تغير المزاج المفاجئ هو حالة يشعر فيها الشخص بتغيرات مفاجئة وغير متوقعة في حالته المزاجية، ويمكن أن يظهر هذا التغير في شكل تبدلات سريعة بين الفرح والحزن والانزعاج والاستياء والقلق والاكتئاب والتوتر والعصبية والغضب وغيرها من المشاعر المختلفة. ويمكن أن يؤثر هذا التغير في المزاج على حياة الشخص ويتسبب في صعوبة التركيز والقيام بالأعمال اليومية والتفاعل مع الآخرين بشكل صحيح.
ويعد تغير المزاج المفاجئ أحد الأعراض الشائعة للعديد من الاضطرابات النفسية، مثل اضطرابات الهلع والوسواس القهري واضطرابات الحالة المزاجية الثنائية والاضطرابات النفسية الناجمة عن تعاطي المخدرات والإدمان والعديد من الأمراض النفسية الأخرى.
ويمكن تشخيص تغير المزاج المفاجئ عن طريق استشارة الطبيب المختص وإجراء تقييم شامل للحالة النفسية والجسدية للشخص، ويتطلب علاج تغير المزاج المفاجئ معالجة الاضطراب النفسي الذي يسبب هذه الحالة.
ما هى انواع تغير المزاج المفاجئ فى علم النفس
يمكن تصنيف تغير المزاج المفاجئ إلى عدة أنواع[1]، وفيما يلي بعضها:
1- اضطراب الحالة المزاجية الثنائية: يتميز هذا الاضطراب بتبدلات مفاجئة بين حالة المزاج العالي والمزاج المنخفض، حيث يشعر الشخص بنوبات من الفرح والنشاط والهيجان في حالة المزاج العالي ، ونوبات من الاكتئاب والحزن والتعب في حالة المزاج المنخفض (الاكتئاب).
2- اضطرابات الهلع: يتميز هذا الاضطراب بحالات من الخوف والقلق الشديد التي تأتي فجأة وتصاحبها أعراض جسدية مثل الرجفة والتعرق والصداع وصعوبة التنفس.
3- اضطرابات الوسواس القهري: يتميز هذا الاضطراب بالتفكير الملحوظ في الأفكار المزعجة والشكوك المفرطة والتصرفات المتكررة بشكل مفرط.
4- اضطرابات الشخصية الحدودية: يتميز هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية كثيرة وشديدة ومفاجئة وذلك بسبب عدم القدرة على التعامل مع العواطف بشكل صحي.
5- اضطرابات الإدمان: يصاب الأشخاص المدمنون بتغيرات في المزاج المفاجئة، ويشعرون بالحزن والقلق والتوتر عند توقفهم عن تعاطي المخدرات أو المواد الإدمانية.
وهناك العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى التي يمكن أن تسبب تغير المزاج المفاجئ، ويعد التشخيص الدقيق والعلاج المناسب مهم جداً للتعامل مع هذه الحالة.
لا يمكن تحديد السبب الرئيسي لتغير المزاج المفاجئ، حيث أنه يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل نفسية وجسدية، ومن بين العوامل الشائعة التي تمثل أسبابًا محتملة لتغير المزاج المفاجئ:
- التوتر النفسي والضغوط الحياتية المفرطة.
- الأمراض النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الحالة المزاجية الثنائية وغيرها.
- الاضطرابات الهرمونية كما يحدث في فترات الحيض والحمل وبعد الولادة والانقطاع الدوري.
- التعاطي الزائد للمنبهات والمخدرات والكحول والمواد المسببة للإدمان.
- بعض الأدوية والعلاجات الطبية التي تسبب تغيرات في المزاج.
- الأمراض الجسدية مثل مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية وغيرها.
ويمكن للشخص الذي يعاني من تغير المزاج المفاجئ الحصول على العلاج المناسب من خلال الاستشارة الطبية الخاصة بالصحة النفسية، والتي قد تشمل العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي وغيره. كما يمكن للشخص أن يتخذ بعض الإجراءات اليومية الهامة لتقليل تأثير تغير المزاج المفاجئ، مثل ممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي وتناول الوجبات الغذائية المتوازنة والتخلص من العادات الضارة مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
عوامل زيادة مخاطر تغير المزاج المفاجئ في علم النفس
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ، ومن بين هذه العوامل:
1- الوراثة: يمكن أن يكون للوراثة دور في زيادة مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ، حيث يمكن أن يكون لبعض الجينات دور في تحديد احتمالية تطور بعض الاضطرابات النفسية.
2- التعرض للضغوط النفسية: يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية المفرطة والتعرض للصدمات النفسية إلى زيادة مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ.
3- اضطرابات النوم: يمكن أن يؤدي النوم الغير منتظم وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى زيادة مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ.
4- التعاطي الزائد للمنبهات والمخدرات والكحول: يمكن أن يزيد التعاطي الزائد للمنبهات والمخدرات والكحول من مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ.
5- الأمراض الجسدية: يمكن أن تؤدي بعض الأمراض الجسدية مثل مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية إلى زيادة مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ.
6- الإصابة ببعض الأمراض النفسية: يمكن أن تزيد الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الحالة المزاجية الثنائية من مخاطر تعرض الشخص لتغير المزاج المفاجئ.
يمكن للشخص الذي يشعر بتغيرات مفاجئة في مزاجه الحصول على المساعدة من خلال الاستشارة الطبية الخاصة بالصحة النفسية، واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية من العوامل التي تزيد من خطر تعرضه لتغير المزاج المفاجئ.
مقال ذي صلة: المزاج المتقلب: 7 نصائح للتعامل مع تقلبات مزاجك بحكمة وفعالية؟
دلالات تغير المزاج المفاجئ في علم النفس
تغير المزاج المفاجئ يمكن أن يكون دلالة على وجود مشكلات نفسية أو جسدية، وفيما يلي بعض الدلالات المحتملة لتغير المزاج المفاجئ في علم النفس:
1- الاكتئاب: يمكن أن يكون التبدل المفاجئ في المزاج من الحالة المزاجية العالية إلى المزاج المنخفض دليلاً على تواجد الاكتئاب، ويمكن أن يكون ذلك مصحوبًا بالشعور بالحزن والتشاؤم وفقدان الاهتمام بالحياة.
2- اضطرابات الحالة المزاجية الثنائية: يمكن أن يكون التبدل المفاجئ في المزاج من الحالة المزاجية العالية إلى المزاج المنخفض والعكس دليلاً على وجود اضطرابات الحالة المزاجية الثنائية، ويشمل ذلك الاضطراب الثنائي القطبي واضطراب الحالة المزاجية غير المحدد.
3- اضطرابات القلق: يمكن أن يكون التبدل المفاجئ في المزاج مصحوبًا بالتوتر والقلق والشعور بالاضطراب دليلاً على وجود اضطرابات القلق، ومن بين هذه الاضطرابات اضطراب الهلع واضطراب القلق العام.
4- اضطرابات الشخصية الحدودية: يمكن أن يكون التبدل المفاجئ في المزاج دليلاً على وجود اضطرابات الشخصية الحدودية، ويشمل ذلك الشعور بالقلق والتوتر والانفعالات الشديدة.
5- الإدمان: يمكن أن يكون التبدل المفاجئ في المزاج دليلاً على وجود إدمان على المخدرات أو الكحول أو المنبهات، حيث يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى تغييرات في المزاج والسلوك العنيف.
يجب على الشخص الذي يشعر بتغير المزاج المفاجئ الحصول على العلاج المناسب من خلال الاستشارة الطبية الخاصة بالصحة النفسية، حيث يمكن أن يقدم الاستشاري النفسي إرشادات حول كيفية التعامل مع هذه الحالة وتحديد العلاج الأنسب في الحالة المعينة.
عوامل التخفيف من أعراض تغير المزاج المفاجئ
هناك عدة طرق يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض تغير المزاج المفاجئ[2]، ومن بين هذه الطرق:
1- العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الحديث بالتدريب على المهارات على تخفيف أعراض تغير المزاج المفاجئ، وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة.
2- الأدوية: يمكن للأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للاضطرابات والمثبطات الناخذة للمزاج مثل الليثيوم أن تساعد في تخفيف أعراض تغير المزاج المفاجئ.
3- التغييرات في نمط الحياة: يمكن للتغييرات في نمط الحياة مثل الحفاظ على مواعيد النوم المنتظمة والنوم الكافي وممارسة التمارين الرياضية وتناول وجبات غذائية صحية أن تساهم في تحسين المزاج وتخفيف الأعراض.
4- تقنيات التأمل والاسترخاء: يمكن لتقنيات التأمل والاسترخاء مثل اليوغا والتأمل العميق والتنفس العميق أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج.
5- الدعم الاجتماعي: يمكن أن يساعد الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع في الشعور بالدعم والتشجيع وتخفيف الشعور بالوحدة والعزلة.
يجب على الشخص الذي يشعر بتغير المزاج المفاجئ الحصول على العلاج المناسب من خلال الاستشارة الطبية الخاصة بالصحة النفسية، ويمكن تحديد العلاجات الأكثر فعالية في حالته المعينة.
6- التحدث مع مستشار نفسي: يمكن أن يساعد التحدث مع مستشار نفسي في فهم المشاعر والأفكار التي تسبب تغير المزاج المفاجئ وتعلم تقنيات التعامل معها.
7- الاهتمام بالنشاطات التي تحبها: يمكن أن يساعد الاهتمام بالنشاطات التي تحبها وتمضيتها بانتظام في تحسين المزاج والشعور بالسعادة والرضا.
8- تجنب المؤثرات السلبية: يجب تجنب المؤثرات السلبية مثل التعرض للإجهاد المفرط والأشخاص السلبيين والمواقف المحفزة للقلق والتوتر.
9- الاهتمام بصحة الجسم: يمكن للعناية بصحة الجسم وتناول وجبات غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي أن تساعد في تحسين المزاج وتخفيف الأعراض.
10- التحدث مع الطبيب: يجب استشارة الطبيب في حالة استمرار تغير المزاج المفاجئ لفترة طويلة أو في حالة توقف العلاج عن العمل، حيث يمكن أن يحدد الطبيب التشخيص الصحيح والعلاج المناسب للحالة.
ما هي الخطوات التي يمكنني اتباعها للحصول على مستشار نفسي؟
إذا كنت ترغب في الحصول على مستشار نفسي، فيمكن اتباع الخطوات التالية:
1- البحث عن مستشار نفسي: يمكن البحث عن مستشار نفسي من خلال الإنترنت أو الدليل الهاتفي أو من خلال الإحالة من قبل الطبيب أو المركز الصحي.
2- التحقق من ترخيص المستشار النفسي: يجب التحقق من ترخيص المستشار النفسي ومدى حصوله على الشهادات اللازمة لممارسة العمل.
3- الاتصال بالمستشار النفسي: يمكن الاتصال بالمستشار النفسي لتحديد موعد للمقابلة الأولية والتعرف على الطريقة التي يعمل بها المستشار.
4- المقابلة الأولية: يتم خلال المقابلة الأولية التعرف على الشخصية والأهداف والمشاكل التي يواجهها الشخص وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.
5- جدولة جلسات علاجية: يتم جدولة الجلسات العلاجية بناءً على الخطة العلاجية المحددة خلال المقابلة الأولية والتي تتم بشكل منتظم.
6- الالتزام بالعلاج: يجب الالتزام بالعلاج والحضور بانتظام إلى الجلسات العلاجية وتطبيق التوصيات والإرشادات التي يقدمها المستشار النفسي.
يجب أن تكون مستعدًا للتحدث عن المشاعر والأفكار الشخصية مع المستشار النفسي، ويمكن أن تستغرق العلاجات النفسية وقتًا قبل تحقيق النتائج المرجوة.
رجاء ضع تقييمك للمحتوى فهو يساعدنا لفهم جودة عملنا