الصمت في علم النفس مرض أم اضطراب، اختلف العلماء فيما بينهم على تصنيف الصمت، فقد يكون الصمت نفسي ناتج عن اضطرابات نفسية مثل القلق والخوف والشعور بالخجل والرهاب الإجتماعي وقد يكون ناتج لعوامل وراثية أو قد يكون عضوى ناتج إصابة الفرد بأمراض في مراكز الكلام والنطق، وفي هذا المقال سوف نتناول تعريف الصمت في علم النفس ومعرفة أنواعه وأسبابه وطرق علاجه.
تعريف الصمت في علم النفس
الصمت[1] هو الإمتناع عن الكلام بشكل عام، ولكن الصمت في علم النفس يعد عرض من أعراض المرض النفسي، وله دلالات كثيرة فقد يكون نتيجة تعرض الفرد لصدمة نفسية عصبية شديدة، أو التعرض لأذى نفسي غير محتمل، أو للإضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، واضطرابات الشخصية والسلوكية، أو إنطواء الشخص وعدم المشاركة في الجماعات الإجتماعية.
وعلى الأخصائي النفسي معرفة الفرق بين الصمت المرضي نتيجة الإصابة بسرطان الأحبال الصوتية أو إلتهاب الأحبال الصوتية ،و الصمت النفسي الناتج عن عوامل نفسية، ويجب أن يقوم بتقسيم الجلسة العلاجية إلى قسمين:
- قسم علاجي يكون عبارة عن التدريب على كيفية النطق.
- قسم إرشادي ويكون من خلال التحدث إلى المريض، ومحاولة معرفة أسباب فقده للنطق، وتقديم النصائح الإرشادية المفيدة له.
مميزات الصمت في علم النفس
- يساعد الفرد على التفكير بعمق فى كل ما يحدث حوله.
- يمنح الفرد طاقة تركيز قوية وعقلانية.
- يمنح الفرض القدرة على السيطرة على المتحدث معه من خلال النظر إليه بنظرات
- ذات معاني غير مفهومة، تصيب الأخر بعدم القدرة على التفسير.
- يجعل المتحدث معه يبوح بكل شئ من خلال استخدام إيماءات معينة.
- يعتبر الصمت هجوماً مستتر على المتحدث معه.
- من أهم مميزاته أنه يولد الإحترام فى أوقات النزاعات بدلا من الجدال والنقاش الذي يولد الحقد والكره والغضب الشديد.
- يعتبر من أقوى الأسلحة النفسية حيث يمكن الفرد من تجريد الأشخاص الذين يتشاجر معهم من القدرة على مواصلة الشجار والحديث.
- يعلم الفرد ميزة هامة وهى حسن الإستماع في المواقف المختلفة، وهى ميزة يفتقدها الكثير من الأشخاص.
العوامل النفسية والصمت في علم النفس
أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة وطيدة بين صوت الإنسان وبين حالته النفسية، وغالبا ما ترتبط مشاكل الصوت باضطرابات نفسية لدى الفرد مثل، الإكتئاب والقلق الاجتماعي والشعور بالخوف والخجل من الآخرين.
وفي حالة إصابتك بالصمت أو وجود بحة في صوتك، يجب عليك التوجه إلى طبيب مختص أنف وأذن وحنجرة، للتأكد من عدم وجود أي أمراض عضوية أثرت على صوتك، وقتها يجب التوجه مباشرة إلى أخصائي نفسي لمساعدتك على معرفة الأسباب الرئيسية المؤدية إلى هذه الحالة، ومحاولة التغلب عليها والشفاء منها.
قد يلجأ أغلب الأخصائيين النفسيين إلى مشاركة الحالة مع طبيب نفسي وأخصائي تخاطب ومرشدين اجتماعيين، حتى يتمكن من تقييم سليم للحالة، والتوصل إلى الأسباب الحقيقة المؤدية لهذا المرض، ومن ثم تحديد خطة علاجية مناسبة للوصول بالفرد إلى الشفاء.
فوائد الصمت على مخ الإنسان[2]
وللصمت فوائد كثيرة للإنسان، حيث يجعله يشعر بالراحة والهدوء ويساعده على التخلص من الشعور بالتوتر والقلق، كما يعمل على تجديد خلايا المخ البشري،وتحسين قدراته العقلية ومهاراته المعرفية.
من أهم فوائد الصمت على المخ:
يجدد خلايا المخ
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة على الفئران فى عام 2013 بهدف التعرف على تأثير الصمت على مخ الإنسان، قام الباحثون بتعريض مجموعة من الفئران إلى فترات متواصلة من الصمت وفئران أخرى تم تعريضها لأنواع مختلفة من الضوضاء، ووجد الباحثون أن الفئران التي تم تعريضها للصمت لمدة طويلة تطورت لديها خلايا مخية جديدة في منطقة الحصين، وهذا الجزء من المخ المسؤول عن التعلم والذاكرة والمشاعر.
على عكس الفئران التي تم تعريضها للضوضاء، أوضح الباحثون أن الخلايا المخية التى تم تطويرها ليست خلايا جديدة نمت بفعل تعريض الفئران للصمت ولكنها كانت موجودة بالفعل في مخ الفئران وتقوم بأداء وظيفتها ولكن ليس بنفس كفاءة الخلايا التى نمت بفعل تعرض المخ للصمت، ولذلك فأن الصمت يؤدي دوراً فعّال فى تجديد خلايا المخ وتطويرها.
يساعد المخ على استيعاب المعلومات وتقييمها
أشارات الدراسات التي أجريت عام 2001 على أهمية الصمت للمخ البشرى، وأوضحت أن المخ أثناء الصمت يعمل على إستيعاب المعلومات وتقييمها بشكل مثالي وصحيح، وتسمى هذه الخاصية ” الوضع الإفتراضي للمخ “.
أجري الباحث جوزيف موارن عام 2013 دراسة أخرى للتأكد من أهمية الصمت للعقل البشري، وأوضح أن الوضع الإفتراضى للمخ يعمل أثناء قيام الفرد بتمارين التأمل في الذات.
فالمخ في حالة الصمت يكون بمثابة طائر حر طليق قادر على إستكشاف مكانه داخل كيان الإنسان، ويُمكّنه من التفكير بعمق في كل الأشياء بإبداع.
يساعد الإنسان على التخلص من التوتر والضغط
تعتبر الضوضاء من أكثر العوامل المسببة للقلق والتوتر، والضوضاء تصل إلى المخ عن طريق إشارات كهربائية تمر عبر الأذن إلى المخ، وتحفز المخ على إفراز الهرمونات المسببة للتوتر.
وأجمعت الدراسات التي أٌجريت على المخ، أن تعرض المخ لدقيقتين فقط من الصمت قادرة على إزالة الشعور بالتوتر والضغط، نتيجة التغيرات التي تحدث في الدورة الدموية لمخ الإنسان.
يعمل على تجديد القدرات المعرفية للإنسان
أثبت الدراسات أن الضوضاء تؤثر على قدرات الفرد المعرفية في الدراسة أو العمل، وغالبا ما تضر بحماس الفرد وتجعله كثير الوقوع فى الأخطاء، والقدرات التي تتأثر بشدة بالضوضاء هي القراءة والذاكرة.
فالاطفال الذين يدرسون في مدارس قريبة من مصادر ضوضاء مزعجة كالطرق أو محطات السكك الحديدة، يؤدون بشكل سئ جدا في الاختبارات المعرفية، حيث تؤثر الضوضاء على نموهم المعرفي وعلى مهاراتهم اللغوية، ويتمكن المخ من استعادة قدراته المعرفية عند التواجد في بيئة هادئة ومناسبة للتأمل والصمت
أنواع الصمت في علم النفس[3]
يختلف الصمت في علم النفس ، فقد تكون أسباب المرض واحدة ولكن أعراضه قد تختلف حسب المرحلة العمرية للمريض وأيضاً حسب نوعه، فالصمت عند الكبار والبالغين، غير الصمت عند الأطفال.
1- الصمت الاختياري عند الكبار
أو بمفهوم آخر الخرس الاختياري وهو عبارة أحد أنواع الإضطرابات الناتجة عن القلق، وهو عدم قدرة المصاب على التحدث مع أشخاص معينين أو في مواقف اجتماعية معينة، ولكنه يكون قادرا على التحدث بشكل عام في المواقف الأخرى، وينتشر هذا المرض بكثرة بين الأطفال، و لكنه يصيب الكبار أيضا ويسبب لهم حرج اجتماعي، حيث يصفه الأخرين على أنه فعل غير أخلاقي وليس مرضى ناتج عن عوامل نفسية.
أسباب الصمت الاختياري
- لم يحدد أطباء الصحة النفسية السبب الرئيسي والأساسي للصمت الاختياري، فقد يكون بسبب عوامل وراثية مسببة للقلق والتوتر أو التعرض لضغط عصبي شديد، أو التعرض لصدمة نفسية وقد يكون تعرض الفرد المصاب به لإعتداء حاد في طفولته.
- مرض الفوبيا الإجتماعية، والوسواس القهرى، وكل الاضطرابات المتعلقة بالقلق بصفة عامة.
- قد يكون سببه تداخل عوامل نفسية معينة مع عوامل وراثية.
- التفكك الأسري وانخفاض فرص الاتصال بين أفراد الأسرة.
- قد يكون الصمت الإختياري ناتج عن عدم ثقة الشخص بنفسه، نتيجة مروره بمشكلة متعلقة بالكلام منذُ الطفولة، ويفترض الأطباء إنخفاض تأثيرها مع مرور الوقت والتقدم في العمر.
- وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال في الإصابة بهذا النوع،
مقالات ذي صلة : مزايا نظرية التحليل النفسي والنقد الموجه لها من العلماء
أعراض الصمت الاختياري وتأثيره
- المصاب بهذا النوع لا يفقد النطق كليا، فهو فقط يفقده تلقائياَ في حالة مروره بمواقف معينة، أو التعرض لصدمة معينة أو مقابلته لأشخاص معينة، فهو يكون قادرا على فهم ما يقولوه الأخرين وقادر على التحدث بشكل جيد، وعلى سبيل المثال فقد يكون المصاب يتحدث بشكل جيد عند تواجده مع أسرته ولكن حينما ينتقل إلى أى مكان أخر مثل مقر عمله أو مدرسته يصاب بالخرس التلقائي ويكون غير قادر على التحدث.
- عدم القدرة على الكلام في مواقف اجتماعية معينة، رغم القدرة على الكلام في مواقف أخرى، أو التحدث مع أشخاص معينين.
- عدم القدرة على تحقيق أى إنجاز في مكان العمل.
- الشعور بالخوف والخجل من التواجد في أى أماكن أو تجمعات إجتماعية.
- زيادة الحساسية والانزعاج من الأصوات العالية.
- عدم قدرته على الاتصال البصري بالأخرين.
- إعطاء تعبيرات وجهية صارمة وشديدة في حالة التعرض لمواقف معينة، قد تكون عادية بالنسبة للأخرين.
- يتمتع الشخص المصاب بقدر عالى من الذكاء الإستثنائي.
- الأفراد المصابون بالقلق الاجتماعي الفوبيا الإجتماعية هم أكثر عرضة للإصابة بالصمت الاختياري، وقد يطول الأمر معاهم إلى الإمتناع عن تناول الأطعمة في الأماكن العامة، والشعور بالاضطرابات الغير طبيعية عند إلتقاط الصور أو الفيديو، والدخول في نوبات غضب شديدة في حالة أمر أحدهم بالتحدث علانية.
علاج الصمت الاختياري
في حالة ظهور أعراض الصمت عليك أو على أى فرد من أفراد أسرتك، يُنصح استشارة الاخصائي أو الطبيب النفسي، ويشير الأطباء إلى أنه يمكن التغلب على هذه الحالة بالأدوية المضادة للقلق والاضطرابات، ويستمر المريض في أخذ جرعات مخفضة تدريجياَ حتى يكون قادراٌ على تعلم كيفية التعامل مع المواقف المثيرة لحدوث الخرس الاختياري.
وللاخصائي النفسي دور هام في علاج مثل هذه الحالات، حيث يقوم بتشجيع المريض على التحدث معه وشرح أسباب قلقه من المواقف المختلفة، ومساعدته على كيفية التغلب على هذه الأعراض والتعامل بطبيعية وتلقائية دون الشعور بالقلق والخوف من الأخرين أو المواقف المختلفة.
2- الصمت الاختياري عند الأطفال
الصمت الإختياري أو الخرس التلقائي هو مرض نفسي يصيب الأطفال ويسبب لهم الامتناع المؤقت عن التحدث مع الأشخاص الغرباء أو الإمتناع عن الكلام في مواقف اجتماعية مختلفة، ويكون ناتج عن شعور الطفل بالخجل والخوف من التعامل مع الغرباء خارج المنزل.
أعراض الصمت الاختياري عند الأطفال
- عجز الطفل عن الكلام في المدرسة.
- الإمتناع عن الكلام أمام الضيوف والغرباء.
- انطواء الطفل عند حضور المناسبات الاجتماعية المختلفة.
- التعرض لمشاكل دراسية أو مشاكل مع زملاء المدرسة.
أسباب الصمت الاختياري عند الأطفال
- عجز الطفل عن التعبير عن نفسه وعن مشاعره.
- نعت الطفل بألفاظ ذات تأثير سلبى عليه مثل ” جبان وضعيف “
- تعرض الطفل للإهانة أمام أصدقاء وأمام الضيوف.
- عوامل وراثية معينة قد تتداخل مع عوامل نفسية مسببة لهذا الخلل.
- الحرمان العاطفي للطفل، وإنفصال الطفل عن أحد والديه، أو وفاة أحدهم.
- منع الطفل من حضور المناسبات الإجتماعية المختلفة داخل الأسرة.
- حدوث مواقف مؤلمة ومحرجة للطفل.
تقييم الصمت الاختياري عند الأطفال
أولاً: فحص المرض
ينبغى على كل أخصائي تخاطب فحص وجود الصمت الاختياري لدى أي طفل يعاني من مشاكل في التواصل الإجتماعي أو وجود رهاب إجتماعي.
ثانياً: التقييم الشامل
يتعاون كل من الطبيب النفسي وأخصائي التخاطب والأخصائي النفسي والمرشد النفسي والإجتماعي معا من أجل تقيم شامل وكامل لحالة المريض، وفي هذه المرحلة يقوم الأخصائي المعالج للحالة بتسجيل مقاطع فيديو للطفل في جميع مواقفه الاجتماعية المختلفة مثل مواقفه في المنزل والمدرسة والنادي وفي كل مكان، حتى يتوصل إلى الأسباب الرئيسية لحالة الصمت عند الطفل ويتابع تغيراته النفسية باختلاف الأماكن التي يتواجد بها.
يمر التقييم بمجموعة مراحل أيضا وهي كالتالي:
دراسة الحالة
في هذه المرحلة يقوم المعالج المختص بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة والمتعلقة بالطفل المريض، بهدف التعرف على تاريخ الطفل العائلي والإجتماعي وتاريخه الصحي والمرضي وأيضا اللغوي.
وكل هذا يساعد المعالج المختص في التعرف على أسباب المرض الأساسية سواء كانت أسباب وراثية أو إضطرابات نفسية نتيجة التعرض لمواقف معينة.
تقويم اللغة والكلام
- يقوم المعالج المختص ” أخصائي التخاطب” بتقيم اللغة اللفظية ” الإنتاجية أو الإستقبالية” للطفل، وحتى وإن لم يشتكي أهله من تأخره في النطق.
- يقوم المعالج بمتابعة حالة الطفل في التواصل الغير لفظي، وكيف يتواصل مع الآخرين؟ هل يستجيب للرسم والإشارات أم لا؟
- يقوم المعالج بفحص أعضاء النطق لدى الطفل من حيث حركتها وبنيتها وتأديتها لوظيفتها.
- في حالة عدم إستجابة الطفل للتقيمات الرسمية مع المعالج المختص، يلجأ المعالج إلى معلومات الدعم الخاصة بالطفل لكي يتوصل إلى أنسب وسيلة إتصال يستخدمها الطفل في مواقفه المختلفة.
- يقوم المعالج المختص بفحص وتقييم أعضاء إنتاج الصوت والكلام للتأكد من عدم وجود إضطرابات عضوية مؤثرة على النطق.
تقيم معرفي
على المعالج المختص توخي الحذر عند إجراء إختبار القدرات المعرفي والأكاديمي للطفل المصاب فقد تكون نتيجة الإختبار غير صحيحة بنسبة كبيرة، نتيجة صعوبة إستجابة الطفل اللفظية والغير لفظية، وتعود الطفل على عدم التفاعل مع الغرباء، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى إنخفاض نسبي في درجات الاختيار وعدم التوصل إلى قدرة الطفل المعرفية والأكاديمية الحقيقة.
تقييم المهارات الإجتماعية
يستطيع الطفل استعمال المهارات البراغماتية في البيئات المألوفة بالنسبة له مثل المنزل، وفي بعض الأحيان لا يستطيع الطفل استخدامها داخل المنزل.
فمريض الصمت الاختياري يمتنع عن التفاعل الاجتماعي السليم مما يؤدى إلى عدم تطور مهاراته الإجتماعية بشكل طبيعى، وبالتالى لن يكون لديه وعى إجتماعي، وقد يظهر تفاعله في الأنشطة الإجتماعية على هيئة تعبيرات وجهية أو إيماءات إو تواصل بصري.
إجراءات تقييم الصمت الاختياري عند الأطفال
- أولاً: إجراء مقابلة مع الطفل المصاب:
– في هذه المقابلة يطلب المعالج من الوالدين التمهيد للطفل، من خلال اللعب معه قبل الجلسة الأولي لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق، ويقوم المعالج بتسجيل هذه الجلسة فيديو لكي يستفيد منها فى تكوين نظرة عامة عن الطفل وعن طريقة تفاعله أمام الأشخاص الذين يقابلهم لأول مرة قبل بدء الجلسة معه.
– من المفضل أن تكون أول جلستين أو ثلاثة لعب فقط، حتى يألف الطفل وجود المعالج ويُكوّن معه علاقة مريحة بعيدة عن الخوف والخجل الذي يشعر به أمام الغرباء.
– من الضروري إبلاغ الوالدين أن الطفل لن يستجيب للعلاج في الجلسة الأولى.
– يمكن أن يجرى المعالج الجلسة الأولي بمفرده أو بحضور المتعاونين معه مثل الطبيب النفسي والمدرسين والأخصائي النفسي.
– طريق سير الجلسة الأولى مع الطفل تنبئ عن معدل استجابات الطفل للمعالج وأيضا معدل نجاح الجلسات، لذلك ينبغى على المعالج عدم إثارة الخوف لدى الطفل أو الضغط عليه للقيام بأى مهام أو إختبارات في الجلسة الأولى. - ثانيا: التعاون مع الأخصائيين الأخريين
يتعاون المعالج المختص مع مجموعة من الأخصائيين كالطبيب النفسي والأخصائي النفسي والمدرسين وأخصائي تعديل سلوك وطبيب أطفال، مكونين فريق متكامل من أجل تقييم حالة الطفل تقييم شامل والتوصل إلى أسباب وجود المرض والعمل على علاجه بالطريقة الصحيحة. - ثالثا: التشخيص النهائي
يتوصل المعالج المختص بعد تعاون الأخرين معه إلى تقييم كامل ونهائي لحالة الطفل، والتوصل إلى حقيقة الحالة التي يمر بها الطفل، هل هي أعراض الصمت الاختياري؟،أم أعراض متصلة باضطرابات أخرى.
علاج الصمت الاختياري عند الأطفال
ينبغي على الآباء عرض طفلهم على أخصائي نفسي أو أخصائي تخاطب في حالة ظهور أي عرض من أعراض الصمت الإختياري عليه، لما له من أثار سلبية وخيمة على نفسية الطفل، لذلك كلما كان العلاج مبكراً، كلما كانت نتيجته أفضل.
توجد طرق علاجية كثيرة ومتنوعة يتم الإستعانة بها في علاج الصمت الاختياري عند الأطفال، ويمكن استخدام طريقة واحدة لعلاج الحالة أو إستخدام أكثر من طريقة، وهذه الطرق هي:
الطريقة السلوكية ” الاستراتيجيات السلوكية “
تتعامل هذه الاستراتيجية مع الصمت الاختياري على أنه سلوك يكتسبه الطفل ويعمل على تطويره الى ان يصل به إلى إضطراب نفسي، ويستخدم الصمت كأداة أو طريقة يواجه بها الشعور بالقلق والخوف والخجل، وترى هذه الطريقة أن العلاج الأمثل لهذا الاضطراب هو علاج القلق أولاُ لتفادي النتائج السلبية المترتبة عليه.
ويسير العلاج وفقا لهذه الطريقة بزيادة التواصل اللفظي مع الطفل في مواقف اجتماعية مختلفة، وتشجيع الطفل على مهارة التحدث بالطرق الخفية مثل الهمس والتعبير الحركى والإشارة، تشمل الإستراتيجية السلوكية مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة المستخدمة في علاج الطفل المصاب بالصمت الإختياري، وهذه الطرق هى:
الممارسة القائمة على التعرض
وفي هذه الحالة يقوم المعالج المختص بالعمل على تحسين إستجابة الطفل اللفظية والغير لفظية، وحثه على إستخدام هذه الاستجابة في مواقف اجتماعية مختلفة، فعلى سبيل المثال يقوم المعالج المختص بتدريب الطفل على الرد على سؤال ما هو أسمك؟ وفي حالة نجاح إستجابة الطفل للسؤال، يعمل المعالج على تعرض الطفل للسؤال من قبل أي شخص أخر غير المعالج والوالدين.
تهدف هذه الطريقة إلى:
- إزالة مشاعر الخوف والقلق والرهاب الإجتماعي من الطفل.
- جعل الطفل يشعر بالراحة والإطمئنان.
- جعل الطفل يشعر بالاستقلال والتقدم، نتيجة تحسن قدرته على الكلام.
إزالة التحسس التدريجي
وفي هذه الطريقة يعمل المعالج المختص على تعريض الطفل لمواقف اجتماعية صعبة، تثير عنده الشعور بالقلق والخوف، وفي المقابل يقوم بإستخدام تقنيات خاصة تعمل على إسترخاء الطفل وشعوره بالأمان.
التحفيز الغير مباشر
وفي هذه الطريقة يقوم المعالج بزيادة تعريض الطفل لمواقف صعبة ومثيرة للقلق والخوف، وتقديم مكافأة للطفل في حالة نجاح استجابته في هذه المواقف، على سبيل المثال يقوم المعالج بتحضير مجموعة أشخاص غير مألوفين بالنسبة للطفل المصاب، ومن ثم تشجيع الطفل على التحدث أمامهم والاستجابة لهم سواء استجابة لفظية أو غير لفظية، وعند نجاح الطفل في الإستجابة يقوم المعالج بتقديم مكافأة محفزة للطفل على التقدم والتحسّن.
التعزيز الإيجابي والتشكيل
وتشمل هذه الطريقة:
- التحفيز الايجابى للطفل لنجاح الاستجابة اللفظية.
- تشكيل وسائل اتصالية مختلفة وتشجيع الطفل على الاستجابة لها لفظياً أو غير لفظياً، الإستجابة حتى ولو كانت غير لفظية فهي أفضل كثيرا من عدم الإستجابة.
النمذجة الذاتية بإستخدام الفيديو
يقوم المعالج بعرض مقاطع فيديو تشمل استجابات مختلفة للطفل في مواقف إجتماعية متنوعة، مثل مقطع يشمل تفاعل للطفل داخل منزله مع والديه، مقطع له في المدرسة أو النادى أو مقطع فيديو لطفل أخر يعانى من الصمت الاختياري قبل علاجه وبعد تماثله للشفاء.
تهدف هذه الطريقة إلى توضيح فرق استجابات الطفل المصاب في المواقف المختلفة وتعزيز الاستجابات الإيجابية في المواقف المختلفة، حتى يبعث داخل الطفل الشعور بالأمل في العلاج والتحسن.
المنهج الاجتماعي البراجماتي
يعمل هذا المنهج على تأكيد أهمية المشاركة الاجتماعية لفظية أو غير لفظية، بإستخدام التشجيع والتحفيز فى الروتين التفاعلى، حيث يجعل الطفل المصاب يشعر بأنه جزء من النشاط الإجتماعي كاللعب والفن والرسم، ويقوم المعالج بتشجيع الطفل على الاستجابة الغير اللفظية مثل الإشارة وتعبيرات الوجه والإيماءات خلال مشاركته في الأنشطة.
بعد نجاح الطفل في الاستجابة الغير لفظية يعمل المعالج على تشجيع الطفل على إستخدام التواصل اللفظي واستعمال الكلمات البسيطة مثل الرد على الأسئلة ” بنعم أم لا “، وبعد نجاحه في المرحلة الأولى من الاستجابات اللفظية يقوم المعالج بزيادة صعوبة الأسئلة شيئا فشيئا حتى يتمكن الطفل من الرد على الأسئلة الشخصية.
بعد نجاح الطفل في الإستجابة اللفظية يقوم المعالج تعريض الطفل لمواقف مثيرة للقلق مثل حضور شخص غريب الجلسات، ولكن دون أن يتعامل مع الطفل، وذلك حتى يألف الطفل وجوده ثم يقوم المعالج بتعويد الطفل على التعامل معه حتى يزول قلق الطفل من الشخص.
وبعد نجاح تعامل الطفل مع الشخص يقوم المعالج بإدخال العديد من الأشخاص، حتى يألف الطفل التعامل مع الغرباء، كما يقوم بتكرار الموقف فى العيادة والمدرسة والنادى وهكذا، كي يتأكد من نجاح استجابات الطفل مع كل المواقف المثيرة لقلق الطفل.
دور المدرسة في علاج الصمت الاختياري عند الأطفال
يتعاون المعالج المختص بحالة الطفل المصاب بالصمت الإختياري مع المدرسة من أجل الوصول بالطفل إلى الشفاء، ويتم ذلك من خلال :
- إنشاء مجموعة تعليمية صغيرة مكونة من أصدقاء الطفل المقربين، وتشجيع الطفل على التواصل مع أصدقائه باستخدام الاستجابات الغير لفظية والإيماءات وتعبيرات الوجه، وتحفيزه على التطور بإستخدام الاستجابات اللفظية.
- إبلاغ الأطفال والمدرسين بأن الطفل قادر على فهم واستيعاب كل ما يقولوه للطفل، وحتى وان لم تصدر منه أى إستجابة.
- تجنب الضغط على الطفل للتحدث.
- وتجنب التحدث عن حالة الطفل بإستمرار أمام الأخرين.
- العمل على تعزيز ثقة الطفل المصاب بنفسه، من خلال البحث عن طرق مختلفة للاستجابة يمكن أن يستعملها الطفل.
- الموافقة على مشاركة الطفل الغير لفظية في الأنشطة المدرسية المختلفة.
- تدريب كل من المعلم والطفل المصاب، حتى يتمكن الطفل من طلب المساعدة بهدوء ودون خوف أو الشعور بالخجل من زملائه.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا