اضطراب فرط النشاط نوع من أنواع الاضطرابات التي تصيب الأطفال، مما قد يسبب قلق للآباء والأمهات تجاه الطفل المصاب، وذلك نتيجة حركته المفرطة والزائدة عن الطبيعي لدرجة تصل إلى التهور والعدوانية تجاه الآخرين بل وتجاه نفسه، وأيضا تجاه ألعابه وما يمتلكه من أشياء، وهذا النوع من الاضطراب يؤثر بشكل سلبي على الطفل.
تعريف اضطراب فرط النشاط
يعرف على أنه حالة جسدية تجعل الشخص المصاب نشيطاً بشكل كبير إذا ما قورن بشخص عادي.
كما يعرف على أنه اضطراب مصحوب بنقص في الانتباه وتشتت الذهن والتفكير يصيب عدد كبير من الأطفال مرورا بسن الطفولة إلى سن البلوغ، مما يدفعهم للقيام بتصرفات متهورة مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، كما يؤثر على طريقة تعاملهم مع الآخرين.
أعراض اضطراب فرط النشاط
تختلف درجة الإصابة بمرض اضطراب فرط النشاط من فرد إلى آخر، كما تختلف بين الذكور والإناث إذ أن نسبة الإصابة في الذكور أعلى منها في الإناث.
وقد تظهر أعراض وعلامات فرط النشاط بداية من سن الحادية عشر، كما تظهر في بعض الحالات الأخرى في سن مبكرة من عمر الطفولة أي قبل سن العاشرة، وتظهر الأعراض في صورة تشتت الانتباه وزيادة في الحركة والنشاط بشكل غير طبيعي وغير مألوف.
وفيما يلي سوف يتم عرض بعض الأعراض والعلامات التي تصاحب اضطراب فرط النشاط والتي تتمثل في الآتي:
قلة الانتباه:
فالطفل المصاب بالحركة والنشاط المستمر والمفرط يجد صعوبة بالغة في القيام بالمهام والأنشطة والواجبات المدرسية المطالب بتنفيذهان بل ويواجه صعوبات في كافة المهام التي تتطلب منه التركيز.
هذا نتيجة فرط النشاط والحركة الزائد عن الطبيعي والمعتاد، مما يجعله يواجه صعوبة في تنفيذ الأوامر لدرجة عدم الانتباه للحوار الموجه له بشكل مباشر.
فهو ذلك الشخص المندفع والذي عادة ما يتعامل مع الآخرين بعدوانية تامة.
الاندفاع والتهور:
تظهر هذه السلوكيات من خلال الممارسات التي يقوم بها داخل الفصل الدراسي، فهو لا يستقر بالمقعد الدراسي، كما لا يستطيع الصبر حتى يأتي دوره، سواء في الإجابة عن الأسئلة أو دوره في القيام ببعض الأنشطة الرياضية المختلفة، فهو الشخص الذي يقاطع الآخرين أثناء التحدث بشكل زائد عن الحد الطبيعي ليتكلم هو.
أسباب اضطراب فرط النشاط
لقد أجمع المتخصصون في مجال الصحة النفسية وعلم النفس أنه يوجد أكثر من سبب وعامل لإصابة الأطفال باضطراب فرط النشاط والحركة، ومن هذه الأسباب ما يلي:
العامل الوراثي:
تتدخل الوراثة بشكل كبير في إصابة الفرد باضطراب فرط النشاط، حيث أنه إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة مصابا بهذا الاضطراب، فإنه ينتقل بلا شك للأجيال الجديدة في العائلة.
وذلك نتيجة اضطراب المواد الكيميائية التي تتواجد داخل دماغ الإنسان والتي تساعده على التحرك والقيام بالنشاط بصورة طبيعية، فيؤدي اضطرابها إلى الإصابة بفرط الحركة وكذلك تشتت الانتباه.
ممارسة بعض العادات السيئة:
وهذا مثل التدخين وتناول الكحوليات وإدمان المخدرات باختلاف أنواعها من قبل الأم خاصة في فترة الحمل، فهذا مما يؤثر بشكل كبير وسلبي على الجنين، كما يزيد من فرصة إصابته بالكثير من الاضطرابات بما في ذلك اضطراب فرط النشاط.
وأيضاً تعرض الطفل لبعض الملوثات البيئية كالرصاص، واستنشاق بعض المواد السامة كالغاز وطلاء الجدران يعمل على تدمير خلايا الدماغ.
كما أن الطفل الذي يولد مبكرا دون اكتمال النمو يتأثر بشكل كبير ويكون معرضا بشكل أكبر للأمراض والاضطرابات.
وكذلك التغذية الغير سليمة، كالإكثار من تناول الشوكولاتة والحلوى، حيث تسهم بشكل كبير في حدوث الإصابة.
أسباب أخرى
بعض الأطفال المصابون بالتوحد قد تظهر عليهم بعض علامات فرط النشاط والحركة.
قد تتعرض بعض الأطفال لبعض الحوادث التي تسبب خلل في تصرفات الفرد وهذا نتيجة إصابة الرأس.
إصابة الطفل بالصرع تجعل لديه حركة زائدة وتشتت في الانتباه والتفكير، وهنا يجب على الطبيب المتخصص تحديد ما إذا كان الطفل مصابا باضطراب فرط الحركة، أم مصاباً بالصرع الذي من أعراضه وعلاماته فرط الحركة الزائد، ليقدم له العلاج المناسب، فكل حالة تختلف عن الأخرى في طريقة العلاج المقدم لها.
علاج الإصابة باضطراب فرط النشاط
يختلف العلاج من فرد إلى فرد آخر، وهذا طبقا لدرجة الإصابة وشدتها، حيث يقوم الطبيب المختص بإتباع بعض الطرق العلاجية والأساليب التي تناسب كل حالة.
كما لا تقتصر عملية العلاج على أسلوب واحد من العلاج فقط بل قد تعتمد خطة العلاج على أكثر من أسلوب؛ حتى يتم العلاج على أكمل وجه.
وفيما يلي سوف نعرض أنواع وأساليب العلاج التي يستخدمها الطبيب لعلاج اضطراب فرط النشاط، وهي كالآتي:
العلاج النفسي:
ويكون عن طريق استخدام العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم عمل جلسات نفسية للشخص المصاب.
هذه الجلسات يساعد فيها الطبيب المريض على التخلص نهائيا من السلوكيات السلبية التي يفعلها ويقوم بها، ليس هذا فحسب بل يساعد الطبيب الشخص المصاب على تحويل هذه السلوكيات السلبية إلى سلوكيات إيجابية تساعد المريض بشكل كبير على القيام بالأعمال والواجبات المنزلية والأنشطة اليومية المختلفة بصورة طبيعية بعيدة عن أي اضطراب.
فالجلسات النفسية التي يبدأها الطبيب النفسي بتمارين الاسترخاء تريح الفرد المصاب، مما يجعله يسرد كل ما في داخله من خلجات وأحاسيس وخبرات سيئة وخبرات جيدة مر بها في حياته.
كل ما يبوح به المريض يساعد الطبيب على تشخيص الحالة بسهولة تامة وتحديد العلاج المناسب، ومن أجل هذا لا يكتفي الطبيب بجلسة واحدة أو جلستين فقط بل قد يتسع الأمر لأكثر من هذا إذا لزم الأمر.
العلاج الكيميائي:
قد لا يستجيب بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط للعلاج النفسي، لذا يلجأ الطبيب هنا إلى إعطاء الطفل بعض العقاقير الطبية المهدئة التي تساعد الطفل على الخضوع والاستجابة للجلسات النفسية.
ومع هذا فإن الطبيب النفسي لا يكتفي بالعقاقير المهدئة، بل قد يستخدم العلاج النفسي مع العلاج الكيميائي، وهذا من خلال وصف بعض الأدوية والعقاقير مثل مضادات الاكتئاب.
بالإضافة إلى أدوية تعمل على تهدئة الطفل وتقليل حركته، وأدوية للمخ والدماغ إذا كان التاريخ المرضي للطفل يرجع إصابته بهذا الاضطراب إلى اضطرابات في الدماغ.
طرق الوقاية من الإصابة باضطراب فرط النشاط
- مساعدة الطفل المصاب على التوقف نهائيا عن تناول الأطعمة الغير مفيدة والتي تسبب له فرط في النشاط والحركة، وهذا مثل تناول الحلوى والبسكوت والشوكولاتة، ويحل محلها الأطعمة المغذية كالخضروات والفاكهة الطازجة التي تعمل على إزالة السموم من الدم كذلك اللحوم والحليب الطازج.
- يجب على الأم الحامل تجنب ممارسة العادات السيئة، وهذا مثل التدخين وتناول الكحوليات وإدمان المخدرات والمهدئات خاصة في فترة الحمل.
- الابتعاد عن الملوثات البيئية كاستنشاق الغازات السامة أو استنشاق طلاء الجدران، كما يجب الابتعاد عن مادة الرصاص لأنها تزيد من الإصابة باضطراب فرط النشاط.
- خلق جو أسري مستقر وهادئ ليساعد على نمو الأطفال بمشاعر إيجابية، فإن احتواء الأطفال وإشعارهم بالحب والحنان والاحتواء يساهم بشكل كبير في تنشئة طفل سوي لا يعاني من أي اضطرابات نفسية.
- يجب أن تهتم الأم أثناء فترة حملها بمتابعة الحمل جيدًا مع طبيب متميز ومختص بالأمراض النسائية، هذا من أجل تحفيز الأم على انتظار الولادة طبيعية، حتى يكتمل نمو الطفل.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا
No Comment! Be the first one.