هوس نتف الشعر | الأسباب | احدث طرق العلاج لعام 2024

ما هو اضطراب هوس نتف الشعر

تم وضع عدة تعريفات لاضطراب هوس نتف الشعر(Trichotillomania) ^[1] من بينها أنه اضطراب نفسي يكون لاإرادي عن المريض يجعله يقوم بشد أو نتف شعر جسمه بشكل متكرر ولاإرادي، وما يزيد من خطورة هذا الاضطراب هو عدم قدرة المريض على التحكم في سلوكياته.

لم يكن اضطراب شد خصل الشعر من الاضطرابات النفسية المعروفة حتى وقت قريب، ومع بداية القرن الواحد العشرين تم وضع أسس ومبادئ هذا الاضطراب، من خلال تحديد الأعراض وطرق العلاج، بالإضافة الى النظريات المفسرة له.

تم تصنيف هذا الاضطراب النفسي في فئة الاضطرابات النفسية المتعلقة بالتحكم في الرغبات غير المنضبطة، وهو ما يعني أنه يتعلق برغبة غير قادر على السيطرة عليها وهي نتف الشعر من أماكن مختلفة بالجسم بشكل لاإرادي ومتكرر قد يصدر عنه ألم للمريض، لكنه لا يستطيع التوقف.

وعلى الرغم من التعامل معه كمرض نفسي يتسبب فيه خلل في الأداء المعرفي والوجداني للمريض؛ إلا أن كثير من مرضى هوس نتف الشعر لا يتعاملون معه كمرض، بل كعادة دون أن يدرون بمضاعفاتها، أو أسبابها.

مقالات ذي صلة: متلازمة مونخهاوزن ماهي وأسبابها وطرق علاجها

أعراض هوس شد الشعر

يعتبر هوس شد الشعر أو نتفه من الاضطرابات النفسية التي ترتبط بظهور أعراض ملحوظة، وتتطور هذه الأعراض مع تطور الحالة، كما أن لكل حالة أعراض خاصة بها، فالحالات المتوسطة تصل حدة نتف الشعر بها الى 15 مرة نتف للشعر في الأسبوع، بالإضافة إلى الحالات القليلة.

أما في حالة إذا كان الاضطراب شديد؛ فهنا تكون السيطرة على عملية نتف الشعر غير محكومة، فيمكن أن تصل عدد مرات شد الشعر الى ما يزيد عن 30 مرة، وتكون بشكل ملحوظ ويمكن أن تصل الى إزالة مناطق كاملة من الجسم من الشعر.

من أعراض هوس نتف الشعر^[2]:

• القيام بعدد كبير من مرات شد الشعر من مناطق مختلفة من الجسم، دون تفسير ذلك بأي أمراض أخرى نفسية أو جسدية.
• الاصابة بالتوتر والقلق، وعدم القدرة على اتزان السلوك الانفعالي قبل القيام بشد الشعر.
• الشعور بالهدوء والاتزان بعد القيام بعملية نتف الشعر.
• النفور من أي شخص يعلق على تصرف المريض عند القيام بنتف شعره، كما أنه يفضل دائماً العزلة عن الناس للقيام بهذه التصرفات.

تشخيص اضطراب هوس نتف الشعر

يقوم الطبيب المتخصص بعدة خطوات لتحديد مدى وجود الاضطراب وحدته، أو إذا كان المريض يعاني من أي خلل نفسي أو جسدي آخر يتسبب له في هذه التصرفات اللاإرادية، ومن هذه الخطوات:

• التحدث بشكل هادئ مع المريض للتعرف على أسباب قيامه بذلك.
• تشخيص كمية الشعر المفقودة.
• عمل الفحوصات الطبية للتعرف على إمكانية وجود أي مشكلات صحية يعاني منها المريض.
• عمل اختبارات نفسية من خلال عدة مقاييس نفسية لقياس نسبة القلق والتوتر، للتعرف على الحالة النفسية للمريض.
• يستخدم الطبيب النفسي غالباً المقاييس النفسية وفقاً للدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

أنواع اضطراب هوس نتف الشعر

توجد ثلاثة أنواع رئيسية لهوس نتف الشعر^[3] وهي:

• هوس النتف الاندفاعي

وهو اندفاع المريض في القيام بنتف الشعر كاستجابة لدافع أو رغبة كامنة لديه تلح عليه للاستجابة لها، وبعد الانتهاء من نتف الشعر يشعر بالهدوء، ولكنه بعد فترة يشعر بالتوتر والحزن لما فعل.

• اضطراب النتف القهري

بمعني ان القيام بنتف الشعر يكون بشكل قهري، يشبه الى حد كبير الاستجابة القهرية لبعض الوساوس، أو ما يعرف بالوسواس القهري، وهنا لا تتحقق رغبة معينة، بل يكون الهدف هو مجرد التخلص من القلق والتوتر الذي يصيب الشخص إذا لم يقم بهذه التصرفات.

• نتف الشعر التلقائي

بمعنى أن السلوك الخاص بنتف الشعر هو سلوك لاإرادي وتلقائي يقوم به المريض دون وعي، فهو يكون غير قهري، وغير اندفاعي، ولكنه يكون بشكل لاإرادي.

علاج هوس نتف الشعر

على الرغم من أن هذا الاضطراب تم تفسيره بشكل علمي ونفسي في عدد كبير من مؤلفات علم النفس الحديث؛  إلا أنه لم يتم حتى الآن وضع نظريات خاصة بعلاج هذا الاضطراب النفسي، ولكن غالباً يتم التعامل بنفس أساليب العلاج النفسي المتبعة مع الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري والهوس.

أما عن الخطوات العلاجية الفعلية التي يتم تطبيقها في عدد كبير من مراكز العلاج النفسي، ومن قبل الأخصائيين النفسيين:

• التعامل النفسي لتشجيع المريض على الاستمرار في البرنامج العلاجي منذ الخطوة الأولى وحتى انتهاء البرنامج العلاجي الخاص به.
• استخدام العلاج السلوكي المعرفي فالأخصائي النفسي يبدأ في تأهيل المريض على ضرورة استبدال نتف الشعر بسلوك آخر، أو عقاب نفسه في كل مرة يقوم بهذا السلوك، وهنا تنشأ علاقة عداوة بين المريض وبين هذا الاضطراب ليبدأ في الوعي في كل مرة يقبل عليه ويتجنبه.
• ضرورة تغيير الوضع، بمعنى أنه عند قيام المريض بنتف الشعر وهو واقف، فلابد أن يتحرك من مكانه، ولو كان نائماً يستيقظ من نومه، من أجل تنبيه العقل بهذا السلوك فينصرف عنه.
• العلاج المعرفي ويهدف هذا النوع من العلاج الى تغيير الأنماط المعرفية الموجودة في ذهن المريض، فغالباً توجد لدى المريض بعض الأنماط المعرفية حول هوس نتف الشعر، حيث يربط بين هذا الاضطراب وبين الحصول على الهدوء والاتزان والاستقرار النفسي.
• التأهيل النفسي والسلوكي بعد الانتهاء من برنامج العلاج له تأثير فعال على اتزان سلوكيات واستجابات المريض النفسية والمعرفية، وعدم عودته لهذا الاضطراب السلوكي مرة أخرى.

أدوية خاصة بهوس شد الشعر

التعامل الطبي والنفسي مع هذا الاضطراب يتشابه الى حد كبير مع جميع الاضطرابات النفسية المسببة لأفعال لاإرادية أو اضطرارية أو قهرية، مثل الوسواس القهري والرهاب، حيث يتم وصف أدوية مهدئة أو مضادة للاكتئاب من أجل مساعدة المريض على تخطي هذا السلوك.

وغالبا ما يتم وصف بعض الأدوية المهدئة مثل

• كلُومِيبْرامين (أنافرانيل) هو دواء مضاد للاكتئاب يتم وصفه كمهدئ للمريض حتى يبتعد عن القيام بنتف الشعر دون الشعور بالتوتر أو القلق.
• أسيتيل سيستين وهو أحد الأحماض الأمينية التي تم اكتشافها كعلاج فعال في علاج اضطراب هوس نتف الشعر، حيث أن الحمض الأميني يعمل على التأثير على الناقلات العصبية التي تعمل بالدماغ في تحديد الحالة المزاجية.
• اولانزابين (زيبركسا) وهو أحد أدوية مرض الذهان، وأثبت فاعليته في علاج اضطراب هوس نتف الشعر.

وعلى الرغم من أهمية هذه الأدوية في حل مشكلات كثيرة تتعلق باضطراب هوس نتف الشعر؛ إلا أنه لابد من استخدامها تحت استشارة الطبيب، بالإضافة الى وجود الكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن تتعارض مع الصحة العامة للمريض.

كما أنه لابد من التأكيد على أنه كلما كان العلاج مبكراً لهذا الاضطراب، كلما كان من السهل الشفاء التام منه، خاصة مع أن هوس نتف الشعر هو أحد الاضطرابات النفسية التي تزيد خطورة مع الوقت، ويمكن أن يقوم المريض بممارسة الأنشطة الرياضية المساعدة على الاسترخاء والاتزان.

بالإضافة الى أهمية طلب الدعم من الأسرة أو الاصدقاء، وتحديد نشاط محبب يقوم المريض به للتخلص من الرغبات التي تدفعه الى شد الشعر.