تعريف التوحد أو Autism يصنف على أنه نوع من أنواع الاضطرابات التي قد تصيب الأطفال في سن صغير، وقد تختلف أعراض وخطورة الإصابة بمرض التوحد من فرد إلى آخر، ولكن مع اختلاف درجاتها فهي تؤثر على الطفل المصاب بشكل سلبي إذ تؤثر على قدراته في التواصل مع الآخرين وتؤثر في لغته وسلوكه.
تعريف التوحد لغة واصطلاحاً
التوحد[1] هو اضطراب يحدث للنمو العصبي لدى الإنسان مما يؤثر على وظائفه العقلية، خاصة في المهارات الاجتماعية واللغة والأسلوب، ويؤكد متخصصين علم النفس أن هذا المرض يظهر في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفولة.
كما يعرف على أنه ذلك المرض الذي يسمى بالذاتوية، والتي تعني الاضطراب الذي يصيب الأطفال قبل سن الثالثة، وهذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل وتطوره ونموه اللغوي، بشكل يضعف اللغة والمهارات الاجتماعية وكذلك السلوك والتصرف مع الآخرين.
وقد قامت الولايات المتحدة بوضع إحصائية لإصابة الأطفال بمرض التوحد لتتمثل هذه الإحصائية في إصابة عدد ٦ أطفال بين ١٠٠٠ طفل.
أسباب إصابة الإنسان بالتوحد | اسباب مرض التواحد
يشير بعض الباحثين في هذا النوع من المرض إلى أن الإصابة ترجع لأكثر من السبب؛ ولكن هناك رأي آخر بأنه يوجد سبب حقيقي وراء الإصابة لم يتم اكتشافه إلى الآن.
وقد أرجع البعض أن اللقاح يعد سببا للإصابة بمرض التوحد؛ ومع اختلاف الآراء في وضوح السبب للإصابة إلا أنهم اتفقوا على الأسباب للإصابة بالتوحد[2]:
- بعض الاضطرابات الوراثية والتي قد تحدث أثناء فترة الحمل.
- تلعب الجينات دور قوي في الإصابة.
- وجود متلازمة الكروموسوم x الهشة.
- إنجاب الطفل من أبوين أحدهما متقدم في العمر.
- الإصابة ببعض السموم التي توجد في البيئة كزيادة نسبة الرصاص في الدم.
- الإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية، والتي من شأنها تصيب الطفل بمرض التوحد.
- قلة وزن الطفل بعض الولادة مباشرة يعرضه للإصابة بالتوحد.
- تعرض الجنين للأحماض التي تشكل خطرا عليه وهذا مثل حمض الفالبوريك والثالديوميد.
أعراض التوحد
إن الأطفال المصابين بهذا المرض يواجهون الكثير من الصعوبات خاصة في التعامل مع الآخرين، وإقامة علاقات اجتماعية بشكل متبادل، هذا غير في أنه يفتقر الكثير من الكلمات اللغوية.
كذلك ضعف السلوك؛ ولأن مرض التوحد من الأمراض التي يتباين ويختلف فيها درجة الإصابة للأطفال، حيث أن كل طفل يختلف في تصرفه ومهاراته عن الطفل الآخر، على الرغم من أنهما يحملان تشخيص طبي واحد إلا أنهما يختلفان في درجة تأثير المرض.
ولقد أشار العلماء إلى أن أعراض مرض التوحد تبدأ في الظهور عند الأطفال في سن الرضاعة، ولكن هناك أطفال آخرون يولدون طبيعي دون أي مشكلة ثم ينمون لفترة محددة بصورة طبيعية إلى أن يصابوا بهذا المرض، حيث تبدأ علاماته تظهر عليهم.
وتختلف شخصيتهم بالكامل عما كانت من قبل ليصبحوا عدائين يميلون إلى الانطوائية والعزلة والانغلاق على الذات، هذا غير ضعف اللغة والأسلوب لديهم بشكل ملحوظ؛ هذا غير الصفات الأخرى التي تظهر عليه وتظهر على جميع الأطفال المصابين بالتوحد.
مقال ذي صلة: نصائح للتعامل مع أطفال التوحد
علاج مرض التوحد
قد لا يوجد علاج واحد يناسب جميع المصابين بالتوحد[3]، فقد تختلف الحالات وتتفاوت إصابتها بالتوحد من فرد إلى آخر، وقد يجمع المتخصصين على أن العلاج يتم بأكثر من طريقة لتساهم الطرق جميعها في تحسين حالة الفرد المصاب ومن هذه الطرق العلاجية ما يلي:
العلاج السلوكي
ويتم في هذا النوع من العلاج تقديم كل الدعم المعنوي والنفسي للطفل المصاب، وينصح الأطباء الآباء بالتعامل طوال الوقت مع أبنائهم المصابين بطريقة حسنة، ومن أجل هذا يقوم الطبيب المختص بالعلاج بتدريب الآباء على كيفية التعامل بطريقة إيجابية مع الابن المصاب، هذا غير الاستفادة من التجارب السابقة لبعض الأسر التي سبق لها التعرض لمثل هذا، وتم الشفاء بالفعل منه؛ كل هذا من أجل الحصول على الشقاء للفرد المصاب.
كما نقوم نحن عبر موقع سايكولوجي دوك بعلاج بمساعدة العائلة و المريض على التاقلم و تطوير المهارات الحياتية وذالك عبر جلسات علاج نفسي اونلاين
العلاج التربوي
لا يتم هذا النوع من العلاج على أيدي أشخاصا عاديين بل يتم عن طريق المتخصصين في العلاج التربوي وهذا من خلال قيامهم ببعض البرامج الخاصة، هذه البرامج تساهم بشكل كبير وإيجابي في تأهيل الفرد المصاب بمرض التوحد، كما يجب العلم بأن هذه البرامج صممت خصيصا من أجل تشجيع الطفل للتعامل والتفاعل مع الآخرين، وللقيام بمهارات سلوكية واجتماعية تجاه الأشياء المحيطة به، فهذا يساعد بشكل كبير على تنمية التخاطب لدى الطفل المصاب، بل وتساعد هذه البرامج على مساعدة الطفل المصاب بالتوحد بالتغلب على كافة المخاوف ومشاعر القلق التي قد يشعر بها في أثناء التعامل والتفاعل مع المحيطين به.
العلاج الدوائي
- تختلف هذه الطريقة العلاجية من طفل مصاب بالتوحد عن طفل آخر وهذا طبقا لحالته ودرجة إصابته، فقد يصف الطبيب المعالج بعض أنواع الأدوية والتي يتم إعطائها للطفل المصاب، هذه الأدوية يكون لها دور في التحكم على الاضطرابات التي تصيب دماغ الطفل المصاب.
ومع التقدم العلمي ووجود العديد من الأبحاث في هذا المجال تم التوصل إلى أن هذا النوع من الأدوية لها دور قوي وفعال في معاونة الأفراد المصابين بالتوحد بالتغلب عليه لدرجة تصل إلى الشفاء، هذا غير أن هذه الأدوية لا تقتصر على علاج التوحد فقط بل يمتد مفعولها القوي لأن تعالج بعض الأمراض التي قد تصاحب التوحد وهذا مثل مرض الصرع والعديد من الصدمات النفسية .
المهارات الاجتماعية للمصابين بالتوحد
من الصفات والأعراض الغالبة على الأطفال المصابين بالتوحد أنهم عند مناداتهم باسمهم لا يستجيبون لهذه المناداة.
ليس لديهم القدرة على الاتصال البصري المباشر فهم دائما لا ينظرون في أعين المحيطين بهم.
عندما يتحدث إليه أحد قد تظهر عليه علامات بأنه لا ينصت إلى هذا الحديث، لا يرغب في معانقة الأشخاص، وإذا أقدم شخص على فعل هذا، قام بحركات جسدية للتخلص من هذا الفعل على الفور.
يظهر دائما بأنه لا يهتم بالمشاعر التي يمر بها المحيطين به سواء كانت هذه المشاعر فرح أو حزن فهو لا يبالي.
يلجأ إلى اللعب بمفرده، فهو يفضل اللعب بأشياء غريبة وغير مألوفة على الأطفال، هذا غير الاحتفاظ بالعلب الفارغة والحفاظ عليها طوال الوقت.
اللغة لدى الأطفال المصابين بالتوحد
تتأخر اللغة جدا عند الأطفال المصابين بالتوحد وهذا إذا ما قورنوا بالأطفال الغير مصابين، فهو لا يقوى على استخدام الكلمات والجمل التي تعبر عن احتياجه لبعض الأشياء، فهو يلجأ فقط للاتصال البصري ليعبر به عن احتياجه لشيء ما.
تشبه طريقة تحدثه مع الآخرين بالإنسان الآلي، والذي يلجأ إلى التحدث بوتيرة واحدة منغمة، لا يبادر في التحدث مع الآخرين، فهم من يتحدثون إليه، وغالبا عندما يستجيب فهو يقوم فقط بتكرار نفس الكلمات والعبارات التي يتحدث بها طوال التحدث.
سلوك الأطفال المصابين بالتوحد
يلجأ الطفل المصاب بالتوحد باستمرار إلى تكرار الحركات التي يجيد فعلها، وهذا كالدوران والتلويح بشكل دائم، كما يفضل المزج.
يبدو ذهولا واستغرابا من بعض الأشياء المحيطة به والتي لا تستدعي ذلك كالعلب الفارغة ودوران عجل السيارات.
لديه حساسية عالية من الصوت والضوء، ولكنه لا يستطيع التعبير عن حساسيته هذه، ويضطرب عند حدوث أي تغيير بالحياة المحيطة به.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
تعليق واحد
التعليقات مغلقة