يلجأ المرشد أحيانا إلى التنوع عند استخدام فنيات الإرشاد الأسري وذلك بهدف التوصل إلى أنسبهم لحل المشكلة القائمة داخل الأسرة والعمل على حلها، وتقديم مجموعة من التوجيهات والخدمات الإرشادية بهدف مساعدة أفراد الأسرة في التخلص من المشاكل والعقبات التي تواجههم، وتناول العمليات التي تحدث داخل الأسرة الواحدة باعتبارها شراكة بين مجموعة من الأعضاء داخل منظومة واحدة.
أهم فنيات الإرشاد الأسري
النقاط التالية توضح أهم تقنيات الإرشاد الأسري[1]:
المحاضرة
وهي قيام أفراد الأسرة الواحدة بحضور ندوات وجلسات تعريفية بطرق سهلة وبسيطة من خلال جلسات سرية، وذلك لزيادة تنمية الوعي عندهم بأهمية الإرشاد الأسري، مما يؤدي إلى زيادة استيعابهم لتلك المفاهيم بطرق سلسة، مما يعمل على تشجيعهم على استقبال المعلومات المتعلقة بحل مشاكلهم داخل المحاضرة، بما يلبي عندهم الشعور بالربط بين المشكلة و حلها، وبذلك يصبح عندهم الرغبة في حضور الجلسات لمعرفة بعض أنواع المشاكل وحلها، ونمو أهداف جديدة تسعى نحو حل المشاكل الأسرية المختلفة والقضاء على النزاع الأسري.
أهم الأهداف التطبيقية لتقنية المحاضرة
- تنمية البناء المعرفي بالنسبة لأفراد الأسرة الواحدة.
- العمل على تقويم الحالة النفسية لدى أفراد الأسرة.
المناقشة والحوار
والمناقشة من أهم فنيات الإرشاد الأسري التي تقضي بإستخدام روح المناقشة الجماعية كمنهج مناسب يعمل على ملائمة الخدمات الحوارية، وتبادل الآراء والعمل على تغيير المعرفة بشكل دينامي، مما يؤدي إلى إثارة ذاتية التفكير بالنسبة لأعضاء الجلسة بما في ذلك اتجاهاتهم وأفكارهم، وبذلك نكون بصدد أهمية المادة العلمية كأساس مناقشة المواضيع المختلفة.
أهم الأهداف التطبيقية لتقنية المناقشة والحوار
- تنمية الوعي المعرفي لدى أعضاء الجلسات الأسرية.
- تعديل جميع الأفكار والمعتقدات الخاطئة.
- تقوية أسس التواصل بين أفراد الجلسة من خلال استخدام أساليب المناقشة والحوار.
- التطرق إلى معرفة الآداب الصحيحة للحديث.
- القيام بفتح قنوات الاتصال الفكري بين أعضاء الأسرة.
- القيام بتحليل جميع الأفكار الغير عقلانية بإستخدام المنطق.
- القيام بفرز الاستجابات الغير منطقية، ومحاولة دحضها عن طريق الإقناع.
- حرص أفراد الأسرة على التشجيع على إقامة أفكار موضوعية، تعمل على تحفيز الطفل على الاقتناع بتقبل أعضاء النسق الأسري.
مقالات ذي صلة : تعريف علم النفس الطبي ونشأته وأهم استخداماته
إعادة الصياغة
وتتمثل هذه التقنية في العمل على إعادة صياغة جميع الأفكار اللاعقلانية لعضو من أعضاء الأسرة، وضرورة التخلص منها بأسرع وقت واستبدالها بأخرى عقلانية سليمة.
التجسيد الأسري
ومضمونه التعرف على طبيعة النسق الأسري، وكيفية التواصل، وماهية العلاقات الشخصية بين أفراد الأسرة وذلك من خلال القيام بتجسيد بعض المواقف الأسرية.
التواصل
وتعمل هذه التقنية على تحسين وسائل الإتصال بين أعضاء الأسرة الواحدة، وذلك باستخدام إستراتيجيات حديثة لمعرفة وتبادل الأفكار داخل الأسرة الواحدة.
التعزيز الإيجابي
والتعزيز الإيجابي من أهم فنيات الإرشاد الأسري، ومضمونها يتمثل في تقديم بعض التدعيمات الإيجابية سواء كانت اجتماعية أو مادية وذلك لعضو الأسرة الغير مرغوب في سلوكه.
لعب الأدوار
وتتمثل هذه التقنية في القيام بإسناد أحد الأدوار لعضو من أعضاء الأسرة بشكل أساسي ثم القيام بتبديل هذا الدور وتقليد دور آخر لسهولة معرفة السبب وراء سلوك هذا الشخص.
التغذية الراجعة
وتتمثل هذه التقنية في القيام بتقديم تعديل مباشر لاستيعاب عضو من أعضاء الأسرة وتقديم كافة الخدمات التي تؤهله إلى تعديل سلوكياته بشكل مقبول والمرونة في تقلد الوظائف داخل الأسرة.
النمذجة
وهي التقلد بسلوكيات فرد من أفراد الأسرة والإيمان به واتخاذه قدوة عليا.
التدريب التوكيدي
وأساس هذه الفنية هو قيام أحد أعضاء الأسرة بالتدرب على القيام بالتعبير عن أحاسيسه ومشاعره، والدفاع بشكل إيجابي عن معتقداته.
الواجبات المنزلية
وهذا الأسلوب من شأنه تغيير السلوك وتعديله، وكذلك معرفة كيفية التغيير، وماهو شعورهم، وتفكيرهم، كما تعمل هذه التقنية على تغيير بَناء واعادة مسارات الأسرة بتغيير المسافات والود بين أعضائها.
التخطيط الوراثي (العرقي)
ومقتضى هذه التقنية الربط بين ثلاثة أجيال، ويرسم هذا التخطيط خريطة تعمل على توضيح العلاقات داخل الأسرة و توضيح دور وحدود كل شخص داخل الأسرة، وعلاقة كل فرد بالآخر، بالإضافة إلى علاقة الأسرة بالمجتمع.
معالجة عدة أسر
وهو القيام بحل مشكلة أكثر من أسرة في وقت واحد وذلك لتنمية الوعي بأن كل الأسر تعاني من بعض المشكلات وأنه لأمر طبيعي، كما تساعد الأسرة في تخفيف التوتر تجاه المعالج.
إعادة البناء المعرفي
ويقتضي مضمون هذه التقنية في تخطي الإدراكات الخاطئة، والتغلب على الأحكام المغلوطة، وبالتالي يتعلم الفرد أن بعض هذه المفاهيم الخاطئة تؤدي إلى بعض المشاكل الانفعالية التي يعاني بسببها، ولذلك الهدف منها هي إعادة وتغيير الجمل الداخلية.
وتعتبر المشاكل الأسرية من أهم ما يهاجم المنظومة الأسرية، وهذه المشاكل يرجع سببها غالباً إلى التفاعلات الأسرية الخاطئة، وليس بسبب خطأ فرد من أفراد الأسرة، لذلك يحب الالتزام بقواعد الإرشاد الأسري حتى نتلاشى حدوث أي انهيار في صدع جدار الأسرة باعتبارها منظومة واحدة، فالوالدين داخل كيان الأسرة يكونوا بمثابة رؤساء هذه المنظومة والتعليمات والقواعد التي يقوموا بوضعها لابد أن يقوم الأبناء بالالتزام بها فهي في الغالب تؤدي إلى النجاة بكيان الأسرة والحفاظ عليها.
ويعتبر الإرشاد الأسري هو عملية مبسطة بين شركاء المنظومة الواحدة لفهم طبيعة الحياة الأسرية، ومسئوليتها من أجل تحقيق الاستقرار الأسري، وحل المشاكل الأسرية، لذلك فإن مفهوم الإرشاد الأسري يرجع لكونه يتناول أعضاء العائلة الواحدة كجماعة.
وأي كان نوع الإرشاد الأسري طالما أنه ينصب بصورة أساسية على تناول المشاكل الأسرية وبطريقة تضمن تفاعلات أعضاء الأسرة، سواء كان الذي يحضر جلسة الإرشاد هو عضو من أعضاء الأسرة بمفرده، أو الوالدين، أو طرف واحد فقط.
الأهداف العامة للإرشاد الأسري
النقاط التالية توضح أهم العامة للإرشاد الأسري[2]:
- القيام بتقديم المساعدة اللازمة للوالدين للحصول على استجابات صحيحة لرد فعل الأبناء والقيام بالسلوك الصحيح.
- من خلال الخدمات الإرشادية بطريقة سلسة وغير مباشرة يمكن استيعاب المشاكل لدى الأبناء والقيام بحلها مما يتيح الفرصة المناسبة للأبوين من التواصل الجيد مع الأبناء.
- القيام بتسهيل مهمة الوالدين في رعاية الأبناء وتنشئتهم على القوة في تناول المشكلات وحلها.
- دعم الوالدين في فهم أحاسيس الأبناء ومساعدتهم فى تعلم بعض المهارات التي تساعدهم في حل المشاكل، والقيام باتخاذ قرارات سليمة.
- القيام بمساعدة الوالدين وتدريبهم على رعاية الأبناء وحل مشاكلهم، بالإضافة الى توجيه الوالدين إلى ضرورة اكتساب سلوكيات ومهارات تقوم بالتأثير بشكل إيجابي على جميع الجوانب الخاصة بالنمو السليم لأبنائهم.
- القيام بتسهيل جوانب التواصل الإجتماعي بين جميع أفراد الأسرة، وتوفير الجو المناخي الملائم لهذا التواصل.
- العمل على دعم سلوكيات الأسرة والارتقاء بها إلى حد التعاون في تناول المشكلة وحلها.
- النهوض بمستوى التكافئ الأسري، وتحقيق الاستقرار الأسري.
مقال ذي صلة: أنواع الإرشاد الأسري وأهم البرامج والأساليب المستخدمة
أهم التوجيهات الموجهة للمرشد الأسري
- يجب على كل أسرة وضع مجموعة من القوانين والضوابط، وتكوين شبكة اتصالات قوية وعلاقات فريدة، فالأسرة عبارة عن منظومة اجتماعية تختلف فيها آراء أعضائها وتصرفاتهم داخل حدود الأسرة تختلف عن خارجها.
- المنظومة الأسرية هي منظومة تختلف عن باقي المنظومات التي يجتمع فيها عدد من الأفراد.
- أهم أساسيات الأسرة هي الاتزان والتوازن فعند تشكيل العلاقات والأدوار ومع استمرارها لفترة زمنية فإن الأسرة تأبى أي محاولة للتغيير، بالإضافة إلى أن هذا التغيير يُطالب من القائم بأعمال الإرشاد كسر هذا النوع من التوازن.
- يجب التذكر أن أفراد الأسرة الواحدة قد يدفعوا بعضهم إلى الاضطراب النفسي، فالشخص صاحب المشكلة نفسه، تظهر عليه بعض الأعراض التي تؤدي إلى زيادة مستوى التوتر الأسري.
- كما أن بعض الصفات الأسرية يمكن تداولها بين الأجيال، ولكن يكمن الاختلاف بين استيعاب كل أسرة لها.
- قد تنتقل نفس المشكلة التي عانى منها أحد الأفراد إلى فرد أخر داخل نفس الأسرة الواحدة.
- للنجاح فى حل المشكلة والتصدي لها يجب عقد جلسة أسرية جماعية لمناقشة المشكلة وحلها.
- إن النجاح في علاج المشكلة وحلها يتطلب تناول المشكلة من كل النواحي والقيام باستخدام التقنيات العلاجية الحديثة.
- لتحقيق أفضل نتائج العلاج الأسري، يعتمد أساساً على مدى الوعي الثقافي في الأسرة لمفهوم الجماعة، وتواصلهم بشكل مستمر وقدرتهم على تحمل مسؤولية تغيير السلوك.
- كما يمكن استخدام العلاج الأسري للاسرة بأكملها، أو لفرد من أفراد الأسرة.
- كما يمكن استخدام الإرشاد الأسري لحل جميع المشاكل الأسرية، ويمكن أن يتضمن تغيير أو تعديل طريقة التواصل بين أفراد العائلة، بالإضافة إلى أنه يمكن القيام بتغيير المسؤوليات والأدوار وتغيير السلوكيات، وتغيير وتعديل طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا