نظرية التحليل النفسي[1] تقوم على دراسة اللاشعور، حيث تعمل على الوصول إلى الدوافع التي أدت للقيام بالسلوك غير السوي، ولذلك يرى البعض أنها لا تصلح أن تكون ضمن نظريات الإرشاد، لأنها تختص بالذين يعانون من الأمراض النفسية، ولا يمكن تطبيقها على الأسوياء، فالإرشاد والتوجيه النفسي يعتمد على تعديل السلوك عن طريق الشعور، وهو عكس مبادئ نظرية التحليل النفسي، ولكن مع إضافة بعض التعديلات يمكن أن تدخل نظرية التحليل النفسي ضمن نظريات الإرشاد.
نشأة نظرية التحليل النفسي
تم الوصول إلى نظرية التحليل النفسي في نهاية القرن التاسع عشر من قبل الطبيب والعالم فرويد، الذي اعتمد في نظريته على علاج مرضاه عن طريق البحث فيما وراء الشعور، أي ما يحمله المريض من دوافع وذكريات غير ظاهرة.
كان فرويد يرى أن اللاشعور هو المتحكم الرئيسي في السلوك الشاذ، الذي قد ينشأ لدى الفرد نتيجة لأحداث بدأت منذ الطفولة وتركت أثرها في العقل الباطن للمريض، وعمل فرويد على علاج مرضاه وتعديل سلوكهم بالاعتماد على نظريته.
رواد نظرية التحليل النفسي
- سيجموند فرويد Freud يعتبر فرويد هو المؤسس الحقيقي للنظرية، والتي بدأ العمل بها عن طريق التنويم المغناطيسي، ثم بدأ في العمل على علاج مرضاه عن طريق تفسير الأحلام وألف كتاباً بعنوان تفسير الأحلام، ثم أسس فرويد مدرسة التحليل النفسي التي قامت على ثلاثة اتجاهات رئيسية وهي(الطفولة والكبت والجنس)، ثم بدأ تلاميذ “سيجموند فرويد” بإدخال بعض التجديدات على النظرية، ومن أشهر تلاميذه ما يلي:
- كارل يونج Jung: قام فرويد بتعيينه رئيساً لجمعية التحليل النفسي، ولكن كارل قام بتعديل نظرية فرويد، وصنع نظريته الخاصة والتي عرفت بالسيكولوجيا التحليلية.
- ألفريد آدلر Adler: اختلف آدلر مع فرويد في مدى تأثير الدوافع الجنسية على السلوك، ورأى أن للدوافع الاجتماعية تأثير أكثر قوة، وتحدث عن مفهوم الذات.
- أبرام كاردينر Abram Kardiner: يعتبر من المجددين في نظرية التحليل النفسي ، وعمل على إدخال دور الحياة الاجتماعية ودراسة مدى تأثيرها على العلاج وتوجيه السلوك.
- كارين هورني Horney: سارت هورني لمدة طويلة في علاجاتها على نظرية التحليل النفسي، ولكن قامت بالتغيير في أسلوب التطبيق الذي اعتمد عليه فرويد، وتناولت ما يُعرف بالذات المثالية والواقعية، حيث كانت ترى أن العصاب الذي يُصيب الفرد، يأتي من بعده عن ذاته الحقيقة والسعي للحصول على الصورة المثالية غير الحقيقية.
- أوتو رانك Rank: يعتقد أوتو رانك أن نمو الذات يمر بثلاثة أدوار منذ الطفولة هي: دور الشخصية العادية، ودور الشخصية العصابية، ثم دور الشخصية المتوافقة، وركز رانك على تطور الذات منذ الصغر، ومجاهدة الفرد حتى يصل إلى تحقيق ذاته.
- هاري ستاك سوليفان Sullivan: أعتقد أن شخصية الفرد تنمو بطريقة دفاعية يحفظ بها نفسه من القلق، كما لفت إلى أهمية دراسة خصائص التفاعل بين الفرد والمجتمع المحيط به.
- إيريك فروم Fromm: رأى أن الشخصية عبارة عن مجموعة من الخصائص الجسمية والنفسية التي خلقها الله فيه، وتميزه عن الآخرين، وأنه اجتماعي بالفطرة، ولفت النظر إلى أهمية دور الأسرة في حياة الفرد.
- فرانز وتلز وولهلهم ستكل: من الأعضاء الذين ينتمون إلى نظرية التحليل النفسي، اختلفا في بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بالنظرية مما أدى إلى تمردهم على النظرية فيما بعد.
- إرنست جونز Ernest Jones: كان محللاً نفسياً، وطبيباً للأعصاب، وأول من تناول التحليل النفسي باللغة الإنجليزية، وكان على علاقة صداقة وطيدة بفرويد، وعمل على تعديل بعض أساسيات نظرية فرويد.
أسس ومبادئ نظرية التحليل النفسي لفرويد[2]
يقوم المعالج بإفساح المجال للمريض حتى يتحرر من كل القيود ويطلق لخياله العنان للتحدث عن كل ما يدور في ذهنه، فالفرد هنا يترك أفكاره تأتي دون رقيب وبدون أن يستدعيها بإرادته، وهو مبدأ التداعي الحر، ويعتبر من المبادئ صعبة التنفيذ، حيث أن:
- المريض يكون غير معتاد على أن يقول ما يجول في ذهنه.
- أحيانا لا يستطيع أن يعبر عن أفكاره باستخدام الكلمات.
- تدخل العقل الواعي أحيانا وتحريف الأفكار التي تقال.
- عدم قدرة المريض على الثقة في المعالج وإخباره بكل ما يجول في ذهنه.
ولكن التداعي الحر يساعد المعالج في إرشاد المريض وعلاجه، حيث كانت طريقة التداعي الحر تقابل التنويم المغناطيسي سابقا، فالمبدأ الذي تقوم عليه نظرية التحليل النفسي هو ليس علاج السلوك أو تقويمه، وإنما الوصول إلى ما أدى لحدوث هذا السلوك.
وقد أسس فرويد نظرية التحليل النفسي على شقين أساسيين هما المبدأ الأساسي والمبادئ الفرعية، التي نوضح كل منها في ما يلي:
أولاً: المبدأ الأساسي في نظرية التحليل النفسي
مبدأ الحتمية السيكولوجية
يوضح أن كل عرض يظهر على الفرد يرجع سببه إلى علة كامنة داخلية منذ الطفولة، فلا مجال لوجود محتوى في العقل يرتبط بالصدفة العارضة، فكل ما يقابل الفرد من أحداث مربوط بما تعرض له في الماضي.
كما أن كل ما يظهر على الفرد من انفعالات مختلفة أو فلتات لسان هي في الأصل سلوك حتمي لا يستطيع تفاديها، فكل ما حدث في الماضي هو المُكون الأساسي للمواقف الجديدة.
ثانياً: المبادئ الفرعية في نظرية التحليل النفسي
مبدأ التوازن أو اللاشعور
يعبر مبدأ التوازن عن وجود الشيء وضده داخل نفسية الفرد، وتنشأ تصرفات الفرد نتيجة المحصلة من هذا التناقض الداخلي، على سبيل المثال؛ حب الأب للأبناء هو قوة يقابلها قوة مضادة كامنة في اللاشعور ترفض التقيد والهموم التي يتعرض لها الأب لتوفير حياة كريمة للأبناء على حساب نفسه.
مبدأ الفاعلية النفسية أو المبدأ الدينامي
يوضح أن النفس البشرية مكونة من قوى لها القدرة على التحرك، وليست ساكنة، وكل هذه القوى تُسبب الضغط والتفاعل الدائم، كما أن الجهاز العصبي للإنسان دائم الصراعات طوال العمر، وأن كل ما يطرأ على الفرد هو نتاج تغلب إحدى هذه القوى على الأخرى.
مبدأ اللذة والواقع
يرى فرويد أن الإنسان يعيش من أجل البحث عن اللذة، ولكن لا يقوم بها خوفا مما قد يصيبه، فيعتمد على مبدأ الواقع وتأجيل شعوره في تحقيق ذاته وإشباع رغباته.
مبدأ التحول
يقضي بتحويل الطاقة الغريزية الكامنة في الفرد لتحقيق الغايات الاجتماعية السامية، ويعتبر فرويد أن التحول هو أساس رقي الفرد والمجتمع، ويرى فرويد أنه بالرغم من أن مبدأ التحول هو السبب في ظهور الأعراض النفسية لدى الكثير، إلا أنه يظل المبدأ السامي.
مبدأ الوراثة
يرى فرويد أن كل تصرف يصدر من الفرد، يعود سببه إلى العوامل الفسيولوجية في جسم الإنسان، وأن الغريزة هي المسبب الأول في كل نشاط ينشأ من النفس.
المفاهيم الأساسية لنظرية التحليل النفسي[3]
نظر فرويد إلى شخصية الإنسان نظرة ضيقة، أعتمد فيها على أن الإنسان كائن بيولوجي تُحركه الغرائز لإشباع حاجاته الجسمية، وأنه إنسان موجه تُحركه قوى غير منطقية، وأنه مُسير بالشر الذي يكمن بداخله.
وتعتبر نظرية التحليل النفسي من أقدم النظريات في علم النفس والإرشاد، قامت بوضع مفاهيم معقدة مختلفة الأوجه لعقل الإنسان، وجاءت مفاهيم نظرية التحليل النفسي من التجارب التي أجراها فرويد بالتنويم المغناطيسي على مرضاه، ومن هذه المفاهيم ما يلي:
1- مكونات الشخصية
اعتمد فرويد في نظريته على أن شخصية الفرد تتكون من 3 محاور داخلية لكل منها سماته ومميزاته وهي:
الهو (Id):
- تُعبر الهو عن الغرائز والدوافع الرئيسية كالجوع والشهوات الجنسية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، وهي الوعاء الذي يحوي بداخله الغرائز والرغبات التي لم تُشبع في الواقع بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية، هذه الرغبات تظل كامنة داخل الشخص تنتظر اللحظة المناسبة للانطلاق، وهي نفس اللحظة التي يموت فيها ضمير الإنسان.
- فسرها العلماء بأنها عمياء اجتماعياً، ليس لديها المقدرة على التمييز بين الخير والشر، ويحركها دافع اللذة والشهوة فقط، وما يكمن بداخلها من مواد مكبوتة، هي كلها قهرية لا يتحكم الإنسان في خروجها، وإنما تعبر هي عن نفسها بعدة أشكال مثل زلات اللسان وتحطيم الألعاب والأحلام.
الأنا (Ego):
- تعتبر اليد التنفيذية لما بداخل الشخصية، وتستمد الأنا كامل طاقتها من الهو، فهي تقوم بتحويل الغرائز إلى حاجات شبه مقبولة تتمشى مع ما تطلبه الأنا العليا، وتقوم الأنا على مبدأ الواقع والسيطرة على رغبات الهو وإشباعها بطرق شرعية تناسب المجتمع والدين.
- وهي الأداة المنظمة بين متطلبات الهو مع العالم الخارجي، وإذا فشلت في ذلك يصبح الشخص مريضاً نفسياً.
- وتنقسم الأنا إلى شقين أساسيين هما الشعور وهو الطاقة النفسية التي يستطيع الفرد توجيهها، واللاشعور وهي الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الشخص بشكل غير مقصود لتقليل القلق.
- كلما امتلكت الأنا القدر الكافي من الطاقة النفسية، كلما تكيف الشخص مع البيئة المحيطة به واستطاع التغلب على مشاكله، وكلما كانت الأنا متزنة، كلما ظهرت الشخصية بشكل طبيعي متكامل، والعكس صحيح.
الأنا العليا (Super Ego)
- تتمثل الأنا العليا في الضمير والمثالية التي تعمل على تعزيز الأخلاق، وتعمل على محاولة إقناع الأنا بالتمسك بتحقيق الأهداف الأخلاقية، والوصول إلى الرغبات بالطرق المشروعة التي تحقق الكمال للشخصية.
- تنشأ الأنا العليا مع الشخص منذ الصغر، عن طريق ما يتعرض له الطفل من تعاملات اجتماعية، أو من خلال التربية، وتعمل بمثابة المعلم المسيطر على سلوك الشخص إذا تم العمل عليها وتهذيبها منذ الطفولة.
- الأنا العليا هي التي تسبب في نشأة عقدة الذنب إذا خالفها الشخص وانقاد وراء غرائز الهو والأنا،قد يكون الضمير المتمثل في الأنا العليا قاسياً جداً، والعكس صحيح.
خلاصة ما توصلت له النظرية في تحليل مكونات الشخصية هو عند سيطرة الأنا الأعلى على الأنا، تصبح شخصية الفرد مثالية، أما إذا سيطرت الأنا على الشخص أصبح السلوك أكثر واقعية، أما إذا سيطرت الهو على الشخص أصبح السلوك اندفاعي أهوج لا يفرق بين الخير والشر،
كما أن الصراع الذي يحدث بين الأنا والأنا العليا يؤدي بصاحبه إلى حدوث الاضطرابات النفسية المختلفة مثل الوسواس القهري، أو الاكتئاب.
2- الغرائز أو الدوافع الجنسية
يرى فرويد أن دوافع الفرد تتحدد بطاقته الجنسية، وأن كل ما يقع أمام نظره يتم فهمه بشكل جنسي، وعرف ذلك بمبدأ “الليبدو”، ورأى أن الفرد منذ ولادته يبحث عن المتعة الجنسية، فمثلا؛ يشبع الرضيع رغباته الجنسية عن طريق الرضاعة من ثدي الأم، حيث تتطور غريزة الجنس لدى الشخص عن طريق الانتقال من المرحلة الفمية، إلى المرحلة التناسلية بعد البلوغ، وأثناء هذه الانتقالات تتعرض الحالة الجنسية للشخص إلى الثبوت أو التغيير.
واختلف بعض تلاميذ فرويد معه في فكرة الغرائز الجنسية، حيث اختلف كلاً من آدلر، ويونج، وكذلك هورني، وقللوا من شأن السيطرة الجنسية على الشخص، ولكن لم ينكروا أهميتها.
ويرى فرويد أن الغرائز تتنوع داخل الفرد نفسه، وقسمها إلى قسمين أساسيين هما:
- غريزة الحياة (Eros): وتعرف أيضاً بالغريزة الجنسية، وهي التي تعمل على حفظ الذات والآخرين.
- غريزة الموت (Thanatos): وتعرف أيضاً بالغريزة العدوانية وتشمل التخريب والتدمير وأي تصرفات اندفاعية لتطبيق الشر.
3- إمعان النظر في الاضطرابات النفسية
يرى فرويد أن الأعصاب والاضطرابات النفسية تعود إلى الصراع المستمر بين الهو والأنا، حيث يحاول الأنا دائماً تطويع الهو بما يتوافق مع أصول ومتطلبات المجتمع، كما أنها قد تعود إلى:
- الإحباط الذي يتكون بسبب أن الشخص يرى أن إشباع الرغبة الكامنة في الهو يُشكل خطراً كبيراً، لذا يسعى الشخص لكبت هذه الرغبة عن طريق الأنا.
- إظهار الكبت الذي تسبب فيه الأنا لرغبات الهو يكون عن طريق تحويل تلك الرغبات لأعراض عصابية لمحاولة إشباعها.
- الطريقة غير المرضية من تجاه المجتمع في ترتيب الأمور الجنسية، التي تطلب من الأنا العليا أن يضحي برغباته لصالح المجتمع.
- يعيش الفرد صراعاً بسبب عدم توازن قدرته على كبت الغرائز مع ظهور الرغبة الجنسية بشكل قوي في سن البلوغ.
- القضاء على الصراع بين الهو والأنا الأعلى يعتبر من مسؤولية الأنا لتحقيق الأهداف بشكل لا يتعارض مع المجتمع.
4- التكوين العقلي
يتكون عقل الإنسان تبعاً لوجهة نظر فرويد من ثلاثة أقسام هي الشعور واللاشعور وما قبل الشعور، نوضح كلاً منها على النحو التالي:
- الشعور: يرى فرويد أنه أي مادة تأتي من العالم المحيط بالفرد أو من داخله، وأنه نقطة الوعي الكامل للمدركات الحالية للفرد، التي تتمثل في أي موقف أو حادث خارجي يتعرض له، أو الأحلام والذكريات والمشاعر التي تكمن داخله.
- اللاشعور: يعتبر فرويد أن اللاشعور هو المادة الأساسية التي يتكون منها الجهاز النفسي، وأنه المحرك الأصلي لسلوك الفرد، ويحتوي الشعور على كل ما هو مدفون مكبوت يصعب استدعاؤه، وأن هذه المكبوتات تظهر بشكل الاضطرابات النفسية والأحلام، ويرى يونج أن اللاشعور ينقسم إلى جمعي يتمثل في الموت والميلاد والأمومة، وشخصي يتمثل في المواد المكبوتة والمشاكل النفسي.
- ما قبل الشعور: قام فرويد بإضافته فيما بعد وفسره بأنه كل ما هو بعيد عن منطقة الشعور ولكن يمكن استدعاؤه مثل المعارف والذكريات السعيدة أو المؤلمة.
5- الوسائل الدفاعية
اعتبر كلاً من فرويد وابنته أن هناك مجموعة من وسائل الدفاع الكامنة داخل أي فرد، وقاما على تقسيمها إلى أربعة أنواع هي:
أولاً: الوسائل الدفاعية المرضية:
- الإسقاط الوهمي: حيلة دفاعية لاشعورية واضطراب عقلي في التفكير، يسبب لوم الآخرين على فشل الشخص ذاته في تحقيق أهدافه.
- اضطراب التحويل: حيلة دفاعية لاشعورية تحدث لأصحاب الأعراض العصبية التي لا تتعلق بمرض عضوي واضح، وهو ما يعرف بالهستيريا.
- الإسقاط: عبارة عن إنكار الفرد لصفة سيئة في نفسه وإلصاقها بالآخر، الأمر الذي يؤدي إلى إفساد العلاقة مع الآخرين.
- الاستعلاء: ينتاب الفرد الشعور بالفخر والعظمة عن الآخرين، كوسيلة دفاعية لإخفاء الشعور الحقيقي بالدونية.
- النقص: تنبع من إحساس الفرد بعدم الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى المعاملة الاستبدادية مع الآخرين لتعويض النقص.
- الكذب والتشويه: محاولة الخروج من الشعور بالقلق عن طريق تغيير الحقائق والمبادئ بما يتوافق مع الهوى.
- الإنكار: هو رفض الواقع الذي يسبب التوتر، وعدم التعايش معه أو الاعتراف بأنه موجود، وبالتالي تخفيف حدة التوتر.
ثانياً: الوسائل الدفاعية غير الناضجة
- الحيل اللاشعورية: يرى فرويد أن اللاشعور مخزن للرغبات الانفعالية الموجودة في الفرد منذ ولادته، والتي يستخدمها للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الخارجية.
- الكبت: يقضي بأن الإنسان يحاول نسيان ذاته منذ الطفولة، ببعض الهجمات التي ينسجها من خياله، وفي هذه الفترة تنشأ الشهوة الجنسية.
- التعويض: سلوكيات تظهر على أصحاب الحالات الخاصة، مثل حالة السيطرة التي قد يفرضها القزم على الشخص غريب الخلقة، في محاولة إشباع رغبة أليمة مكبوتة.
- التنفيس: هو الانفعالات التي تصدر من الفرد بغرض التنفيس عن مشاعر مكبوتة، نتجت من تعرضه للتربية السيئة في الطفولة.
- المثالية: من المصطلحات التي شاع استخدامها في نظرية التحليل النفسي، وهي وصف الذات أو الغير بالصفات الإيجابية.
- الإنقاص: هي إنقاص قيمة الآخرين أو إنقاص قيمة موقف ما، وفيها يصف الفرد غيره بالصفات أو المشاعر السلبية.
- العدوان: هو ما يصدر تجاه الغير من مواقف سلبية بشكل غير مباشر، عن طريق الاستهزاء بالغير، واللامبالاة، والعناد تجاه الآخر.
- الجسدنة: عملية لاشعورية يقوم فيها العقل بترجمة الآلام النفسية إلى آلام جسمانية مزمنة، مثل آلام الظهر والمفاصل.
- الخيال: هو انفصال الفرد عن الواقع الخارجي، والعيش في صومعة خيالية خاصة، لمحاولة حل المشاكل الداخلية والخارجية دون الاحتكاك بالواقع.
ثالثاً: الوسائل الدفاعية العصابية
- الإزاحة: هي عملية تغيير وجهة الطاقة في تحقيق هدف ما إلى تحقيق هدف آخر، ومحاولة إزالة التوتر بالبحث عن الأفضل.
- التبرير: هي إيجاد أسباب مقنعة لتبرير سوء السلوك، وهي عملية لاشعورية سببها أرتفاع (الأنا) للفرد التي تغير الحقائق لحفظ ماء الوجه.
- الكبح: هي إخفاء المشاعر غير المقبولة من تجاه المجتمع، ونقلها من الشعور إلى اللاشعور.
- النكوص: ممارسة أسلوب سلوكي غير متوافق مع المرحلة العمرية الحالية، ليحمي الفرد ذاته من الشعور بالقلق أو الخوف.
- التحويل العكسي: يقضي باتباع سلوك مخالف للموقف، كأن يشعر الفرد بالخوف تجاه شخص معين، ويتظاهر بالجرأة وعدم الخوف.
- الانفصال: هو ما يحدث في أحلام اليقظة، حيث يفصل الفرد نفسه ومشاعره عن الواقع، ويحاول من خلالها تقليل التوتر.
- العقلنة: يُركز فيه الفرد على الجزء العقلاني من الموقف لتفادي التوتر، وهو ما يقصد به التفرقة بين المشاعر والأفكار.
- التوهم: شعور الفرد بآلام جسمانية، يقوم بتأويلها على أنها أمراض خطيرة كالسرطان، مما يتسبب في القلق الشديد.
- العزلة والانسحاب: حالة قطع الاتصال بين الفرد والعالم المحيط به، وتأتي نتيجة تعرض الفرد لمواقف سيئة من الآخرين.
- الإبطال: عدم انسياق الفرد لتحقيق الرغبة المدمرة، وفعل التصرف العكسي تجنباً للوقوع في المخاطر.
- الانعزال: هي فصل المشاعر الحقيقة عن المواقف الواقعية، مثل طبيب التشريح الذي يصف العملية التشريحية لجسم الإنسان دون تأثر.
رابعاً: الوسائل الدفاعية الناضجة:
- التشبه أو التوحد: يتمثل في تقليد الفرد لشخص آخر مثل تشبهه الطفل بوالديه، حيث يشعر الطفل بتقليل التوتر خلال تقليده للغير.
- التسامي: يسعى الفرد إلى السمو والتخلص من الغضب والتوتر بالقيام ببعض الأنشطة كلعب الرياضة.
- الاعتدال: تقييد النفس وعدم الانسياق وراء رغباتها، ومحاولة البقاء في المنطقة النفسية الآمنة.
- التواضع: يتواضع الفرد ولا يرى نفسه أفضل من الآخرين، ويعتبر الفرد نفسه إنسان مليء بالأخطاء فلا داعي للتعالي.
- الاحترام: يرى الفرد أن احترام الآخر ضرورة حتمية نابعة من احترام الفرد لذاته.
- الصبر: سلوك دفاعي مستحب، يقضي بأن يصبر الفرد على إيذاء الآخرين لحفظ النفس من الوقوع في السلوك الدفاعي السيء.
- القبول والموافقة: هو قبول الفرد لما يواجه في حياته من مواقف سلبية.
- الشكر والامتنان: وسيلة تتمثل في العاطفة والأفعال الإيجابية تجاه الآخرين للتعبير عن الشكر.
- التسامح: سلوك يصدر غالبا من الأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد من الآخرين، وهو عكس التعصب.
- التقديم والاختيار: ويقصد به الإيثار، أي تفضيل الآخر على النفس في نوال كل ما هو جميل.
- التشبع العاطفي: يشعر الفرد بقيمته الشخصية النابعة من داخله، لا المستمدة من الآخرين.
- التوقع: هو أسلوب التخطيط الجيد للمستقبل بالشكل الذي يساعد الفرد في تجنب العقبات السيئة.
6- الناحية الاجتماعية والثقافية والدينية للفرد
ركز فرويد في نظرية التحليل النفسي على بعض النواحي للمصاب، وأظهر أن جميع العوامل الاجتماعية تعود إلى دوافع غريزية، فمثلاً:
- التدين: من وجهة نظر يونج هو الأساس في الحياة النفسية، وأن التدين هو المؤثر الأساسي في صفاء وهدوء النفس.
- العلاقات الإنسانية بين الأشخاص: أكد كلاً من هورني، وسوليفان أن العلاقات الإنسانية الإيجابية تحقق تكامل الشخصية للفرد.
- المؤثر الثقافي والبيئي: ركز آدلر على أهمية العلاقة التطورية داخل الأسرة، وربط بين الأسرة وبين تكوين سلوك الفرد.
- الخلق والطبع: اعتبرها “فروم” بمثابة الحبة التي بدأ خلق الفرد منها.
الأساليب العلاجية المتبعة في نظرية التحليل النفسي
تفسير الأحلام
ترى نظرية التحليل النفسي أن اللاشعور يعبر عن ذاته عن طريق الأحلام، فهو يخرج ما يود أن يقوله في صورة حلم، واعتبر فرويد أن تفسير الأحلام أداة يستطيع من خلالها الوصول إلى المادة المكبوتة في اللاشعور، فسر الأحلام التي يراها النائم على أنها عملية انطلاق “الهو” وتحررها من ضغط الأنا وغياب سيطرة الأنا العليا على الفرد، حيث يكون الفرد مسلوب الإرادة أثناء نومه.
وبالغ فرويد في نظرية التحليل النفسي، فيما يخص تفسير الأحلام، معتبراً أن معظم المواد المكبوتة التي تظهر في صورة حلم، تأخذ الطابع الجنسي، بالرغم من اختلاف دلالة رموز الأحلام من مجتمع لآخر.
التداعي الحُر
حيث يقوم المرشد باستدعاء المادة المكبوتة في اللاشعور لدى المسترشد، وتركه يسترسل في ذكر كل ما بداخله بدون تدخل أو فرض قيود للحوار.
الحفاظ على الإطار التحليلي
تحتفظ نظرية التحليل النفسي بتنسيق خاص يهدف إلى تحقيق الفائدة العلاجية، هذا الإطار يتمثل في الأساليب التي يتبعها المرشد أثناء العلاج، كأن يتسم بالغموض، والالتزام بمواعيد الجلسات.
التنويم المغناطيسي
أسلوب علاجي يساعد المسترشد في الاسترخاء، حتى يُخرج كل ما هو كامن في اللاشعور، وقد استخدمه فرويد في بداية أبحاثه العلاجية على المرضى، واستبداله فيما بعد بالتداعي الحر.
تحليل المقاومة
هي طريقة متبعة لمساعدة المرشد للمسترشد على عدم إبقاء الحال كما هو عليه، ومحاولة استدعاء كل ما هو كامن في اللاشعور، وإخراجه إلى الشعور.
التفسير
يقوم المرشد بتفسير كل ما يسمع من المسترشد وتحليله، وتوجيه المسترشد لفهم معاني سلوكه التي أبداها أثناء التداعي الحر، وسرد الأحلام.
ويقوم التفسير بأداء وظيفتين هما:
- مساعدة الأنا في فهم المواد الجديدة.
- استخراج المادة المكبوتة في اللاشعور بشكل أسرع.
مفاهيم خاصة في نظرية التحليل النفسي
صدمة الميلاد Birth trauma
حلل أوتو رانك تفسير صدمة الميلاد بأنها أنفصال الطفل من رحم الأم الذي كان يمثل له السعادة الكاملة، حيث يحل ” القلق الأولي” محل “السعادة الأولى” بمجرد الولادة، وهنا إذا لم يتمكن الفرد من السيطرة على القلق والتخلص منه، فينشأ ما يُعرف بالعصاب.
نمط الحياة Life style
يرى آدلر أن نمط الحياة التي يعيشها الفرد تلعب دوراً هاماً في تحقيق ذاته، وتكوين الخبرات والموروثات منذ الطفولة، حيث يتخذ كل فرد نمط للحياة مختلف عن الآخر.
الإرادة Will
تمثل الإرادة أهم نقاط القوة الكامنة في شخصية الفرد من وجهة نظر “أوتورانك”، فهو يرى أن الفرد يلزمه إرادة قوية حتى يتمكن من التعامل بشكل سوي مع ظروف الحياة المختلفة.
الغائية Finalism
اعتبر آدلر أن هدف الحياة هو الذي يحدد سلوك الفرد، ولفت النظر إلى أن المرض النفسي ينشأ بسبب سير الفرد في سبيل تحقيق هدف خاطئ، لذا يجب على الفرد دراسة وتحديد أهدافه جيداً، حتى لا يقع فريسة للمرض النفسي.
عقدة النقص Inferiority
جدد آدلر في نظرية التحليل النفسي معتمداً على أن حدوث قصور اجتماعي أو جسماني أو أقتصادي، يؤدي إلى تكون هذه العقدة، مما ينعكس على حال الفرد بشكل عام، نظراً لشعوره بالدونية.
مقال ذي صلة: مزايا نظرية التحليل النفسي والنقد الموجه لها من العلماء
تقسيم المراحل العمرية في نظرية التحليل النفسي لفرويد
قسم فرويد في نظرية التحليل النفسي عُمر الفرد لعدة مراحل تتصف كل منها بمجموعة من الصفات التي تميزها، وتعتبر كل مرحلة بمثابة تمهيد للمرحلة التالية لها كما سنوضح في التالي:
المرحلة الفمية
- تبدأ هذه المرحلة منذ لحظة ميلاد الطفل وحتى وصوله العامين، يعتمد فيها على الفم في الإثارة والإشباع الجنسي.
- يشبع الطفل رغباته عن طريق فمه في الرضاعة، ويبدأ بالتعرف على كل ما هو غريب عن طريق فمه.
- إذا لم يُشبع الطفل رغباته في الصغر، يحدث ما يسمى بالتثبيت على المرحلة وعدم تطور شخصية الفرد، ويؤدي التثبيت على هذه المرحلة إلى حدوث الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية السلوكية مثل الهوس الاكتئابي.
المرحلة الشرجية
- تبدأ مع نهاية العامين، وتمتد حتى الأربع أعوام، وفيها تقوم الأم بتدريب الطفل على الاستغناء عن الحفاضات واستعمال المرحاض، ويتعلم الطفل مبدأ السيطرة، وتتولد لديه متعة جديدة في إرضاء الأبوين.
- ويجب على الأم الحرص على التوازن في تدريبه، لأن العنف أو التساهل الزائد يؤدي إلى حدوث اضطراب نفسي مستقبلا، والإفراط في التدريب بقسوة في هذه الفترة يؤدي إلى توليد شعور بالخوف، وظهور السمات السيئة على الشخصية فيما بعد، وقد يؤدي التثبيت على هذه المرحلة إلى تولد العصاب القهري.
المرحلة الأوديبية
- تبدأ من سن الأربع سنوات وحتى سن السادسة، حيث يكتشف الطفل أعضائه التناسلية، ويعرف الفرق ما بين الذكر والأنثى.
- تحدث عقدة أوديب لدى البنين وعقدة إلكترا لدى البنات في هذه المرحلة، ثم ينتهي الأمر بتوحد كل نوع بجنسه فيبدأ الذكر بتقليد أبيه والأنثى بالاقتداء بالأم.
- يحدث هنا ما يعرف بإزاحة المشاعر المكبوتة تجاه الآخرين، وتظهر في مراحل مختلفة من العمر.
- يستطيع الطفل على التغلب على الاختلاف النفسي الأوديبي، إذا كان يعيش في أسرة هادئة مستقرة، وتتفاقم الصراعات في نفس الطفل وتظهر عليه الميول العدوانية، إذا كان يعيش في أسرة مشحونة بالمشاكل.
- إذا لم يستطيع الطفل التنفيس عن طاقة الكبت بشكل سوي، فيقع تحت ضغط نفسي وتوتر وقلق شديدين، وأحياناً يتسبب الصراع الأوديبي في توحد الطفل بشكل سلبي، فينجذب الذكر للأم وتظهر عليه صفات الأنوثة، والعكس بالنسبة للأنثى.
- يرجع الاستعداد الوراثي في الطفل في تحديد نوع التوحد ما إذا كان سلبياً أو إيجابياً، ووجود الطفل في أسرة غير متزنة، تسيطر فيها الأم على قيادة أمور الأسرة بسبب ضعف الأب، فيتوحد الطفل مع الأم ويتقمص شخصيتها.
- الصراع الأوديبي يعتبر بمثابة المرجع النفسي للفرد عند إختيار العمل، والزوجة، والعلاقة بالآخرين، والفشل في حل عقدة أوديب، يؤدي إلى اضطرابات في السلوك النفسي، مما يؤثر على اختيار شريك الحياة فيما بعد.
- تخضع العلاقة بين الزوجين في المستقبل إلى دوافع لاشعورية مكبوتة، فإذا كان الطفل مرتبطاً بالأم في الصغر، سوف يختار زوجة تشبه الأم في كل الجوانب، وبالعكس بالنسبة للأنثى، وتظهر الفوبيا والهستيريا على الفرد نتيجة التثبيت في تلك المرحلة.
مرحلة الكمون
- تبدأ من سن السادسة وحتى البلوغ، وتتميز بالثبات،ولا تحدث أي تغيرات جنسية وكأن الرغبات الجنسية في هذه المرحلة تغيب عن الوعي، وفي رأي فرويد توجه الرغبات في هذه المرحلة إلى الكبت، وتحول إلى أنشطة أخرى كأنشطة مدرسية أو حركية، وتكتمل المكونات الشخصية (الهو، والأنا، والأنا الأعلى)، وتتضاءل سيطرة الغريزة على الفرد.
مرحلة التناسل
- تبدأ منذ لحظة البلوغ وحتى الرشد، وهي آخر المراحل التي ذكرها فرويد وفيها يوجه الفرد ميوله الجنسية للجنس الآخر، ويبدأ في تكوين العلاقات العاطفية.
- تتوقف سلامة النمو النفسي لدى الفرد في هذه المرحلة على التعامل السليم للصراع الأوديبي.
أهداف نظرية التحليل النفسي
تهدف نظرية التحليل النفسي إلى علاج المرضى وإرشاد الأسوياء إلى:
- إخراج الدوافع المدفونة في اللاشعور إلى الشعور والإلمام بها.
- السيطرة على الدوافع الغريزية التي تتنافى مع أخلاق المجتمع، كالرغبة في ممارسة الجنس، أو السرقة وغير من السلوكيات غير السوية.
- معرفة أحداث الطفولة ومدى تأثيرها على السلامة النفسية للفرد في الكبر.
أهمية نظرية التحليل النفسي
- محاولة مساعدة الفرد لتجنب المشاعر الاندفاعية، وتحجيم الشهوات والغرائز وتوجيهها بشكل إيجابي.
- تحويل المادة المكبوتة في اللاشعور ونقلها إلى الشعور.
- دعم الأنا وتقويتها لبناء وتوجيه السلوك بشكل واقعي إيجابي.
- استخراج المادة المكبوتة في اللاشعور، وتحليلها بالأدوات النفسية المختلفة، لعلاج الآثار السلبية التي نتجت عن ماضي أليم تعرض له الفرد.
- محاولة بناء وتركيب شخصية الفرد منذ الطفولة للوصول إلى نفسية سوية متزنة.
- إعطاء المسترشد الفرصة التي تساعده في معالجة ما قد فشل فيه سابقاً، وتدريبه على مواجهة المواقف التي تسبب القلق.
إيجابيات نظرية التحليل النفسي
نظرية التحليل النفسي كغيرها من النظريات بها ما هو إيجابي وما هو سلبي، ولكن علينا أن نأخذ منها ما يفيدنا في حياتنا من إرشادات وتوجيهات علمية من أجل الحفاظ على صحتنا النفسية، والتي لا تقل أهمية عن صحتنا الجسدية.
- ساعدت على الوصول إلى المحاور الرئيسية للشخصية.
- فسرت السلوك البشري عن طريق الوصول للدوافع التي أدت إلى اعوجاجه.
- أظهرت طرق جديدة لعلاج الأمراض النفسية بعيدة عن العقاقير الكيميائية فلم يعد المرض النفسي هو المرض العقلي.
- ساعدت في ظهور نظريات أخرى فيما بعد مثل؛ “نظرية إريكسون” في الدراسات الاجتماعية والنفسية، وغيرها من النظريات.
- ساعدت في ظهور وتطور العديد من المدارس السلوكية مثل؛ مدرسة فيينا الوضعية، ومدرسة علم النفس الإكلينيكي، والمدرسة البنائية، وغيرهم.
- اهتمت النظرية بتأثير الوسط الاجتماعي والثقافي في حياة الفرد ومراحل نموه.
نقد نظرية التحليل النفسي لفرويد
بالرغم من أهمية الدور الذي لعبته نظرية التحليل النفسي، إلا أن هناك الكثير من الانتقادات التي تم توجيهها لها، ومنها:
- اعتقد البعض أنها تقتصر فقط على الحالات الشاذة ولا يمكن أن تساهم في الإرشاد والتوجيه للأسوياء.
- بالغ فرويد في الاهتمام باللاشعور وأهمل العقل الواعي.
- لا يمكن تعميم النظرية على الجميع لأن لكل إنسان دوافعه وأحداثه الخاصة.
- قامت النظرية على إرجاع كل الاضطرابات إلى الجنس.
- لم يتوسع فرويد في التجارب بالقدر الكافي لإخراج نظريته بتوثيق علمي.
- أغفل فرويد أن ضعف قوة “الأنا” عند الكثير من المسترشدين، مما يؤدي إلى صعوبة التعامل مع قضايا التحويل.
- اعتمدت النظرية على التركيز على “الهو”، وتناولت عقدة “الليبيدو”، وكلها أمور غيبية لا يمكن أن تخضع للقياس.
- اعتمدت النظرية على فكرة تقليل التوتر، وهذا أمر شبه مستحيل لأن الحياة مجموعة من التوترات العصبية.
- أشار البعض إلى أن التداعي الحر من السلبيات التي تضع المسترشد في موقف اتكالي.
- بالغ فرويد في ما أثبته عن الصراع الأوديبي وما يترتب عليه من تأثير في سلوك الفرد مستقبلاً.
- تعد نظرية التحليل النفسي ، نظرية علاجية أكثر من كونها نظرية إرشادية.
- ركزت نظرية التحليل النفسي على الجنس والغرائز، والمادة المكبوتة في اللاشعور منذ الطفولة، واعتمد فرويد في نتائج نظريته على الملاحظات السريرية، ودراسة الحالة، وبالتالي تصبح النتائج متعلقة بكل حالة على حده.
- حاولت النظرية البحث في أسباب تطور الشخصيات المختلفة، استناداً إلى الغرائز الجنسية فقط، ولم يلتفت فرويد إلى البحث العلمي، وربط نتائجه بأفراد معينة مما أدى لعدم تحقيق مصداقية النظرية بالشكل الكافي.
- وكذلك النظر إلى طبيعة الإنسان نظرة ضيقة محدودة، على عكس باقي النظريات.
- صعوبة تطبيق النظرية على طلاب المدارس، والمرضى في العيادات، بسبب الوقت وكثرة العدد.
بعض التعديلات التي طرأت على نظرية التحليل النفسي
أدخل زملاء وتلاميذ فرويد مثل؛ “آنا فرويد” و”الفريد آدلر”، بعض التعديلات في النظرية، تتماشى مع الإرشاد النفسي الحديث، واهتموا باختصار مواد التحليل النفسي، ومن أهم هذه التعديلات:
العلاج التدعيمي Supportive therapy
- يركز على الجزء السليم في شخصية الفرد، ويعمل على دعمه وتعزيزه، لرفع كفاءة الدفاعات السوية لدى الفرد.
- عدم التركيز على الصراعات الداخلية للفرد، واستخدام أساليب مضادة مثل التعزيز، والإيحاء.
- التغاضي عن ما حدث في الماضي، والتركيز على الحاضر، وهو ما أدخلته “هورني” على النظرية.
- مساعدة المرضى في تعديل سلوكياتهم عن طريق تحقيق جو هادئ وآمن، وهو ما أدخله “أليكساندر”.
التحليل النفسي التوزيعي Distributive Psychoanalysis
الجزء الذي أدخله “أدولف ميير”، والذي أعتمد فيه على فحص واكتشاف خبرات وإمكانيات الفرد، لمساعدته في اتخاذ القرارات المستقبلية السليمة.
بعض الوظائف لنظرية التحليل النفسي
وتتيح كل المراحل السابقة، في مساعدة المعالج النفسي في تحقيق وظائف النظرية في ما يلي:
- الكشف عن اضطراب المريض، نتيجة لحدوث أي خلل في هذه المراحل.
- رفع نسبة القدرة على التنبؤ.
- المساعدة في تحديد أسلوب الإرشاد السليم لإتباعه.
- توضيح العلاقات المختلفة بين الظواهر النفسية والطبيعية.
- المساعدة في العملية التعليمية ورفع الكفاءة النفسية للأفراد.
دور نظرية التحليل النفسي في الإرشاد
توضح نظرية التحليل النفسي مراحل تطور وبناء الشخصية، والمنهج المتكامل لتحليل السلوك البشري وطرق تقويمه، وحتى نستطيع تطبيق نظرية التحليل النفسي، وجب إيضاح أنواع المرض في ضوء النظرية كما يلي:
أنواع المرض بناءاً على نظرية التحليل النفسي
العصاب Neurosis:
- فرويد: يرى أنه يحدث بسبب عوامل حيوية، وأنه ينشأ ويتكون بسبب القلق.
- يونج: يعتقد أنه يحدث بسبب الاصطدام بشكل غير ناضج مع الواقع، وأن هذا الصدام ينشأ بسبب المادة المكبوتة في اللاشعور.
- آدلر: يعتقد أن العصاب ينشأ بسبب عدم فهم الفرد البيئة المحيطة به.
- رانك: يعتبر أن الفرد العصابي هو من لم يتمكن من التخلص من صدمة الميلاد.
- فروم: يرى أن العصاب هو شكل غير أخلاقي في التعبير عن ما في داخل الفرد.
الذهان Psychosis:
- فرويد: يرى أنه أخطر أنواع اضطراب السلوك، توضح تغييرات لا بأس بها في إدراك الواقع وسيطرة الشخص على ذاته.
- آدلر: يرى أن الذهان يعود إلى مجموعة مختلطة من الأمراض النفسية والجسمانية، كما أن الذهان ينقسم إلى ذهان الهوس أو الفصام.
مقالات ذي صلة : قانون الجذب والتخاطر | كل ما تريد معرفته
دور المرشد في نظرية التحليل النفسي
تهدف نظرية التحليل النفسي إلى مساعدة الفرد في لمس كل ما يسبب له القلق في داخل نفسه، ومحاولة حلها بمساعدة المرشد الذي يقوم بدوره بالآتي:
- التركيز على أول خمس سنوات من عُمر المسترشد، ومحاولة معرفة المواقف الانفعالية التي تعرض لها في تلك الفترة.
- محاولة مساعدة المسترشد في حل مشكلاته، عن طريق تقليل مقاومته، ومحاولة الوصول بالمسترشد للاستقرار والهدوء.
- يقوم المرشد باستخراج المادة المكبوتة لدى المسترشد في اللاشعور، للوصول إلى مسببات الاضطراب ومحاولة حلها.
- استخدام الخبرات والمهارات المختلفة في توظيف الأساليب العلاجية المختلفة أثناء الرحلة العلاجية.
- مساعدة المسترشد في الحديث عن نفسه في جو آمن وهادئ يساعده في تذكر كل ما هو مكبوت.
- يجب على المرشد تكوين علاقة علاجية جيدة يسودها الهدوء والتفاعل بينه وبين المسترشد.
- تحليل كل ما يبوح به المسترشد من فلتات اللسان، وزلات القلم، للوصول إلى أساس المشكلة النفسية ومعالجتها.
- مساعدة المسترشد في استعادة اتزان أركان شخصيته.
- مساعدة المسترشد في تقليل القلق، وتطوير مفهوم الذات، وتقوية الإرادة.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا