوي (Speech Therapy)
- أنشطة داعمة من الأسرة والمدرسة
- أجهزة وتقنيات مساعدة
- استراتيجيات سلوكية
- دور الأسرة والمجتمع
- المصادر
في عالمنا اليوم، تلعب اللغة دورًا محوريًا في بناء العلاقات والتفاعل الاجتماعي والنجاح الأكاديمي والمهني. يعاني بعض الأشخاص – سواء من الأطفال أو البالغين – من صعوبات في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بالكلام رغم إدراكهم الكامل لما يريدون قوله. هذه الحالة تُعرف باسم اضطراب اللغة التعبيرية Expressive Language Disorder، وهو أحد اضطرابات اللغة النمائية الأكثر شيوعًا.
يهدف هذا المقال إلى تقديم فهم شامل وعلمي عن اضطراب اللغة التعبيرية: ما هو، كيف يظهر، أسبابه، تشخيصه، علاجه، تأثيره على الحياة اليومية، ودور الأسرة والمجتمع. كما نتناول في النهاية استراتيجيات وقائية وداعمة.
تعريف اضطراب اللغة التعبيرية
اضطراب اللغة التعبيرية هو حالة يظهر فيها الشخص قدرة جيدة على فهم اللغة المحكية أو المكتوبة، لكنه يواجه صعوبة في التعبير عن أفكاره ومشاعره بشكل واضح ومفهوم للآخرين. ويتمثل هذا الاضطراب في تباين ملحوظ بين مهارات الفهم السليمة ومهارات التعبير اللفظي أو الكتابي، ما يؤدي إلى تواصل غير فعّال.
ويُطلق الأخصائيون عليه اسم “تعبيري” لتمييزه عن اضطراب اللغة الاستقبالية (Receptive Language Disorder)، الذي يتمحور حول صعوبات في فهم واستيعاب اللغة. بينما يركّز اضطراب اللغة التعبيرية تحديدًا على مشكلات إنتاج اللغة، سواء من خلال الكلام أو الكتابة، رغم القدرة الجيدة على الفهم.
مدى شيوع اضطراب اللغة التعبيرية
تشير الأبحاث إلى أن اضطرابات اللغة النمائية، سواء التعبيرية أو المختلطة، تصيب نحو 7-10% من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. وتظهر الدراسات أن اضطراب اللغة التعبيرية وحده يكون موجودًا عند حوالي 3–5% من الأطفال، مع اختلاف نسب الإصابة حسب العمر والمعايير التشخيصية المستخدمة.
أعراضه في مختلف الفئات العمرية
الرضع (0–2 سنوات)
- يتأخرون عن بدء النطق مقارنة بالأطفال الآخرين
- يصدرون أصواتًا أو كلمة واحدة فقط بكثرة
- يعبرون أكثر بالإيماءات (أصابع، إشارة) من الكلام
الأطفال الصغار (2–4 سنوات)
- الكلام محدود: جمل قصيرة أو كلمات مفردة
- أخطاء قواعدية متكررة (مثل حذف/خَلْط الكلمات)
- لا يبدعون جملًا جديدة، ويكررون دائمًا نفس التعبيرات
الأطفال في سن ما قبل المدرسة (4–6 سنوات)
- صعوبة في سرد قصة متسلسلة
- افتقاد تركيب جمل صحيحة وواضحة
- اضطرابات لفظية: يأخذ وقتًا للعثور على كلمة مناسبة
أطفال المدرسة (6–12 سنة)
- تأثير ذلك على أداء القراءة والكتابة
- مشاكل في التعبير عن الأفكار المعقدة
- خجل أو تجنب للتحدث أمام مجموعات
المراهقون والبالغون
- يجدون صعوبة في الوصف المفصل أو التعبير عن مواضيع عميقة
- استخدام لغة غير دقيقة أو تعيسة (ضبابية)
- تجنب الأحاديث الطويلة أو المناقشات بموضوعات ثقافية أو أكاديمية
أسباب اضطراب اللغة التعبيرية
تشمل العوامل التالية:
- العوامل الوراثية: تاريخ عائلي لاضطرابات اللغة أو النطق يزيد من خطر الإصابة.
- العوامل النمائية العصبية: اختلافات في نمو الدماغ بشكل طبيعي في مناطق إنتاج اللغة مثل الفص الصدغي الأيسر.
- عوامل طبية ومرافقة:
- تعرض لإصابات دماغية
- التوحد أو اضطرابات طيف التوحد
- مشاكل سمعية (مثل ضعف السمع الخفيف) تؤثر على اكتساب اللغة
- عوامل بيئية ونفسية:
- بيئة لغوية فقيرة (قلة المحادثات، عدم القراءة)
- ضغوط نفسية مثل القلق الاجتماعي قد تؤثر على رغبة الكلام
مقال ذي صلة: الاضطراب المفتعل: الأعراض، الأسباب وطرق العلاج
عملية تشخيص اضطراب اللغة التعبيرية
تشخيص اضطراب اللغة التعبيرية لا يعتمد فقط على ملاحظات الأهل أو شعورهم بوجود مشكلة، بل يتطلب إجراء تقييمات دقيقة من قِبل مختصين لضمان دقة التشخيص وشموليته. يُعد أخصائي النطق واللغة هو المختص الأساسي في هذه العملية، حيث يقوم بإجراء اختبارات معيارية لتقييم المفردات، والبنية اللغوية، والطلاقة، بالإضافة إلى مراقبة الطفل أثناء اللعب أو التفاعل مع الآخرين، واختبار قدرته على التعبير عن مفاهيم وأفكار محددة بطريقة واضحة ومترابطة.
وفي بعض الحالات، قد تُستدعى خبرات مختصين آخرين للمساعدة في التقييم، مثل الأخصائي النفسي أو التربوي لتقديم نظرة شاملة عن الجوانب المعرفية والسلوكية، وأخصائي السمعيات لاستبعاد وجود فقدان سمع خفي قد يؤثر على مهارات التعبير، كما قد يكون من الضروري اللجوء إلى طبيب نفسي أو طبيب أعصاب في حال وجود مؤشرات على اضطراب طيف التوحد أو مشاكل عصبية أخرى.
يعتمد التشخيص أيضًا على معايير واضحة مستندة إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) والتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11)، والتي تشترط وجود تأخر أو قصور ملحوظ في التعبير اللفظي يتجاوز ما هو متوقَّع بالنسبة للعمر الزمني، على أن يكون لهذا القصور تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي أو الاجتماعي، دون أن يكون ناتجًا عن إعاقة ذهنية عامة، أو فقدان سمع، أو أسباب طبية أخرى.
طرق علاج اضطراب اللغة التعبيرية
العلاج النطقي واللغوي (Speech Therapy)
- بناء حصيلة لغوية قوية (Teach vocabulary)
- تدريب على تركيب جمل مفهومة
- تمارين لاستخدام الكلمات المناسبة في سياقها
- أنشطة لزيادة الطلاقة اللفظية (ملء الفراغات، سرد القصص)
أنشطة داعمة من الأسرة والمدرسة
- قراءة القصص المشتركة وزيادة التفاعل
- تحفيز الطفل على وصف الأشياء والتحدث عن يومه
- تشجيع السؤال والتفكير اللفظي
- التعاون مع المعلّمين لتوفير بيئة داعمة (وقت إضافي، توجيه الكلام)
أجهزة وتقنيات مساعدة
- بطاقات الصور أو الكلمات
- تطبيقات تعليمية على الأجهزة الذكية:
- تعليم كلمات جديدة
- تشجيع التحدث باستخدام اعتبارات بصرية
استراتيجيات سلوكية
- تعزيز الكلام الإيجابي (مديح عند محاولات التعبير)
- التعامل مع القلق من الكلام (تنظيم الحواس والإيقاع)
دور الأسرة والمجتمع
دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في دعم الطفل المصاب باضطراب اللغة التعبيرية يشكّل عنصرًا محوريًا في مسار التحسن والتكيف. فالتكامل بين هذه الجهات يوفّر بيئة داعمة تسهم في تقوية مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية بشكل فعّال.
- دور الأسرة
تبدأ المساهمة الفعلية من الأسرة، من خلال التواصل الذهني المبكر مع الطفل، وتشجيعه المستمر على الكلام والتعبير منذ سنواته الأولى. كما يُنصح بخلق بيئة منزلية غنية باللغة، تتضمّن قراءة القصص، وإجراء حوارات وصفية، وتشجيع الطفل على المشاركة في الحديث بشكل يومي، مما يثري مفرداته ويقوي قدرته على التعبير.
- دور المدرسة
تلعب المدرسة دورًا مهمًا في توفير برامج تهدف إلى تعديل السلوك وتعزيز المهارات اللغوية، من خلال خطط فردية تتناسب مع احتياجات الطفل. كما يشمل الدعم توفير عمل اجتماعي مخصص لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، ومساعدته على التفاعل الإيجابي مع أقرانه داخل البيئة الصفية.
- دور المجتمع والمؤسسات
أما على المستوى المجتمعي، فإن حملات التوعية تساهم في زيادة فهم الناس لهذا الاضطراب، وتقليل الوصمة المرتبطة به. كما تقوم بعض المؤسسات بإطلاق مبادرات لتدريب الأخصائيين في مجالات التخاطب والتربية الخاصة، وهو ما يسهم في سد الفجوة وتوفير عدد أكبر من المختصين المؤهلين لتقديم الدعم المناسب للأطفال وأسرهم.
في الختام
اضطراب اللغة التعبيرية تحدٍ ولكنه قابل للتعامل بشكل إيجابي وفعّال للحياة اليومية والمستقبل. بالتشخيص الدقيق، التدخل المبكر، والتعاون بين الأسرة والمدرسة، يمكن للشخص تخطي هذا التحدي وبناء مهارات لغوية قوية.
المصادر:
What is expressive language disorder?
Developmental expressive language disorder: MedlinePlus Medical Encyclopedia
Language Disorders in Children – Stanford Medicine Children’s Health
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا