متلازمة مونخهاوزن :يعدوا مصابي هذه المتلازمة على أنهم مرضى نفسيين في الحقيقة، كما يتمنون المرض الجسدي طوال الوقت من أجل كسب تعاطف وحب الآخرين من الأشخاص المحيطين بهم، وهذا النوع من الاضطراب النفسي يسمى بمتلازمة مونخهاوزن، ويمكن توضيح أن هذه المتلازمة هي عبارة عن اضطراب نفسي مصاحب بالقلق، كما من الضروري أن يستدعي هذا الاضطراب إلى التدخل العلاجي من قبل المتخصصين.
ما هي متلازمة مونخهاوزن؟
يعرف بعض علماء النفس هذه المتلازمة على أنها نوع من أنواع الخلل النفسي والذي من خلاله يدعي المصاب بأن لديه وعكة صحية وإصابات جسمانية وعضوية، كل هذا من أجل جذب انتباه وتعاطف المحيطين به.
كما يتم تعريف متلازمة مونخهاوزن[1] على أنه اضطراب عقلي يصيب بعض الأفراد، ينتج عن هذا الاضطراب بعض التصرفات مثل إيذاء النفس في بعض الحالات القصوى، والبعض الآخر يدعى طوال الوقت بأنه مريض جسميا وعقليا ويحتاج إلى اهتمام ورعاية.
متلازمة مونخهاوزن يشعر الفرد أثناء الإصابة بها بأعراض متباينة قد تكون بسيطة في بعض الأحيان وقد تكون شديدة في البعض الآخر، يصل ذلك لدرجة قيام الفرد بالفحوصات الطبية محاولا إثبات أنه مريض مرضا ما من أجل إقناع الأخريين بأنه يحتاج إلى رعاية واهتمام من أجل العلاج.
إن مريض متلازمة مونخهاوزن قد لا يكون لديه الوعي الكامل حول ما يفعله، كما انه ليس يديه أي وعي عما إذا كان لديه مشكلة عقلية أو لا.
لابد من التفرقة بين المريض بالمتلازمة الذي يدعي المرض من أجل كسب تعاطف الآخرين، وبين الشخص الذي يدعي نفس هذه الأعراض من أجل كسب أي منفعة مالية كانت أو غير ذلك من تحقيق مصالح شخصية من وراء ما يفعله.
قد يفسر هذا الاضطراب ويعرف على انه اضطراب افتعالي نتيجة لمرور الشخص بمرض عقلي هذا المرض يجعله يقوم بخداع من حوله بأنه مريض أو أن يقوم بإيذاء نفسه بالفعل لأنه في حاجة شديدة إلى التعاطف والاهتمام.
قد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى إيذاء النفس، وهذا لأن المصاب بالمتلازمة اكتشف أن المحيطين به لا يستجيبون لمتاعبه ومعاناته الغير حقيقية.
قد يصعب تشخيص متلازمة مونخهاوزن وبالتالي يصعب تقديم العلاج، ومع هذا لا يمكن الاستغناء عن رعاية المريض طبيا ونفسيا، وذلك من أجل الحفاظ على حياته من الأذى الذي قد يوقع نفسه فيه، ومع الجلسات النفسية مع الطبيب المختص تختلف الأمور إلى الأفضل مع الوقت.
مقالات ذي صلة : متلازمة ديوجانس | تعرف عليها وعلى أعرضها وطرق علاجها
أعراض متلازمة مونخهاوزن
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المصاب بمتلازمة مونخهاوزن[2]، ومنها ما يلي:
- إن الفرد المصاب بمتلازمة مونخهاوزن يحاول بقدر الإمكان خداع الآخرين عن طريق محاكاتهم دائما بأنه مريض، كما يبالغ في شرح المعاناة التي يمر بها نتيجة شعوره بالمرض والضعف.
- قد لا يظهر عليهم الاضطراب العقلي، ولكنهم في الحقيقة هم مصابين بأخطر أنواع الاضطراب العقلي الذي لا يمكن الانتباه له، وهذا نتيجة محاولتهم الدائمة بادعاء المرض والإعاقة لكسب تعاطف فئة كبيرة من المحيطين به.
- فهو كل ما يرغبه الاهتمام والرعاية طوال الوقت، بعيدا عن أي مكاسب مادية أو مالية وبعيدا عن تحقيق أي مصالح شخصية.
- فهم كبعض الأفراد الذين يدعون المرض من أجل الحصول على إجازة مرضية من العمل، أو البعض الآخر الذي يدعي الإعاقة والإصابة من أجل الحصول على مساعدات مادية.
- بعض الحالات المصابة تكون على دراية بالمصطلحات والمعلومات الطبية والمعلومات التي تخص الأمراض، فهو يبحث دائما في الحصول على هذه المعلومات، لأنه عن طريقها يستطيع تصنع وادعاء المرض والإصابة.
- قد تتسم تصرفاته في بعض الأحيان خاصة وقت شرح المعاناة الصحية الزائفة التي يمر بها بالغرابة والغموض، ويصل به الأمر إلى زيارة المستشفيات وعمل التحاليل الطبية لأكثر من مرة، كل مرة يستعين باسم زائف عن المرة السابقة.
- لا يتيح الفرصة لأي شخص محيط به بأن يتحدث مع الطبيب الذي يذهب إليه، أو حتى التحدث مع المستشفى للاطلاع على حالته الصحية.
- إن مصاب متلازمة مونخهاوزن يعاني من اضطراب عقلي كبير، مما قد يبدو عليه في بعض الأحيان بعض الاضطرابات النفسية، خاصة وقت محاولة كشف كذبه.
- قد يصعب علاج الكثير من الحالات خاصة عند استخدام العلاج القياسي، هذه الحالات تزداد سوءا يوما بعد الآخر.
- أكثر الأماكن المفضلة والمحببة لهم هي المستشفى يفضلون المكوث بها أطول وقت ممكن، كما يعاني هؤلاء الأشخاص مع هويتهم وأنفسهم بشكل كبير، فهم لا يحترمون أنفسهم ويظلون طوال الوقت رافضين لها.
صفات المصاب بـ متلازمة مونخهاوزن
- من صفاته الشخصية المجادلة طوال الوقت سواء مع الأطباء أو الممرضين أو أي شخص عامل بالمستشفى.
- كما لديه رغبة عالية أن يقوم بإجراء العمليات الجراحية لأي سبب، فهو كل ما يهمه وضع نفسه في حالة مرضية مؤلمة.
- لا يهمه أراء الآخرين في حالته المرضية ولا يسمح لأحد بأن يصفه بادعاء المرض أو أنه شخص غير مريض.
- هو فقط من يتحدث عن حالته الصحية وعلى الآخرين الاقتناع بما يمر به من معاناة جسمية وعضوية.
- من أعراض الاضطراب لهذه المتلازمة ادعاء المرض والمعاناة البدنية والجسدية على شخص آخر وانه يمر بنفس الحالات التي يمر هو بها، كل هذا من أجل إثبات أنه مريض ويعاني.
- يقدمون على طلب الرعاية الطبية من جهة العمل التي يعملون بها، كما يطلبون من الأشخاص المحيطين بهم العناية والرعاية الطبية بشكل دائم ومستمر.
- وقتها يسعى المريض إلى وضع نفسه في وضع صحي صعب كإيذاء النفس.
- فهم يحاولون إيذاء أنفسهم بشتى الطرق عن طريق تناول بعض العقاقير الطبية المسببة لسيلان الدم أو قد يعطون أنفسهم حقن ضارة كحقن الجازولين والبكتريا والحليب، أو يقومون بجرح أنفسهم جروحا عميقة.
- وبعد التئام هذه الجروح يقومون بفتحها مرة أخرى، وفي بعض الحالات قد يجيد الفرد المصاب بخداع المقربين إليه.
- لدرجة تجعلهم طوال الوقت يبحثون معه عن حلول صحية لحالته، ولكن دون جدوى، وقتها يشعر هذا المصاب بارتياح لمثل هذه الأمور.
- ينشئون لهم تاريخ طبي سابق لحالتهم المرضية، هذا التاريخ غير حقيقي، حيث يوهم من حوله بان تعرض في السابق لمثل هذه الحالة التي يمر بها والتي قد تنبأ عن حدوث مرض خطير له.
- كما يقوم البعض منهم بتزوير السجلات الطبية لإثبات ما يقوله.
- قد يضطر في بعض الأحيان إلى القيء أو إلى التشنج والإغماء، ويرجى العلم أن كل ما يفعله من هذا القبيل ليس له علاقة بالمرض العضوي.
- التلاعب بالأدوات الطبية التي تقيس حالتهم الصحية، وهذا مثل وضع جهاز درجة الحرارة في ماء ساخن أو وضع بعض قطرات من الدم في عينة البول.
أسباب الإصابة بمتلازمة الاضطراب مونخهاوزن
قد يرجع المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية الإصابة لعدد مختلف من الأسباب، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- تعرض الشخص للكثير من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب الحاد في مختلف مراحل حياته أدت في النهاية للإصابة بمتلازمة مونخهاوزن.
- تعرض الفرد لعقدة منذ الطفولة، هذه العقدة قد تتمثل في المعاملة السيئة والقاسية من أحد آبائه، لدرجة جعلته محرما من الحب والحنان طوال الوقت، محاولا طوال الوقت تعويض هذا الحب والحنان في جذب انتباه واهتمام الآخرين به بادعائه المرض.
- خسارة المصاب شخصا عزيزا على قلبه ومؤثرا في حياته نتيجة إصابة هذا الشخص بمرض خطير أو إهمال هذا الشخص في مرضه، وأدي فقده إلى إصابته ببعض الاضطرابات النفسية، هذه الاضطرابات تم إهمالها بشكل كبير الأمر الذي أدى في النهاية إلى إصابته بمتلازمة مونخهاوزن.
- قد يكون هذا الشخص تعرض للاعتداء الجسدي والجنسي منذ مرحلة الطفولة، هذا الاعتداء لم يتم معالجته نفسيا وإزالة آثاره حتى تحول إلى مشاكل داخلية والتي تحولت بدورها إلى مشكلات نفسية معقدة أو مشكلات عقلية.
- إصابته بمرض خطير منذ الصغر، ومر من خلال هذا المرض بالعديد من التحديات والصعوبات.
- قلة الثقة بالنفس، وقلة الاختلاط والانغماس مع الآخرين داخل الحياة الاجتماعية.
- في بعض الحالات المصابة تم إرجاع السبب فيها إلى رغبة الشخص المريض بالارتباط والاتصال بالأطباء.
- إصابة هذا الفرد بهذا المرض من قبل الأمر الذي أدى إلى اهتمام الآخرين به طوال الوقت، ولكن مع الشفاء يقل هذا الاهتمام، ولان رغبته الدائمة هي الحصول على اهتمام الآخرين، يسعى إلى تجديد الإصابة.
- العمل فترة زمنية طويلة داخل المستشفيات والرعاية الصحية، والتعامل مع المرضى والأطباء طوال الوقت.
تشخيص الإصابة بمتلازمة مونخهاوزن
- تجمع الآراء على أن متلازمة مونخهاوزن تشخيصها يعد أمراً في منتهى الصعوبة خاصة في بعض الحالات المتأخرة، حيث أنهم ماهرون للغاية في ادعاء المرض العضوي والجسدي، فهم يتفننون في تصنع المرض، إذ أنهم قد يصل بهم الحال إلى إيذاء أنفسهم بالفعل لإثبات ما يدعون.
- وفي هذا الوقت يقع بالطبيب النفسي المعالج في بؤرة التساؤل حول كون ذلك المريض مصاب في جسده فعليا أم يدعي الإصابة، ولكن الأمر الذي يسهل عملية التشخيص هو اعتراف الشخص نفسه بما يفعله، وهذا الأمر أيضا ليس باليسير.
ولكن في النهاية يمكن القول إن التشخيص يعتمد على قوة وتمكن الطبيب المختص في متابعة وملاحظة الآتي:
- متابعة المريض بشكل دائم من أجل التأكد من صحة ما يقوله.
- التأكد من وجود تاريخ مرضي سابق له.
- التأكد من صحة الأوراق التي يقدمها له لإثبات مرضه، خاصة انه قد يستعين المريض في بعض الأحيان لتغيير اسمه أثناء التردد على المستشفيات والمراكز الصحية.
- التعرف على سبب منطقي الذي أدى إلى إصابته.
- إتباع مسار المرض لديه ومدى استجابته للعلاج، بالإضافة إلى متابعة تلقيه العلاج بانتظام ومتابعة النتائج العلاجية.
- متابعة التحاليل والأشعة باستمرار ومقارنتها بالتحاليل والأشعة السابقة والتعرف على إذا كان هناك تناقض أم لا.
- محاولة التواصل مع أسرته والأشخاص المحيطين به باستمرار وبشكل دائم، محاولا التعرف على كل شيء يخصه من وجهة نظر كل فرد فيهم.
- كما يتم التعرف على كل الخبرات الايجابية منها والسلبية التي مر بها في مرحلة الطفولة.
- إذا أبدى الشخص رفضه للطبيب النفسي التواصل مع المستشفيات وأماكن التحاليل، فلابد من الانتباه هنا من أن هناك شيء يريد إخفاءه.
- مواجهة المريض عند إثبات إيذائه لنفسه وادعائه المرض.
- من الأشياء التي قد يستخدمها الطبيب هي معايير الاضطراب الوقتي، وهذا يتم في الدليل الأخصائي والتشخيصي للاضطراب العقلي، والذي عملت على نشره الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
علاج متلازمة مونخهاوزن
- قد يكون العلاج صعبا شيئا ما، كما الحال في التشخيص، فالمريض بمتلازمة مونخهاوزن يرغب دائما في جعل حاله مريض وضعيف طوال الوقت من أجل الحصول على الاهتمام والرعاية، لذا فإن الاهتمام به ورعايته قد يجعله حريصا على إبقاء نفسه في هذه الحالة كثيرا.
- قد يصعب على المصابين بهذا النوع من الاضطراب العقلي تقبل فكرة إصابتهم بمتلازمة مونخهاوزن، فإذا قدم الطبيب على مصارحته بهذا، فإن هذا المريض قد يثور للغاية غاضبا ومدافعا عن ذاته.
- وفي بعض الحالات ينهي المريض علاقته بالطبيب، لذا من الحكمة التي يقوم بها الأطباء المتميزين تقبل فكرة الشكوى الزائفة دون مواجهته بحقيقة الأمر.
- يتم تعزيز بعض السلوكيات الايجابية نحو الشفاء دون الانتباه للعلامات المرضي، وعمل خطة علاجية متكاملة، تعطي للطبيب وحده حق التصرف مع المريض.
- كما يفضل منع أي زيارات للمريض في هذه الفترة، ويتم متابعته حالته الجسدية والنفسية تحت إشرافه هو ومجموعة الأطباء المختصين في العلاج.
- الاستعانة ببعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.
- وبالنسبة للعلاج النفسي يكون عن طريق التحدث وإخراج كافة المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها المريض، تساعد كثيرا في تخفيف حدة التوتر والقلق لديه.
- بعض الحالات المرضية يفضل أن يتم علاجها داخل مصحة نفسية تحت إشراف طقم طبي متكامل، وهذا من أجل المتابعة الدائمة لحالة المريض حتى تمام الشفاء.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا