طرق وأساليب الإرشاد النفسي : الارشاد النفسي من التخصصات المهمة في حياة الإنسان المعاصر، فهو بحاجة لمن يساعده في حل مشكلاته، ويوجد العديد من طرق الإرشاد النفسي المستخدمة للوصول إلى الحل الأمثل، فقد أثرت التغيرات الحياتية التي تحدث لكل أفراد الأسرة على قيمهم وسلوكهم وأخلاقهم، مما أدى إلى اختفاء الكثير من القيم الإيجابية مثل حب الناس والشجاعة والنطق بالحق، وحل محلها العديد من القيم السلبية مثل العدوان والكراهية نتيجة لمشاهدة وسائل الإعلام التي تشجع على العنف والبلطجة فيلجأ إليها الإنسان لحل مشكلاته بدلا من استخدام العقل والمنطق.
ومن هنا جاءت أهمية الإرشاد النفسي في حياة الإنسان، لما يقدمه من مساعدات لحل المشاكل بطريقة إيجابية دون اللجوء للعنف.
الارشاد النفسي
الإرشاد النفسي [1] أحد فروع علم النفس، فهو طريقة علمية للوصول بالشخص إلى التوافق النفسي والسعادة عن طريق زيادة قدرته على فهم ذاته، واحتياجاته، ورغباته، وكيفية تحقيق أهدافه، والتعامل مع مشاكله وحلها، لذلك فهو علاج نفسي فعال للمشاكل السلوكية.
طرق وأساليب الإرشاد النفسي
يوجد العديد من طرق الإرشاد النفسي المختلفة[2]، التي يمكن أن توجهه إلى الأفراد أو الجماعات بطريقة مباشرة وغير مباشرة نذكر منها:
الإرشاد الفردي
طريقة فعالة وتعد من أشهر طرق الإرشاد النفسي المستخدمة فهي تعتمد على التعامل بين فردين المرشد والمسترشد، أي أنه إرشاد عميل واحد في كل مرة وقد تستغرق الجلسة ما يقرب من 45 دقيقة.
وتستخدم في عدة حالات منها المشاكل الفردية التي تحتاج إلي سرية، الأمراض المزمنة والتي تحتاج إلى اهتمام كبير، الحالات التي تعاني من الانطواء والعزلة، أو إذا كانت المشكلة حساسة ويخجل العميل من التحدث عنها أمام الناس مثلاً “إذا كان يعاني من الشذوذ أو الانحراف الجنسي”.
يعمل المرشد على تهيئة المكان وتوفير كل سبل الراحة التي تساعده على إتمام مهمته بنجاح، بالإضافة أنه يجمع المعلومات اللازمة لتحقيق هدف الإرشاد، وتقديم الخدمات المناسبة للمسترشد وتختلف باختلاف النظرية المتبعة، يعتمد نجاح الإرشاد الفردي على صبر المرشد على العميل وإعطائه الفرصة كاملة للتعبير عن مشاعره ومشاكله بكل ثقة دون تقيُد، المرشد لابد أن يراعي الفروق الفردية من عميل لآخر ويتبع مع كل فرد الطريقة المناسبة له، ويجب أن يعلم أن المشكلات ليست متشابهة.
يكمن نجاح الإرشاد الفردي في كيفية استخراج ما بداخل المسترشد من انفعالات وكيفية تبادل المعلومات التي تساعد في تفسير المشكلة وحلها، بالإضافة إلى تحديد الخطة المناسبة للعمل.
مميزات الإرشاد الفردي
- السرية التامة واحترام الخصوصية.
- تستخدم طريقة الإرشاد الفردي أيضاً في الحالات المعقدة التي تحتاج إلى تركيز جبار من المرشد.
عيوب الإرشاد الفردي
- وهذه الطريقة تمتلك عيب واحد فقط يكمن في عدم إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات فهي تقتصر فقط على المرشد والعميل.
مقالات ذي صلة : فقدان الشهية العصابي ماهيته واعراضه وطرق علاجه
الإرشاد الجماعي
من أهم طرق الإرشاد النفسي، وتتكون من مجموعات صغيرة يَقودها المرشد، وهو شخص متخصص ومؤهل لتحقيق أهداف إرشادية عن طريق التفاعل بين الأعضاء، فالمجموعة الواحدة يكون بها عدد من العملاء الذين تتشابه مشكلاتهم مما يساعدهم على تخطي الأزمة وتبادل الخبرات، وتستخدم هذه الطريقة في مجموعات الاسترشاد في المدارس حيث يساعد الإرشاد الجماعي في التربية، فهو يعتمد في الأساس على موقف تربوي.
الإرشاد الجماعي يعتمد بشكل أساسي على منطق أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، وأن العزلة التي تحدث بشكل طارئ من أسباب المشكلات النفسية، وأن أسباب اللجوء للعزلة هي الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد نتيجة لبعض المعايير المسيطرة على سلوكه.
اكتساب مهارات العمل في جماعة وكيفية التعامل معهم من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإرشاد النفسي الجماعي، حيث أن العمل في جماعات أصبح ضروري جدا اليوم، لذلك فلابد أن يتعلم أفراد الجماعة مسئوليتهم نحو العمل الجماعي وأهداف الجماعة التي ينضموا إليها، فيعمل المرشد على تنمية العلاقات بين أفراد المجموعة الواحدة.
أساليب الإرشاد الجماعي
- المناقشات الجماعية.
- السيكو دراما “التمثيل المسرحي”: عن طريق تمثيل المشكلة وتجسيدها في مسرحية يكون أعضاء المجموعة أبطالها.
- نادي الاسترشاد وهو قائم على” الأنشطة الاجتماعية” يستخدم مع من يعاني من الرفض الاجتماعي.
مميزات الإرشاد الجماعي:
- شعور المسترشد أنه ليس بمفرده، وأن هناك من يعاني من نفس المشكلة مما يزيد من ثقته بنفسه وتقبل ذاته، ويتأكد أن المشاكل النفسية تواجهه الناس جميعا، وليست مشكلة فردية لديه.
- تبادل الخبرات والتعليم من الجماعة، والتأثير المتبادل بين أفراد الجماعة.
- توفير المال والجهد وعدد المرشدين.
- الأنشطة الاجتماعية التي تقام مما تشبع حاجة أعضائها وتساعد في تحقيق الهدف المطلوب.
- يتعلم المسترشد معايير التعامل في جماعات، وتعلمه يتعلم حدوده في إطار المقبول اجتماعيا.
- مناسب في البلاد النامية بسبب قلة عدد المرشدين.
- مناسب للحالات التي لم تستجيب مع الإرشاد الفردي.
عيوب الإرشاد الجماعي
- خجل العميل من الحديث امام الجميع، وهناك من لا يرغب في الإفصاح عن شخصه وحالته الاجتماعية.
- بعض العملاء ربما يكتسبوا سلوك خاطئ من أحد أفراد المجموعة.
- من الصعب إدارة المجموعة، ولابد من مرشد ذو خبرة، ومتمرس في مجاله.
- من الصعب عمل تغيير جوهري في شخصية العميل.
- عدم استفادة البعض بسبب أن الاهتمام موزع على المجموعة.
حالات استخدام الإرشاد الجماعي
- مساعدة الوالدين على إرشاد أولادهم.
- يستخدم في الإرشاد الأسري وحل المشاكل الزوجية.
- في المدارس والمؤسسات.
- حالات مشاكل التوافق الاجتماعي والخجل والعزلة وفقدان الثقة بالنفس.
- الأفراد أو الشباب أو الشيوخ أو المغتربين الذين يعانون من نفس المشكلة.
خطوات لنجاح الإرشاد الجماعي
- استعداد المرشد النفسي لاستخدام النظريات المختلفة للوصول إلى الهدف.
- القدرة على الإنصات وفتح الباب لكل العملاء للحديث والتعبير عن ذاتهم.
- تختلف الأعداد المشاركة في المجموعة الواحدة فقد يصل إلى 50 عميل، وقد يكتفي ب 3 عملاء فقط، ولكن العدد الأفضل هو “7-10” عملاء.
- على المرشد القيام بمقابلة فردية مع كل حالة، ويحدد بعدها إذا كان انضمامها للمجموعة مفيد أم لا.
- أن تكون المجموعة كلها تعاني من نفس المشكلة أو مشكلات متشابهة ليحصل الترابط فيما بينهم، ويساعدهم ذلك في تقبل ذاتهم، ولكن هناك وجهات نظر مختلفة ترى أن الاختلاف في المشكلات أو الجنس أو المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي يحقق التوازن الاجتماعي أكثر.
- إعداد مكان التجمع بشكل جيد، من حيث الأثاث الكافي المريح والمساحة الواسعة وغيرها.
- مدة الجلسة الإرشادية تستغرق 90 دقيقة.
تتعدد أساليب الإرشاد الجماعي لعدة أسباب منها:
- المشكلات التي يواجهها المسترشدين ومدى تشابهها أو اختلافها.
- النظرية التي يتبعها المرشد.
- مكان الاسترشاد الجماعي، سواء في النادي، أو المدرسة.
- هل الجماعة طبيعية مثل تجمعات طلاب الفصل الواحد في المدرسة أو مصطنعة مثل مجموعة أفراد ترددوا علي المرشد في العيادة ولديهم مشكلات متشابهة.
التشابه بين الإرشاد الجماعي والفردي
- الهدف العام واحد، وهو الوصول إلى الاستقرار النفسي.
- الأسس والمبادئ واحدة والنظريات المتبعة متشابهة.
- كلاهما معرض للسقطات والمشاكل.
الاختلاف بين الإرشاد الفردي والجماعي
الإرشاد الفردي يركز على الفرد، واهتمام المرشد كله ينصب على فرد واحد طول مدة الجلسة التي تستغرق 45 دقيقة، المشكلات التي يتم حلها في الإرشاد الفردي خاصة ويخجل العميل التحدث عنها أمام الجميع، ويأخذ العميل أكثر مما يعطى.
الإرشاد الجماعي المرشد يوزع تركيزه على أعضاء المجموعة كلهم في مدة تستغرق 90 دقيقة، المشكلات تكون عامة والتفاعل الاجتماعي فيها أسلوب أساسي لحلها، دور المرشد أكثر تعقيداً، ويأخذ العميل ويعطى في نفس الوقت.
الإرشاد الموجه “المباشر”
طريقة من طرق الإرشاد النفسي يسمى أيضا بالأسلوب المفروض أو الأسلوب الإكلينيكي “العلاجي”، فهو يعتمد بشكل أساسي على المرشد، فيعمل المرشد على توجيه العميل نحو السلوك الصحي ليساعده في تغيير شخصيته، والمسؤولية الكبرى تقع على المرشد وليس العميل.
ويعتمد على خبرة المرشد في حل المشكلات، فيأتي إليه العميل ليستفيد من خبرته وقدرته على إدارة المشكلات، لنقص معلومات العميل وعدم قدرته على التعبير عن مشكلته.
المرشد يساعد في حل المشكلة الرئيسية التي جاء بها العميل مع عدم فتح مشكلات أخري، وهو أسلوب فعال مع العملاء محدودي المشاكل، ويستخدم في مجال الإرشاد العلاجي بكثرة.
وتتميز العلاقة بين المرشد والعميل بالود، فيعمل المرشد على مساعدة العميل على فهم نفسه وفهم مشكلته بطريقة بسيطة مع تقديم عدة حلول مختلفة والعميل هو ما يختار المناسب له.
أسس الإرشاد المباشر
- المرشد يقوم بدور إيجابي ويساعد العميل في اتخاذ القرار عن طريق النصح والتوجيه، لكن لا يأخذ القرار بنفسه، فقط يقدم المساعدة.
- العميل يتلقى التعليمات ويأخذ القرار بمساعدة المرشد.
- يستخدم هذا الأسلوب في التربية والتعليم، لأنه يعتمد على تقديم المعلومات بشكل أكبر.
- تحديد المشكلة عن طريق الاختبارات والمقاييس.
خطوات الإرشاد المباشر
التحليل: جمع المعلومات عن المشكلة بحضور العميل، ويعتمد على الاختبارات الموضوعية.
التركيب: تلخيص وتنظيم المعلومات في عدم وجود العميل.
التشخيص والتنبؤ: تحديد المشكلة وأسبابها وأعراضها، وكيفية حلها وهل هي سهلة أم صعبة.
الاستشارة: يقوم المرشد بتقديم نصائحه وإرشاداته للوصول إلى حل مثالي.
المتابعة: للتأكد من النتائج، يقوم المرشد بمتابعة تطور الحالة بعد ذلك.
مميزات الإرشاد المباشر
- التركيز على مشكلة العميل وحلها.
- إتباع خطوات ثابته ومحدده للوصول إلى الهدف.
عيوب الإرشاد المباشر
- نوع من التسلط من قبل المرشد على المسترشد، وهذا يتنافى مع مبادئ الإرشاد النفسي التي لا تفضل إعطاء حلول جاهزة.
الإرشاد غير الموجه “الغير مباشر”
هو من أهم طرق الإرشاد النفسي وهو الأقرب إلى العلاج النفسي وصاحب هذه الطريقة هو كارل روجرز، يعتمد على نظرية الذات فهو يركز على المسترشد، حيث يساعد العميل على التطور النفسي السوي، وفهم ذاته، والموازنة بين مفهوم الذات الاجتماعية والواقعية والمثالية ويغير مفهوم الذات حتى يتطابق مع الواقع للوصول إلى التوافق النفسي، هو الأسلوب الأسهل لحل مشاكل الشباب متوسطي الذكاء، ويستخدم لحل مشاكل الزواج، وفهم الذات السلبية وتغييرها، ويعتمد على فهم سلوك العميل، وفهم عالمه الخاص.
بإتباع هذا الأسلوب فإن الثقة تزداد بين المرشد والمسترشد، ويزداد فهم العميل لذاته عن طريق تلخيص المشكلة وتعريف العميل عليها.
بما أن مفهوم الذات هو المسيطر الأساسي على السلوك، فتغيير السلوك يعتمد بشكل أساسي على تغيير مفهوم الذات، ولابد من وجود مناخ إرشادي أمن، ليتغير مفهوم الذات من سلبي إلى إيجابي، وبعد عقد الجلسات يتقبل العميل ذاته ولا يحاول أن يسقط مشاكله على غيره سواء أشخاص أو البيئة وغيره، ويزاد التطابق بين مفهوم الذات الواقعية والمثالية، ويزداد التوافق النفسي والصحي.
تعتمد هذه الطريقة على إزالة التوتر عن الشخص وهو يقوم باتخاذ القرار بنفسه، والمرشد ما هو إلا مستمع ولا يصدر أحكام عليه لذلك لابد أن يكون مستمع جيد.
مميزات الإرشاد الغير موجه
- يساعد العميل على فهم ذاته، وزيادة ثقته بنفسه.
- ويساعده على حل مشكلاته وكيفية اتخاذ القرار، وتحقيق مصيره.
- النظر إلى الإنسان نظرة تفاؤلية، وأنه خير بطبعه ولكنه يحتاج إلى من ييسر له طريقه.
عيوب الإرشاد الغير موجه
- عدم مساعدة المرشد للعميل في اتخاذ قراره ربما يجعله يتوه، ويشعره بالضيق عندما يحتاج النصيحة من المرشد ولم يجدها.
- هذه الطريقة من طرق الإرشاد النفسي تراعي مشاعر الإنسان على حساب العلم.
- يهمل عملية التشخيص بالرغم من أهميتها.
- المرشد دوره سلبي فكل ما يفعله هو تهيئة جو نفسي للمسترشد.
الفرق بين الإرشاد المباشر وغير المباشر:
- الإرشاد المباشر المرشد هو العامل الأساسي هنا، يستغرق وقتاً أقل نسبياً، المرشد يساعد المسترشد على اتخاذ القرار بتوجيه النصيحة له.
- الإرشاد الغير مباشر يركز على المسترشد وهو من يتخذ القرار لنفسه دون تدخل المرشد، ويأخذ وقت أطول من الإرشاد المباشر.
مقال ذي صلة: فنيات الإرشاد الأسري وأهم أهدافه والأسس التي يقوم عليها
الإرشاد النفسي الديني
من طرق الإرشاد النفسي التي تعتمد على الأخلاقيات وأسس روحية، عكس الإرشاد الدنيوي الذي يعتمد على أسس وأساليب ومفاهيم من وضع البشر.
الإرشاد الديني يعتمد على سلوك مرتبط بمعتقدات دينية، ولها تأثير قوي للوصول إلى النتيجة المطلوبة والتوافق النفسي، والشعور بالسعادة، المرشد نفسه يحتاج إلى مساعده فهو لا يستطيع أن يقوم به لوحده، فالإرشاد الديني يحتاج إلى فريق كامل يتكون من مربي وواعظ ديني ومرشد نفسي.
الوعظ الديني يتم توجيه من جانب المساجد والبرامج الدينية فقط، والهدف منه الحصول على معلومات دينية، والإرشاد الديني يعتمد على علم الله للإنسان وكيف يصبح سوي نفسيا، وعالم بالأسباب التي تفسد الإنسان، والطرق المتاحة لعلاج وصلاح الإنسان.
ومن وجهة نظر الإرشاد الديني فإن الذنوب والمعاصي هي السبب في الاضطراب النفسي، ومن أهم أعراضهالشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق، والشعور بالذنب.
الإرشاد الديني الوقائي
- التربية الدينية: النشأة علي حب الله ورسوله والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
- التدين وقضاء فروض الله والإخلاص لله والبعد عن كل ما يعصي الله.
- التربية الأخلاقية، والتربية على الاستقامة وإصلاح النفس والصدق والأمانة والإيثار والسلام.
أسس الإرشاد الديني
- طريقة مبنية على معرفة الشخص لربه ودينه وكيفية تقويم نفسه وسلوكه.
- التخلص من المشاعر السلبية التي تؤثر على أمنه النفسي.
- لابد أن يتميز المرشد بالبصيرة الذي يعتمد على اتباع تعاليم دينه ويحترمها، وذو قدرة عالية على الإقناع
- يشترك كل من العميل والمرشد في التعليم.
- الإرشاد الديني يعتمد على التوبة، والدعاء والاستغفار وذكر الله.
استخدامات الإرشاد النفسي الديني
- يستخدم في الإرشاد العلاجي
- مشاكل الإدمان ومشاكل الزواج والمشاكل الجنسية.
- يستخدم في حالات القلق والهستيريا والخوف.
الإرشاد السلوكي” إرشاد التعلم”
وهذا النوع مبني على تعديل السلوك عن طريق قواعد وقوانين التعلُم، ويستخدم في الإرشاد العلاجي وهو طريقة فعالة من طرق الإرشاد النفسي، ويعتمد على نظريات التعلم لبافلوف وواطسونن والمبدأ الأساسي القائم عليه أن الإنسان يولد على فطرته، ويتعلم الخير والشر من خلال البيئةٍ، والسلوك المضطرب مكتسب مثل السلوك العادي ولكن الفرق أنه غير متوافق، وأن السلوك المضطرب ناتج عن اكتساب خبرات سيئة
خطوات الإرشاد السلوكي
- تحديد السلوك السيء المراد تعديله.
- تحديد الظروف والعوامل المؤدية للسلوك المضطرب.
- معرفة ما هي الظروف التي يمكنك تعديل السلوك بها.
- كتابة الخطوات والإرشادات التي تسير عليها لضبط وتعديل السلوك في جدول.
- إتباع الجدول وتنفيذه بإحكام.
أساليب الإرشاد السلوكي
- التحصين التدريجي: وهو السيطرة على الحساسية عن طريق التخلص من السلوك المضطرب تدريجيا، ومهم في علاج اضطراب الخوف، ويبدأ بالمثيرات الأٌقل شده حتى الشديدة.
- الغمر: يعتمد على المثيرات الشديدة أي وضع العميل أمام الأمر الواقع دفعة واحدة، وهو عكس التحصين التدريجي، يستخدم في علاج اضطرابات ومشكلات الزواج.
- الكف المتبادل: التخلي عن الأنماط السلوكية غير المتوافقة وإحلال أنماط أخرى بدلا منها.
- الاشراط التجنبي: يهدف إلى العلاج عن طريق البعد عن الأسباب المؤدي للمشكلة، فهو مفيد في علاج الإدمان.
- التعزيز الإيجابي: تكرار السلوك السوي المطلوب إثباته، سواء بالمعززات المعنوية أو المادية.
- التعزيز السالب: التعرف على السلوك السيء عن طريق الضغط على العميل وتعريضه للمثيرات، ثم إيجاد حل مباشرة بعد ذلك.
- العقاب: يتعرض العميل للعقاب العلاجي ويستخدم في حالات تاخر الكلام واللجلجه.
- ثبوت الإيجابيات والعمل على تقليل السلبيات: وهذا الأسلوب مفيد في علاج اللزمات.
- التغفيل: مفيد في حالات الاضطرابات النفسية الصعبة، عن طريق التخلص من السلوك السيء بشكل تدريجي.
- الممارسة السالبة: يصل العميل إلى حالة الملل عن طريق ممارسة السلوك الغير سليم بشكل متكرر.
مميزات الإرشاد السلوكي
- أهدافه صريحة وواضحة.
- مبني على نظريات التعلم وتجارب معملية.
- يركز بشكل رئيسي على المشكلة وحلها بشكل عملي أكثر.
- نسبة نجاح هذه الطريق كبيرة جدا، وفى أقل وقت ممكن.
عيوب الإرشاد السلوكي
- صعب الفهم والتفسير، فطبيعة السلوك البشري معقدة وصعبة.
- ربما يكون العلاج وقتي ويعود المسترشد لنفس السلوك السيء بعد فتره.
- يعتمد على علاج الأعراض، دون التركيز على علاج السبب الحقيقي.
الإرشاد التربوي
من طرق الإرشاد النفسي المستخدمة في تقديم النصائح والخدمات الإرشادية من خلال العملية التربوية، وذلك لتحقيق الأهداف المطلوبة في العملية الإرشادية والتربوية التي تتفقان معا للوصول إلى السعادة والاتزان النفسي، فالإرشاد التربوي بحاجة إلى عدد كبير من المرشدين لتغطية متطلبات الإرشاد الفردية، وقد جاء من منطلق أن التربية هي الحياة وهي الأساس للوصول إلى التوافق النفسي.
الإرشاد التربوي يعمل على إعداد الإنسان ليكون قادر على مواجهة وحل مشكلاته الاجتماعية والشخصية والعامة، وتعمل المؤسسة التعليمية اليوم على إدخال الإرشاد التربوي إلى المدارس بشكل أساسي، فلا توجد مدرسة اليوم خالية من المشاكل.
استخدامات الإرشاد التربوي
- إدخال الإرشاد التربوي في المناهج التعليمية، أو من خلال المكتبة.
- إدخال الإرشاد التربوي من خلال النشاط المدرسي.
- الإرشاد التربوي على مستوى الفصول، سواء من خلال الإرشاد الجماعي، أو الفردي.
الإرشاد بالقراءة
كما هو واضح من الاسم أن المسترشد يستمد النصيحة والتوجيه من خلال قراءة الكتب والمجلات والمنشورات، فهو من طرق الإرشاد النفسي التي تعتمد على قراءة الكتب، ومن أهم الكتب التي تساعدك على الوصول إلى التوافق النفسي هي الكتب السماوية باختلاف الأديان فكلها تساعد على الوصول إلى النفس السوية، بالإضافة إلى قراءة السير الذاتية والاستفادة من خبرة الكاتب ومسيرته في الحياة، أو قراءة القصص التي تتحدث عن الخبرات البشرية باختلاف أنواعها من حياه زوجية، وأسرية.
أهداف الإرشاد بالقراءة
- القراءة تغذي الروح، وتزيد من خبراتك وتعطيك المعلومات الكافية للوصول إلى الحل المثالي لمشكلتك، كما أنها تساعد على وضع حلول بديلة.
- الإرشاد بالقراءة يساعد العميل على التفكير الإيجابي.
- العميل قادر على تحليل سلوكياته، كما أنه يساعده على الوصول إلى مرحلة الرضا عن النفس.
خطوات الإرشاد بالقراءة
- يحدد المرشد الكتاب الذي يساعد العميل على تخطي مشكلته.
- يقترح القراءة على العميل كوسيلة لمساعدته.
- يناقش المرشد مع العميل الكتاب بعد قراءته.
استخدامات الإرشاد بالقراءة
- يستخدم في حالات القلق الشديد مثل القلق من الامتحان، أو الإقبال على الزواج وغيرهم.
- القراءة مفيدة لمن لديه موهبة، وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة الموهوبين.
- الإرشاد بالقراءة يستخدم مع الإرشاد التربوي في المدارس وتشجيع الطلاب على القراءة.
- كما أن القراءة هي الوسيلة التي تساعد المراهقين لحل مشكلاتهم.
- معالجه مشاكل كبار السن ومن يعاني من الوحدة، فالكتاب هو خير صديق.
- المشاكل النفسية التي يتعرض لها المسجونين فالإرشاد بالقراءة حل سهل وعملي.
- حالات الإرشاد الأسري، ومساعدة الأبوين في تربية أبنائهم.
مميزات الإرشاد بالقراءة
- يندمج القارئ مع الكتاب ويتفاعل معه.
- توفير الوقت والجهد على المرشد.
- ينمي العقل ويزيد من وعيه وحصيلته المعرفية.
الإرشاد بالواقع
يعنى أن يصطدم العميل بالواقع، وما يكتسبه الفرد من خبرات نتيجة للتفاعل مع البيئة، وأي رفض للواقع يسبب اضطراب نفسي، وتقع المسئولية كاملة على الفرد لإشباع حاجاته في العالم الواقعي وقدرته على فعل الصواب وتجنب الخطأ للوصول إلى النفس السوية، ولكن لا يعنى إشباع الفرد لحاجاته بسبب اضطراب سلوكي.
خطوات الإرشاد بالواقع
- العمل على بناء الثقة المتبادلة بين المرشد والمسترشد.
- يدرس المرشد السلوك الخاطئ للعميل في الوقت الحاضر مع تقييمه.
- تحديد السلوك الواقعي الأفضل الذي يجب أن يتعلمه المسترشد وابدأ في الخطة مع الالتزام بها.
- الصبر والعمل الجاد والمتابعة الجيدة لتحقيق الهدف المطلوب.
الإرشاد باللعب
من طرق الإرشاد النفسي الفعاله خصوصا مع الأطفال، فهو يعالج المشاكل النفسية لدى الأطفال وتعليمهم القيم الصحيحة عن طريق اللعب، ويعرف اللعب أنه السلوك الذي يقوم به الفرد دون ترتيب مُسبق، ووجد انها الطريقة المُثلي لتصحيح سلوك الطفل وإشباع حاجاته وضبط نموه العقلي والاجتماعي والانفعالي، ويساعد على خروج ما بداخل الطفل من توتر وعصبية.
الإرشاد باللعب يعتمد على ملاحظة الطفل وتحليل شخصيته أثناء اللعب، ويحتاج إلي مرشد ذو قدرات خاصة، ويعتمد على أساس في علم النفس العام والعلاجي.
النظريات المتبعة في الإرشاد باللعب
نظرية الطاقة الزائدة: اللعب هو الوسيلة الأولى للتنفيس عن الطفل وإخراج الطاقة الزائدة عنده.
النظرية الغريزية: هو النشاط الأمثل لتدريب الغرائز الكامنة مثل المقاتلة والضرب.
نظرية تجديد النشاط: اللعب وسيلة لتجديد النشاط بعد يوم طويل من التعب والإجهاد في الدراسة أو العمل للكبار أيضا.
أساليب الإرشاد باللعب
- اللعب الحر: الغير محدد، أي اللعب بشكل عشوائي دون تخطيط مسبق.
- اللعب الموجه، أي المحدد والمخطط له مسبقاَ.
- اللعب بطريقة الإرشاد السلوكي: يستخدم في حالات الخوف من شيء محدد مثل الخوف من الحيوانات.
مكان اللعب لابد أن يحتوي على ألعاب مختلفة الشكل والحجم والنوع، وحفاظا على صحة الأبناء لابد أن تكون الألعاب غير قابلة للكسر حتى لا تؤذيهم جسميا، ولأن الأطفال تحب البهجة فحاول أن تكون ألوان الغرفة من ألوان الطبيعة المحببة لهم، وأن تغطى الأرضيات بالورق المقوي حفاظا على صحتهم.
مميزات الإرشاد باللعب
- الأطفال سريعة الاستجابة، ومتعاونة مع هذه الطريقة فهي الأنسب والأفضل لإرشاد الأطفال.
- الإرشاد باللعب مفيد في كلا الأحوال نفسيا واجتماعيا وعلاجيا وتشخيصياَ.
- يضيف للطفل خبرات ومعلومات كثيرة تفيدة في كل مراحل نموه.
- يعلم الطفل التواصل الاجتماعي ” في الألعاب الجماعية” وكيفية التفاعل مع الأشخاص.
- اللعب يخفف التوتر والقلق لدى الأطفال.
- للوالدين دور في الإرشاد، فالإرشاد باللعب يعطيهم فرصة للمشاركة في النصح والتوجيه.
الإرشاد وقت الفراغ
محاولة لاستغلال الوقت الغير مستخدم في العمل وكسب العيش في الإرشاد والتوجيه والتسلية وممارسة أنشطة تساعد على النمو الشخصي والعقلي، أو استغلاله في الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة للتخلص من التعب واستعادة نشاطك، وهذا النوع من طرق الإرشاد النفسي مناسب للعملاء الذين لا يحبون العيادات التقليدية، والعلم أن وقت الفراغ ليس للَهو، وإنما يتم استغلاله في أي نشاط إيجابي، ومحاولة التخلص من أي عوامل سلبية تؤثر عليه.
يمكن أن يكون وقت الفراغ هو المشكلة الأساسية فهناك أفراد مشكلتهم هي زيادة وقت الفراغ، واخرون ينقصهم وقت الفراغ، فهي مشكلة فعلية يجب حلها.
ترشيد وقت الفراغ
- عن طريق استغلال الفراغ في تعليم شيء مفيد لتحقيق التوافق النفسي والعقلي، وضبط الانفعالات.
- للمرشد دور أساسي في ترشيد وقت الفراغ، فهو يساعد في الأنشطة المختلفة لتحقيق الأهداف المطلوبة
الإرشاد المختصر
أي ينتهي في وقت قصير فهو يهتم بمهمة محددة، ومبني على تقنيات التدريب المصغر، ويركز فقط على المحاور الأساسية والسلوك المطلوب إتقانه ليصبح العميل سوي نفسياً، ويعتمد على التعليم والتطبيق معا لكسب العميل الثقة بالنفس في أقل وقت، وهذا النوع مناسب في المدارس ومراكز الإرشاد.
أساليب الإرشاد المختصر
الإقناع المنطقي: مثل المستخدم مع طلاب الجامعات
التصرف الانفعالي: كالمستخدم في الحروب والحوادث
مميزات الإرشاد المختصر
- يوفر الوقت والجهد ويخدم الكثير من المسترشدين في وقت قصير، فهو يركز على سلوك واحد لتعديله والتدريب عليه.
- الإرشاد المختصر طريقة سهلة ومفيدة عن باقي الطرق الأخرى.
عيوب الإرشاد المختصر
- غير محدد بدقة، فهو برنامج يتغير ويُعدل تبعا لمن يستخدمه.
الإرشاد العرضي
إرشاد سطحي غير مخطط له، هدفه الرئيسي تهدئه العميل دون التدخل في أسباب المشكلة والصراعات الداخلية، يطبق المرشد ما يسمح به الموقف فقط فهو لا يحل مشكله من الجذور وإنما يحاول أن يهدي الموقف ليس أكثر.
حالات استخدام الإرشاد العرضي
- المواقف الطارئة.
- حالات الاضطراب الوقتي.
- وأيضا في حالة ضيق الوقت والإمكانيات.
مميزات الإرشاد العرضي
- حل الموقف بشكل سريع، أفضل من ترك العميل بحالته النفسية السيئة، وهو حل مبدئي في طريقه إلى الحل الجذري.
عيوب الإرشاد العرضي
- إرشاد ناقص هش، لا يقدم حلول عملية.
الإرشاد الذاتي
يعني إرشاد الفرد لنفسه، فهو مجهود شخصي، أي أنه لا يذهب بشكل مباشر إلي المرشد، وهذا النوع مفيد جدا للفرد في ضبط مشاعره وانفعالاته ويساعد الفرد على اتخاذ قرار إيجابي، يمكن أن يلجأ إلي المرشد في حالات الضرورة القصوى ويسمى وفتها “بالإرشاد الذاتي الموجه من المرشد”.
ويعتمد الإرشاد الذاتي علي ضبط النفس، وقوة الإرادة والمثابرة والقدرة على توجيه النفس والتعلُم لتعديل السلوك المطلوب، فالإنسان قادر على تعديل ذاته، وضبط انفعالاته، وتغيير العوامل البيئية المؤثرة عليه بشكل سلبي واستبدالها بعوامل أخرى أكثر إيجابية، والقدرة على ضبط الذات، تعني القدرة على ضبط السلوك بصفة عامة.
أساليب الإرشاد الذاتي
- رفض الظلم، والدفاع عن الذات وتقديرها وفهمها.
- التخلص من التوتر والقلق، والعمل على إتاحة الفرصة لجسمك وعقلك للراحة.
- التحصين التدريجي والتخلص من الحساسية والسلوك المضطرب.
- المحاكاة حيث يتعلم الفرد عن طريق المحاكاة ومشاهدة نماذج وخبرات الآخرين والتعلم منها.
- دعم النفس عن طريق الشعور بالراحة والسعادة والنجاح عند تحقيق الهدف المطلوب.
- تعديل الأفكار وهو عن طريق دمج الإرشاد بالقراءة مع الإرشاد الذاتي.
مميزات الإرشاد الذاتي
- ينمي الفرد ذاتيا، ويجعله قادر على التحكم في انفعالاته ونفسه.
- يعلم العميل الإيجابية وكيفية اتخاذ القرار ذاتيا، مما يساعد على تقوية الثقة بالنفس.
- يوفر الوقت والجهد والمال المبذول عند الذهاب إلي المرشد.
عيوب الإرشاد الذاتي
- غير فعال مع ضعاف النفوس، وعند انخفاض الدافع للتغيير، وربما يؤدي إلى فشله لعدم الجدية.
الإرشاد الخياري “الانتقائي”
الإرشاد الخياري يعمل على التوفيق بين طرق الإرشاد النفسي المختلفة بما يناسب المشكلة وظروف المرشد والمسترشد، ووجد أن الجمع بين الإرشاد المباشر والغير مباشر يساعد في العملية الإرشادية، ولكن يمكن التوفيق بين أي طرق الارشاد النفسي التي يجب أن يكون المرشد على علم بها ويختار منها ما يناسب المشكلة.
خطوات الإرشاد الخياري:
- العلم بكل طرق الارشاد النفسي أولا وكيفية الجمع بينهما بما يناسب السلوك المطلوب تعديله.
- اختيار أي طريقة مناسبة أو الجمع بين أثنين أو أكثر.
- التطبيق العملي للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
أساليب الإرشاد الخياري:
يحدد المرشد الأفضل لحل المشكلة أما عن طريق
- الاختيار من بين طرق الارشاد النفسي الطريقة الأمثل لحل المشكلة بحيادية دون الانحياز لوسيلة على حساب الأخرى.
- الجمع بين طرق الارشاد النفسي ويختار من كل طريقة ما يميزها والدمج بينهما ليخرج طريقة جديدة مناسبة لحل المشكلة.
مميزات الإرشاد الاختياري
- مرن يمثل الانفتاح العقلي، غير مقيد، فهو يحقق الفائدة الإرشادية بأي طريقة مناسبة
- يستطيع المرشد تقديم خدماته بطريقة أكثر فعالية.
- يزيد من خبرات المرشد ويتعلم ويحترم كل طرق الارشاد النفسي، ويزيل الملل والروتين
عيوب الإرشاد الاختياري
- المرشد الغير ممارس يواجه مشكلة فهو ليس لديه الخبرة الكافية لتحديد الأسلوب المناسب، فالإرشاد الاختياري غير واضح المعالم وغير محدد.
- توتر وارتباك العميل بسبب اختلاف الطرق الإرشادية المستخدمة خاصة في عملية الجمع بين طرق الارشاد النفسي، وربما تؤدي إلى طريقة مختلفة وغريبة لا تصل إلى النتائج المطلوبة.
نظريات الارشاد واهم طرق الإرشاد النفسي المستخدمة فيها
النظرية تنتج عن جهد واختبارات عديدة للباحثين والعلماء، يلجأ إليها المرشد في علاج الحالات، فهي تمثل إطار علمي يضم مجموعة من القوانين والحقائق والافتراضات والتعريفات المبنية على التجربة والملاحظة، والتي تعتمد عليها في تفسير المشاكل النفسية.
تكمن أهمية النظريات النفسية في القدرة على اختيار أسلوب وطريقة الإرشاد المناسب، الإعداد المهني المُسبق، القدرة على التنبؤ للحل الأمثل
ومن أهم نظريات الارشاد النفسي ما يلي:
نظرية التحليل النفسي
العالم سيجموند فرويد هو مؤسس نظرية التحليل النفسي، حيث أعتمد في هذه النظرية على تقسيم التكوين النفسي إلى 3 أقسام هما: الهو، والانا، والانا العليا.
بالإضافة إلى أنه قام بتقسيم الغرائز إلي: غريزة الحياة وغريزة الموت حيث يوجد صراع دائم بينهما. وتحدث المشاكل النفسية نتيجة لعدم إشباع غرائز الإنسان، وعدم التوافق بين متطلبات الهو، والانا، والانا العليا.
طرق نظرية التحليل النفسي
توجد عدة طرق مختلفة لتطبيق نظرية التحليل النفسي نذكر منها: إعطاء فرصة للمريض بالتحدث عن نفسه، أو استخدام طريقة التنويم المغناطيسي، مع العلم أن العلاقة بين المرشد والمسترشد لابد أن تكون مهنية بحته، أي لا وجود للمشاعر هنا، ويجب أن يتميز المرشد بقدرته على الصمت والملاحظة الدقيقة.
النظرية السلوكية
مؤسس النظرية كلا من “بافلوف وواطسن وسكنر وولبي وايزنك وشابير وغيرهم”. وتعد نظرية الإشراط الكلاسيكي، ونظريه الإشراط الإجرائي من النظريات الرئيسية في الإرشاد السلوكي.
أساسيات النظرية السلوكية الناتجة عن التجريب والملاحظة ما يلي:
- العادات والتقاليد ووسائل التعليم هي العوامل التي تساعد ف تكوين شخصية الفرد.
- البيئة المحاطة هي ما تؤثر في الشخص وتجعله يلجأ إلى العادات السيئة والعنف لكي يتوافق معها.
- تركز النظرية السلوكية على علاج الأعراض التي تظهر على المريض بغض النظر عن الأسباب المؤدية لظهور المشكلة.
- التحليل النفسي مثل اللاشعور والصراعات التي تحدث بالداخل ليس لها مكان عند متبعي النظرية السلوكية، لأنها غير قابلة للدراسة.
- الخير والشر يكمنان داخل الإنسان نتيجة للتفاعلات التي تحدث مع البيئة المحيطة به، وأن الإنسان بفطرته خالي من هذه السلوكيات وتظهر نتيجة للتفاعل مع المحيطين به.
خطوات الإرشاد السلوكي:
- يعمل المرشد أولا على تحديد السلوك الغير سوي والذي يحتاج إلى تعديل.
- يحدد متى تظهر تلك السلوكيات والاضطرابات، وما هي العوامل التي تؤثر عليها وتزيد منها
- ما هي الظروف التي تتحسن بها تلك السلوكيات وتعتدل.
- يحدد المرشد الخطوات التي يمشي عليها في جدول ويتبعه لتعديل السلوك المضطرب.
- أخيرا وليس اَخرا يقوم بإتباع الجدول المعد مسبقاً، لتحقيق النتيجة المطلوبة.
نظرية الذات:
مؤسس نظرية الذات “كارل روجرز”.
الذات: ماهية الفرد الناتجة عن التفاعل مع البيئة أثناء للخروج إلى العمل أو التعليم أو أي أمر اَخر من أمور الحياة، فهي تحتوي على:
- الذات الاجتماعية: هي الناتجة عن تفاعل الفرد مع الاَخرين، وهي الصورة التي يعتقد الفرد أن المجتمع يتصورها عنه.
- الذات المثالية: الصور التي ينبغي أن يكون عليها الفرد، فهي تحدد السلوكيات والمدركات التي يجب أن يكون عليها.
مفاهيم في نظرية الذات
- الخبرة: هي ناتج العديد من المواقف التي يتفاعل معها الفرد في المجتمع ويؤثر فيها ويتأثر بها.
- الفرد: هو العنصر الأساسي معنا وهو ما يتفاعل مع البيئة ويكون صور مثالية عن نفسية.
- السلوك: هو أي نشاط يعمله الفرد ويسعى من خلاله لإشباع رغباته وحاجاته.
وسائل الإرشاد تبعاً لنظرية الذات
- الصمت والإنصات الجيد بحيث يسمح للمسترشد أن يخرج كل ما بداخله ويعبر بشكل جيد عن مشاعره.
- تعاطف المرشد مع الحالة وفهم مشاكلة.
- يحترم المرشد المسترشد بغض النظر عن مشكلته وأخلاقه
- عدم الحكم على المسترشد، والعمل على مساعدته فقط، وتكون العلاقة مهنية بحتة مبنية على الثقة والاحترام.
- يتفاعل المرشد مع المسترشد ويظهر له فهمه للمشكلة، ويلخص مشاعر المسترشد ليبين فهمه للمشكلة وتجاوبه معه.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا